﴿ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ ۚ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ ۙ أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾
[ الأعراف: 157]

سورة : الأعراف - Al-A‘rāf  - الجزء : ( 9 )  -  الصفحة: ( 170 )

Those who follow the Messenger, the Prophet who can neither read nor write (i.e. Muhammad SAW) whom they find written with them in the Taurat (Torah) (Deut, xviii, 15) and the Injeel (Gospel) (John xiv, 16), - he commands them for Al-Ma'ruf (i.e. Islamic Monotheism and all that Islam has ordained); and forbids them from Al-Munkar (i.e. disbelief, polytheism of all kinds, and all that Islam has forbidden); he allows them as lawful At-Taiyibat [(i.e. all good and lawful) as regards things, deeds, beliefs, persons, foods, etc.], and prohibits them as unlawful Al-Khaba'ith (i.e. all evil and unlawful as regards things, deeds, beliefs, persons, foods, etc.), he releases them from their heavy burdens (of Allah's Covenant), and from the fetters (bindings) that were upon them. So those who believe in him (Muhammad SAW), honour him, help him, and follow the light (the Quran) which has been sent down with him, it is they who will be successful.


إصرهم : عهدهم بالعمل بما في التوراة
الأغلال : التكاليف الشّاقة في التّوراة
عزّروه : وقّروه و عظّموه

هذه الرحمة سأكتبها للذين يخافون الله ويجتنبون معاصيه، ويتبعون الرسول النبي الأمي الذي لا يقرأ ولا يكتب، وهو محمد صلى الله عليه وسلم، الذي يجدون صفته وأمره مكتوبَيْن عندهم في التوراة والإنجيل، يأمرهم بالتوحيد والطاعة وكل ما عرف حُسْنه، وينهاهم عن الشرك والمعصية وكل ما عرف قُبْحه، ويُحِلُّ لهم الطيبات من المطاعم والمشارب والمناكح، ويُحرِّم عليهم الخبائث منها كلحم الخنزير، وما كانوا يستحلُّونه من المطاعم والمشارب التي حرَّمها الله، ويذهب عنهم ما كُلِّفوه من الأمور الشاقة كقطع موضع النجاسة من الجلد والثوب، وإحراق الغنائم، والقصاص حتمًا من القاتل عمدًا كان القتل أم خطأ، فالذين صدَّقوا بالنبي الأمي محمد صلى الله عليه وسلم وأقروا بنبوته، ووقروه وعظَّموه ونصروه، واتبعوا القرآن المنزل عليه، وعملوا بسنته، أولئك هم الفائزون بما وعد الله به عباده المؤمنين.

الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل - تفسير السعدي

الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأمِّيَّ احتراز عن سائر الأنبياء، فإن المقصود بهذا محمد بن عبد اللّه بن عبد المطلب صلى الله عليه وسلم.
والسياق في أحوال بني إسرائيل وأن الإيمان بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم شرط في دخولهم في الإيمان، وأن المؤمنين به المتبعين، هم أهل الرحمة المطلقة، التي كتبها اللّه لهم، ووصفه بالأمي لأنه من العرب الأمة الأمية، التي لا تقرأ ولا تكتب، وليس عندها قبل القرآن كتاب.
الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ باسمه وصفته، التي من أعظمها وأجلها، ما يدعو إليه، وينهى عنه.
وأنه يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وهو كل ما عرف حسنه وصلاحه ونفعه.
وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وهو: كل ما عرف قبحه في العقول والفطر.
فيأمرهم بالصلاة، والزكاة، والصوم، والحج، وصلة الأرحام، وبر الوالدين، والإحسان إلى الجار والمملوك، وبذل النفع لسائر الخلق، والصدق، والعفاف، والبر، والنصيحة، وما أشبه ذلك، وينهى عن الشرك باللّه، وقتل النفوس بغير حق، والزنا، وشرب ما يسكر العقل، والظلم لسائر الخلق، والكذب، والفجور، ونحو ذلك.
فأعظم دليل يدل على أنه رسول اللّه، ما دعا إليه وأمر به، ونهى عنه، وأحله وحرمه، فإنه يُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ من المطاعم والمشارب، والمناكح.
وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ من المطاعم والمشارب والمناكح، والأقوال والأفعال.
وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأغْلالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ- أي: ومن وصفه أن دينه سهل سمح ميسر، لا إصر فيه، ولا أغلال، ولا مشقات ولا تكاليف ثقال.
فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ- أي: عظموه وبجلوه وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنـزلَ مَعَهُ وهو القرآن، الذي يستضاء به في ظلمات الشك والجهالات، ويقتدى به إذا تعارضت المقالات، أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ الظافرون بخير الدنيا والآخرة، والناجون من شرهما، لأنهم أتوا بأكبر أسباب الفلاح.
وأما من لم يؤمن بهذا النبي الأمي، ويعزره، وينصره، ولم يتبع النور الذي أنـزل معه، فأولئك هم الخاسرون.

تفسير الآية 157 - سورة الأعراف

تفسير الجلالين التفسير الميسر تفسير السعدي
تفسير البغوي التفسير الوسيط تفسير ابن كثير
تفسير الطبري تفسير القرطبي إعراب الآية

الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه : الآية رقم 157 من سورة الأعراف

 سورة الأعراف الآية رقم 157

الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل - مكتوبة

الآية 157 من سورة الأعراف بالرسم العثماني


﴿ ٱلَّذِينَ يَتَّبِعُونَ ٱلرَّسُولَ ٱلنَّبِيَّ ٱلۡأُمِّيَّ ٱلَّذِي يَجِدُونَهُۥ مَكۡتُوبًا عِندَهُمۡ فِي ٱلتَّوۡرَىٰةِ وَٱلۡإِنجِيلِ يَأۡمُرُهُم بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَيَنۡهَىٰهُمۡ عَنِ ٱلۡمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ ٱلطَّيِّبَٰتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيۡهِمُ ٱلۡخَبَٰٓئِثَ وَيَضَعُ عَنۡهُمۡ إِصۡرَهُمۡ وَٱلۡأَغۡلَٰلَ ٱلَّتِي كَانَتۡ عَلَيۡهِمۡۚ فَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ بِهِۦ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَٱتَّبَعُواْ ٱلنُّورَ ٱلَّذِيٓ أُنزِلَ مَعَهُۥٓ أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ  ﴾ [ الأعراف: 157]


﴿ الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنـزل معه أولئك هم المفلحون ﴾ [ الأعراف: 157]

  1. الآية مشكولة
  2. تفسير الآية
  3. استماع mp3
  4. الرسم العثماني
  5. تفسير الصفحة
فهرس القرآن | سور القرآن الكريم : سورة الأعراف Al-A‘rāf الآية رقم 157 , مكتوبة بكتابة عادية و كذلك بالشكيل و مصورة مع الاستماع للآية بصوت ثلاثين قارئ من أشهر قراء العالم الاسلامي مع تفسيرها ,مكتوبة بالرسم العثماني لمونتاج فيديو اليوتيوب .
  
   

تحميل الآية 157 من الأعراف صوت mp3


تدبر الآية: الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل

قبيحٌ بالمرء أن يكذِّبَ بحقيقةٍ يوقن بصدقها، ويُبطل قضيَّةً يعلم صوابَها؛ فنبوَّة نبيِّنا محمَّد ﷺ لا ينكرُها من أهل الكتاب إلا مكابرٌ أو حاسد.
ما أعظمَ شريعةَ الإسلام، وحرصَها على مصالح الأنام! فلقد أحلَّت كلَّ ما كان في نفسه طيِّبًا، وحرَّمت كلَّ ما كان في نفسه خبيثًا.
في شريعتنا ليس تحريمُ المحرَّمات يجري مَجرى العقوبات، ولكنَّه إنقاذٌ للأمَّة ممَّا فيها من المفسِدات.
ألا نشكرُ اللهَ الكريم على فضله علينا؛ فقد جعل شريعتَنا أسهلَ الشرائع، فوضع عنها ما كان يثقُل على مَن كان قبلَنا من التكاليف.
من حقِّ رسولنا الكريم ﷺ، وما جاء به من الدين العظيم: الجهادُ بالسِّنان، والقلم واللسان؛ نصرةً للرسول الأمين، ونشرًا لهذا الدين في العالمين.
ما أشبهَ المهتديَ بنور القرآن بسارٍ وراء نورٍ يضيءُ له طريقَ الأمان! فلا يزال يتَّبعه ويتحرَّاه؛ إذ يرى باتِّباعه نجاتَه وهداه.
لقد أفلحَ أصحابُ رسول الله ﷺ كلَّ الفلاح، وورَّثوا مَن بعدهم أعلامَ الصلاح، فكم لهم من فضل، وخَلَفٍ من الخير جزل! فكُن على طريقهم، عساك تلحقُ بهم.
لا سعادةَ ولا فلاحَ إلا باتِّباع الرسول ﷺ ظاهرًا وباطنًا، في أصول الدين وفُروعه، ونصرة دينه واتِّباع شريعته.

قوله-تبارك وتعالى- الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ في محل جر على أنه نعت لقوله:لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أو بدل منه.
أو مرفوع على أنه خبر لمبتدأ محذوف.
أى: هم الذين يتبعون ...
إلخ.
وقد وصف الله-تبارك وتعالى- رسوله محمدا صلّى الله عليه وسلّم بأوصاف كريمة تدعو العاقل المنصف إلى اتباعه والإيمان به.
الوصف الأول: أنه رسول الله إلى الناس كافة بشيرا ونذيرا.
الوصف الثاني: أنه نبي أوحى الله إليه بشريعة عامة كاملة باقية إلى يوم الدين.
الوصف الثالث: أنه أمى ما قرأ ولا كتب ولا جلس إلى معلم ولا أخذ علمه عن أحد ولكن الله-تبارك وتعالى- أوحى إليه بالقرآن الكريم عن طريق جبريل- عليه السلام-، وأفاض عليه من لدنه علوما نافعة ومبادئ توضح ما أنزله عليه من القرآن الكريم، فسبق بذلك الفلاسفة والمشرعين والمؤرخين وأرباب العلوم الكونية والطبيعية، فأميته مع هذه العلوم التي يصلح عليها أمر الدنيا والآخرة، أوضح دليل على أن ما يقوله إنما هو بوحي من الله إليه.
قال تعالى: وَكَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا ما كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتابُ وَلَا الْإِيمانُ وَلكِنْ جَعَلْناهُ نُوراً نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشاءُ مِنْ عِبادِنا .
وقال- سبحانه - وَما كُنْتَ تَتْلُوا مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتابٍ وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذاً لَارْتابَ الْمُبْطِلُونَ .
الصفة الرابعة: أشار إليها بقوله الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْراةِ وَالْإِنْجِيلِ أى هذا الرسول النبي الأمى من صفاته أن أهل الكتاب يجدون اسمه ونعته مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل، ووجود اسمه ونعته في كتبهم من أكبر الدواعي إلى الإيمان به وتصديقه واتباعه ولقد كان اليهود يبشرون ببعثة النبي صلّى الله عليه وسلّم قبل زمانه ويقرءون في كتبهم ما يدل على ذلك، فلما بعث الله-تبارك وتعالى- نبيه بالهدى ودين الحق آمن منهم الذين فتحوا قلوبهم للحق، وخافوا مقام ربهم ونهوا أنفسهم عن الهوى، وأما الذين استنكفوا واستكبروا، وحسدوا محمدا صلّى الله عليه وسلّم على ما آتاه الله من فضله فقد أخذوا يحذفون من كتبهم ما جاء عن النبي صلّى الله عليه وسلّم فيها، «أو يؤولونه تأويلا فاسدا أو يكتمونه عن عامتهم.
ورغم حرصهم على حذف ما جاء عن الرسول في كتبهم أو تأويلهم السقيم له، أو كتمانه عن الأميين منهم.
أبى الله-تبارك وتعالى- إلا أن يتم نوره، إذ بقي في التوراة والإنجيل ما بشر بالنبي صلّى الله عليه وسلّم وصرح بنعوته وصفاته، بل وباسمه صريحا.
وقد تحدث العلماء الإثبات عن بشارات الأنبياء بمحمد صلّى الله عليه وسلّم وجمعوا عشرات النصوص التي ذكرت نعوته وصفاته، وها نحن نذكر طرفا مما قاله العلماء في هذا الشأن.
قال الإمام الماوردي في {أعلام النبوة} : {وقد تقدمت بشائر من سلف من الأنبياء، بنبوة محمد صلّى الله عليه وسلّم مما هو حجة على أممهم، ومعجزة تدل على صدقه عند غيرهم، بما أطلعه الله-تبارك وتعالى- على غيبه، ليكون عونا للرسل، وحثا على القبول، فمنهم من عينه باسمه، ومنهم من ذكره بصفته ومنهم من عزاه إلى قومه، ومنهم من أضافه إلى بلده، ومنهم من خصه بأفعاله، ومنهم من ميزه بظهوره وانتشاره، وقد حقق الله-تبارك وتعالى- هذه الصفات جميعها فيه، حتى صار جليا بعد الاحتمال، ويقينا بعد الارتياب} .
وجاء في {منية الأذكياء في قصص الأنبياء} : {إن نبينا- عليه الصلاة والسلام- قد بشر به الأنبياء السابقون، وشهدوا بصدق نبوته، ووصفوه وصفا رفع كل احتمال، حيث صرحوا باسمه وبلده وجنسه وحليته وأطواره وسمته، ومع أن أهل الكتاب حذفوا اسمه من نسخهم الأخيرة إلا أن ذلك لم يجدهم نفعا، لبقاء الصفات التي اتفق عليها المؤرخون من كل جنس وملة وهي أظهر دلالة من الاسم على المسمى، إذ قد يشترك اثنان في اسم، ويمتنع اشتراك اثنين في جميع الأوصاف.
لكن من أمد غير بعيد قد شرعوا في تحريف بعض الصفات ليبعد صدقها على النبي صلّى الله عليه وسلّم فترى كل نسخة متأخرة تختلف عما قبلها في بعض المواضع اختلافا لا يخفى على اللبيب أمره، ولا ما قصد به.
ولم يفدهم ذلك غير تقوية الشبهة عليهم.
لانتشار النسخ بالطبع وتيسير المقابلة بينها» .
وقال المرحوم الشيخ {رحمة الله الهندي} في كتابه {إظهار الحق} {إن الأخبار الواقعة في حق محمد صلّى الله عليه وسلّم توجد كثيرة إلى الآن- أيضا- مع وقوع التحريفات في هذه الكتب.
ومن عرف أولا طريق أخبار النبي المتقدم عن النبي المتأخر.
ثم نظر ثانيا بنظر الإنصاف إلى هذه الاخبارات وقابلها بالأخبارات التي نقلها الانجيليون في حق عيسى- عليه السلام- جزم بأن الاخبارات المحمدية في غاية القوة
} «3» .
وقد جمع صاحب كتاب {إظهار الحق} وغيره من العلماء والمؤرخين كثيرا من البشائر التي وردت في التوراة والإنجيل خاصة بالنبي صلّى الله عليه وسلّم ومبينة نعوته وصفاته.
ومن أجمع ما جاء في التوراة خاصا بالنبي صلّى الله عليه وسلّم ما أخرجه البخاري عن عبد الله بن عمرو بن العاص- رضى الله عنهما- قال: {قرأت في التوراة صفة النبي صلّى الله عليه وسلّم {محمد رسول الله: عبدى ورسولي، سميته المتوكل، ليس بفظ، ولا غليظ، ولا صخاب في الأسواق، ولا يجزى بالسيئة السيئة، بل يعفو ويصفح، ولن أقبضه حتى أقيم به الملة العوجاء بأن يقولوا: لا إله إلا الله} .
كذلك مما يشهد بوجود النبي صلّى الله عليه وسلّم في التوراة، ما أخرجه الإمام أحمد عن أبى صخر العقيلي قال: {حدثني رجل من الأعراب فقال: جلبت حلوبة .
إلى المدينة في حياة النبي صلّى الله عليه وسلّم فلما فرغت من بيعي قلت لألقين هذا الرجل فلأسمعن منه، قال: فتلقاني بين أبى بكر وعمر يمشيان، فتبعتهم حتى إذا أتوا على رجل من اليهود وقد نشر التوراة يقرؤها يعزى بها نفسه عن ابن له في الموت كأجمل الفتيان وأحسنها، فقال له رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: أنشدك بالذي أنزل التوراة هل تجد في كتابك هذا صفتي ومخرجي
} فقال برأسه هكذا، أى: لا، فقال ابنه: أى والذي أنزل التوراة إنا لنجد في كتابنا صفتك ومخرجك، وإنى أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أنك رسول الله، فقال الرسول صلّى الله عليه وسلّم «أقيموا اليهودي عن أخيكم» ثم تولى كفنه والصلاة عليه.
هذا، ومن أراد مزيد معرفة بتلك المسألة فليراجع ما كتبه العلماء في ذلك .
ثم وصف الله-تبارك وتعالى- رسوله صلّى الله عليه وسلّم بصفة خامسة فقال تعالى: يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ أى هذا الرسول النبي الأمى الذي يجده أهل الكتاب مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل من صفاته كذلك أنه يأمرهم بالمعروف الذي يتناول الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر كما يتناول مكارم الأخلاق ومحاسن الشيم وغير ذلك من الأمور التي جاء بها الشرع الحنيف.
وارتاحت لها العقول السليمة، والقلوب الطاهرة وينهاهم عن المنكر الذي يتناول الكفر والمعاصي ومساوئ الأخلاق.
ثم وصف الله-تبارك وتعالى- رسوله محمدا صلّى الله عليه وسلّم بصفة سادسة فقال تعالى: وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّباتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبائِثَ أى: يحل لهم ما حرمه الله عليهم من الطيبات كالشحوم وغيرها بسبب ظلمهم وفسوقهم عقوبة لهم، ويحل لهم كذلك ما كانوا قد حرموه على أنفسهم دون أن يأذن به الله كلحوم الإبل وألبانها، ويحرم عليهم ما هو خبيث كالدم ولحم الميتة والخنزير في المأكولات، وكأخذ الربا وأكل أموال الناس بالباطل في المعاملات وفي ذلك سعادتهم وفلاحهم.
ثم وصف الله تعالى- رسوله صلّى الله عليه وسلّم بصفة سابعة فقال تعالى: وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلالَ الَّتِي كانَتْ عَلَيْهِمْ.
الإصر: الثقل الذي يأصر صاحبه.
أى بحبسه عن الحركة لثقله، ويطلق على العهد كما في قوله تعالى: قالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلى ذلِكُمْ إِصْرِي أى عهدي.
قال القرطبي: «وقد جمعت هذه الآية المعنيين، فإن بنى إسرائيل قد كان أخذ عليهم عهد أن يقوموا بأعمال ثقال فوضع عنهم بمحمد صلّى الله عليه وسلّم ذلك العهد وثقل تلك الأعمال، كغسل البول، وتحليل الغنائم، ومجالسة الحائض، ومؤاكلتها ومضاجعتها.
فإنهم كانوا إذا أصاب ثوب أحدهم بول قرضه.
وإذا جمعوا الغنائم نزلت نار من السماء فأكلتها وإذا حاضت المرأة لم يقربوها.
إلى غير ذلك مما ثبت في الصحيح وغيره» .
والأغلال: جمع غل.
وهو ما يوضع في العنق أو اليد من الحديد.
والتعبير بوضع الإصر والأغلال عنهم استعارة لما كان في شرائعهم من الأشياء الشاقة والتكاليف الشديدة كاشتراط قتل النفس لصحة التوبة.
فقد شبه- سبحانه - ما أخذ به بنو إسرائيل من الشدة في العبادات والمعاملات والمأكولات جزاء ظلمهم بحال من يحمل أثقالا يئن من حملها وهو فوق ذلك مقيد بالسلاسل والأغلال في عنقه ويديه ورجليه.
والمعنى: إن من صفات هذا الرسول النبي الأمى أنه جاءهم ليرفع عنهم ما ثقل عليهم من تكاليف كلفهم الله بها بسبب ظلمهم.
لأنه- عليه الصلاة والسلام جاء بالتبشير والتخفيف.
وبعث بالحنيفية السمحة.
ومن وصاياه صلّى الله عليه وسلّم: «بشروا ولا تنفروا ويسروا ولا تعسروا» .
قال الإمام ابن كثير: «وقد كانت الأمم التي قبلنا في شرائعهم ضيق عليهم.
فوسع الله على هذه الأمة أمورها.
وسهلها لهم.
ولهذا قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم «إن الله تجاوز لأمتى ما حدثت به أنفسهم ما لم تقل أو تعمل» .
وقال: «رفع عن أمتى الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه» ولهذا قال: أرشد الله هذه الأمة أن يقولوا: رَبَّنا وَلا تُحَمِّلْنا ما لا طاقَةَ لَنا بِهِ.
وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنا وَارْحَمْنا أَنْتَ مَوْلانا فَانْصُرْنا عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ.
وثبت في صحيح مسلم أن الله تعالى قال بعد كل سؤال من هذه: قد فعلت قد فعلت» .
إذا، فمن الواجب على بنى إسرائيل أن يتبعوا محمدا صلّى الله عليه وسلّم الذي هذه صفاته، والذي في اتباعه سعادتهم في دنياهم وآخرتهم، ولهذا ختم الله-تبارك وتعالى- الآية الكريمة ببيان حالة المصدقين لنبيه فقال تعالى:فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ، وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ، أُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ.
أى: فالذين آمنوا بهذا الرسول النبي الأمى من بنى إسرائيل وغيرهم وعزروه، بأن منعوه وحموه من كل من يعاديه، مع التعظيم والتوقير له ونصروه بكل وسائل النصر وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ وهو القرآن والوحى الذي جاء به ودعا إليه الناس، أُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ أى الفائزون الظافرون برحمة الله ورضوانه.
وبذلك تكون الآية الكريمة قد وصفت النبي صلّى الله عليه وسلّم بأحسن الصفات وأكرم المناقب، وأقامت الحجة على أهل الكتاب بما يجدونه في كتبهم وعلى ألسنة رسلهم بأنه ما جاء إلا لهدايتهم وسعادتهم، وأنهم إن آمنوا به وصدقوه، كانوا من الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولئِكَ الَّذِينَ هَداهُمُ اللَّهُ وَأُولئِكَ هُمْ أُولُوا الْأَلْبابِ.
قوله تعالى الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون فيه عشر مسائل :الأولى : روى يحيى بن أبي كثير عن نوف البكالي الحميري : لما اختار موسى قومه سبعين رجلا لميقات ربه قال الله تعالى لموسى : أنا أجعل لكم الأرض مسجدا وطهورا تصلون حيث أدركتكم الصلاة إلا عند مرحاض أو حمام أو قبر ، وأجعل السكينة في قلوبكم ، وأجعلكم تقرءون التوراة عن ظهر قلوبكم ، يقرؤها الرجل منكم والمرأة والحر والعبد والصغير والكبير .
فقال ذلك موسى لقومه ، فقالوا : لا نريد أن نصلي إلا في الكنائس ، ولا نستطيع حمل السكينة في قلوبنا ، ونريد أن تكون كما كانت في التابوت ، ولا نستطيع أن نقرأ التوراة عن ظهر قلوبنا ، ولا نريد أن نقرأها إلا نظرا .
فقال الله تعالى : فسأكتبها للذين يتقون إلى قوله المفلحون .
فجعلها لهذه الأمة .
فقال موسى : يا رب ، اجعلني نبيهم .
فقال : نبيهم منهم .
قال : رب اجعلني منهم .
قال : إنك لن تدركهم .
فقال موسى : يا رب ، أتيتك بوفد بني إسرائيل ، فجعلت وفادتنا لغيرنا .
فأنزل الله عز وجل : ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون .
فرضي موسى .
قال نوف : فاحمدوا الله الذي جعل وفادة بني إسرائيل لكم .
وذكر أبو نعيم أيضا هذه القصة من حديث الأوزاعي قال : حدثنا يحيى بن أبي عمرو الشيباني قال حدثني نوف البكالي إذا افتتح موعظة قال : ألا تحمدون ربكم الذي حفظ غيبتكم وأخذ لكم بعد سهمكم وجعل وفادة القوم لكم .
وذلك أن موسى عليه السلام وفد ببني إسرائيل فقال الله لهم : إني قد جعلت لكم الأرض مسجدا حيثما صليتم فيها تقبلت صلاتكم إلا في ثلاثة مواطن من صلى فيهن لم أقبل صلاته المقبرة والحمام والمرحاض .
قالوا : لا ، إلا في الكنيسة .
قال : وجعلت لكم التراب طهورا إذا لم تجدوا الماء .
قالوا : لا ، إلا بالماء .
قال : وجعلت لكم حيثما صلى الرجل فكان وحده تقبلت صلاته .
قالوا : لا ، إلا في جماعة .
الثانية : قوله تعالى الذين يتبعون الرسول النبي الأمي هذه الألفاظ كما ذكرنا أخرجت اليهود والنصارى من الاشتراك الذي يظهر في قوله : فسأكتبها للذين يتقون وخلصت هذه العدة لأمة محمد صلى الله عليه وسلم ; قاله ابن عباس وابن جبير وغيرهما .
و يتبعون يعني في شرعه ودينه وما جاء به .
والرسول والنبي صلى الله عليه وسلم اسمان لمعنيين ; فإن الرسول أخص من النبي .
وقدم الرسول اهتماما بمعنى الرسالة ، وإلا فمعنى النبوة هو المتقدم ; ولذلك رد رسول الله صلى الله عليه وسلم على البراء حين قال : وبرسولك الذي أرسلت .
فقال له : قل آمنت بنبيك الذي أرسلت خرجه في الصحيح .
وأيضا فإن في قوله : " وبرسولك الذي أرسلت " تكرير الرسالة ; وهو معنى واحد فيكون كالحشو الذي لا فائدة فيه .
بخلاف قوله : " ونبيك الذي أرسلت " فإنهما لا تكرار فيهما .
وعلى هذا فكل رسول نبي ، وليس كل نبي رسولا ; لأن الرسول والنبي قد اشتركا في أمر عام وهو النبأ ، وافترقا في أمر خاص وهي الرسالة .
فإذا قلت : محمد رسول من عند الله تضمن ذلك أنه نبي ورسول الله .
وكذلك غيره من الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم .
الثالثة : قوله تعالى : الأمي هو منسوب إلى الأمة الأمية ، التي هي على أصل ولادتها ، لم تتعلم الكتابة ولا قراءتها ; قاله ابن عزيز .
وقال ابن عباس رضي الله عنه : كان نبيكم صلى الله عليه وسلم أميا لا يكتب ولا يقرأ ولا يحسب ; قال الله تعالى : وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك .
وروي في الصحيح عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إنا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب .
الحديث .
وقيل : نسب النبي صلى الله عليه وسلم إلى مكة أم القرى ; ذكره النحاس .
الرابعة : قوله تعالى : الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل روى البخاري قال : حدثنا محمد بن سنان قال حدثنا فليح قال حدثنا هلال عن عطاء بن يسار لقيت عبد الله بن عمرو بن العاص قلت : أخبرني عن صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في التوراة .
فقال : أجل ، والله إنه لموصوف في التوراة ببعض صفته في القرآن : يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا ، وحرزا للأميين ، أنت عبدي ورسولي ، سميتك المتوكل ، ليس بفظ ولا غليظ ولا صخاب في الأسواق ، ولا يدفع بالسيئة السيئة ولكن يعفو ويغفر ، ولن يقبضه الله تعالى حتى يقيم به الملة العوجاء بأن يقولوا لا إله إلا الله ، ويفتح بها أعينا عميا ، وآذانا صما ، وقلوبا غلفا .
في غير البخاري قال عطاء : ثم لقيت كعبا فسألته عن ذلك فما اختلفا حرفا ; إلا أن كعبا قال بلغته : قلوبا غلوفيا وآذانا صموميا وأعينا عموميا .
قال ابن عطية : وأظن هذا وهما أو عجمة .
وقد روي عن كعب أنه قالها : قلوبا غلوفا وآذانا صموما وأعينا عموميا .
قال الطبري : هي لغة حميرية .
وزاد كعب في صفة النبي صلى الله عليه وسلم قال : مولده بمكة ، وهجرته بطابة ، وملكه بالشأم ، وأمته الحامدون ، يحمدون الله على كل حال وفي كل منزل ، يوضئون أطرافهم ويأتزرون إلى أنصاف ساقهم ، رعاة الشمس ، يصلون الصلوات حيثما أدركتهم ولو على ظهر الكناسة ، صفهم في القتال مثل صفهم في الصلاة .
ثم قرأ إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص .
الخامسة : قوله تعالى يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر قال عطاء : يأمرهم بالمعروف بخلع الأنداد ، ومكارم الأخلاق ، وصلة الأرحام .
وينهاهم عن المنكر عبادة الأصنام ، وقطع الأرحام .
السادسة : قوله تعالى ويحل لهم الطيبات مذهب مالك أن الطيبات هي المحللات ; فكأنه وصفها بالطيب ; إذ هي لفظة تتضمن مدحا وتشريفا .
وبحسب هذا نقول في الخبائث : إنها المحرمات ; ولذلك قال ابن عباس : الخبائث هي لحم الخنزير والربا وغيره .
وعلى هذا حلل مالك المتقذرات كالحيات والعقارب والخنافس ونحوها .
ومذهب الشافعي رحمه الله أن الطيبات هي من جهة الطعم ; إلا أن اللفظة عنده ليست على عمومها ; لأن عمومها بهذا الوجه من الطعم يقتضي تحليل الخمر والخنزير ، بل يراها مختصة فيما حلله الشرع .
ويرى الخبائث لفظا عاما في المحرمات بالشرع وفي المتقذرات ; فيحرم العقارب والخنافس والوزغ وما جرى هذا المجرى .
والناس على هذين القولين .
وقد تقدم في " البقرة " هذا المعنى .
السابعة : قوله تعالى ويضع عنهم إصرهم الإصر : الثقل ; قاله مجاهد وقتادة وابن جبير .
والإصر أيضا : العهد ; قاله ابن عباس والضحاك والحسن .
وقد جمعت هذه الآية المعنيين ، فإن بني إسرائيل قد كان أخذ عليهم عهد أن يقوموا بأعمال ثقال ; فوضع عنهم بمحمد صلى الله عليه وسلم ذلك العهد وثقل تلك الأعمال ; كغسل البول ، وتحليل الغنائم ، ومجالسة الحائض ومؤاكلتها ومضاجعتها ; فإنهم كانوا إذا أصاب ثوب أحدهم بول قرضه .
وروي : جلد أحدهم .
وإذا جمعوا الغنائم نزلت نار من السماء فأكلتها ، وإذا حاضت المرأة لم يقربوها ، إلى غير ذلك مما ثبت في الحديث الصحيح وغيره .
الثامنة : قوله تعالى والأغلال التي كانت عليهم فالأغلال عبارة مستعارة لتلك الأثقال .
ومن الأثقال ترك الاشتغال يوم السبت ; فإنه يروى أن موسى عليه السلام رأى يوم السبت رجلا يحمل قصبا فضرب عنقه .
هذا قول جمهور المفسرين .
ولم يكن فيهم الدية ، وإنما كان القصاص .
وأمروا بقتل أنفسهم علامة لتوبتهم ، إلى غير ذلك .
فشبه ذلك بالأغلال ; كما قال الشاعر :فليس كعهد الدار يا أم مالك ولكن أحاطت بالرقاب السلاسلوعاد الفتى كالكهل ليس بقائل سوى العدل شيئا فاستراح العواذلفشبه حدود الإسلام وموانعه عن التخطي إلى المحظورات بالسلاسل المحيطات بالرقاب .
ومن هذا المعنى قولأبي أحمد بن جحش لأبي سفيان :اذهب بها اذهب بها طوقتها طوق الحمامهأي لزمك عارها .
يقال : طوق فلان كذا إذا لزمه .
التاسعة : إن قيل : كيف عطف الأغلال وهو جمع على الإصر وهو مفرد ; فالجواب أن الإصر مصدر يقع على الكثرة .
وقرأ ابن عامر ( آصارهم ) بالجمع ; مثل أعمالهم .
فجمعه لاختلاف ضروب المآثم .
والباقون بالتوحيد ; لأنه مصدر يقع على القليل والكثير من جنسه مع إفراد لفظه .
وقد أجمعوا على التوحيد في قوله : ولا تحمل علينا إصرا وهكذا كلما يرد عليك من هذا المعنى ; مثل وعلى سمعهم لا يرتد إليهم طرفهم ومن طرف خفي كله بمعنى الجمع .
العاشرة : فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه أي وقروه ونصروه .
قال الأخفش : وقرأ الجحدري وعيسى ( وعزروه ) بالتخفيف .
وكذا ( وعزرتموهم ) .
يقال : عزره يعزره ويعزره .
والنور القرآنوالفلاح : الظفر بالمطلوب .
وقد تقدم هذا .


شرح المفردات و معاني الكلمات : يتبعون , الرسول , النبي , الأمي , يجدونه , مكتوبا , عندهم , التوراة , الإنجيل , يأمرهم , المعروف , وينهاهم , المنكر , ويحل , الطيبات , ويحرم , الخبائث , ويضع , إصرهم , الأغلال , آمنوا , وعزروه , ونصروه , اتبعوا , النور , أنزل , المفلحون ,
English Türkçe Indonesia
Русский Français فارسی
تفسير انجليزي اعراب

آيات من القرآن الكريم

  1. آتوني زبر الحديد حتى إذا ساوى بين الصدفين قال انفخوا حتى إذا جعله نارا قال
  2. لئن بسطت إلي يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك إني أخاف الله رب
  3. أن جاءه الأعمى
  4. قل هو الذي ذرأكم في الأرض وإليه تحشرون
  5. فأما الإنسان إذا ما ابتلاه ربه فأكرمه ونعمه فيقول ربي أكرمن
  6. ويوم نسير الجبال وترى الأرض بارزة وحشرناهم فلم نغادر منهم أحدا
  7. وهو الذي مد الأرض وجعل فيها رواسي وأنهارا ومن كل الثمرات جعل فيها زوجين اثنين
  8. ويل يومئذ للمكذبين
  9. وما هو بقول شاعر قليلا ما تؤمنون
  10. الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله أضل أعمالهم

تحميل سورة الأعراف mp3 :

سورة الأعراف mp3 : قم باختيار القارئ للاستماع و تحميل سورة الأعراف

سورة الأعراف بصوت ماهر المعيقلي
ماهر المعيقلي
سورة الأعراف بصوت سعد الغامدي
سعد الغامدي
سورة الأعراف بصوت عبد  الباسط عبد الصمد
عبد الباسط
سورة الأعراف بصوت أحمد العجمي
أحمد العجمي
سورة الأعراف بصوت محمد صديق المنشاوي
المنشاوي
سورة الأعراف بصوت محمود خليل الحصري
الحصري
سورة الأعراف بصوت مشاري راشد العفاسي
مشاري العفاسي
سورة الأعراف بصوت ناصر القطامي
ناصر القطامي
سورة الأعراف بصوت فارس عباد
فارس عباد
سورة الأعراف بصوت ياسر لدوسري
ياسر الدوسري


الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Saturday, April 20, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب