حديث: أخذ الذي لها عليك وخل سبيلها

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب عدة المختلعة

عن الربيع بنت معوذ بن عفراء أخبرت أن ثابت بن قيس بن شماس ضرب امرأته فكسر يدها، وهي جميلة بنت عبد الله بن أُبَيّ، فأتي أخوها يشتكيه إلى رسول الله ﷺ فأرسل رسولُ الله ﷺ إلى ثابت فقال له: «خذ الذي لها عليك، وخلّ سبيلها» قال: نعم، فأمرها رسول الله ﷺ أن يتربص حيضة واحدة، فتلحق بأهلها.

صحيح: رواه النسائي (٣٤٩٧) عن أبي علي محمد بن يحيى المروزي، قال: أخبرني شاذان بن عثمان أخو عبدان، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا علي بن المبارك، عن يحيى بن أبي كثير قال: أخبرني محمد بن عبد الرحمن، أن الربيع بنت معوذ أخبرته فذكره وإسناده صحيح.

عن الربيع بنت معوذ بن عفراء أخبرت أن ثابت بن قيس بن شماس ضرب امرأته فكسر يدها، وهي جميلة بنت عبد الله بن أُبَيّ، فأتي أخوها يشتكيه إلى رسول الله ﷺ فأرسل رسولُ الله ﷺ إلى ثابت فقال له: «خذ الذي لها عليك، وخلّ سبيلها» قال: نعم، فأمرها رسول الله ﷺ أن يتربص حيضة واحدة، فتلحق بأهلها.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم فيه دروس وعبر، وأحكام فقهية مهمة، وسأشرحه لكم جزءًا جزءًا بإذن الله تعالى.

الحديث بطريقة أوضح:


الحديث يرويه الربيع بنت معوذ -رضي الله عنها- أن ثابت بن قيس بن شماس -رضي الله عنه- وهو من كبار الصحابة، ضرب زوجته جميلة بنت عبد الله بن أبيّ (وهي أخت عبد الله بن أبي بن سلول رأس المنافقين) فضربها حتى كسر يدها. فأتى أخوها يشتكي إلى النبي ﷺ، فأرسل النبي ﷺ إلى ثابت وقال له: «خذ الذي لها عليك، وخلّ سبيلها» (أي اقبل فسخ النكاح وادفع لها ما يجب عليها من المال وافرق عنها). فقال ثابت: نعم. ثم أمر النبي ﷺ المرأة أن تتربص (أي تنتظر) حيضة واحدة ثم تلحق بأهلها.


1. شرح المفردات:


● ضرب امرأته فكسر يدها: الضرب المبرح الذي تجاوز حده الشرعي حتى وصل إلى إيذاء بدني شديد.
● يشتكيه: يطلب الإنصاف منه والشكوى من ظلمه.
● خذ الذي لها عليك: أي اقبل فسخ النكاح وادفع لها الصداق أو المال الواجب لها.
● خلّ سبيلها: اطلق سراحها وافرق عنها.
● أن تتربص حيضة واحدة: تنتظر فترة العدة، وهي حيضة واحدة فقط لأنها لم يجامعها زوجها في هذه الفترة (على خلاف بين العلماء).


2. شرح الحديث:


هذا الحديث يدل على عدة أمور:
● تحريم الظلم والإيذاء بين الزوجين: فالنبي ﷺ لم يقرّ ثابتًا على ضربه لزوجته حتى كسر يدها، بل أمر بالفرقة بينهما. وهذا منعٌ للضرر، وهو مقصد شرعي عظيم.
● حق المرأة في الشكوى والعدل: فقد قبل النبي ﷺ شكوى أخيها ولم يردها، بل أنصف المرأة.
● الخلع والتفريق للضرر: النبي ﷺ لم يطلب من المرأة أن تردّ المهر (كما في حالة الخلع العادي)، بل أمر الزوج بأن يدفع لها حقوقها ويطلقها. وهذا يدل على أن الإضرار بالزوجة سببٌ شرعي للفرقة دون اشتراط رد المهر.
● العدة للمرأة المختلعة: أمرها النبي ﷺ أن تعتدّ حيضة واحدة فقط، وهذا لأن الزوج لم يجامعها في فترة العدة أو لأن العدة في حالة الخلع أخفّ (والله أعلم).


3. الدروس المستفادة:


● العدل بين الزوجين واجب: لا يجوز للزوج أن يظلم زوجته، ولا للزوجة أن تظلم زوجها.
● الرفق بالمرأة: الإسلام أمر بالمعاشرة بالمعروف، والضرب (إن حصل) يجب أن يكون غير مبرح، وهذا الحديث يدل على أن الإيذاء الشديد يؤدي إلى الفرقة.
● حقوق المرأة الشرعية: للمرأة الحق في طلب التفريق إذا تضررت من زوجها، ولها الحق في المال الواجب لها.
● دور القضاء الشرعي: النبي ﷺ هنا قام بدور القاضي الذي يرفع الظلم ويأخذ للمظلوم حقه.


4. معلومات إضافية:


● ثابت بن قيس: هو خطيب النبي ﷺ، ومن كبار الصحابة، وشهد غزوة أحد وما بعدها، واستشهد في غزوة اليمامة. وهذا يدل على أن الكبير والعالم قد يخطئ، ولكن المهم هو الرجوع إلى الحق.
● جميلة بنت عبد الله: هي أخت عبد الله بن أبيّ بن سلول (رأس المنافقين)، ولكنها كانت مسلمة، وهذا يدل على أن الإسلام يقطع روابط الجاهلية، فالنبي ﷺ أنصفها رغم نسبها.
● الحكم الفقهي: هذا الحديث أصل في مسألة "الفرقة للضرر"، وأن المرأة إذا تضررت من زوجها يجوز للقاضي أن يفرق بينهما.


الخلاصة:


الحديث يدل على رحمة الإسلام وعدله، وتحريم الظلم بين الزوجين، وأن المرأة لها حقوق يجب أن تُراعى، وأن الإيذاء الشديد من الزوج يعتبر سببًا شرعيًا للفرقة.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه النسائي (٣٤٩٧) عن أبي علي محمد بن يحيى المروزي، قال: أخبرني شاذان بن عثمان أخو عبدان، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا علي بن المبارك، عن يحيى بن أبي كثير قال: أخبرني محمد بن عبد الرحمن، أن الربيع بنت معوذ أخبرته فذكره وإسناده صحيح.
ورواه الدارقطني من وجه آخر عن ابن لهيعة، نا أبو الأسود، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ومحمد بن عبد الرحمن بن ثوبان بإسناده فذكره وفيه متابعة ليحيى بن أبي كثير ومحمد بن عبد الرحمن. ولكن في إسناده ابن لهيعة وفيه كلام معروف.

معلومات عن حديث: أخذ الذي لها عليك وخل سبيلها

  • 📜 حديث: أخذ الذي لها عليك وخل سبيلها

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أخذ الذي لها عليك وخل سبيلها

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أخذ الذي لها عليك وخل سبيلها

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أخذ الذي لها عليك وخل سبيلها

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب