قائمة السور | مواضيع القرآن الكريم مرتبة حسب الآيات :آيات القرآن الكريم مقسمة حسب كل موضوع و فئة | لقراءة سورة كاملة اختر من : فهرس القرآن | - للاستماع للقراء : القرآن الكريم mp3
آيات قرآنية عن التوبة والاستغفار في القرآن الكريم
✅ مواضيع القرآن الكريم
﴿إِلَّا ٱلَّذِينَ تَابُواْ وَأَصۡلَحُواْ وَبَيَّنُواْ فَأُوْلَٰٓئِكَ أَتُوبُ عَلَيۡهِمۡ وَأَنَا ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِيمُ ﴾ [البقرة: 160]
آية صدق التوبة إصلاحُ العمل، واستدراكُ التفريط، فمَن فعل ذلك فليَبشُر بتوبة الله عليه، وليَرجُ رحمته، إنه هو التوَّاب الرحيم. |
﴿كَيۡفَ يَهۡدِي ٱللَّهُ قَوۡمٗا كَفَرُواْ بَعۡدَ إِيمَٰنِهِمۡ وَشَهِدُوٓاْ أَنَّ ٱلرَّسُولَ حَقّٞ وَجَآءَهُمُ ٱلۡبَيِّنَٰتُۚ وَٱللَّهُ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّٰلِمِينَ ﴾ [آل عمران: 86]
كيف يوفَّق إلى الهداية مَن عرَفها ثم انحرف عنها، ومَن استبانت له الحقيقةُ ثم تركها؟! ليس كلُّ مَن شهد أن الرسول حقٌّ فهو من المهتدين، حتى يتَّبعَه ويكونَ مع المؤمنين، وما أضلَّ مَن شهد برسالته واتَّبع الشياطين! |
﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بَعۡدَ إِيمَٰنِهِمۡ ثُمَّ ٱزۡدَادُواْ كُفۡرٗا لَّن تُقۡبَلَ تَوۡبَتُهُمۡ وَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلضَّآلُّونَ ﴾ [آل عمران: 90]
إن كانت الهداية بعيدةً عمَّن بدَّل الكفر بالإيمان، أفتكون قريبةً ممَّن بدَّل وأوغل في الكفران؟! ألا إنها أبعدُ وأبعد. كلَّما أبعدَ المرء في استدبار الحقِّ والإقبال على الباطل، ازداد بُعدُه عن طريق التوبة والإنابة. |
﴿وَٱلَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَٰحِشَةً أَوۡ ظَلَمُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ ذَكَرُواْ ٱللَّهَ فَٱسۡتَغۡفَرُواْ لِذُنُوبِهِمۡ وَمَن يَغۡفِرُ ٱلذُّنُوبَ إِلَّا ٱللَّهُ وَلَمۡ يُصِرُّواْ عَلَىٰ مَا فَعَلُواْ وَهُمۡ يَعۡلَمُونَ ﴾ [آل عمران: 135]
ليس من شرط المتَّقين العصمة، بل تحصُل منهم الزلَّة، وتقع منهم العَثرة، غير أنهم يسارعون إلى الأَوبة. إذا وقعت في معصيةٍ فتذكَّر حقَّ الله عليك، وتذكَّر وعيدَه وموقفك يوم العرض عليه، فإذا ذكرتَه دعاك التذكُّر للحياء منه والكفِّ عن معصيته. غافر الذنب هو الله، لا يستر قبحَ الذنوب ويقي مغبَّتها سواه، فلنسأله المغفرةَ والسَّتر. إنما هلك مَن هلك من العصاة باستمرارهم على المعصية وإصرارهم عليها، من غير خوفٍ من الله، ولا إحساسٍ بالذنب. |
﴿أُوْلَٰٓئِكَ جَزَآؤُهُم مَّغۡفِرَةٞ مِّن رَّبِّهِمۡ وَجَنَّٰتٞ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَاۚ وَنِعۡمَ أَجۡرُ ٱلۡعَٰمِلِينَ ﴾ [آل عمران: 136]
سبحانه من جوادٍ كريم، وغفَّارٍ رحيم، لا يمنع فضلَه عن عبده الذي عصاه متى رجعَ إليه بقلبٍ خاشع وتوبةٍ نصوح. |
﴿إِنَّمَا ٱلتَّوۡبَةُ عَلَى ٱللَّهِ لِلَّذِينَ يَعۡمَلُونَ ٱلسُّوٓءَ بِجَهَٰلَةٖ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٖ فَأُوْلَٰٓئِكَ يَتُوبُ ٱللَّهُ عَلَيۡهِمۡۗ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمٗا ﴾ [النساء: 17]
إذا كانت المعصية دلالةً على جهل العاصي حين عصى، فإن العلم بالله المانعَ من المعصية هو رأسُ العلم. مَن علِم أن المعصية من المُهلكات بادر إلى محوِ آثارها بالتوبة، وغسلِ ما علِقَ به من أدرانها بالاستغفار. الإصرار على الذنب قد يجعل منه صفةً راسخةً في النفس، يعسُر معها إحداثُ توبةٍ نصوح. لا يُغلِق الإسلام الأبوابَ في وجوه الخاطئين، ولا يطردهم من المجتمع إن أرادوا أن يعودوا إليه تائبين، وهذا يمحو ثقافةَ اليأس من عودة المسرفين إلى ربِّ العالمين. الله عليمٌ بعباده المُنيبين إليه، والمُقبلين بالندم عليه، وهو حكيمٌ في تقديره وتوبته على عباده بعد عودتهم إليه. |
﴿وَلَيۡسَتِ ٱلتَّوۡبَةُ لِلَّذِينَ يَعۡمَلُونَ ٱلسَّيِّـَٔاتِ حَتَّىٰٓ إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ ٱلۡمَوۡتُ قَالَ إِنِّي تُبۡتُ ٱلۡـَٰٔنَ وَلَا ٱلَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمۡ كُفَّارٌۚ أُوْلَٰٓئِكَ أَعۡتَدۡنَا لَهُمۡ عَذَابًا أَلِيمٗا ﴾ [النساء: 18]
حاذِر أن تؤجِّلَ توبتَك إذا ما غرَّتك نفسُك فعصَيت؛ فإنك لا تدري متى يكون أجلُك، فإنه لا يستأذن أحدًا. لا يقبل الله عاصيًا لَـجَّت به غَوايتُه، فتاب حين لم يعُد لديه متَّسعٌ من الوقت لارتكاب مزيدٍ من الذنوب. التوبة المقبولةُ هي التي تُنشئ صلاحًا في القلب، واستقامةً في الحياة، وتُقِيم مسيرةَ الاتجاه على الصِّراط القويم بعد الانحراف عنه. ليحذَرِ المسوِّفون في التوبة ألا تُقبلَ منهم؛ فإن حالهم قد قُرِنت في استبعاد توبتهم بحال مَن يموتون وهم كفَّار، أعاذنا الله من حالهم. |
﴿يُرِيدُ ٱللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمۡ وَيَهۡدِيَكُمۡ سُنَنَ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِكُمۡ وَيَتُوبَ عَلَيۡكُمۡۗ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٞ ﴾ [النساء: 26]
ألا يتدبَّر العباد حكمةَ الله تعالى في أحكامه، ويفتحون لها قلوبَهم وأسماعَهم وأبصارهم؛ ليزدادوا من الله قربًا، ولتشريعه إجلالًا؟! جمعَ الله في هذه الشريعة كلَّ ما فرَّقه من المحاسن في الشرائع قبلها، فما من خيرٍ كانت عليه الأممُ السابقة إلا وكان لهذه الأمَّة منه نصيب؛ ولذا اختُصَّت بالكمال. تدعو النفسُ المرءَ إلى منحدراتِ الخطيئة، فربَّما حضرَته الخشيةُ من عقاب ربِّه وهو في تلك الوَهْدة السحيقة، فتُظلم آفاقُه فلا يُنجيه حينذاك إلا معرفتُه بأن مولاه توَّاب، فيُهرع إلى بابه ليتوبَ عليه. تشريعات الشارع الحكيم وتوجيهاتُه تصدر عن العلم بالنفوس والأحوال، وما يُصلِحُها ويَصلُح لها، فسبحانه من عليم حكيم. |
﴿وَمَن يَعۡمَلۡ سُوٓءًا أَوۡ يَظۡلِمۡ نَفۡسَهُۥ ثُمَّ يَسۡتَغۡفِرِ ٱللَّهَ يَجِدِ ٱللَّهَ غَفُورٗا رَّحِيمٗا ﴾ [النساء: 110]
لا أحدَ أرحم من الله تعالى؛ يعصيه عبادُه فيدعوهم إلى التوبة بين يدَيه؛ لكي يرحمَهم ويُكرمَهم، ولا حاجبَ يُنظرهم إذا راموا الدخولَ عليه، ولا يحتاجون إلى واسطةٍ إذا أرادوا شيئًا لديه. لم يقُل لمَن عمل سوءًا ثم استغفر: (سيغفرُ الله له)، بل اكتفى بإثبات المغفرة والرحمة صفتَين ثابتتَين له، فقال: ﴿يَجِدِ اللهَ غَفُورًا رَحِيمًا﴾ وكفى بها جوابًا. |
﴿فَمَن تَابَ مِنۢ بَعۡدِ ظُلۡمِهِۦ وَأَصۡلَحَ فَإِنَّ ٱللَّهَ يَتُوبُ عَلَيۡهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٞ رَّحِيمٌ ﴾ [المائدة: 39]
باب التوبة مفتوح، فمَن أصلحَ بعد الفساد، وكفَّ يدَه عن حقوق العباد، ومدَّها إلى الله مستغفرًا منيبًا، فقد ولجَ روضةَ رحمةِ الله وغُفرانه، وليُبشِر هناك بعطاء الملِك الكريم. مغفرة الله تعالى تُزيل عن الإنسان مكروهَ الذُّنوب، ورحمتُه جلَّ شأنُه توصل إليه كلَّ خير ومحبوب، فهنيئًا لمَن استحقَّهما، وجاد اللهُ عليه بهما. |
﴿وَٱلَّذِينَ عَمِلُواْ ٱلسَّيِّـَٔاتِ ثُمَّ تَابُواْ مِنۢ بَعۡدِهَا وَءَامَنُوٓاْ إِنَّ رَبَّكَ مِنۢ بَعۡدِهَا لَغَفُورٞ رَّحِيمٞ ﴾ [الأعراف: 153]
بشرى من ربِّ العالمين لكلِّ المسيئين: إن الله يغفر السيِّئاتِ صغيرَها وكبيرَها بتوبةٍ صادقة، فضلًا منه ورحمةً بعباده. فأين التائبون؟ الإيمان أساسُ صحَّة الأعمال، فلا يُقبَل عملٌ لا يُبنى عليه، وهل تُثمِر شجرةٌ لا جذرَ لها؟ |
﴿أَلَمۡ يَعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ هُوَ يَقۡبَلُ ٱلتَّوۡبَةَ عَنۡ عِبَادِهِۦ وَيَأۡخُذُ ٱلصَّدَقَٰتِ وَأَنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِيمُ ﴾ [التوبة: 104]
ليس قَبولُ التوبةِ بيد أحدٍ من الخلق، وإنما هي بيد الخالق تعالى، فلا تطلبها إلا منه، ولا تقصِد بها سواه. ما أشرفَ طاعةَ الصدقةِ بين الطاعات! يأخذُها الله تعالى، ويأمرُ رسولَه الكريم ﷺ بأخذها. لِيَجِدَّ المذنبون في الأوبة، وليستبشرِ التائبون بربٍّ كريم كثيرِ التوبة، عظيمِ الرحمة، جلَّ شأنه. |
﴿ٱلتَّٰٓئِبُونَ ٱلۡعَٰبِدُونَ ٱلۡحَٰمِدُونَ ٱلسَّٰٓئِحُونَ ٱلرَّٰكِعُونَ ٱلسَّٰجِدُونَ ٱلۡأٓمِرُونَ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَٱلنَّاهُونَ عَنِ ٱلۡمُنكَرِ وَٱلۡحَٰفِظُونَ لِحُدُودِ ٱللَّهِۗ وَبَشِّرِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ ﴾ [التوبة: 112]
ليس الإيمانُ بالتمنِّي ولا بالتحلِّي، بل بعملٍ يُرضي اللهَ تعالى. لا بدَّ للتائبِ من اشتغالٍ بعملِ الآخرة، وتداركِ ما فرَّط من أعمالها، وأن يحفظَ لحَظاتِه وخُطُواتِه ولَفَظاتِه وخَطَراته. استشعِر نِعمَ اللهِ الواصلةَ إليك، واستحضر عظمةَ المُنعمِ عليك، وليلهج لسانُك بحمده في جميع أحوالك، فإنه تعالى مُنعِمٌ بالعطاء، وراحمٌ بالابتلاء. السياحة خروجٌ عمَّا ألِفَه الإنسان من وطن وأهل، فكذلك الصيام خروجٌ عمَّا ألِفَ الصائم من طعام وشراب وشهوة. إن الركوع والسجود ليَصدُران عن تواضع وعبوديَّةٍ للملِك الكريم، في الصلاة التي من غاياتِها الخضوعُ والتعظيم. هؤلاء المؤمنون قائمون بطاعة الله في أنفُسهم، ناصحون لغيرهم بالقيام بطاعته. قال الحسن رحمه الله: (لم يأمروا بالمعروف حتى كانوا من أهله، ولم ينهَوا الناسَ عن المنكر حتى انتهَوا عنه). تكريمٌ من الله للمؤمنين بأمرِ اللهِ رسولَه الأمين بتبشيرهم، مع ما تحملُه هذه البِشارةُ في عمومها من الخيرات، والوعودِ الصالحات. |
﴿وَأَنِ ٱسۡتَغۡفِرُواْ رَبَّكُمۡ ثُمَّ تُوبُوٓاْ إِلَيۡهِ يُمَتِّعۡكُم مَّتَٰعًا حَسَنًا إِلَىٰٓ أَجَلٖ مُّسَمّٗى وَيُؤۡتِ كُلَّ ذِي فَضۡلٖ فَضۡلَهُۥۖ وَإِن تَوَلَّوۡاْ فَإِنِّيٓ أَخَافُ عَلَيۡكُمۡ عَذَابَ يَوۡمٖ كَبِيرٍ ﴾ [هود: 3]
يدعوك ربُّك الكريمُ إلى الابتهال بين يديه، ورفعِ كفِّ الضراعة إليه، حتى يُنزلَ عليك الخيراتِ، ويَغمُرَك بالبركات. ما أعظمَ طاعةَ اللهِ إسعادًا لأهلها في الدنيا والآخرة! فمن أرادَ راحةَ الدنيا فعليه بالطاعة، ومن أراد راحةَ الآخرة فعليه بالطاعة. ما أعظمَ البَونَ بين فضل يبذُلُه العبد، وفضلٍ يؤتيه إياه الربُّ الكريمُ مكافأةً وجزاءً، وكرمًا وإحسانًا! اعمل العملَ الصالحَ مخلصًا لربِّك، وأبشِر بالجزاءِ الحسن على ذلك، ولا تخَف ضياعًا له ولا خُسرانًا. لقد أغنى ذِكرُ العذابِ الأخروي عن ذكر كلِّ عذاب دنيوي، فلا عذابَ يوازي فظاعةَ عذاب الآخرة. |
﴿إِلَى ٱللَّهِ مَرۡجِعُكُمۡۖ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٌ ﴾ [هود: 4]
لا مرجِعَ للعبدِ إلا إلى اللهِ تعالى، فهو وحدَه سبحانه المدبِّرُ والمتصرِّف، فيا ضيعةَ من تعلَّق بغيره حتى وردَ عليه! الله جلَّ جلاله قادرٌ على ما يشاء، من الإحسان إلى أوليائه، والانتقام من أعدائه، وإعادةِ الخلائق يومَ القيامة، فما ظنُّكم برجوعكم إلى القادر على كلِّ شيء وقد عصيتُم أمره؛ أليس يعذِّبكم عذابًا كبيرًا؟! |
﴿أَلَآ إِنَّهُمۡ يَثۡنُونَ صُدُورَهُمۡ لِيَسۡتَخۡفُواْ مِنۡهُۚ أَلَا حِينَ يَسۡتَغۡشُونَ ثِيَابَهُمۡ يَعۡلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعۡلِنُونَۚ إِنَّهُۥ عَلِيمُۢ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ ﴾ [هود: 5]
السرُّ عند الله تعالى كالعلَن، فهل يستطيع العبدُ إخفاءَ معصيته، وكتمانَ جَريرته؟ يا لها من موعظةٍ عظيمة! أن يستشعرَ المرءُ أن الله تعالى عالمٌ بكلِّ ما يعمله، لا تغيب عنه أفعالُ عباده طرفةَ عين، بل لا تغيب عنه مكنوناتُ الصدور وراء الثياب خلف البيوت. إذا ضمَّت الأسرارَ الصدور، فإنها لا تَخفى على العليم بكلِّ الأمور. |
﴿رَّبُّكُمۡ أَعۡلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمۡۚ إِن تَكُونُواْ صَٰلِحِينَ فَإِنَّهُۥ كَانَ لِلۡأَوَّٰبِينَ غَفُورٗا ﴾ [الإسراء: 25]
ليحذرِ الإنسانُ من أن يُظهر لوالديه البرَّ ويُضمر لهما الكراهة؛ فإن الله عليم بما يخفيه. مَن كان صالحًا منيبًا، محبًّا ما يقرِّب إلى ربه، فإنه -وإن جرى منه أحيانًا قصور- فإن الله يعفو عنه إن رجَع إليه من معصيته. |
﴿إِلَّا مَن تَابَ وَءَامَنَ وَعَمِلَ صَٰلِحٗا فَأُوْلَٰٓئِكَ يَدۡخُلُونَ ٱلۡجَنَّةَ وَلَا يُظۡلَمُونَ شَيۡـٔٗا ﴾ [مريم: 60]
حتى لو أهملتَ صلاتك دهرًا وأضعتها، حتى وإن قادتك شهواتك فاتبعتها، فإن الله يدعوك لتوبة صالحة، ليس جزاؤها فقط ألا تعاقَب، بل جزاؤها الجنة. |
﴿إِلَّا مَن تَابَ وَءَامَنَ وَعَمِلَ عَمَلٗا صَٰلِحٗا فَأُوْلَٰٓئِكَ يُبَدِّلُ ٱللَّهُ سَيِّـَٔاتِهِمۡ حَسَنَٰتٖۗ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُورٗا رَّحِيمٗا ﴾ [الفرقان: 70]
باب التوبة مفتوحٌ يدخل منه كلُّ مَن استيقظ ضميرُه وأراد العودةَ والمآب؛ لا يُصدُّ عنه قاصد، ولا يُغلق في وجه لاجئ أيًّا كان، وأيًّا ما ارتكب من الآثام. انظر إلى عِظَم رحمة الله ومغفرته لمَن يؤوبون إليه ويوحِّدونه ويستغفرونه؛ إذ يُبدلهم بالعمل السيِّئ عملًا صالحًا، وبالشرك إخلاصًا، وبالفجور إحصانًا، وبالكفر إسلامًا! |
﴿وَمَن تَابَ وَعَمِلَ صَٰلِحٗا فَإِنَّهُۥ يَتُوبُ إِلَى ٱللَّهِ مَتَابٗا ﴾ [الفرقان: 71]
العمل الصالح والمثابرة عليه قولًا وفعلًا شرطٌ في التوبة الكاملة، فلا اعتدادَ بتوبة ينقصها العمل؛ إذ ليست التوبة استغفارًا أو تخشُّعًا بلا إقلاع وعملٍ صالح يُرضيان الله! إن توبةً تحقَّقت في ماضي حياة العبد مع إخلاصه فيها لمبشِّرةٌ بأن يُوفَّقَ صاحبُها للتوبة في مستقبل أيَّامه بمشيئة الله تعالى. |
﴿۞ قُلۡ يَٰعِبَادِيَ ٱلَّذِينَ أَسۡرَفُواْ عَلَىٰٓ أَنفُسِهِمۡ لَا تَقۡنَطُواْ مِن رَّحۡمَةِ ٱللَّهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ يَغۡفِرُ ٱلذُّنُوبَ جَمِيعًاۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلۡغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ ﴾ [الزمر: 53]
كثيرون هم الذين تنصرف أذهانهم إلى مَن يعرفون ممَّن أسرف على نفسه، دون أن يشعروا أنهم معنيُّون بذلك، فيَهلِكوا. رحمة الله بخَلقه واسعةٌ عظيمة؛ ليكونَ باب التوبة مُشرَعًا أبدًا للمسرفين الشاردين في تيه الضلال. يا حسرةَ مَن غلبه شيطانه فخرج من هذه الدنيا متدثِّرًا بذنوبه، ملتحفًا بآثامه، معرضًا عن بابٍ عظيم مفتوح أمامه للتوبة والمغفرة! كمال رحمته سبحانه اقتضَت كمالَ عفوه ومغفرته، فإن صَفحَه عمَّ الذنوبَ جميعًا، فأكثِروا من الدعاء: (اللهم اغفِر لي ذنبي كلَّه، دِقَّه وجِلَّه). |
﴿وَأَنِيبُوٓاْ إِلَىٰ رَبِّكُمۡ وَأَسۡلِمُواْ لَهُۥ مِن قَبۡلِ أَن يَأۡتِيَكُمُ ٱلۡعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ ﴾ [الزمر: 54]
كلُّ ذنب يقترفه العبد هو غُربةٌ عن ديار الطاعة، فلا تُطل رحلةَ التغرُّب، وعجِّل بالرجوع، فإن الروح في شوق إلى سَكينة الفطرة. ما أعظمَ الإسلامَ من شريعة لا تجعلُ بين الخلق والخالق واسطة! فما على المذنب إلا أن يعودَ إلى أفياء الطاعة وظلال الاستسلام والإنابة، وسيجد ربَّه عفوًّا غفورًا. هيَّا قبل فوات الأوان، قبل ألا يكونَ نصيرٌ ولا شفيع. ﴿وسارِعوا إلى مَغفرةٍ من رَبِّكُم﴾ ، فقد يُفصل في الأمر، وتُغلق الأبواب في أيَّ لحظة من لحظات الليل والنهار. |
﴿وَهُوَ ٱلَّذِي يَقۡبَلُ ٱلتَّوۡبَةَ عَنۡ عِبَادِهِۦ وَيَعۡفُواْ عَنِ ٱلسَّيِّـَٔاتِ وَيَعۡلَمُ مَا تَفۡعَلُونَ ﴾ [الشورى: 25]
بادِر أيُّها المذنبُ إلى التوبة، فإن الله أفرحُ بتوبتك من فرح مَن حازَ الدنيا بحذافيرها بعد فقر وعُدم. يرجِع التائب من ذنبه كيوم ولدته أمُّه طاهرًا نقيًّا؛ فضلًا من الله وعفوًا، ورحمةً وحِلمًا، فلله الحمدُ حتى يرضى. حتى التوبةُ منها النَّصُوحُ المقبول، ومنها غير ذلك، فاحرِص على تمام التوبة بالصدق والإخلاص، فإن الله أدرى بك من نفسك. |
﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ تُوبُوٓاْ إِلَى ٱللَّهِ تَوۡبَةٗ نَّصُوحًا عَسَىٰ رَبُّكُمۡ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمۡ سَيِّـَٔاتِكُمۡ وَيُدۡخِلَكُمۡ جَنَّٰتٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ يَوۡمَ لَا يُخۡزِي ٱللَّهُ ٱلنَّبِيَّ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مَعَهُۥۖ نُورُهُمۡ يَسۡعَىٰ بَيۡنَ أَيۡدِيهِمۡ وَبِأَيۡمَٰنِهِمۡ يَقُولُونَ رَبَّنَآ أَتۡمِمۡ لَنَا نُورَنَا وَٱغۡفِرۡ لَنَآۖ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٞ ﴾ [التحريم: 8]
البِدارَ البِدار، إلى التوبة الخالصة قبل انقضاء الأعمار، إذ ليس من توبةٍ تُقبَل يوم الحساب، ولا فديةٍ يُفتدى بها من العذاب. لا تكون التوبةُ نصوحًا حتى يعزمَ العبد عزمًا أكيدًا ألا يعودَ إلى الذنب كرَّة أخرى، فما أحرانا أن نعزمَ على ذلك جميعًا. حسبُكم شرفًا أيها المؤمنون أن الله ألحقَكم بنبيِّه سيِّد ولد آدم، وسلَّمكم من خزي ذلك اليوم، فجدِّدوا إيمانكم بالتوبة. |
﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ فَتَنُواْ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتِ ثُمَّ لَمۡ يَتُوبُواْ فَلَهُمۡ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمۡ عَذَابُ ٱلۡحَرِيقِ ﴾ [البروج: 10]
قال الحسن: (انظُروا إلى هذا الكرم والجود، يقتلون أولياءَه ويفتنونهم، وهو يدعوهم إلى التوبة والمغفرة. فلا ييئسِ العبدُ من مغفرته وعفوه). إنه إنذارٌ صريح بليغ من الجبَّار القويِّ العزيز، لكلِّ مجرمٍ بطَّاش لا يرقُبُ في مؤمنٍ إلًّا ولا ذمَّة، وقد أعذَر من أنذَر. |
مواضيع أخرى في القرآن الكريم
الجليس ضوابط الجهاد الأيتام فضل الجهاد خير الراحمين التجسس الحذر من الآخرة القبلة خلق الإنسان نقض العهد
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Thursday, November 21, 2024
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب