﴿ إِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ غَرَّ هَٰؤُلَاءِ دِينُهُمْ ۗ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾
[ الأنفال: 49]

سورة : الأنفال - Al-Anfal  - الجزء : ( 10 )  -  الصفحة: ( 183 )

When the hypocrites and those in whose hearts was a disease (of disbelief) said: "These people (Muslims) are deceived by their religion." But whoever puts his trust in Allah, then surely, Allah is All-Mighty, All-Wise.


واذكروا حين يقول أهل الشرك والنفاق ومرضى القلوب، وهم يرون قلة المسلمين وكثرة عدوهم: غرَّ هؤلاء المسلمين دينُهم، فأوردهم هذه الموارد، ولم يدرك هؤلاء المنافقون أنه من يتوكل على الله ويثق بوعده فإن الله لن يخذله، فإن الله عزيز لا يعجزه شيء، حكيم في تدبيره وصنعه.

إذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض غر هؤلاء دينهم ومن يتوكل - تفسير السعدي

‏{‏إِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ‏}‏ أي‏:‏ شك وشبهة، من ضعفاء الإيمان، للمؤمنين حين أقدموا ـ مع قِلَّتهم ـ على قتال المشركين مع كثرتهم‏.‏ ‏{‏غَرَّ هَؤُلَاءِ دِينُهُمْ‏}‏ أي‏:‏ أوردهم الدين الذي هم عليه هذه الموارد التي لا يدان لهم بها، ولا استطاعة لهم بها،يقولونه احتقارا لهم واستخفافا لعقولهم، وهم ـ واللّه ـ الأخِفَّاءُ عقولا، الضعفاء أحلاما‏.‏ فإن الإيمان يوجب لصاحبه الإقدام على الأمور الهائلة التي لا يقدم عليها الجيوش العظام،فإن المؤمن المتوكل على اللّه، الذي يعلم أنه ما من حول ولا قوة ولا استطاعة لأحد إلا باللّه تعالى،وأن الخلق لو اجتمعوا كلهم على نفع شخص بمثقال ذرة لم ينفعوه، ولو اجتمعوا على أن يضروه لم يضروه إلا بشيء قد كتبه اللّه عليه، وعلم أنه على الحق، وأن اللّه تعالى حكيم رحيم في كل ما قدره وقضاه، فإنه لا يبالي بما أقدم عليه من قوة وكثرة، وكان واثقا بربه، مطمئن القلب لا فزعا ولا جبانا، ولهذا قال ‏{‏وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ‏}‏ لا يغالب قوته قوة‏.‏ ‏{‏حَكِيمٌ‏}‏ فيما قضاه وأجراه‏.‏

تفسير الآية 49 - سورة الأنفال

تفسير الجلالين التفسير الميسر تفسير السعدي
تفسير البغوي التفسير الوسيط تفسير ابن كثير
تفسير الطبري تفسير القرطبي إعراب الآية

إذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض : الآية رقم 49 من سورة الأنفال

 سورة الأنفال الآية رقم 49

إذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض غر هؤلاء دينهم ومن يتوكل - مكتوبة

الآية 49 من سورة الأنفال بالرسم العثماني


﴿ إِذۡ يَقُولُ ٱلۡمُنَٰفِقُونَ وَٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ غَرَّ هَٰٓؤُلَآءِ دِينُهُمۡۗ وَمَن يَتَوَكَّلۡ عَلَى ٱللَّهِ فَإِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٞ  ﴾ [ الأنفال: 49]


﴿ إذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض غر هؤلاء دينهم ومن يتوكل على الله فإن الله عزيز حكيم ﴾ [ الأنفال: 49]

  1. الآية مشكولة
  2. تفسير الآية
  3. استماع mp3
  4. الرسم العثماني
  5. تفسير الصفحة
فهرس القرآن | سور القرآن الكريم : سورة الأنفال Al-Anfal الآية رقم 49 , مكتوبة بكتابة عادية و كذلك بالشكيل و مصورة مع الاستماع للآية بصوت ثلاثين قارئ من أشهر قراء العالم الاسلامي مع تفسيرها ,مكتوبة بالرسم العثماني لمونتاج فيديو اليوتيوب .
  
   

تحميل الآية 49 من الأنفال صوت mp3


تدبر الآية: إذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض غر هؤلاء دينهم ومن يتوكل

أيها المؤمنُ، إن ما تؤمنُ به على وجه اليقين قد ترى مَن يعُدُّه غرورًا، فلا تلتفت إلى تلك الموازين الفاسدة.
هناك قومٌ يائسون بسبب الانهزام النفسيِّ والانبهار بالكفَّار، فإذا وُجِدَت في الأمَّة بعضُ عوامل النهوض قلَّلوا من شأنها، وسخِروا منها! كم منافقٍ يزرعُ الوهنَ بين الناس في الأزَمات! وما أحوجَ المؤمنَ حينئذٍ إلى التوكُّل والثبات، وتذكُّرِ أن الله عزيزٌ حكيم عظيم! ثِق بفضل الله تعالى وقدرته، وعوِّل على إحسانه ومعونته؛ فإنه بعزَّته وبحكمته حافظُك وناصرك ممَّا تخاف سوءَ عاقبته.

هذا، وقوله-تبارك وتعالى- بعد ذلك: إِذْ يَقُولُ الْمُنافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ غَرَّ هؤُلاءِ دِينُهُمْ.. بيان لصنفين آخرين من أعداء المسلمين بعد بيان العدو الرئيسى وهم المشركون الذين خرجوا بطرا ورئاء الناس لمحاربة الإسلام وقد شجعهم الشيطان على ذلك.
قال الفخر الرازي: أما المنافقون فهم قوم من الأوس والخزرج- كانوا يظهرون الإسلام ويخفون الكفر ولم يخرج منهم أحد إلى بدر سوى عبد الله بن أبى- وأما الذين في قلوبهم مرض فهم قوم من قريش أسلموا ولم يهاجروا.
ثم إن قريشا لما خرجوا لحرب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أولئك: نخرج مع قومنا فإن كان محمد في كثرة خرجنا إليه، وإن كان في قلة أقمنا في قومنا..وعامل الإعراب في «إذ» فيه وجهان: الأول: التقدير، والله شديد العقاب إذ يقول المنافقون» ..والثاني: اذكروا إذ يقول المنافقون..» .
وقوله: غَرَّ أى: خدع، من الغرور وهو كل ما يغر الإنسان من مال وجاه وشهرة وشيطان.
أى: اذكروا- أيها المؤمنون- وقت أن قال المنافقون والذين في قلوبهم مرض: غر هؤلاء دينهم: أى خدعهم، لأنكم أقدمتم على قتال قوم يفوقونكم عدة وعددا، وهذا القتال- في زعمهم- لون من إلقاء النفس إلى التهلكة، لأنهم قوم لا يدركون حقيقة أسباب النصر وأسباب الهزيمة، فهم لخراب بواطنهم من العقيدة السليمة، لا يعرفون أثرها في الإقدام من أجل نصرة الحق ولا يقدرون ما عليه أصحابها من صلة طيبة بالله- عز وجل - الذي بيده النصر والهزيمة..وماداموا قد فقدوا تلك المعرفة، وهذا التقدير، فلا تستبعدوا منهم- أيها المؤمنون- أن يقولوا هذا القول عنكم، فذلك مبلغهم من العلم، وتلك موازينهم في قياس الأمور ...
والحق، أن الإنسان عند ما يتدبر ما قاله المنافقون والذين في قلوبهم مرض في حق المؤمنين عند ما أقدموا على حرب أعدائهم في بدر ...
أقول: عند ما يتدبر ذلك ليرى أن هذا القول دأب كل المنافقين والذين في قلوبهم مرض في كل زمان ومكان.
إننا في عصرنا الحاضر رأينا كثيرين من أصحاب العقيدة السليمة، والنفوس النقية، والقلوب المضحية بكل شيء في سبيل نصرة الحق.. رأينا هؤلاء يبلغون رسالات الله دون أن يخشوا أحدا سواه ويهاجمون الطغاة والمبطلين والفجار، ليمكنوا لدين الله في الأرض، حتى ولو أدت بهم هذه المهاجمة إلى بذل أرواحهم.
ورأينا في مقابل هؤلاء الصادقين أقواما- ممن آثروا شهوات الدنيا على كل شيء- لا يكتفون بالصمت وهم يشاهدون أصحاب العقيدة السليمة يصارعون الطغاة.
بل هم- بسبب خلو نفوسهم من المثل العليا- يلقون باللوم على هؤلاء المؤمنين، ويقولون ما حكاه القرآن من أقوال في أشباههم السابقين من المنافقين والذين في قلوبهم مرض: غر هؤلاء دينهم.
إنهم لا يدركون الأمور ببصيرة المؤمن، ولا يزنونها بميزان الإيمان.
إن المؤمن يرى التضحية في سبيل الحق مؤدية إلى إحدى الحسنين النصر أو الشهادة.
أما هؤلاء المنافقون والذين في قلوبهم مرض، فلا يرون الحياة إلا متعة وشهوة وغنيمة فَإِنْ أُعْطُوا مِنْها رَضُوا وَإِنْ لَمْ يُعْطَوْا مِنْها إِذا هُمْ يَسْخَطُونَ .
وقوله-تبارك وتعالى- وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ حض للمؤمنين على التمسك بما يدعوهم إليه إيمانهم من استقامة وقوة..أى: ومن يكل أمره إلى الله، ويثق به- ينصره- سبحانه - على أعدائه، فإنه- عز وجل - عزيز لا يغلبه شيء، حكيم فيما يدبر من أمر خلقه.
وبذلك نرى أن هذه الآيات الكريمة، قد صورت تصويرا بديعا ما عليه الكافرون وأشباههم من بطر ومفاخرة وصد عن سبيل الله.. ومن طاعة للشيطان أوردتهم المهالك.
وحكت ما قالوه من أقوال تدل على جبنهم وجهلهم وانطماس بصيرتهم.
ونهت المؤمنين عن التشبه بهم، لأن البطر والمفاخرة والبغي، واتباع الشيطان: كل ذلك يؤدى إلى خزي الدنيا وعذاب الآخرة.
ولقد كان أبو جهل قمة في البغي والبطر والمراءاة عند ما قال- بعد أن نصحه الناصحون بالرجوع عن الحرب فقد نجت العير: «لا لن نرجع حتى نرد بدرا، فنقيم ثلاثا، ننحر الجزر، ونشرب الخمر، وتعزف القيان علينا، فلن تزال العرب تهابنا أبدا» .
وعند ما بلغت مقالة أبى جهل أبا سفيان قال: «وا قوماه!! هذا عمل عمرو بن هشام «يعنى أبا جهل» كره أن يرجع لأنه ترأس على الناس فبغى، والبغي منقصة وشؤم.
إن أصاب محمد النفير ذللنا» .
وصدقت فراسة أبى سفيان، فقد أصاب محمد صلى الله عليه وسلم النفير وتسر بل المشركون بالذل والهوان في بدر بسبب بطرهم وريائهم وصدهم عن سبيل الله، واتباعهم لخطوات الشيطان.
فاللهم نسألك أن توفقنا إلى ما يرضيك، وأن تجنبنا البطر والرياء وسوء الأخلاق.
وبعد هذا البيان لأحوال الكافرين في حياتهم انتقل القرآن لبيان أحوالهم عند مماتهم.
فقال-تبارك وتعالى-:
قوله تعالى إذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض غر هؤلاء دينهم ومن يتوكل على الله فإن الله عزيز حكيم قيل : المنافقون : الذين أظهروا الإيمان وأبطنوا الكفر .
والذين في قلوبهم مرض : الشاكون ، وهم دون المنافقين ، لأنهم حديثو عهد بالإسلام ، وفيهم بعض ضعف نية .
قالوا عند الخروج إلى القتال وعند التقاء الصفين : غر هؤلاء دينهم .
وقيل : هما واحد ، وهو أولى .
ألا ترى إلى قوله عز وجل : الذين يؤمنون بالغيب ثم قال والذين يؤمنون بما أنزل إليك وهما لواحد .


شرح المفردات و معاني الكلمات : يقول , المنافقون , قلوبهم , مرض , غر , دينهم , يتوكل , الله , عزيز , حكيم ,
English Türkçe Indonesia
Русский Français فارسی
تفسير انجليزي اعراب

آيات من القرآن الكريم

  1. فهو في عيشة راضية
  2. وأن ألق عصاك فلما رآها تهتز كأنها جان ولى مدبرا ولم يعقب ياموسى أقبل ولا
  3. فاتقوا الله وأطيعون
  4. يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون
  5. والله خلقكم ثم يتوفاكم ومنكم من يرد إلى أرذل العمر لكي لا يعلم بعد علم
  6. ولكم نصف ما ترك أزواجكم إن لم يكن لهن ولد فإن كان لهن ولد فلكم
  7. فجعلهم جذاذا إلا كبيرا لهم لعلهم إليه يرجعون
  8. ولا تطع كل حلاف مهين
  9. ما آمنت قبلهم من قرية أهلكناها أفهم يؤمنون
  10. وهو الذي ينـزل الغيث من بعد ما قنطوا وينشر رحمته وهو الولي الحميد

تحميل سورة الأنفال mp3 :

سورة الأنفال mp3 : قم باختيار القارئ للاستماع و تحميل سورة الأنفال

سورة الأنفال بصوت ماهر المعيقلي
ماهر المعيقلي
سورة الأنفال بصوت سعد الغامدي
سعد الغامدي
سورة الأنفال بصوت عبد  الباسط عبد الصمد
عبد الباسط
سورة الأنفال بصوت أحمد العجمي
أحمد العجمي
سورة الأنفال بصوت محمد صديق المنشاوي
المنشاوي
سورة الأنفال بصوت محمود خليل الحصري
الحصري
سورة الأنفال بصوت مشاري راشد العفاسي
مشاري العفاسي
سورة الأنفال بصوت ناصر القطامي
ناصر القطامي
سورة الأنفال بصوت فارس عباد
فارس عباد
سورة الأنفال بصوت ياسر لدوسري
ياسر الدوسري


الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Sunday, November 17, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب