﴿ وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ ۖ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَٰذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ ۖ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ ۖ وَنُودُوا أَن تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ﴾
[ الأعراف: 43]
سورة : الأعراف - Al-Araf
- الجزء : ( 8 )
-
الصفحة: ( 155 )
And We shall remove from their breasts any (mutual) hatred or sense of injury (which they had, if at all, in the life of this world); rivers flowing under them, and they will say: "All the praises and thanks be to Allah, Who has guided us to this, never could we have found guidance, were it not that Allah had guided us! Indeed, the Messengers of our Lord did come with the truth." And it will be cried out to them: "This is the Paradise which you have inherited for what you used to do."
غِلٍ : حقد ٍ وضغنٍ وعداوة
وأذهب الله تعالى ما في صدور أهل الجنة من حقد وضغائن، ومن كمال نعيمهم أن الأنهار تجري في الجنة من تحتهم. وقال أهل الجنة حينما دخلوها: الحمد لله الذي وفَّقنا للعمل الصالح الذي أكسبنا ما نحن فيه من النعيم، وما كنا لنوفَّق إلى سلوك الطريق المستقيم لولا أَنْ هدانا الله سبحانه لسلوك هذا الطريق، ووفَّقنا للثبات عليه، لقد جاءت رسل ربنا بالحق من الإخبار بوعد أهل طاعته ووعيد أهل معصيته، ونُودوا تهنئة لهم وإكرامًا: أن تلكم الجنة أورثكم الله إياها برحمته، وبما قدَّمتموه من الإيمان والعمل الصالح.
ونـزعنا ما في صدورهم من غل تجري من تحتهم الأنهار وقالوا الحمد - تفسير السعدي
{ وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ ْ} وهذا من كرمه وإحسانه على أهل الجنة، أن الغل الذي كان موجودا في قلوبهم، والتنافس الذي بينهم، أن اللّه يقلعه ويزيله حتى يكونوا إخوانا متحابين، وأخلاء متصافين.
قال تعالى: { وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ ْ} ويخلق اللّه لهم من الكرامة ما به يحصل لكل واحد منهم الغبطة والسرور، ويرى أنه لا فوق ما هو فيه من النعيم نعيم.
فبهذا يأمنون من التحاسد والتباغض، لأنه قد فقدت أسبابه.
وقوله: { تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ ْ}- أي: يفجرونها تفجيرا، حيث شاءوا، وأين أرادوا، إن شاءوا في خلال القصور، أو في تلك الغرف العاليات، أو في رياض الجنات، من تحت تلك الحدائق الزاهرات.
أنهار تجري في غير أخدود، وخيرات ليس لها حد محدود { و ْ} لهذا لما رأوا ما أنعم اللّه عليهم وأكرمهم به { وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا ْ} بأن من علينا وأوحى إلى قلوبنا، فآمنت به، وانقادت للأعمال الموصلة إلى هذه الدار، وحفظ اللّه علينا إيماننا وأعمالنا، حتى أوصلنا بها إلى هذه الدار، فنعم الرب الكريم، الذي ابتدأنا بالنعم، وأسدى من النعم الظاهرة والباطنة ما لا يحصيه المحصون، ولا يعده العادون، { وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ ْ}- أي: ليس في نفوسنا قابلية للهدى، لولا أنه تعالى منَّ بهدايته واتباع رسله.
{ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ ْ}- أي: حين كانوا يتمتعون بالنعيم الذي أخبرت به الرسل، وصار حق يقين لهم بعد أن كان علم يقين [لهم]، قالوا لقد تحققنا، ورأينا ما وعدتنا به الرسل، وأن جميع ما جاءوا به حق اليقين، لا مرية فيه ولا إشكال، { وَنُودُوا ْ} تهنئة لهم، وإكراما، وتحية واحتراما، { أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا ْ}- أي: كنتم الوارثين لها، وصارت إقطاعا لكم، إذ كان إقطاع الكفار النار، أورثتموها { بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ْ} قال بعض السلف: أهل الجنة نجوا من النار بعفو اللّه، وأدخلوا الجنة برحمة اللّه، واقتسموا المنازل وورثوها بالأعمال الصالحة وهي من رحمته، بل من أعلى أنواع رحمته.
تفسير الآية 43 - سورة الأعراف
تفسير الجلالين | التفسير الميسر | تفسير السعدي |
تفسير البغوي | التفسير الوسيط | تفسير ابن كثير |
تفسير الطبري | تفسير القرطبي | إعراب الآية |
ونـزعنا ما في صدورهم من غل تجري : الآية رقم 43 من سورة الأعراف
ونـزعنا ما في صدورهم من غل تجري من تحتهم الأنهار وقالوا الحمد - مكتوبة
الآية 43 من سورة الأعراف بالرسم العثماني
﴿ وَنَزَعۡنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنۡ غِلّٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهِمُ ٱلۡأَنۡهَٰرُۖ وَقَالُواْ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ ٱلَّذِي هَدَىٰنَا لِهَٰذَا وَمَا كُنَّا لِنَهۡتَدِيَ لَوۡلَآ أَنۡ هَدَىٰنَا ٱللَّهُۖ لَقَدۡ جَآءَتۡ رُسُلُ رَبِّنَا بِٱلۡحَقِّۖ وَنُودُوٓاْ أَن تِلۡكُمُ ٱلۡجَنَّةُ أُورِثۡتُمُوهَا بِمَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ ﴾ [ الأعراف: 43]
﴿ ونـزعنا ما في صدورهم من غل تجري من تحتهم الأنهار وقالوا الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله لقد جاءت رسل ربنا بالحق ونودوا أن تلكم الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون ﴾ [ الأعراف: 43]
تحميل الآية 43 من الأعراف صوت mp3
تدبر الآية: ونـزعنا ما في صدورهم من غل تجري من تحتهم الأنهار وقالوا الحمد
لمَّا كانت الجنَّة لا تطيبُ إلا بصلاح الجيران، وسلامة أهلها من الأحقاد والأضغان؛ فقد غسل اللهُ صدورَهم من تلك الأدران، فدخلوها على قلب رجلٍ واحد.
لا تجعل خلافَك مع أخيك في مسألةٍ اجتهادية يُفضي بك إلى الكره والبغضاء، ألا تحبُّ أن تَلقى اللهَ سليمَ الصدر طاهرَ السريرة؟!
المؤمنون في الدنيا بشرٌ لا ملائكة؛ فقد يثور بينهم غيظٌ فيَكظِمونه، أو غِلٌّ فيغلبونه، فإذا بقي من ذلك شيءٌ أزاله الله قبل دخولهم الجنَّة.
كم الفرقُ بين دارٍ تجري من تحتها الأنهار، ودارٍ ليس فيها إلا النار، من فوق أهلها غَواش، ومن تحتهم فِراش، فلنفرَّ منها.
أهلُ الجنَّة يتواضعون لربهم، ويردُّون إليه الفضل، أما المعجَبون بأعمالهم فيَنسُبون لأنفسهم ما رُزِقُوه من الخير.
يا لَسعادةِ مَن علمَ الحقَّ في الدنيا علمَ اليقين، وما أسعدَه حين يغدو ذلك له غدًا عينَ اليقين!
ما أجملَ ذلك النداءَ؛ يوم ينادي المنادي بتمليككَ تلك الأرضَ الطاهرة من الجِنان؛ عطيَّةً من الله بسبب ما تفضَّل عليك من التوفيق للعمل لها!
شرح المفردات و معاني الكلمات : ونزعنا , صدورهم , غل , تجري , تحتهم , الأنهار , الحمد , لله , هدانا , لهذا , لنهتدي , هدانا , الله , لقد , جاءت , رسل , ربنا , الحق , نودوا , تلكم , الجنة , أورثتموها , تعملون ,
English | Türkçe | Indonesia |
Русский | Français | فارسی |
تفسير | انجليزي | اعراب |
آيات من القرآن الكريم
- قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم أو من تحت أرجلكم أو
- إن ربك هو الخلاق العليم
- وهذا البلد الأمين
- من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن
- ووهبنا لهم من رحمتنا وجعلنا لهم لسان صدق عليا
- وقال إنما اتخذتم من دون الله أوثانا مودة بينكم في الحياة الدنيا ثم يوم القيامة
- وجعلنا السماء سقفا محفوظا وهم عن آياتها معرضون
- ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا
- قال رب السجن أحب إلي مما يدعونني إليه وإلا تصرف عني كيدهن أصب إليهن وأكن
- كذب أصحاب الأيكة المرسلين
تحميل سورة الأعراف mp3 :
سورة الأعراف mp3 : قم باختيار القارئ للاستماع و تحميل سورة الأعراف
ماهر المعيقلي
سعد الغامدي
عبد الباسط
أحمد العجمي
المنشاوي
الحصري
مشاري العفاسي
ناصر القطامي
فارس عباد
ياسر الدوسري
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Tuesday, December 17, 2024
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب