تفسير الآية - القول في معنى قوله تعالى : أطلع الغيب أم اتخذ عند الرحمن عهدا ..

  1. تفسير السعدي
  2. تفسير البغوي
  3. التفسير الوسيط
  4. تفسير ابن كثير
  5. تفسير الطبري
الفسير الوسيط | التفسير الوسيط للقرآن الكريم للطنطاوي | تأليف شيخ الأزهر محمد سيد طنطاوي (المتوفى: 1431هـ) : ويعتبر هذا التفسير من التفاسير الحديثة و القيمة لطلاب العلم و الباحثين في تفسير القرآن العظيم بأسلوب منهجي سهل و عبارة مفهومة, تفسير الآية 78 من سورةمريم - التفسير الوسيط .
  
   

﴿ أَطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِندَ الرَّحْمَٰنِ عَهْدًا﴾
[ سورة مريم: 78]

معنى و تفسير الآية 78 من سورة مريم : أطلع الغيب أم اتخذ عند الرحمن عهدا .


تفسير الجلالين التفسير الميسر تفسير السعدي
تفسير البغوي التفسير الوسيط تفسير ابن كثير
تفسير الطبري تفسير القرطبي إعراب الآية

تفسير السعدي : أطلع الغيب أم اتخذ عند الرحمن عهدا


قال الله، توبيخا له وتكذيبا: أَطَّلَعَ الْغَيْبَ أي: أحاط علمه بالغيب، حتى علم ما يكون، وأن من جملة ما يكون، أنه يؤتى يوم القيامة مالا وولدا؟ أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا أنه نائل ما قاله، أي: لم يكن شيء من ذلك، فعلم أنه متقول، قائل ما لا علم له به.
وهذا التقسيم والترديد، في غاية ما يكون من الإلزام وإقامة الحجة؛ فإن الذي يزعم أنه حاصل له خير عند الله في الآخرة، لا يخلو: إما أن يكون قوله صادرا عن علم بالغيوب المستقبلة، وقد علم أن هذا لله وحده، فلا أحد يعلم شيئا من المستقبلات الغيبية، إلا من أطلعه الله عليه من رسله.
وإما أن يكون متخذا عهدا عند الله، بالإيمان به، واتباع رسله، الذين عهد الله لأهله، وأوزع أنهم أهل الآخرة، والناجون الفائزون.
فإذا انتفى هذان الأمران، علم بذلك بطلان الدعوى

تفسير البغوي : مضمون الآية 78 من سورة مريم


قوله عز وجل : ( أطلع الغيب ) قال ابن عباس : أنظر في اللوح المحفوظ؟ وقال مجاهد : أعلم علم الغيب حتى يعلم أفي الجنة هو أم لا؟( أم اتخذ عند الرحمن عهدا ) يعني قال لا إله إلا الله وقال قتادة : يعني عملا صالحا قدمه .
وقال الكلبي : أعهد إليه أن يدخل الجنة؟

التفسير الوسيط : أطلع الغيب أم اتخذ عند الرحمن عهدا


وقد رد الله-تبارك وتعالى- على هذا المتبجح المغرور ردا حكيما ملزما فقال: أَطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمنِ عَهْداً كَلَّا ...
والاستفهام للإنكار والنفي، والأصل: أاطلع فحذفت همزة الوصل للتخفيف.
والمعنى: إن قول هذا الجاهل إما أن يكون مستندا إلى اطلاعه على الغيب وعلمه بأن الله سيؤتيه في الآخرة مالا وولدا، وإما أن يكون مستندا إلى عهد أعطاه الله-تبارك وتعالى- له بذلك.
ومما لا شك فيه أن كلا الأمرين لم يتحققا بالنسبة له، فهو لم يطلع على الغيب، ولم يتخذ عند الله عهدا، فثبت كذبه وافتراؤه، ولذا كذبه الله-تبارك وتعالى- بقوله كَلَّا وهو قول يفيد الزجر والردع والنفي.
أى: كلا لم يطلع على الغيب، ولم يتخذ عند الرحمن عهدا.
بل قال ذلك افتراء على الله.

تفسير ابن كثير : شرح الآية 78 من سورة مريم


وقوله : ( أطلع الغيب ) : إنكار على هذا القائل ، ( لأوتين مالا وولدا ) يعني : يوم القيامة ، أي : أعلم ما له في الآخرة حتى تألى وحلف على ذلك ، ( أم اتخذ عند الرحمن عهدا ) : أم له عند الله عهد سيؤتيه ذلك ؟ وقد تقدم عند البخاري : أنه الموثق .وقال الضحاك ، عن ابن عباس : ( أطلع الغيب أم اتخذ عند الرحمن عهدا ) قال : لا إله إلا الله ، فيرجو بها . وقال محمد بن كعب القرظي : ( أم اتخذ عند الرحمن عهدا ) قال : شهادة أن لا إله إلا الله ، ثم قرأ : ( أم اتخذ عند الرحمن عهدا ) .

تفسير الطبري : معنى الآية 78 من سورة مريم


حدثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا الثوري، عن الأعمش، عن أبي الضحى، عن مسروق، قال: قال خباب بن الأرت: كنت قينا بمكة، فكنت أعمل للعاص بن وائل، فاجتمعت لي عليه دراهم، فجئت لأتقاضاه ، فقال لي: لا أقضيك حتى تكفر بمحمد، قال: قلت: لا أكفر بمحمد حتى تموت ثم تبعث، قال: فإذا بُعثت كان لي مال وولد، قال: فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فأنزل الله تبارك وتعالى (أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا وَقَالَ لأُوتَيَنَّ مَالا وَوَلَدًا) إِلَى وَيَأْتِينَا فَرْدًا .
واختلفت القرّاء في قراءة قوله (وَوَلَدًا) فقرأته قرّاء المدينة والبصرة وبعض أهل الكوفة: (وَوَلَدًا) بفتح الواو من الولد في كلّ القرآن، غير أن أبا عمرو بن العلاء خص التي في سورة نوح بالضمّ، فقرأها( مالُهُ وَوُلْدُهُ ) وأما عامَّةُ قرّاء الكوفة غير عاصم، فإنهم قرءوا من هذه السورة من قوله (مَالا وَوَلَدًا) إلى آخر السورة.
واللتين في الزخرف، والتي في نوح، بالضمِّ وسكون اللام.
وقد اختلف أهل العربية في معنى ذلك إذا ضمت واوه، فقال بعضهم: ضمها وفتحها واحد، وإنما هما لغتان، مثل قولهم العُدم والعَدم، والحزن والحَزَن.
واستشهدوا لقيلهم ذلك بقول الشاعر:فَلَيْتَ فُلانا كانَ في بَطْنِ أُمِّهِوَلَيْتَ فُلانا كانَ وُلْدَ حِمارِ (1)ويقول الحارث بن حِلِّزة:وَلَقَدْ رأيْتُ مَعاشِرًاقَدْ ثَمَّرُوا مالا وَوُلْدًا (2)وقول رُؤْبة:الحَمْدُ للهِ العَزِيزِ فَرْدَالَمْ يَتَّخِذْ مِنْ وُلْدِ شَيْءٍ وُلْدَا (3)وتقول العرب في مثلها: وُلْدُكِ مِنْ دَمَّى عَقِبَيْكِ، قال: وهذا كله واحد، بمعنى الولد.
وقد ذُكر لي أن قيسا تجعل الوُلْد جمعا، والوَلد واحدا .
ولعلّ الذين قرءوا ذلك بالضمّ فيما اختاروا فيه الضمّ، إنما قرءوه كذلك ليفرقوا بين الجمع والواحد.
قال أبو جعفر: والذي هو أولى بالصواب من القول في ذلك عندي أن الفتح في الواو من الوَلد والضمّ فيها بمعنى واحد، وهما لغتان، فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب الصواب، غير أن الفتح أشهر اللغتين فيها، فالقراءة به أعجبُ إليّ لذلك.
وقوله ( أَطَّلَعَ الْغَيْبَ ) يقول عزّ ذكره: أعلم هذا القائل هذا القول علم الغيب، فعلم أن له في الآخرة مالا وولدا باطلاعه على علم ما غاب عنه ( أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا ) يقول: أم آمن بالله وعمل بما أمر به، وانتهى عما نهاه عنه ، فكان له بذلك عند الله عهدا أن يؤتيه ما يقول من المال والولد.
كما حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ( أَطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا ) بعمل صالح قدّمه.
-----------------------الهوامش :(1) البيت في ( اللسان : ولد ) ولم ينسبه .
قال : الولد والولد واحد ، مثل العرب والعرب ، والعجم ، والعجم ونحو ذلك .
وأنشد الفراء : " فليت فلانا .
.
.
" البيت .
فهذا واحد .
قال : وقيس تجعل الولد جمعا ، والولد ( بالتحريك ) واحدا .
ابن السكيت يقال في الولد : الولد ( بكسر أوله ) ولا ولد ( بضم أوله ) .
قال : ويكون الولد ( بضم أوله ) واحدا وجمعا قال : وقد يكون الولد ( بالضم ) جمع الولد ، مثل أسد وأسد .
( وهذا قريب مما نقله المؤلف عن الفراء في معاني القرآن ) .
(2) البيت للحارث بن حلزة اليشكري ، وهو من شواهد ( لسان العرب : ولد ) مثل الشاهد الذي قبله .
واستشهد به الفراء أيضًا في معاني القرآن ( مصورة الجامعة رقم 24059 ص 195 ) ثم قال : والولد والولد : لغتان مثل ما قالوا : العدم والعدم .
(3) البيتان لرؤبة بن العجاج ، وهما من مشطور الرجز ، و الفرد : المتفرد بالربوبية ، و بالأمر دون خلقه ، وهو الواحد الأحد الذي لا نظير له ولا ثاني .
والبيت ساقه المؤلف مع الشاهدين السابقين عليه .
شواهد على أن الولد ، بضم الواو وسكون اللام ، بمعنى الولد ، بالتحريك .
وأنه مفرد ، وقد يجيء بمعنى الجمع .

أطلع الغيب أم اتخذ عند الرحمن عهدا

سورة : مريم - الأية : ( 78 )  - الجزء : ( 16 )  -  الصفحة: ( 311 ) - عدد الأيات : ( 98 )

تفسير آيات من القرآن الكريم

  1. تفسير: وقل للذين لا يؤمنون اعملوا على مكانتكم إنا عاملون
  2. تفسير: وأنذر به الذين يخافون أن يحشروا إلى ربهم ليس لهم من دونه ولي ولا شفيع
  3. تفسير: وتكون الجبال كالعهن المنفوش
  4. تفسير: ولئن مستهم نفحة من عذاب ربك ليقولن ياويلنا إنا كنا ظالمين
  5. تفسير: إنك ميت وإنهم ميتون
  6. تفسير: وما علينا إلا البلاغ المبين
  7. تفسير: ومثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق بما لا يسمع إلا دعاء ونداء صم بكم عمي
  8. تفسير: ويوم يناديهم فيقول أين شركائي الذين كنتم تزعمون
  9. تفسير: أو تقولوا لو أنا أنـزل علينا الكتاب لكنا أهدى منهم فقد جاءكم بينة من ربكم
  10. تفسير: ومن دونهما جنتان

تحميل سورة مريم mp3 :

سورة مريم mp3 : قم باختيار القارئ للاستماع و تحميل سورة مريم

سورة مريم بصوت ماهر المعيقلي
ماهر المعيقلي
سورة مريم بصوت سعد الغامدي
سعد الغامدي
سورة مريم بصوت عبد  الباسط عبد الصمد
عبد الباسط
سورة مريم بصوت أحمد العجمي
أحمد العجمي
سورة مريم بصوت محمد صديق المنشاوي
المنشاوي
سورة مريم بصوت محمود خليل الحصري
الحصري
سورة مريم بصوت مشاري راشد العفاسي
مشاري العفاسي
سورة مريم بصوت ناصر القطامي
ناصر القطامي
سورة مريم بصوت فارس عباد
فارس عباد
سورة مريم بصوت ياسر لدوسري
ياسر الدوسري

,

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب