قائمة السور | مواضيع القرآن الكريم مرتبة حسب الآيات :آيات القرآن الكريم مقسمة حسب كل موضوع و فئة | لقراءة سورة كاملة اختر من : فهرس القرآن | - للاستماع للقراء : القرآن الكريم mp3
آيات قرآنية عن الاعتبار بالأمم السابقة في القرآن الكريم
✅ مواضيع القرآن الكريم
﴿أَلَمۡ يَرَوۡاْ كَمۡ أَهۡلَكۡنَا مِن قَبۡلِهِم مِّن قَرۡنٖ مَّكَّنَّٰهُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ مَا لَمۡ نُمَكِّن لَّكُمۡ وَأَرۡسَلۡنَا ٱلسَّمَآءَ عَلَيۡهِم مِّدۡرَارٗا وَجَعَلۡنَا ٱلۡأَنۡهَٰرَ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهِمۡ فَأَهۡلَكۡنَٰهُم بِذُنُوبِهِمۡ وَأَنشَأۡنَا مِنۢ بَعۡدِهِمۡ قَرۡنًا ءَاخَرِينَ ﴾ [الأنعام: 6]
العاقل مَن اتَّعظ بغيره، والجاهلُ مَن اتَّعظَ بنفسه، فاللبيبُ إذا قرأ تاريخَ مَن غَبَر كان له منه مُعتَبَر، فوجدَ أن موالاةَ النِّعَم على المعرضين، تعجِّل لهم النِّقَمَ في أقرب حين. إنما التمكينُ بتيسير الله تعالى، فهو مَن يَمُدُّ بأسبابه ليبلوَ عباده؛ أيقومون بعهده فيعبدونه، أم يجعلون من أنفسهم طواغيتَ فيجحدونه؟ الذنوب مِنجَلُ حصاد، يستأصلُ الظالمين من العباد، وقد جرَت سنَّةُ الله تعالى بذلك في كلِّ عصر، فهلَّا من توبةٍ قبل حلولِ العقوبة. إذا انقرضت الأمَّةُ الظالمة فجاءت بعدها أمَّةٌ أخرى، فإن كانت عاقلةً لم تسلُك مسلكَ الأمَّة الهالكة، وإن جمَحَت بها الأهواءُ فسارت سَيرَها فلترتقب مصيرَ سلفِها، ولو طال بها الزمن. |
﴿أَلَمۡ يَأۡتِهِمۡ نَبَأُ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡ قَوۡمِ نُوحٖ وَعَادٖ وَثَمُودَ وَقَوۡمِ إِبۡرَٰهِيمَ وَأَصۡحَٰبِ مَدۡيَنَ وَٱلۡمُؤۡتَفِكَٰتِۚ أَتَتۡهُمۡ رُسُلُهُم بِٱلۡبَيِّنَٰتِۖ فَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيَظۡلِمَهُمۡ وَلَٰكِن كَانُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ يَظۡلِمُونَ ﴾ [التوبة: 70]
حين لا يفكِّرُ ذوو القوَّة بمَصارع الأقوياء قبلهم، تجري عليهم السُّننُ الإلهيَّة على حين غِرَّة، فيُؤخَذون وهم في نَعمائهم يتقلَّبون. لا تنفعُ عِظاتُ الماضي إلا مَن تتفتَّحُ بصائرُهم لإدراك سنَّة الله التي لا تتخلَّف ولا تتبدَّل، ولا تُحابي أحدًا من الناس. القوَّة إذا لم تُقَد بالهداية توجَّهت إلى مُراد بطشها عمياءَ؛ لا ترى عِبرَ الماضي، ولا تفكِّر في فواجع المستقبل العادل. أرأيتَ شدَّةَ مَصارع الأمم؟ أما لو نظرتَ إلى قبيح أفعالهم وشدَّةِ عنادهم لربِّهم لعلمتَ أنهم هم الذين جنَوا على أنفسهم، وأنهم أهلٌ لما حلَّ بهم. |
﴿وَلَقَدۡ أَهۡلَكۡنَا ٱلۡقُرُونَ مِن قَبۡلِكُمۡ لَمَّا ظَلَمُواْ وَجَآءَتۡهُمۡ رُسُلُهُم بِٱلۡبَيِّنَٰتِ وَمَا كَانُواْ لِيُؤۡمِنُواْۚ كَذَٰلِكَ نَجۡزِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلۡمُجۡرِمِينَ ﴾ [يونس: 13]
العِلَّة في النفوس، فإذا خبُثت واختارت طريق الظُّلم لم تقبَل آياتِ ربِّها سبحانه. طريقُ الإجرامِ نهايتُها الآلام، فمَن سلكَها فلينتظر ما حلَّ بالمجرمين من قبله. |
﴿ثُمَّ جَعَلۡنَٰكُمۡ خَلَٰٓئِفَ فِي ٱلۡأَرۡضِ مِنۢ بَعۡدِهِمۡ لِنَنظُرَ كَيۡفَ تَعۡمَلُونَ ﴾ [يونس: 14]
إن فيما سَلَف عِبرةً للخَلَف؛ فللمُحسِن أمثلةٌ تحثُّ على الإحسان، وللمُسيء نماذجُ تَحجُز عن العِصيان. قال عمر بنُ الخطَّاب رضي الله عنه: (صدقَ ربُّنا، ما جعلَنا خُلفاءَ إلا لينظرَ كيف أعمالُنا، فأرُوا اللهَ من أعمالِكم خيرًا بالليل والنهار، والسرِّ والعَلانية). |
﴿وَيَقُولُونَ لَوۡلَآ أُنزِلَ عَلَيۡهِ ءَايَةٞ مِّن رَّبِّهِۦۖ فَقُلۡ إِنَّمَا ٱلۡغَيۡبُ لِلَّهِ فَٱنتَظِرُوٓاْ إِنِّي مَعَكُم مِّنَ ٱلۡمُنتَظِرِينَ ﴾ [يونس: 20]
تفويضُ الغيبِ للهِ تعالى طريقةُ الأنبياءِ والصالحين، فلا يفتاتون على القدر، ولا يرجُمون بالغيب، ولا يتوعَّدون خصومَهم بما لا علمَ لهم به من أمر الله، بل ينتظرون قضاء الله فيهم. |
﴿أَلَمۡ يَأۡتِكُمۡ نَبَؤُاْ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِكُمۡ قَوۡمِ نُوحٖ وَعَادٖ وَثَمُودَ وَٱلَّذِينَ مِنۢ بَعۡدِهِمۡ لَا يَعۡلَمُهُمۡ إِلَّا ٱللَّهُۚ جَآءَتۡهُمۡ رُسُلُهُم بِٱلۡبَيِّنَٰتِ فَرَدُّوٓاْ أَيۡدِيَهُمۡ فِيٓ أَفۡوَٰهِهِمۡ وَقَالُوٓاْ إِنَّا كَفَرۡنَا بِمَآ أُرۡسِلۡتُم بِهِۦ وَإِنَّا لَفِي شَكّٖ مِّمَّا تَدۡعُونَنَآ إِلَيۡهِ مُرِيبٖ ﴾ [إبراهيم: 9]
لا تستغرب كفرَ الكافرين، وتغيُّظَهم من هذا الدين؛ فلقد مرَّ في الأزمان السابقة رسلٌ كثيرون لَقُوا من أقوامهم الغيظَ الشديد، والكفرَ الصريح. الشكوك قد تكون لمرضِ صاحبها وعِناده، لا لضَعف الأدلَّة المعروضة عليه؛ فقد جاء الرسُل أقوامَهم بلسانهم الذي يعرفون، وأتَوهم بالبيِّنات التي لا ينكرها عاقلٌ منصف. |
﴿يَتَجَرَّعُهُۥ وَلَا يَكَادُ يُسِيغُهُۥ وَيَأۡتِيهِ ٱلۡمَوۡتُ مِن كُلِّ مَكَانٖ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٖۖ وَمِن وَرَآئِهِۦ عَذَابٌ غَلِيظٞ ﴾ [إبراهيم: 17]
ما أشقَّ أن يصيرَ المرءُ إلى حالٍ يكون الموتُ الذي يفرُّ منه الناسُ هو منتهى آماله وغايةَ أمانيِّه! غُلِّظتِ العقوبةُ لغِلاظة أولئك الذين كانوا يهدِّدون دعاةَ الخير والصلاح، ويسومونهم سوءَ العذاب، والجزاءُ من جنس العمل. |
﴿أَفَلَمۡ يَهۡدِ لَهُمۡ كَمۡ أَهۡلَكۡنَا قَبۡلَهُم مِّنَ ٱلۡقُرُونِ يَمۡشُونَ فِي مَسَٰكِنِهِمۡۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَٰتٖ لِّأُوْلِي ٱلنُّهَىٰ ﴾ [طه: 128]
اقرأ تاريخَ الأمم الغابرة، وقلِّب صفحات الأقوام الداثرة؛ فإنك ستجد في حياتها ومصيرها عبرةً للرشاد، وموعظة تهديك إلى رب العباد. ما نزل بالأمم المكذبة من الهلاك آيةٌ ناطقة بصحة ما جاءت به الرسل، وسببٌ من أسباب الهداية إلى طريق الحق، فإذا وقفت على شيء من ذلك فأعمِل عقلك في الاعتبار بها، وانهَ نفسك عن عمل أهلها. |
﴿فَكَأَيِّن مِّن قَرۡيَةٍ أَهۡلَكۡنَٰهَا وَهِيَ ظَالِمَةٞ فَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا وَبِئۡرٖ مُّعَطَّلَةٖ وَقَصۡرٖ مَّشِيدٍ ﴾ [الحج: 45]
لقد أهلك الله القرى الظالمة، ولم يعبأ بما عندها من كثرة السكَّان، ولم تمنعهم قوَّة البنيان، ولم تنفعهم عظمة العُمران، بل هلك مَن فيها على بَكرة أبيهم. تلك الربوعُ الخرِبة تستدرُّ الدموع والخشوع، وتلك الآبار المعطَّلة تذكِّر بالورد والورَّاد، وتتزاحم حولها الأخيلة وهي خواء، وإلى جانبها قصور مَشِيدة خالية من الأحياء، تطوف بها الذكريات، وتنطق جوانبُها بالعظات. |
﴿أَفَلَمۡ يَسِيرُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ فَتَكُونَ لَهُمۡ قُلُوبٞ يَعۡقِلُونَ بِهَآ أَوۡ ءَاذَانٞ يَسۡمَعُونَ بِهَاۖ فَإِنَّهَا لَا تَعۡمَى ٱلۡأَبۡصَٰرُ وَلَٰكِن تَعۡمَى ٱلۡقُلُوبُ ٱلَّتِي فِي ٱلصُّدُورِ ﴾ [الحج: 46]
عِظِ الناسَ إن استطعتَ بحوادث التاريخ وأحوال الأمم، وتدبَّر آيات الله تعالى في الآفاق والأنفس؛ ففي ذلك عِبرٌ لمَن كان له قلبٌ أو ألقى السمع وهو شهيد. العمى إنما هو عمى القلب لا عمى البصر، فمَن أبصر قلبُه فما ضرَّه أن يعمى بصره، ومَن عميَ قلبُه فما الذي تنفعه بعد ذلك رؤية الأشياء من حوله؟ قال قَتادةُ رحمه الله: (البصر الظاهر بُلغةٌ ومتعة، وبصر القلب هو البصر النافع). |
﴿وَيَسۡتَعۡجِلُونَكَ بِٱلۡعَذَابِ وَلَن يُخۡلِفَ ٱللَّهُ وَعۡدَهُۥۚ وَإِنَّ يَوۡمًا عِندَ رَبِّكَ كَأَلۡفِ سَنَةٖ مِّمَّا تَعُدُّونَ ﴾ [الحج: 47]
ما أجدرَ بعذاب الله العظيم مَن كان في عمى عن الدين القويم! لا يعقل أدلتَه، ولا يسمع حجَّته، بل قد يتحداه أو يستهزئ به. حكمةُ الله جلَّ جلاله عظيمة؛ إذ لا يستفزُّه لإخلاف وعده قولُ قائل، ولا لتغيير أجله الذي كتبه على خلقه جهلُ جاهل! ما أطولَ أيام الآخرة وأقصر أيام الدنيا! فيا سعدَ مَن عمل في اليوم القصير ما ينجيه من عذاب ربه في اليوم الطويل! |
﴿وَكَأَيِّن مِّن قَرۡيَةٍ أَمۡلَيۡتُ لَهَا وَهِيَ ظَالِمَةٞ ثُمَّ أَخَذۡتُهَا وَإِلَيَّ ٱلۡمَصِيرُ ﴾ [الحج: 48]
كم من أمَّة ظَلمت وللعذاب استوجبت، ولولا لطفُ الله تعالى بها وإمهاله لها ما امتدَّ بها أجلها! وكم من أمَّة لم يفدها الإمهال، فأخذها الله تعالى بالهلاك والنَّكال! |
﴿فَٱنظُرۡ كَيۡفَ كَانَ عَٰقِبَةُ مَكۡرِهِمۡ أَنَّا دَمَّرۡنَٰهُمۡ وَقَوۡمَهُمۡ أَجۡمَعِينَ ﴾ [النمل: 51]
وهكذا يصيب الشرُّ أهله المباشِرين، ثم يمتدُّ فيَشمَل مَن كان معهم من الساكتين الراضين، الذين لم يتصدَّوا للأشرار، ولم يأخذوا على أيديهم. |
﴿فَكُلًّا أَخَذۡنَا بِذَنۢبِهِۦۖ فَمِنۡهُم مَّنۡ أَرۡسَلۡنَا عَلَيۡهِ حَاصِبٗا وَمِنۡهُم مَّنۡ أَخَذَتۡهُ ٱلصَّيۡحَةُ وَمِنۡهُم مَّنۡ خَسَفۡنَا بِهِ ٱلۡأَرۡضَ وَمِنۡهُم مَّنۡ أَغۡرَقۡنَاۚ وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيَظۡلِمَهُمۡ وَلَٰكِن كَانُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ يَظۡلِمُونَ ﴾ [العنكبوت: 40]
لله دَرُّ الناظرين في أوامر الله تعالى النافذة، والمتفكرين في سنَّته الماضية، فبها يوقنون أن الله تعالى لا يُعجزه شيءٌ في الأرض ولا في السماء. عندما يرسَخ الظلم في أمَّة ويستشري، ويعُمُّ ويستفحل، فذلك مؤذِنٌ بحكم الله العادل فيها بأن يقطعَ دابرها، ويريحَ منها البلاد والعباد. |
﴿أَوَلَمۡ يَسِيرُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ فَيَنظُرُواْ كَيۡفَ كَانَ عَٰقِبَةُ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡۚ كَانُوٓاْ أَشَدَّ مِنۡهُمۡ قُوَّةٗ وَأَثَارُواْ ٱلۡأَرۡضَ وَعَمَرُوهَآ أَكۡثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَآءَتۡهُمۡ رُسُلُهُم بِٱلۡبَيِّنَٰتِۖ فَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيَظۡلِمَهُمۡ وَلَٰكِن كَانُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ يَظۡلِمُونَ ﴾ [الروم: 9]
يا مَن يقف عند النظر في ظاهر الملك ببصره، ويقصر عن الاعتبار في باطن الملكوت بفكره؛ هلا امتطيت هذه الدرجة العليَّة، التي تدعوك إليها هذه الآية الجليَّة؟ الأرض مجال رحْب للتأمل والتفكر، والاعتبار والتدبر، فمَن سار فيها، وجال في نواحيها، وقرأ ببصيرته عِبرها عاد متَّعظًا بما رأى منها، وبما جرى لأهلها عليها. سنة الله تعالى جارية على الجميع، ثابتة يقوم عليها هذا الوجود، لا تحابي أمة، ولا تجامل جيلًا. مَن نظر في آثار السابقين وجد أممًا بائدة، وخلقًا مُهلَكين، ومنازل موحشة، وكل ذلك إشارة إلى حياة أخرى يكون فيها الحساب والجزاء. إن كان العرب الأوائل قد اغترُّوا بدنيا، إنما هي جبالٌ سوداء، وفيافٍ غبراء، فلقد أهلك الله قبلهم مَن شقَّ الصُّخور وبنى العمَد، ورفع الصَّواري والأهرام، فما أغنت عنهم من عذاب الله شيئًا. لقد ظلم نفسه مَن لم يستعمل عقله فيما خُلق له، ولم يقبل من الهُداة ما جاؤوا به، وانتقل من الغفلة إلى العناد، ولم يعتبر بآيات الله الباهرات المبثوثة بين العباد. من رحمة الله وحِلمه أنه يُمهل عباده الظالمين، وإن تكرر منهم الظلم وتجدد، فإذا لم يُقلعوا مع تتالي النُّذر والعِبر أخذهم أخذ عزيز مقتدر. |
﴿أَوَلَمۡ يَهۡدِ لَهُمۡ كَمۡ أَهۡلَكۡنَا مِن قَبۡلِهِم مِّنَ ٱلۡقُرُونِ يَمۡشُونَ فِي مَسَٰكِنِهِمۡۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَٰتٍۚ أَفَلَا يَسۡمَعُونَ ﴾ [السجدة: 26]
كم من أقوام مضَوا كانوا ملء السمع والبصر، ثم غدَوا أثرًا بعد عين؛ أوَليسَ فيهم لذي العقل مُعتبَر؟ النظام الثابت في حياة البشر، المطَّرد على توالي القرون إهلاكُ المجرمين، ولو طال عليهم مرور الأيام والسنين. يكفي العاقلَ عبرةً ما قرأ أو سمع من أحداث الأمم الماضية، فكيف إذا كان مَن أخبر بها هو الله سبحانه في كتابه المبين؟! |
﴿ٱسۡتِكۡبَارٗا فِي ٱلۡأَرۡضِ وَمَكۡرَ ٱلسَّيِّيِٕۚ وَلَا يَحِيقُ ٱلۡمَكۡرُ ٱلسَّيِّئُ إِلَّا بِأَهۡلِهِۦۚ فَهَلۡ يَنظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ ٱلۡأَوَّلِينَۚ فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ ٱللَّهِ تَبۡدِيلٗاۖ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ ٱللَّهِ تَحۡوِيلًا ﴾ [فاطر: 43]
سنَّة جارية، وقانون حياتيٌّ مطَّرد، مهما طال الأمد؛ أن مكر الماكر يعود عليه بالنَّكال والوَبال، فليحذَر العاقل سلوك هذا الطريق المَخُوف. |
﴿أَوَلَمۡ يَسِيرُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ فَيَنظُرُواْ كَيۡفَ كَانَ عَٰقِبَةُ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡ وَكَانُوٓاْ أَشَدَّ مِنۡهُمۡ قُوَّةٗۚ وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيُعۡجِزَهُۥ مِن شَيۡءٖ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَلَا فِي ٱلۡأَرۡضِۚ إِنَّهُۥ كَانَ عَلِيمٗا قَدِيرٗا ﴾ [فاطر: 44]
السير في الأرض بعينٍ مفتوحة وقلبٍ يقظ، والوقوف على مَصارع الغابرين، وتأمُّل ما كانوا فيه وما صاروا إليه، يكسو القلبَ بالاعتبار والاتِّعاظ. يا مَن ينظر إلى أعداء الدين بعين الاستعظام وإلى الإسلام بعين الاسترحام فيذوب خنوعًا وخضوعًا؛ أعدِ النظر واقرأ القرآن وأجِل بصرَك في تاريخ الأمم، لتعلم أن قوَّة الله تعالى لا تقف أمامها أيُّ قوَّة. قوَّة الله عزَّ وجلَّ لا يغلبها شيءٌ ولا يُعجزها، فقد أخذ الله بقوَّته الغابرين، وهو قادرٌ على أخذ الآخرين كالأوَّلين. كمُلَت قدرة الله تعالى وعلمه، فما أعجزَه شيء ولا خفيَ عنه، فأين المَهرَب لمن عصاه وهذه قدرته وعلمه؟! |
﴿ثُمَّ دَمَّرۡنَا ٱلۡأٓخَرِينَ ﴾ [الصافات: 136]
مَن كفر بالله ناله ما نال الكافرين، ولو كان أقاربُه مؤمنين؛ فامرأة لوطٍ لمَّا لازمت أعمال الكفر بقيت في العذاب مع المعذَّبين. |
﴿وَكَأَيِّن مِّن قَرۡيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةٗ مِّن قَرۡيَتِكَ ٱلَّتِيٓ أَخۡرَجَتۡكَ أَهۡلَكۡنَٰهُمۡ فَلَا نَاصِرَ لَهُمۡ ﴾ [محمد: 13]
كم من السابقين مَن كانوا أشدَّ قوَّة وأعتى بأسًا وأوسع تمكُّنًا! ملكوا هذه الدنيا ودانت لهم، لكن ذلك لم يَحُل دون بأس الله الشديد لمَّا جاءهم. |
﴿فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُواْ ذَنُوبٗا مِّثۡلَ ذَنُوبِ أَصۡحَٰبِهِمۡ فَلَا يَسۡتَعۡجِلُونِ ﴾ [الذاريات: 59]
ما أشبهَ الليلة بالبارحة؛ فها هم أولاء المكذِّبون الظالمون يسيرون على سَنن سلفِهم في استعجال العذاب؛ استهانةً به وجهلًا بحقيقته، وإنه لمصيبُهم كما أصاب مَن قبلهم. |
﴿أَلَمۡ يَأۡتِكُمۡ نَبَؤُاْ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبۡلُ فَذَاقُواْ وَبَالَ أَمۡرِهِمۡ وَلَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٞ ﴾ [التغابن: 5]
مَن لم يعتبر بأخبار مَن مضى من الأمَم، وبما حلَّ بها من العذاب والنِّقَم، يوشك أن يصيبَه ما أصابهم، ويبيتَ لغيره عِظةً يجري بها القلَم. مَن تمادى في الاستكبار ولم يعبأ بالنذُر، أذاقه الله من العقاب في الدنيا ما يكونُ به لغيره عبرة، وله في الآخرة مزيدٌ ومزيد. إذا كانت النفسُ تَعافُ طعمَ الصَّبِر المرِّ وأثرَه الكريهَ في الفم، فإن الكفَّار ليتجرَّعون من صنوف العذاب المرِّ أضعافًا وأضعافًا. |
﴿ذَٰلِكَ بِأَنَّهُۥ كَانَت تَّأۡتِيهِمۡ رُسُلُهُم بِٱلۡبَيِّنَٰتِ فَقَالُوٓاْ أَبَشَرٞ يَهۡدُونَنَا فَكَفَرُواْ وَتَوَلَّواْۖ وَّٱسۡتَغۡنَى ٱللَّهُۚ وَٱللَّهُ غَنِيٌّ حَمِيدٞ ﴾ [التغابن: 6]
لمَّا كانت الرسالةُ السماويَّة منهجًا إلهيًّا للبشَر، كان لا بدَّ أن تتمثَّل واقعيًّا في فردٍ منهم، يكون بشخصه تَرجُمانًا لسموِّها، وأسوةً للآخَرين. آفةُ الآفات الكِبْر، فإنه يصدُّ صاحبه عن الإذعان للحقِّ والبيِّنات، ويُعميه عن إبصار الحُجَج الواضحات، ويهوي به في الجحيم أسفلَ الدَّرَكات. أيها المسلمُ، إن الله غنيٌّ عنك وعن عبادتك، ولكنْ من تمام فضله أنه يحمَدُ لعباده إحسانَهم ويكافئُهم عنه بأحسنَ منه. |
مواضيع أخرى في القرآن الكريم
المجوس واجب الدولة في العمل على تحرير الأرقاء بالمال خسارة الكفار وجود الله الموت من أسباب النصر قتل الأولاد لظى الاعتصام إنكار البعث
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Thursday, November 21, 2024
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب