حديث: أيما امرأة سألت زوجها الطلاق في غير ما بأس

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب كراهية الخلع للمرأة

عن ثوبان قال: قال رسول الله ﷺ: «أيما امرأة سألت زوجَها الطلاق في غير ما بأس، فحرام عليها رائحةُ الجنة».

صحيح: رواه أبو داود (٢٢٢٦) والترمذي (١١٨٧) وابن ماجه (٢٠٥٥) وابن الجارود (٧٤٨) وصحّحه ابن حبان (٤١٨٤) والحاكم (٢/ ٢٠٠) والبيهقي (٧/ ٣١٦) كلهم من طرق عن أيوب، عن أبي قلابة، عن أبي أسماء، عن ثوبان فذكره.

عن ثوبان قال: قال رسول الله ﷺ: «أيما امرأة سألت زوجَها الطلاق في غير ما بأس، فحرام عليها رائحةُ الجنة».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فأقدم لكم شرحًا لهذا الحديث النبوي الشريف معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة:
الحديث:
عن ثوبان رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «أيما امرأة سألت زوجَها الطلاق في غير ما بأس، فحرام عليها رائحةُ الجنة».


1. شرح المفردات:


● أيما امرأة: أي كل امرأة أو أي امرأة كانت.
● سألت زوجها الطلاق: طلبت منه أن يطلقها.
● في غير ما بأس: بدون سبب شرعي مقبول أو عذر مشروع.
● فحرام عليها: محرم وممنوع منها.
● رائحة الجنة: هنا كناية عن دخول الجنة نفسها والتمتع بنعيمها.


2. شرح الحديث:


هذا الحديث تحذير شديد من النبي ﷺ للمرأة التي تطلب الطلاق من زوجها دون وجود سبب شرعي يبيح ذلك. والمراد بالبأس هنا: الأذى أو الضرر الذي يقع عليها من الزوج، كأن يكون سيء الخلق، أو ظالمًا، أو مضيعًا لحقوقها الواجبة شرعًا، أو غير ذلك من الأسباب المعقولة التي تبيح للمرأة طلب الانفصال.
فإذا طلبت الطلاق مع عدم وجود مثل هذه الأسباب، فإنها تكون قد عصت الله ورسوله، واستحقت هذا الوعيد الشديد.


3. الدروس المستفادة منه:


1- حرمة التعسف في طلب الطلاق: يحرم على المرأة أن تطلب الطلاق لمجرد الهوى، أو الملل، أو لسبب تافه لا قيمة له في الشرع.
2- الحفاظ على كيان الأسرة: الشرع الحكيم يحرص على استقرار الأسرة، ويدعو إلى الصبر على بعض المشاكل والعيوب التي قد تحدث في الحياة الزوجية.
3- الوعيد الشديد: هذا الوعيد يدل على عظم هذه الجريمة، حيث أن حرمان رائحة الجنة يعني حرمان دخولها، والعياذ بالله.
4- العدل بين الحقوق: للزوج على زوجته حق الطاعة في المعروف، ولها عليه حق المعاشرة بالمعروف، فإذا قام كل منهما بحقه، استقرت الحياة الزوجية.
5- بيان المشروع في طلب الفراق: إذا كان هناك سبب شرعي كإعسار الزوج أو غيابه أو ظلمه، فلا حرج في طلب الطلاق، بل قد يكون واجبًا في بعض الحالات.


4. معلومات إضافية:


- رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه، وصححه الألباني.
- هذا الوعيد لا يعني الحكم على الشخص بالكفر، ولكنه من كبائر الذنوب التي تُعرض صاحبها للوعيد.
- على الزوجة التي تشعر بضيق من زوجها أن تستشير أهل العلم والصلاح قبل الإقدام على طلب الطلاق.
- ينبغي على الزوج أن يحسن معاشرة زوجته، حتى لا تدفعها سوء معاملته إلى طلب الطلاق.
أسأل الله أن يوفقنا جميعًا لطاعته، وأن يحفظ أسرنا من كل سوء، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٢٢٢٦) والترمذي (١١٨٧) وابن ماجه (٢٠٥٥) وابن الجارود (٧٤٨) وصحّحه ابن حبان (٤١٨٤) والحاكم (٢/ ٢٠٠) والبيهقي (٧/ ٣١٦) كلهم من طرق عن أيوب، عن أبي قلابة، عن أبي أسماء، عن ثوبان فذكره. وإسناده صحيح، وأبو أسماء اسمه: عمرو بن مرثد الرحبي إلا أن الترمذي رواه عن أبي قلابة، عمن حدّثه، عن ثوبان. وقال: «هذا حديث حسن، ويروى هذا الحديث عن أيوب عن أبي قلابة، عن أبي أسماء، عن ثوبان، ورواه بعضهم عن أيوب بهذا الإسناد، ولم يرفعه». انتهى.
وقال الحاكم: «صحيح على شرط الشيخين».
قال الأعظمي: قول أبي قلابة: عمن حدثه عن ثوبان.
جاء التصريح به في روايات أخرى أنه أبو أسماء الرحبي، وبذكره زال هذا الإبهام والإعلال به، وهو ثقة.
وقول الترمذي: رواه بعضهم عن أيوب، بهذا الإسناد ولم يرفعه. إشارة إلى ما رواه ابن أبي شيبة (٥/ ٢٧١) عن وكيع، عن سفيان الثوري، عن خالد الحذاء، وأيوب، عن أبي قلابة، عن النبي ﷺ مرسلًا.
والحكم لمن وصله. وقد وصله ابن أبي شيبة نفسه بعده بذكر أبي أسماء، عن ثوبان كما مضى.
وقوله: سألتْ زوجَها الطلاق. أي الخلع، لأن الطلاق بيد الرجل، وهو حق من حقوقه. وله أن يستعمله إذا لزم الأمر.
والخلع من حقوق المرأة، فإن رأت أن الحياة الزوجية لا تَستقيم فلها أن تطلب الخلع من زوجها، ويجوز للزوج أن يطلب منها ما أنفق عليها من المهر لقوله تعالى: ﴿فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ﴾ [البقرة: ٢٢٩].
وأما ما رُوي عن ابن عباس أن النبي ﷺ قال: «لا تسأل المرأةُ زوجها الطلاقَ في غير كنهه، فتجد رائحة الجنة، وإن ريحها ليوجد من مسيرة أربعين عامًا» فهو ضعيف.
رواه ابن ماجه (٢٠٥٤) عن بكر بن خلف أبي عاصم، عن جعفر بن يحيى بن ثوبان، عن عمه عمارة بن ثوبان، عن عطاء، عن ابن عباس فذكره.
وفيه جعفر بن يحيى بن ثوبان وعمه، وهو شيخه عمارة بن ثوبان مجهولان، وعطاء هو: ابن أبي رباح.
وكذلك لا يصح ما رُوي عن ثوبان، عن النبي ﷺ أنه قال: «المختلعات هن المنافقات». رواه
الترمذي (١١٨٦) عن أبي كريب، حدثنا مزاحم بن ذُوّاد بن عُلْية، عن أبيه، عن ليث، عن أبي الخطاب، عن أبي زرعة، عن أبي إدريس، عن ثوبان فذكره.
قال الترمذي: «هذا حديث غريب من هذا الوجه، وليس إسناده بالقوي».
قال الأعظمي: فيه سلسلة الضعفاء والمجاهيل فوالد مزاحم وهو ذُوّاد بن علبة الحارثي ضعيف عند أكثر أهل العلم، وشيخه ليث وهو: ابن أبي سليم وفيه كلام معروف. وهو ضعيف أيضا عند أكثر أهل العلم، وشيخه أبو الخطاب مجهول.
وروى معناه أيضا في حديث أبي هريرة، عن النبي ﷺ قال: «المختلعات والمنتزعات هن المنافقات».
رواه النسائي (٣٤٦١) وأحمد (٩٣٥٨) والبيهقي (٧/ ٣١٦) كلهم من حديث وُهيب بن خالد، عن أيوب، عن الحسن، عن أبي هريرة فذكره.
وجاء في سنن النسائي. قال الحسن: لم أسمعه من غير أبي هريرة.
وعلق عليه النسائي بقوله: الحسن لم يسمع من أبي هريرة شيئًا.
قال الأعظمي: وعليه جمهور أهل العلم. منهم بهز بن أسد يقول: لم يسمع من أبي هريرة، ولم يره.
وقال يونس بن عبيد: «الحسن ما رآه قط».
وقال أحمد بن حنبل: «قال بعضُهم عن الحسن، ثنا أبو هريرة».
فقال ابن أبي حاتم: «إنكارًا عليه أنه لم يسمع من أبي هريرة».
وقال علي بن المديني: «لم يسمع من أبي هريرة شيئًا».
وقال أبو حاتم: لم يسمع الحسن من أبي هريرة».
وقال أبو زرعة: «لم يسمع من أبي هريرة ولم يره، قيل له: فمن قال: ثنا أبو هريرة، قال: يخطئ.
قال ابن أبي حاتم: «قلت لأبي: إن سالمًا الخياط روي عن الحسن قال: سمعت أبا هريرة. فقال: هذا مما يُبين ضعفَ سالم».
وعلى آراء أقوال أهل العلم يحمل قول الحسن على أنه ما نفى علمه بأن يكون هذا الحديث قد روي عن غير أبي هريرة، لا أنه سمع منه.
ومعنى الحديث: أن اللاتي يطلبنَ الخلق والطلاقَ بدون عذر مقبول هن كالمنافقات اللاتي يدّعين الإسلام، ولا يعملن ما يدعو إليه الإسلام من المصالحة والمصابرة على الحياة الزوجية.

معلومات عن حديث: أيما امرأة سألت زوجها الطلاق في غير ما بأس

  • 📜 حديث: أيما امرأة سألت زوجها الطلاق في غير ما بأس

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أيما امرأة سألت زوجها الطلاق في غير ما بأس

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أيما امرأة سألت زوجها الطلاق في غير ما بأس

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أيما امرأة سألت زوجها الطلاق في غير ما بأس

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب