تفسير الآية - القول في معنى قوله تعالى : ولقد تركناها آية فهل من مدكر ..

  1. تفسير السعدي
  2. تفسير البغوي
  3. التفسير الوسيط
  4. تفسير ابن كثير
  5. تفسير الطبري
الفسير الوسيط | التفسير الوسيط للقرآن الكريم للطنطاوي | تأليف شيخ الأزهر محمد سيد طنطاوي (المتوفى: 1431هـ) : ويعتبر هذا التفسير من التفاسير الحديثة و القيمة لطلاب العلم و الباحثين في تفسير القرآن العظيم بأسلوب منهجي سهل و عبارة مفهومة, تفسير الآية 15 من سورة القمر - التفسير الوسيط .
  
   

﴿ وَلَقَد تَّرَكْنَاهَا آيَةً فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ﴾
[ سورة القمر: 15]

معنى و تفسير الآية 15 من سورة القمر : ولقد تركناها آية فهل من مدكر .


تفسير الجلالين التفسير الميسر تفسير السعدي
تفسير البغوي التفسير الوسيط تفسير ابن كثير
تفسير الطبري تفسير القرطبي إعراب الآية

تفسير السعدي : ولقد تركناها آية فهل من مدكر


{ وَلَقَدْ تَرَكْنَاهَا آيَةً فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ }- أي: ولقد تركنا قصة نوح مع قومه آية يتذكر بها المتذكرون، على أن من عصى الرسل وعاندهم أهلكه الله بعقاب عام شديد، أو أن الضمير يعود إلى السفينة وجنسها، وأن أصل صنعتها تعليممن الله لعبده نوح عليه السلام، ثم أبقى الله تعالى صنعتها وجنسها بين الناس ليدل ذلك على رحمته بخلقه وعنايته، وكمال قدرته، وبديع صنعته، { فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ } ؟- أي: فهل من متذكر للآيات، ملق ذهنه وفكرته لما يأتيه منها، فإنها في غاية البيان واليسر؟

تفسير البغوي : مضمون الآية 15 من سورة القمر


( ولقد تركناها ) يعني : [ الفعلة التي ] فعلنا ( آية ) يعتبر بها .
وقيل: أراد السفينة .
قال قتادة : أبقاها الله [ بباقر دي ] من أرض الجزيرة .
عبرة وآية حتى نظرت إليها أوائل هذه الأمة ( فهل من مدكر ) أي : متذكر متعظ معتبر خائف مثل عقوبتهم .
أخبرنا عبد الواحد المليحي ، أخبرنا أحمد بن عبد الله النعيمي ، أخبرنا محمد بن يوسف ، حدثنا محمد بن إسماعيل ، حدثنا أبو نعيم ، حدثنا زهير عن أبي إسحاق أنه سمع رجلا سأل الأسود عن قوله : " فهل من مدكر " أو مذكر ؟ قال : سمعت عبد الله يقرؤها " فهل من مدكر " ، وقال : سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقرؤها : " فهل من مدكر " دالا .

التفسير الوسيط : ولقد تركناها آية فهل من مدكر


أى: ولقد تركنا فعلتنا بقوم نوح، وإهلاكنا لهم، آية وعلامة لمن بعدهم.
وعظة وعبرة لمن يعتبر ويتعظ بها.
ويؤيد هذا المعنى قوله-تبارك وتعالى-: وَقَوْمَ نُوحٍ لَمَّا كَذَّبُوا الرُّسُلَ أَغْرَقْناهُمْ وَجَعَلْناهُمْ لِلنَّاسِ آيَةً ...
ويصح أن يكون الضمير بعود إلى السفينة.
أى: ولقد أبقينا هذه السفينة من بعد إهلاك قوم نوح، علامة وعبرة لمن يشاهدها.
ويؤيد هذا المعنى قوله-تبارك وتعالى-: فَأَنْجَيْناهُ وَأَصْحابَ السَّفِينَةِ، وَجَعَلْناها آيَةً لِلْعالَمِينَ .
قال القرطبي: قوله: وَلَقَدْ تَرَكْناها آيَةً ...
يريد هذه الفعلة عبرة.
وقيل: أراد السفينة، تركها آية لمن بعد قوم نوح يعتبرون بها فلا يكذبون الرسل..قال قتادة: أبقاها الله-تبارك وتعالى- بباقردى، من أرض الجزيرة- قرب الموصل بالعراق- لتكون عبرة وآية، حتى نظر إليها أوائل هذه الأمة، وكم من سفينة صارت بعدها رمادا ....ويبدو لنا أن الآية الكريمة تتسع للرأيين فهذه العقوبة التي أنزلها- سبحانه - بقوم نوح- عليه السلام- بقيت عبرة لمن بعدهم لينزجروا، ويكفوا عن تكذيب الرسل، كما أن السفينة قد أبقاها- سبحانه - بعد إغراقهم إلى الزمن الذي قدره وأراده، لتكون- أيضا- عبرة وعظة لغيرهم.
والاستفهام في قوله: فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ للحض على التذكر والاعتبار، ولفظ مُدَّكِرٍ أصله مذتكر من الذّكر الذي هو ضد النسيان، فأبدلت التاء دالا مهملة، وكذا الذال المعجمة ثم أدغمت فيها، ومنه قوله-تبارك وتعالى-: وَقالَ الَّذِي نَجا مِنْهُما وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ ...
أى: وتذكر بعد نسيان.
أى: ولقد تركنا ما فعلناه بقوم نوح عبرة، فاعتبروا بذلك- أيها الناس-، وأخلصوا لله-تبارك وتعالى- العبادة والطاعة، لتنجوا من غضبه وعقابه..

تفسير ابن كثير : شرح الآية 15 من سورة القمر


وقوله : { ولقد تركناها آية } قال قتادة : أبقى الله سفينة نوح حتى أدركها أول هذه الأمة . والظاهر أن المراد من ذلك جنس السفن ، كقوله تعالى : { وآية لهم أنا حملنا ذريتهم في الفلك المشحون وخلقنا لهم من مثله ما يركبون } [ يس : 41 ، 42 ] . وقال { إنا لما طغى الماء حملناكم في الجارية لنجعلها لكم تذكرة وتعيها أذن واعية } [ الحاقة : 11 ، 12 ] ; ولهذا قال هاهنا : { فهل من مدكر } أي: فهل من يتذكر ويتعظ ؟
قال الإمام أحمد : حدثنا حجاج ، حدثنا إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن الأسود ، عن ابن مسعود ، قال : أقرأني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - { فهل من مدكر } فقال رجل : يا أبا عبد الرحمن ، مدكر أو مذكر ؟ قال : أقرأني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : { مدكر }
وهكذا رواه البخاري : حدثنا يحيى ، حدثنا وكيع ، عن إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن الأسود بن يزيد ، عن عبد الله قال : قرأت على النبي - صلى الله عليه وسلم - : { فهل من مذكر } فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : { فهل من مدكر }
وروى البخاري أيضا من حديث شعبة ، عن أبي إسحاق ، عن الأسود ، عن عبد الله ، قال : كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقرأ : { فهل من مدكر } .
وقال : حدثنا أبو نعيم ، حدثنا زهير ، عن أبي إسحاق ; أنه سمع رجلا يسأل الأسود : { فهل من مدكر } أو } مذكر } ؟ قال : سمعت عبد الله يقرأ : { فهل من مدكر } . وقال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقرؤها : { فهل من مدكر } دالا .
وقد أخرج مسلم هذا الحديث وأهل السنن إلا ابن ماجه ، من حديث أبي إسحاق .

تفسير الطبري : معنى الآية 15 من سورة القمر


القول في تأويل قوله تعالى : وَلَقَدْ تَرَكْنَاهَا آيَةً فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ ( 15 )يقول تعالى ذكره: ولقد تركنا السفينة التي حملنا فيها نوحا ومن كان معه آية, يعني عِبْرة وعظة لمن بعد قوم نوح من الأمم ليعتبروا ويتعظوا, فينتهوا عن أن يسلكوا مسلكهم في الكفر بالله, وتكذيب رسله, فيصيبهم مثل ما أصابهم من العقوبة.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:حدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قتادة, قوله ( وَلَقَدْ تَرَكْنَاهَا آيَةً فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ ) قال: أبقاها الله بباقَردى من أرض الجزيرة, عبرة وآية, حتى نظرت إليها أوائل هذه الأمة نظرا, وكم من سفينة كانت بعدها قد صارت رمادا.
حدثنا ابن عبد الأعلى, قال: ثنا ابن ثور, عن معمر, عن قتادة, في قوله ( وَلَقَدْ تَرَكْنَاهَا آيَةً ) قال: ألقى الله سفينة نوح على الجوديّ حتى أدركها أوائل هذه الأمة.
قال: ثنا ابن ثور, عن معمر, عن مجاهد, أن الله حين غرّق الأرض, جعلت الجبال تشمخ, فتواضع الجوديّ, فرفعه الله على الجبال, وجعل قرار السفينة عليه.
وقوله ( فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ ) يقول: فهل من ذي تذكر يتذكر ما قد فعلنا بهذه الأمة التي كفرت بربها, وعصت رسوله نوحا, وكذبته فيما أتاهم به عن ربهم من النصيحة, فيعتبر بهم, ويحذر أن يَحل به من عذاب الله بكفره بربه, وتكذيبه رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم, مثل الذي حلّ بهم, فينيب إلى التوبة, ويراجع الطاعة.
وأصل مدّكر: مفتعل من ذكر, اجتمعت فاء الفعل, وهي ذال, وتاء وهي بعد الذال, فصيرتا دالا مشدّدة, وكذلك تفعل العرب فيما كان أوّله ذالا يتبعها تاء الافتعال يجعلونهما جميعا دالا مشدّدة, فيقولون: ادّكرت ادكارًا, وإنما هو اذتكرت اذتكارا, وفهل من مذتكر, ولكن قيل: ادكرت ومدّكر لما قد وصفت, قد ذُكر عن بعض بني أسد أنهم يقولون في ذلك مذّكر, فيقلبون الدال ويعتبرون الدال والتاء ذالا مشددة, وذُكر عن الأسود بن يزيد أنه قال: قلت لعبد الله بن مسعود: فهل من مدّكر, أو مذّكر, فقال: أقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( مُذَّكر ) يعنى بذال مشددة.
وبنحو الذي قلنا في ذلك أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد في قوله ( فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ ) قال: المدّكر: الذي يتذكر, وفي كلام العرب: المذكر: المتذكر.
حدثنا ابن حُميد, قال: ثنا مهران, عن سفيان ( فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ ) قال: فهل من مذّكر.

ولقد تركناها آية فهل من مدكر

سورة : القمر - الأية : ( 15 )  - الجزء : ( 27 )  -  الصفحة: ( 529 ) - عدد الأيات : ( 55 )

تفسير آيات من القرآن الكريم

  1. تفسير: والطير محشورة كل له أواب
  2. تفسير: وسيق الذين كفروا إلى جهنم زمرا حتى إذا جاءوها فتحت أبوابها وقال لهم خزنتها ألم
  3. تفسير: لنحيي به بلدة ميتا ونسقيه مما خلقنا أنعاما وأناسي كثيرا
  4. تفسير: أصطفى البنات على البنين
  5. تفسير: فما بكت عليهم السماء والأرض وما كانوا منظرين
  6. تفسير: ولا تخزني يوم يبعثون
  7. تفسير: قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم أو من تحت أرجلكم أو
  8. تفسير: قل أرأيتكم إن أتاكم عذاب الله بغتة أو جهرة هل يهلك إلا القوم الظالمون
  9. تفسير: حتى إذا جاء أمرنا وفار التنور قلنا احمل فيها من كل زوجين اثنين وأهلك إلا
  10. تفسير: قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم ألا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا ولا تقتلوا

تحميل سورة القمر mp3 :

سورة القمر mp3 : قم باختيار القارئ للاستماع و تحميل سورة القمر

سورة القمر بصوت ماهر المعيقلي
ماهر المعيقلي
سورة القمر بصوت سعد الغامدي
سعد الغامدي
سورة القمر بصوت عبد  الباسط عبد الصمد
عبد الباسط
سورة القمر بصوت أحمد العجمي
أحمد العجمي
سورة القمر بصوت محمد صديق المنشاوي
المنشاوي
سورة القمر بصوت محمود خليل الحصري
الحصري
سورة القمر بصوت مشاري راشد العفاسي
مشاري العفاسي
سورة القمر بصوت ناصر القطامي
ناصر القطامي
سورة القمر بصوت فارس عباد
فارس عباد
سورة القمر بصوت ياسر لدوسري
ياسر الدوسري

,

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب