تفسير الآية - القول في معنى قوله تعالى : قل أرأيتم إن أخذ الله سمعكم وأبصاركم ..

  1. تفسير السعدي
  2. تفسير البغوي
  3. التفسير الوسيط
  4. تفسير ابن كثير
  5. تفسير الطبري
الفسير الوسيط | التفسير الوسيط للقرآن الكريم للطنطاوي | تأليف شيخ الأزهر محمد سيد طنطاوي (المتوفى: 1431هـ) : ويعتبر هذا التفسير من التفاسير الحديثة و القيمة لطلاب العلم و الباحثين في تفسير القرآن العظيم بأسلوب منهجي سهل و عبارة مفهومة, تفسير الآية 46 من سورةالأنعام - التفسير الوسيط .
  
   

﴿ قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ اللَّهُ سَمْعَكُمْ وَأَبْصَارَكُمْ وَخَتَمَ عَلَىٰ قُلُوبِكُم مَّنْ إِلَٰهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُم بِهِ ۗ انظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ ثُمَّ هُمْ يَصْدِفُونَ﴾
[ سورة الأنعام: 46]

معنى و تفسير الآية 46 من سورة الأنعام : قل أرأيتم إن أخذ الله سمعكم وأبصاركم .


تفسير الجلالين التفسير الميسر تفسير السعدي
تفسير البغوي التفسير الوسيط تفسير ابن كثير
تفسير الطبري تفسير القرطبي إعراب الآية

تفسير السعدي : قل أرأيتم إن أخذ الله سمعكم وأبصاركم


يخبر تعالى، أنه كما أنه هو المتفرد بخلق الأشياء وتدبيرها، فإنه المنفرد بالوحدانية والإلهية فقال: قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ اللَّهُ سَمْعَكُمْ وَأَبْصَارَكُمْ وَخَتَمَ عَلَى قُلُوبِكُمْ فبقيتم بلا سمع ولا بصر ولا عقل مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِهِ فإذا لم يكن غير الله يأتي بذلك، فلم عبدتم معه من لا قدرة له على شيء إلا إذا شاءه الله.
وهذا من أدلة التوحيد وبطلان الشرك، ولهذا قال: انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ أي: ننوعها، ونأتي بها في كل فن، ولتنير الحق، وتتبين سبيل المجرمين.
ثُمَّ هُمْ مع هذا البيان التام يَصْدِفُونَ عن آيات الله، ويعرضون عنها.

تفسير البغوي : مضمون الآية 46 من سورة الأنعام


قوله تعالى : ( قل أرأيتم ) أيها المشركون ، ( إن أخذ الله سمعكم ) حتى لا تسمعوا شيئا أصلا ( وأبصاركم ) حتى لا تبصروا شيئا ، ( وختم على قلوبكم ) حتى لا تفقهوا شيئا ولا تعرفوا مما تعرفون من أمور الدنيا ، ( من إله غير الله يأتيكم به ) ولم يقل بها مع أنه ذكر أشياء ، قيل: معناه يأتيكم بما أخذ منكم ، وقيل: الكناية ترجع إلى السمع الذي ذكر أولا ويندرج غيره تحته ، كقوله تعالى : ( والله ورسوله أحق أن يرضوه ) ( التوبة ، 62 ) .
فالهاء راجعة إلى الله ، ورضى رسوله يندرج في رضى الله تعالى ، ( انظر كيف نصرف الآيات ) أي : نبين لهم العلامات الدالة على التوحيد والنبوة ، ( ثم هم يصدفون ) يعرضون عنها مكذبين .

التفسير الوسيط : قل أرأيتم إن أخذ الله سمعكم وأبصاركم


والمعنى: قل يا محمد لهؤلاء المشركين الجاحدين: أخبرونى إن سلب الله عنكم نعمتي السمع والبصر فأصبحتم لا تسمعون ولا تبصرون، وختم على قلوبكم فصرتم لا تفقهون شيئا، من إله غيره يقدر على رد ما سلب منكم وأنتم تعرفون ذلك ولا تنكرونه فلماذا تشركون معه آلهة أخرى؟ ثم التفت عنهم إلى التعجيب من حالهم فقال-تبارك وتعالى- انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآياتِ ثُمَّ هُمْ يَصْدِفُونَ أى: انظر كيف ننوع الآيات والحجج والبراهين فنجعلها على وجوه شتى ليتعظوا ويعتبروا ثم هم بعد ذلك يعرضون عن الحق، وينأون عن طريق الرشاد.
والاستفهام في قوله-تبارك وتعالى- أَرَأَيْتُمْ للتنبيه أى: إن لم تكونوا قد رأيتم ذلك فتبينوه وتأملوا ما يدل عليه.
والضمير في بِهِ يعود إلى المأخوذ وهو السمع والبصر والفؤاد.
وفي قوله انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآياتِ ثُمَّ هُمْ يَصْدِفُونَ تعجيب من عدم تأثرهم رغم كثرة الدلائل وتنوعها من أسلوب إلى أسلوب.
وجملة ثُمَّ هُمْ يَصْدِفُونَ معطوفة على جملة نصرف الآيات وداخلة في حكمها، وكان العطف بثم لإفادة الاستبعاد المعنوي، لأن تصريف الآيات والدلائل يدعو إلى الإقبال، فكان من المستبعد في العقول والأفهام أن يترتب عليه الإعراض والابتعاد.
قال القرطبي: يَصْدِفُونَ أى: يعرضون.
يقال: صدف عن الشيء إذا أعرض صدفا وصدوفا فهو صادف.
فهم مائلون معرضون عن الحجج والدلالات .

تفسير ابن كثير : شرح الآية 46 من سورة الأنعام


يقول الله تعالى لرسوله [ محمد ] - صلى الله عليه وسلم - : قل لهؤلاء المكذبين المعاندين : ( أرأيتم إن أخذ الله سمعكم وأبصاركم ) أي : سلبكم إياها كما أعطاكموها فإنه ( هو الذي أنشأكم وجعل لكم السمع والأبصار [ والأفئدة قليلا ما تشكرون ] ) [ الملك : 33 ] .ويحتمل أن يكون هذا عبارة عن منع الانتفاع بهما الانتفاع الشرعي ; ولهذا قال : ( وختم على قلوبكم ) كما قال : ( أمن يملك السمع والأبصار ) [ يونس : 31 ] ، وقال : ( واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه ) [ الأنفال : 24 ] .وقوله : ( من إله غير الله يأتيكم به ) أي : هل أحد غير الله يقدر على رد ذلك إليكم إذا سلبه الله منكم؟ لا يقدر على ذلك أحد سواه ; ولهذا قال [ عز شأنه ] ( انظر كيف نصرف الآيات ) أي : نبينها ونوضحها ونفسرها دالة على أنه لا إله إلا الله ، وأن ما يعبدون من دونه باطل وضلال ( ثم هم يصدفون ) أي : ثم هم مع هذا البيان يعرضون عن الحق ، ويصدون الناس عن اتباعه .قال العوفي ، عن ابن عباس ) يصدفون ) أي يعدلون . وقال مجاهد وقتادة : يعرضون : وقال السدي : يصدون .

تفسير الطبري : معنى الآية 46 من سورة الأنعام


القول في تأويل قوله : قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ اللَّهُ سَمْعَكُمْ وَأَبْصَارَكُمْ وَخَتَمَ عَلَى قُلُوبِكُمْ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِهِ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ ثُمَّ هُمْ يَصْدِفُونَ (46)قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: قل، يا محمد، لهؤلاء العادلين بي الأوثانَ والأصنامَ، المكذبين بك: أرأيتم، أيها المشركون بالله غيرَه، إن أصمَّكم الله فذهب بأسماعكم، وأعماكم فذهب بأبصاركم, وختم على قلوبكم فطبع عليها، حتى لا تفقهوا قولا ولا تبصروا حجة، ولا تفهموا مفهومًا, (5) أيّ إله غير الله الذي له عبادة كل عابد =" يأتيكم به "، يقول: يرد عليكم ما ذهب الله به منكم من الأسماع والأبصار والأفهام، فتعبدوه أو تشركوه في عبادة ربكم الذي يقدر على ذهابه بذلك منكم، وعلى ردّه عليكم إذا شاء ؟وهذا من الله تعالى ذكره، تعليم نبيَّه الحجة على المشركين به, يقول له: قل لهم: إن الذين تعبدونهم من دون الله لا يملكون لكم ضرًّا ولا نفعًا, وإنما يستحق العبادةَ عليكم من كان بيده الضر والنفع، والقبض والبسط, القادرُ على كل ما أراد، لا العاجز الذي لا يقدر على شيء.
ثم قال تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: " انظر كيف نصرف الآيات " ، يقول : انظر كيف نتابع عليهم الحجج، ونضرب لهم الأمثال والعبر، ليعتبروا ويذكروا فينيبوا، (6) =" ثم هم يصدفون " ، يقول: ثم هم مع متابعتنا عليهم الحجج، وتنبيهنا إياهم بالعبر، عن الادّكار والاعتبار يُعْرضون.
* * *يقال منه: " صدف فلانٌ عني بوجهه، فهو يصدِفُ صُدوفًا وصَدفًا "، أي: عدل وأعرض, ومنه قول ابن الرقاع:إِذَا ذَكَرْنَ حَدِيثًا قُلْنَ أَحْسَنَهُ,وَهُنَّ عَنْ كُلِّ سُوءٍ يُتَّقَى صُدُفُ (7)وقال لبيد:يُرْوِي قَوامِحَ قَبْلَ اللَّيْلِ صَادِفَةًأَشْبَاهَ جِنّ, عَلَيْهَا الرَّيْطُ وَالأزُرُ (8)فإن قال قائل: وكيف قيل: " من إله غير الله يأتيكم به "، فوحّد " الهاء ", وقد مضى الذكر قبلُ بالجمع فقال: " أرأيتم إن أخذ الله سمعكم وأبصاركم وختم على قلوبكم " ؟قيل: جائز أن تكون " الهاء " عائدة على " السمع ", فتكون موحّدة لتوحيد " السمع " = وجائز أن تكون معنيًّا بها: من إله غير الله يأتيكم بما أخذ منكم من السمع والأبصار والأفئدة, فتكون موحده لتوحيد " ما ".
والعرب تفعل ذلك، إذا كنتْ عن الأفعال وحّدت الكناية، وإن كثر ما يكنى بها عنه من الأفاعيل, كقولهم: " إقبالك وإدبارك يعجبني".
(9)* * *وقد قيل: إن " الهاء " التي في" به " كناية عن " الهدى ".
(10)* * *وبنحو ما قلنا في تأويل قوله: " يصدفون "، قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:13244- حدثني محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم قال، حدثنا عيسى, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد في قوله: " يصدفون " ، قال: يعرضون.
13245- حدثني المثنى قال، حدثنا أبو حذيفة قال، حدثنا شبل, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد , مثله .
13246 - حدثني المثنى قال، حدثنا عبد الله بن صالح قال، حدثني معاوية بن صالح, عن علي بن أبي طلحة, عن ابن عباس قوله: " يصدفون "، قال: يعدلون.
13247 - حدثنا الحسن بن يحيى قال، أخبرنا عبد الرزاق قال، أخبرنا معمر, عن قتادة في قوله: " نصرف الآيات ثم هم يصدفون "، قال: يعرضون عنها.
13248 - حدثني محمد بن الحسين قال، حدثنا أحمد بن المفضل قال، حدثنا أسباط, عن السدي: " ثم هم يصدفون "، قال: يصدُّون .
---------------الهوامش :(5) انظر تفسير"الختم على القلب" فيما سلف 1: 258 262.
(6) انظر تفسير"التصريف" فيما سلف 3: 275 ، 276.
(7) لم أجد البيت ، ولم أعرف مكان القصيدة.
(8) ديوانه ، القصيدة رقم: 12 ، البيت: 22.
وهذا البيت من أبيات أحسن فيها الثناء على نفسه ، وقبله:ولا أقُولُ إذا ما أزْمَةٌ أزَمَتْيَا وَيْحَ نَفْسِيَ مَمَّا أَحْدَثَ القَدَرُولا أضِلُّ بأَصْحَابٍ هَدَيْتُهُمُإذَا المُعَبَّدُ في الظَّلْمَاء يَنْتَشِرُوأُرْبِحُ التَّجْرَ، إنْ عَزَّتْ فِضَالُهُمُحَتَّى يَعُودَ سَلِيمًا حَوْلَهُ نَفَرُغَرْبُ المَصَبَّةِ، مَحْمُودٌ مَصَارِعُهُلاَهِي النَّهَارِ، أسِيرُ الليل، مُحْتَقِرُيُرْوى قَوَامحَ .
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
ولا أضِلُّ بأَصْحَابٍ هَدَيْتُهُمُإذَا المُعَبَّدُ في الظَّلْمَاء يَنْتَشِرُوأُرْبِحُ التَّجْرَ، إنْ عَزَّتْ فِضَالُهُمُحَتَّى يَعُودَ سَلِيمًا حَوْلَهُ نَفَرُإِنْ يُتْلِفُوا يُخْلِفُوا فِي كُلِّ مَنْفَضَةٍمَا أَتْلَفُوا لاِبْتِغَاءِ الحَمْدِ أوْ عَقَرُوا"المعبد": الطريق الموطوء ، يقول: إذا انتشر الطريق المعبد ، فصار طرقًا مختلفة ، اهتديت إلى قصده ولزمته ، فلم أضل.
و"التجر" باعة الخمر ، و"الفضال" بقايا الخمر في الباطية والدن.
و"عزت": قلت وغلت.
يقول: اشتري الخمر بالثمن الغالي إذا عزت ، ثم أسقي أصحابي حتى يصرعوا حول الزق ، كأنهم يعودون سليما ملدوغًا.
وقوله: "غرب المصبة" ، يصف"الزق" ، يقول: يكثر ما يصبه من خمر ، وإذا صرع شاربًا ، كانت صرعته محمودة الأثر ، محمودة العاقبة.
وقوله: "لاهي النهار" ، يعني أنه لا يمس بها ، فإذا جاء الليل أخذوه كالأسير بينهم ، ومحتقر ، لأنه يدفع من هنا ومن هنا.
وقوله: "يروى قوامح" ، يعني الزق ، يبلغ بهم الري ، و"القوامح": التي كرهت الشراب وعافته.
يقول: كانوا يكرهون الشراب نهارًا فيصدفون عنه ، فإذا أقبل الليل أقبل على أشباه جن من النشاط والإقبال ، عليهم الريط والأزر ، يعني أنهم أهل ترف ونعمة إذا جاء الليل ، وسمروا ، وشربوا.
(9) انظر معاني القرآن للفراء 1: 335.
(10) وهذا أيضًا ذكره الفراء في معاني القرآن 1: 335.

قل أرأيتم إن أخذ الله سمعكم وأبصاركم وختم على قلوبكم من إله غير الله يأتيكم به انظر كيف نصرف الآيات ثم هم يصدفون

سورة : الأنعام - الأية : ( 46 )  - الجزء : ( 7 )  -  الصفحة: ( 133 ) - عدد الأيات : ( 165 )

تفسير آيات من القرآن الكريم

  1. تفسير: حم
  2. تفسير: فبأي آلاء ربكما تكذبان
  3. تفسير: منيبين إليه واتقوه وأقيموا الصلاة ولا تكونوا من المشركين
  4. تفسير: هماز مشاء بنميم
  5. تفسير: والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاء بما كسبا نكالا من الله والله عزيز حكيم
  6. تفسير: فبدأ بأوعيتهم قبل وعاء أخيه ثم استخرجها من وعاء أخيه كذلك كدنا ليوسف ما كان
  7. تفسير: تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون
  8. تفسير: قم الليل إلا قليلا
  9. تفسير: يطاف عليهم بكأس من معين
  10. تفسير: لو أنـزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله وتلك الأمثال نضربها

تحميل سورة الأنعام mp3 :

سورة الأنعام mp3 : قم باختيار القارئ للاستماع و تحميل سورة الأنعام

سورة الأنعام بصوت ماهر المعيقلي
ماهر المعيقلي
سورة الأنعام بصوت سعد الغامدي
سعد الغامدي
سورة الأنعام بصوت عبد  الباسط عبد الصمد
عبد الباسط
سورة الأنعام بصوت أحمد العجمي
أحمد العجمي
سورة الأنعام بصوت محمد صديق المنشاوي
المنشاوي
سورة الأنعام بصوت محمود خليل الحصري
الحصري
سورة الأنعام بصوت مشاري راشد العفاسي
مشاري العفاسي
سورة الأنعام بصوت ناصر القطامي
ناصر القطامي
سورة الأنعام بصوت فارس عباد
فارس عباد
سورة الأنعام بصوت ياسر لدوسري
ياسر الدوسري

,

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب