الآية 37 من سورة الحج مكتوبة بالتشكيل

﴿ لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَٰكِن يَنَالُهُ التَّقْوَىٰ مِنكُمْ ۚ كَذَٰلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ ۗ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ﴾
[ الحج: 37]

سورة : الحج - Al-Hajj  - الجزء : ( 17 )  -  الصفحة: ( 336 )

It is neither their meat nor their blood that reaches Allah, but it is piety from you that reaches Him. Thus have We made them subject to you that you may magnify Allah for His Guidance to you. And give glad tidings (O Muhammad SAW) to the Muhsinun (doers of good).


لن ينال اللهَ مِن لحوم هذه الذبائح ولا من دمائها شيء، ولكن يناله الإخلاص فيها، وأن يكون القصد بها وجه الله وحده، كذلك ذللها لكم -أيها المتقربون-؛ لتعظموا الله، وتشكروا له على ما هداكم من الحق، فإنه أهلٌ لذلك. وبشِّر- أيها النبي- المحسنين بعبادة الله وحده والمحسنين إلى خلقه بكل خير وفلاح.

لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم كذلك سخرها - تفسير السعدي

وقوله: { لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا }- أي: ليس المقصود منها ذبحها فقط.
ولا ينال الله من لحومها ولا دمائها شيء، لكونه الغني الحميد، وإنما يناله الإخلاص فيها، والاحتساب، والنية الصالحة، ولهذا قال: { وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ } ففي هذا حث وترغيب على الإخلاص في النحر، وأن يكون القصد وجه الله وحده، لا فخرا ولا رياء، ولا سمعة، ولا مجرد عادة، وهكذا سائر العبادات، إن لم يقترن بها الإخلاص وتقوى الله، كانت كالقشور الذي لا لب فيه، والجسد الذي لا روح فيه.{ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ }- أي: تعظموه وتجلوه، { عَلَى مَا هَدَاكُمْ }- أي: مقابلة لهدايته إياكم، فإنه يستحق أكمل الثناء وأجل الحمد، وأعلى التعظيم، { وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ } بعبادة الله بأن يعبدوا الله، كأنهم يرونه، فإن لم يصلوا إلى هذه الدرجة فليعبدوه، معتقدين وقت عبادتهم اطلاعه عليهم، ورؤيته إياهم، والمحسنين لعباد الله، بجميع وجوه الإحسان من نفع مال، أو علم، أو جاه، أو نصح، أو أمر بمعروف، أو نهي عن منكر، أو كلمة طيبة ونحو ذلك، فالمحسنون لهم البشارة من الله، بسعادة الدنيا والآخرة وسيحسن الله إليهم، كما أحسنوا في عبادته ولعباده { هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ } { لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ }

تفسير الآية 37 - سورة الحج

تفسير الجلالين التفسير الميسر تفسير السعدي
تفسير البغوي التفسير الوسيط تفسير ابن كثير
تفسير الطبري تفسير القرطبي إعراب الآية

لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن : الآية رقم 37 من سورة الحج

 سورة الحج الآية رقم 37

لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم كذلك سخرها - مكتوبة

الآية 37 من سورة الحج بالرسم العثماني


﴿ لَن يَنَالَ ٱللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَآؤُهَا وَلَٰكِن يَنَالُهُ ٱلتَّقۡوَىٰ مِنكُمۡۚ كَذَٰلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمۡ لِتُكَبِّرُواْ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَىٰكُمۡۗ وَبَشِّرِ ٱلۡمُحۡسِنِينَ  ﴾ [ الحج: 37]


﴿ لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم كذلك سخرها لكم لتكبروا الله على ما هداكم وبشر المحسنين ﴾ [ الحج: 37]

  1. الآية مشكولة
  2. تفسير الآية
  3. استماع mp3
  4. الرسم العثماني
  5. تفسير الصفحة
فهرس القرآن | سور القرآن الكريم : سورة الحج Al-Hajj الآية رقم 37 , مكتوبة بكتابة عادية و كذلك بالشكيل و مصورة مع الاستماع للآية بصوت ثلاثين قارئ من أشهر قراء العالم الاسلامي مع تفسيرها ,مكتوبة بالرسم العثماني لمونتاج فيديو اليوتيوب .
  
   

تحميل الآية 37 من الحج صوت mp3


تدبر الآية: لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم كذلك سخرها

قال ابن زيد: ( إن اتقيت الله في هذه البُدْن، وعملت فيها لله، وطلبت ما قال الله؛ تعظيمًا لشعائر الله ولحرمات الله، وجعلته طيبًا، فذلك الذي يتقبل الله، فأما اللحوم والدماء فمن أين تنال الله )؟ يا مَن أحسنتَ في عبادة الله وأحسنت لعباد الله ابتغاء وجه الله؛ أبشر بسعادة الدنيا ونعيم الآخرة بفضل الله.

ثم ختم- سبحانه - الحديث عن شعائر الحج، بتوجيه عباده إلى وجوب الإخلاص له، والاستجابة لأمره، وشكره على نعمه، فقال-تبارك وتعالى-: لَنْ يَنالَ اللَّهَ لُحُومُها وَلا دِماؤُها وَلكِنْ يَنالُهُ التَّقْوى مِنْكُمْ....أى: لن يصل إلى الله-تبارك وتعالى- لحم هذه الأنعام ودماؤها، من حيث هي لحوم ودماء، ولكن الذي يصل إليه- سبحانه - ويثيبكم عليه، هو تقواكم ومراقبتكم له- سبحانه - وخوفكم منه، واستقامتكم على أمره وإخلاصكم العبادة له.
قالوا: وفي هذا إشارة إلى قبح ما كان يفعله المشركون، من تقطيعهم للحوم الأنعام، ونشرها حول الكعبة، وتلطيخها بالدماء، وتحذير للمسلمين من أن يفعلوا فعل هؤلاء الجهلاء، إذ رضا الله-تبارك وتعالى- لا ينال بذلك، وإنما ينال بتقوى القلوب.
ثم كرر- سبحانه - تذكيره إياهم بنعمه، ليكون أدعى إلى شكره وطاعته فقال:كَذلِكَ سَخَّرَها لَكُمْ، لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلى ما هَداكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ.
أى: كهذا التسخير العجيب الذي ترونه سخرنا لكم هذه الأنعام لكي تكبروا الله وتعظموه وتقدسوه بسبب هدايته لكم إلى الإيمان.
وبشر- أيها الرسول الكريم- المحسنين لأقوالهم وأفعالهم، بثوابنا الجزيل وبعطائنا الواسع.
وبذلك ترى أن سورة الحج قد سبحت بنا سبحا طويلا في حديثها عن البيت الحرام، وعن آداب الحج ومناسكه وأحكامه، وعن الجزاء الحسن الذي أعده-تبارك وتعالى- للمستجيبين لأمره.
وبعد هذا الحديث عن الشعائر والمناسك، أذن- سبحانه - للمؤمنين بالقتال في سبيله، للدفاع عن دينه وشعائره، ووعدهم- عز وجل - بالنصر متى نصروه وحافظوا على فرائضه ...
فقال-تبارك وتعالى-:.
قوله تعالى : لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم كذلك سخرها لكم لتكبروا الله على ما هداكم وبشر المحسنينفيه خمس مسائل :الأولى : قوله تعالى : لن ينال الله لحومها قال ابن عباس : كان أهل الجاهلية يضرجون البيت بدماء البدن ، فأراد المسلمون أن يفعلوا ذلك فنزلت الآية .
والنيل لا يتعلق بالبارئ تعالى ، ولكنه عبر عنه تعبيرا مجازيا عن القبول ، المعنى : لن يصل إليه .
وقال ابن عباس : لن يصعد إليه .
ابن عيسى : لن يقبل لحومها ولا دماءها ، ولكن يصل إليه التقوى منكم ؛ أي ما أريد به وجهه ، فذلك الذي يقبله ويرفع إليه ويسمعه ويثيب عليه ؛ ومنه الحديث إنما الأعمال بالنيات .
والقراءة ( لن ينال الله ) و ( يناله ) بالياء فيهما .
وعن يعقوب بالتاء فيهما ، نظرا إلى اللحوم .
الثانية : قوله تعالى : كذلك سخرها لكم منه سبحانه علينا بتذليلها وتمكيننا من تصريفها وهي أعظم منا أبدانا وأقوى منا أعضاء ، ذلك ليعلم العبد أن الأمور ليست على ما تظهر إلى العبد من التدبير ، وإنما هي بحسب ما يريدها العزيز القدير ، فيغلب الصغير الكبير ليعلم الخلق أن الغالب هو الله الواحد القهار فوق عباده .
الثالثة : قوله تعالى : لتكبروا الله على ما هداكم ذكر سبحانه ذكر اسمه عليها من الآية قبلها فقال عز من قائل : فاذكروا اسم الله عليها ، وذكر هنا التكبير .
وكان ابن عمر - رضي الله عنهما - يجمع بينهما إذا نحر هديه فيقول : باسم الله والله أكبر ؛ وهذا من فقهه - رضي الله عنه - .
وفي الصحيح عن أنس قال : ضحى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بكبشين أملحين أقرنين .
قال : ورأيته يذبحها بيده ، ورأيته واضعا قدمه على صفاحهما ، وسمى وكبر .
وقد اختلف العلماء في هذا ؛ فقال أبو ثور : التسمية متعينة كالتكبير في الصلاة ؛ وكافة العلماء على استحباب ذلك .
فلو قال ذكرا آخر فيه اسم من أسماء الله تعالى وأراد به التسمية جاز .
وكذلك لو قال : الله أكبر فقط ، أو لا إله إلا الله ؛ قال ابن حبيب .
فلو لم يرد التسمية لم يجز عن التسمية ولا تؤكل ؛ قال الشافعي ، ومحمد بن الحسن .
وكره كافة العلماء من أصحابنا وغيرهم الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - عند التسمية في الذبح أو ذكره ، وقالوا : لا يذكر هنا إلا الله وحده .
وأجاز الشافعي الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - عند الذبح .
الرابعة : ذهب الجمهور إلى أن قول المضحي : اللهم تقبل مني ؛ جائز .
وكره ذلك أبو حنيفة ؛ والحجة عليه ما رواه الصحيح عن عائشة - رضي الله عنها - ، وفيه : ثم قال باسم الله اللهم تقبل من محمد وآل محمد ومن أمة محمد ثم ضحى به .
واستحب بعضهم أن يقول ذلك بنص الآية ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم .
وكره مالك قولهم : اللهم منك وإليك ، وقال : هذه بدعة .
وأجاز ذلك ابن حبيب من أصحابنا والحسن ، والحجة لهما ما رواه أبو داود عن جابر بن عبد الله قال : ذبح النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم الذبح كبشين أقرنين موجوءين أملحين ، فلما وجههما قال : إني وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا - وقرأ إلى قوله : وأنا أول المسلمين - اللهم منك ولك عن محمد وأمته باسم الله والله أكبر ، ثم ذبح .
فلعل مالكا لم يبلغه هذا الخبر ، أو لم يصح عنده ، أو رأى العمل يخالفه .
وعلى هذا يدل قوله : إنه بدعة .
والله أعلم .
الخامسة : قوله تعالى : وبشر المحسنين روي أنها نزلت في الخلفاء الأربعة ؛ حسبما تقدم في الآية التي قبلها .
فأما ظاهر اللفظ فيقتضي العموم في كل محسن .


شرح المفردات و معاني الكلمات : ينال , الله , لحومها , دماؤها , يناله , التقوى , سخرها , لتكبروا , الله , هداكم , وبشر , المحسنين ,
English Türkçe Indonesia
Русский Français فارسی
تفسير انجليزي اعراب

آيات من القرآن الكريم

  1. وداود وسليمان إذ يحكمان في الحرث إذ نفشت فيه غنم القوم وكنا لحكمهم شاهدين
  2. ياأيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون
  3. والذين يسعون في آياتنا معاجزين أولئك في العذاب محضرون
  4. ولئن أذقنا الإنسان منا رحمة ثم نـزعناها منه إنه ليئوس كفور
  5. قال نكروا لها عرشها ننظر أتهتدي أم تكون من الذين لا يهتدون
  6. ما لكم لا تناصرون
  7. للذين استجابوا لربهم الحسنى والذين لم يستجيبوا له لو أن لهم ما في الأرض جميعا
  8. بل قالوا إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مهتدون
  9. وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون
  10. لا تدعوا اليوم ثبورا واحدا وادعوا ثبورا كثيرا

تحميل سورة الحج mp3 :

سورة الحج mp3 : قم باختيار القارئ للاستماع و تحميل سورة الحج

سورة الحج بصوت ماهر المعيقلي
ماهر المعيقلي
سورة الحج بصوت سعد الغامدي
سعد الغامدي
سورة الحج بصوت عبد  الباسط عبد الصمد
عبد الباسط
سورة الحج بصوت أحمد العجمي
أحمد العجمي
سورة الحج بصوت محمد صديق المنشاوي
المنشاوي
سورة الحج بصوت محمود خليل الحصري
الحصري
سورة الحج بصوت مشاري راشد العفاسي
مشاري العفاسي
سورة الحج بصوت ناصر القطامي
ناصر القطامي
سورة الحج بصوت فارس عباد
فارس عباد
سورة الحج بصوت ياسر لدوسري
ياسر الدوسري


الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Saturday, December 21, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب