حديث: امرأة ثابت بن قيس أتت النبي ﷺ فقالت أكره الكفر في الإسلام

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب في جواز الخلع

عن عبد الله بن عباس أن امرأة ثابت بن قيس أتتِ النبي ﷺ فقالت: يا رسول الله، ثابت بن قيس ما أعتبُ عليه في خُلُق ولا دين، ولكني أكره الكفر في الإسلام، فقال رسول الله ﷺ: «أتردين عليه حديقتَه؟» قالت: نعم. قال رسول الله ﷺ: «أقبل الحديقة وطلِّقها تطليقة».

صحيح: رواه البخاري في الطلاق (٥٢٧٣) عن أزهر بن جميل، حدثنا عبد الوهاب الثقفي، حدثنا خالد، عن عكرمة، عن ابن عباس، فذكره.

عن عبد الله بن عباس أن امرأة ثابت بن قيس أتتِ النبي ﷺ فقالت: يا رسول الله، ثابت بن قيس ما أعتبُ عليه في خُلُق ولا دين، ولكني أكره الكفر في الإسلام، فقال رسول الله ﷺ: «أتردين عليه حديقتَه؟» قالت: نعم. قال رسول الله ﷺ: «أقبل الحديقة وطلِّقها تطليقة».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث العظيم رواه الإمام البخاري في صحيحه، وهو من الأحاديث التي تُبيِّن حكمة النبي ﷺ ورحمته في حل المشكلات الأسرية. وإليك الشرح الوافي:

1. شرح المفردات:


● أعتبُ عليه: أي لا ألومه أو أنتقصه.
● في خُلُق ولا دين: أي لا أشتكي من أخلاقه ولا من تدينه والتزامه بالدين.
● أكره الكفر في الإسلام: المقصود هنا أنها تكره أن تقع في الكفر بعد إسلامها، وذلك بكراهيتها لزوجها كراهية شديدة قد تدفعها إلى بغض الحياة معه، وخشيت أن يؤدي ذلك بها إلى التفريط في حقوقه أو عدم القيام بواجباتها كزوجة، مما قد يصل إلى حد المعصية التي تشبه الكفر في الإثم، أو كناية عن شدة الكراهية. وقيل: المعنى أنها تخشى ألا تقدر على أداء حق الله في صحبته فتكفر بنعمة الزواج. وهو تعبير مجازي عن شدة الضيق والكراهية.
● حديقته: البستان أو الحديقة التي أعطاها لها كمهر.
● أقبل الحديقة: اقبل من المرأة إعادة الحديقة (أي خذها منها).
● طلِّقها تطليقة: أطلقها طلقة واحدة.

2. شرح الحديث:


تخبرنا القصة أن امرأة ثابت بن قيس - رضي الله عنه - وهو من خيار الصحابة - جاءت إلى النبي ﷺ تشكو من حالة النفور والكراهية التي تعيشها مع زوجها، مع التأكيد على أنه رجل صالح ذو خلق ودين، ولكنها لا تطيق العيش معه.
فلم يستهن النبي ﷺ بشكواها، ولم يأمرها بالصبر فقط، بل أدرك أن هناك "شُحْنَة" (أي كراهية ونفور) في قلبها قد تؤدي إلى أضرار أكبر للطرفين ولأسرهما. فبحث عن حل عملي يحفظ للزوج حقه (وهو المهر الذي دفعه) ويحررها من ربقة الزواج الذي أصبح كُلاً عليها.
ف предлож عليها أن ترد له حديقته (مهرها) مقابل أن يطلقها. فوافقت على الفور، مما يدل على شدة كراهيتها للاستمرار في الزواج. ثم أمر النبي ﷺ ثابتاً أن يأخذ حديقته ويطلقها.

3. الدروس المستفادة منه:


● مراعاة المشاعر في العلاقة الزوجية: الإسلام لا يريد أن تكون الحياة الزوجية جحيماً لا يطاق لأحد الطرفين، حتى لو كان الآخر صالحاً.
● الحكمة في حل المشكلات: النبي ﷺ لم يلغِ مشاعر المرأة، بل قدم حلاً عملياً (الخلع) ينصف الطرفين.
● شرعية الخلع: الحديث أصل من أصول مشروعية الخلع في الإسلام، وهو حق للمرأة إذا كرهت زوجها وخافت ألا تؤدي حقوقه.
● العدل حتى في حال الفراق: الحل الذي قدمه النبي ﷺ حافظ على حق الزوج المالي (باسترداد مهره) وحقق للزوجة حريتها من الزواج.
● التعامل مع النفور: النفور والشحنة في القلب أمر حقيقي، وإهماله قد يؤدي إلى مفاسد أكبر، والشرع يعترف به ويعالجه.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- ثابت بن قيس بن شماس - رضي الله عنه - كان من خيار الصحابة وخطباء النبي ﷺ، واستشهد في معركة اليمامة.
- الخلع في الاصطلاح الفقهي: هو فسخ النكاح بلفظ الخلع أو ما في معناه، مقابل عوض تدفعه الزوجة للزوج.
- حكمة تشريع الخلع: هو علاج لحالات النفور والكراهية التي لا يستطيع معها كلا الزوجين أو أحدهما استمرار الحياة الزوجية، مع الحفاظ على الحقوق والمشاعر.
أسأل الله أن يرزقنا الفقه في دينه، والاتباع لسنة نبيه ﷺ.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الطلاق (٥٢٧٣) عن أزهر بن جميل، حدثنا عبد الوهاب الثقفي، حدثنا خالد، عن عكرمة، عن ابن عباس، فذكره.
وفي رواية (٥٢٧٧) سماها «جميلة».
وأخرج عبد الرزاق (١١٧٥٩)، عن معمر، قال: بلغني أنها قالت: يا رسول الله! لي من الجمال ما ترى، وثابت رجل دميم.
وفي رواية معتمر بن سليمان، عن فضيل، عن أبي جرير، عن عكرمة، عن ابن عباس: أول خلع كان في الإسلام امرأة ثابت بن قيس، أتت النبي ﷺ فقالت: يا رسول الله! لا يجتمع رأسي ورأس ثابت أبدًا، إني رفعت جانب الخباء، فرأيته أقبل في عدة، فإذا هو أشدُّهم سوادا، وأقصرُهم قامة، وأقبحهم وجهًا. رواه ابن جرير في تفسيره عن محمد بن عبد الأعلى، عن المعتمر به.

معلومات عن حديث: امرأة ثابت بن قيس أتت النبي ﷺ فقالت أكره الكفر في الإسلام

  • 📜 حديث: امرأة ثابت بن قيس أتت النبي ﷺ فقالت أكره الكفر في الإسلام

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: امرأة ثابت بن قيس أتت النبي ﷺ فقالت أكره الكفر في الإسلام

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: امرأة ثابت بن قيس أتت النبي ﷺ فقالت أكره الكفر في الإسلام

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: امرأة ثابت بن قيس أتت النبي ﷺ فقالت أكره الكفر في الإسلام

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب