قائمة السور | مواضيع القرآن الكريم مرتبة حسب الآيات :آيات القرآن الكريم مقسمة حسب كل موضوع و فئة | لقراءة سورة كاملة اختر من : فهرس القرآن | - للاستماع للقراء : القرآن الكريم mp3
آيات قرآنية عن العمل الصالح في القرآن الكريم
✅ مواضيع القرآن الكريم
﴿وَبَشِّرِ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ أَنَّ لَهُمۡ جَنَّٰتٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُۖ كُلَّمَا رُزِقُواْ مِنۡهَا مِن ثَمَرَةٖ رِّزۡقٗا قَالُواْ هَٰذَا ٱلَّذِي رُزِقۡنَا مِن قَبۡلُۖ وَأُتُواْ بِهِۦ مُتَشَٰبِهٗاۖ وَلَهُمۡ فِيهَآ أَزۡوَٰجٞ مُّطَهَّرَةٞۖ وَهُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ ﴾ [البقرة: 25]
كثيرًا ما تعقُب آياتُ الوعد والتبشير، آياتِ الوعيد والتحذير، ليحلِّقَ المؤمنُ إلى رضا مولاه القدير، بجناحَي الرغبة والرهبة. أيها الداعيةُ، احمِل إلى المستجيبين للحقِّ عبيرَ البُشرَيات، ونسيمَ العاقبة الحسنة للإيمان والصالحات. جنَّة جمعت كلَّ اللذائذ؛ من مسكنٍ ومطعمٍ ومَنكح، وكان الخلود فيها تمامَ نعيمها، والأمانَ من زوال سُرورها، ألا تستحقُّ التشمير لها؟! |
﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَٱلَّذِينَ هَادُواْ وَٱلنَّصَٰرَىٰ وَٱلصَّٰبِـِٔينَ مَنۡ ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ وَعَمِلَ صَٰلِحٗا فَلَهُمۡ أَجۡرُهُمۡ عِندَ رَبِّهِمۡ وَلَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ ﴾ [البقرة: 62]
حال هذه الملَّة الإسلاميَّة كحال المِلَل السابقة جميعًا، مَن آمن منهم بالله واليوم الآخر وعمل صالحًا فهو مستحقٌّ للثواب، ومَن فاته ذلك استحقَّ شنيعَ العقاب. |
﴿وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ أُوْلَٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلۡجَنَّةِۖ هُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ ﴾ [البقرة: 82]
الجنَّة، ما الجنَّة؟ إنها دار المؤمنين المتَّقين، العاملين في رضا ربِّ العالمين، يخلدون فيها بسلام، ويتقلَّبون في نُعماها بأمان. |
﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتَوُاْ ٱلزَّكَوٰةَ لَهُمۡ أَجۡرُهُمۡ عِندَ رَبِّهِمۡ وَلَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ ﴾ [البقرة: 277]
لا تكون السعادةُ بجمع المال كيفما كان، ولكن بالإيمان والعمل والإحسان. ما أحسنَ أثرَ الصلاة والزكاة والأعمال الصالحة الخالصة في ترك المعاملة بالرِّبا؛ فإن مَن صَلَحت صلاتُه وسائر طاعاته صَلَحت معاملاتُه في جميع أحواله. |
﴿وَأَمَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ فَيُوَفِّيهِمۡ أُجُورَهُمۡۗ وَٱللَّهُ لَا يُحِبُّ ٱلظَّٰلِمِينَ ﴾ [آل عمران: 57]
يوفِّي الله المؤمنَ أجره في الدنيا بنصره على عدوِّه، أو بحفظه في نفسه وأهله وماله، وله في الآخرة الجزاءُ الأوفى. إنها لبُشرى بنصر الله للمظلومين في الدنيا ويوم الدين، وتحذيرٌ للمؤمنين ألا يكونوا من الظالمين. |
﴿وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ سَنُدۡخِلُهُمۡ جَنَّٰتٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَآ أَبَدٗاۖ لَّهُمۡ فِيهَآ أَزۡوَٰجٞ مُّطَهَّرَةٞۖ وَنُدۡخِلُهُمۡ ظِلّٗا ظَلِيلًا ﴾ [النساء: 57]
لا تستهِن بجُرمٍ يعاقب الله عليه بنارٍ كلَّما التهمَت مكامنَ الإحساس تجدَّدت؛ ليتجدَّدَ الألم ويدومَ العذاب. بعزَّته تعالى غلب أهلَ معصيته فأدخلَهم نارَه، وبحكمته عذَّبهم وأوجعهم، فسبحانه لا يغالبه شيءٌ إلا غلبه، ولا يَجزي أحدًا سوءًا إلا كان أهلًا له. إن المؤمنين في الجنَّة مع ما هم فيه من التكريم ينعُمون بظلٍّ ظليل، باردٍ كريم، وإن الكافرين في النار مع ما هم فيه من العذاب ﴿لهُم من فَوقِهِم ظُلَلٌ منَ النَّارِ ومن تحتِهم ظُلَلٌ﴾ . ما أكثرَ نعيمَ الجنَّات؛ إلا أنه اقتصر هنا على بعض المقدَّم لدى الإنسان من اللذَّات، ومنه بهجةُ المنظر، وأُنسُ الزوجات! كلُّ ما في الجنَّة من نعيمٍ فهو أحسنُه وأكملُه، ولا يَشوبه شيءٌ من الكدَر الحسيِّ ولا المعنويِّ، فالظلُّ متَّصلٌ معتدل على أجمل أحواله. |
﴿وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ سَنُدۡخِلُهُمۡ جَنَّٰتٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَآ أَبَدٗاۖ وَعۡدَ ٱللَّهِ حَقّٗاۚ وَمَنۡ أَصۡدَقُ مِنَ ٱللَّهِ قِيلٗا ﴾ [النساء: 122]
ما أجملَه من منزلٍ لم تَبنِه أيدي البشر! نعتَه سبحانه لعباده بأبدع النعوت، وأخبرهم أن ساكنه يُنعَّم فيه أبدًا، فأيُّ عرضٍ أعظمُ من هذا؟ وأين المشمِّرون؟ لو أوقفتَ مؤمنًا صادقَ الإيمان على الوعدين، فهل سيفكِّر لحظةً أيُّ الوعود أصدق؟ أوَعدُ الله لأوليائه، أم وعدُ إبليسَ لقرنائه؟ |
﴿فَأَمَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ فَيُوَفِّيهِمۡ أُجُورَهُمۡ وَيَزِيدُهُم مِّن فَضۡلِهِۦۖ وَأَمَّا ٱلَّذِينَ ٱسۡتَنكَفُواْ وَٱسۡتَكۡبَرُواْ فَيُعَذِّبُهُمۡ عَذَابًا أَلِيمٗا وَلَا يَجِدُونَ لَهُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ وَلِيّٗا وَلَا نَصِيرٗا ﴾ [النساء: 173]
الإيمان والعمل الصالح يورثان التواضعَ الذي يجعل الإنسان عبدًا لربِّه، ومَن كان كذلك نال الأجرَ العظيم، والزيادةَ من المعطي الكريم. حين يرى المستنكِفُون ثوابَ أهل الطاعة، ثم يُشاهدون ما يستحقُّونه من العقوبة؛ فإن آلامهم تَزيد، وحسَراتِهم تعظُم. فليستكبر مَن شاء كيف يشاء، وليعتدَّ بأهل القوَّة والشرف كما يريد، ولكن أيُّ وليٍّ ينصرُه من بأس الله إن جاءه، في يومٍ لا يُغني فيه جاهٌ ولا مال؟ |
﴿وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ لَهُم مَّغۡفِرَةٞ وَأَجۡرٌ عَظِيمٞ ﴾ [المائدة: 9]
الوعد بالمغفرة والأجر العظيم يحثُّ المؤمنين على العدل مع المؤالف والمخالف؛ ليكونوا بذلك متجرِّدين عن نوازع الدنيا؛ فيرتقوا إلى تلك الوعود العُليا. مهما اجتهد العابدُ في تحقيق الإيمان والعمل، فلا بدَّ من هَناتٍ وزلَل، يفتقرُ معها العاملُ إلى مغفرة ربِّه، ولا يعوِّل فيها إلا على واسع فضله ومَنِّه. مع أن الثوابَ محضُ فضلٍ من الجواد الكريم، جعله الله تعالى بمنزلة أُجرة الأجير، فمَن عمل كما طُلِب منه، نال من الله فوق تاق إليه. صلاح العمل مع الإيمان شرطُ حصولِ المغفرة والأجر العظيم، فاللهم نسألك صلاحَ النيَّة وصلاحَ العمل. |
﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَٱلَّذِينَ هَادُواْ وَٱلصَّٰبِـُٔونَ وَٱلنَّصَٰرَىٰ مَنۡ ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ وَعَمِلَ صَٰلِحٗا فَلَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ ﴾ [المائدة: 69]
الإيمان والعملُ الصالح هما مَحطُّ نظر الله ورضاه، فمَن آمن كما يحبُّ الله، وعمل بما يرضاه، فقد أفلح وأنجح. أعلمتُم ما حصنُ الخائفين، وملاذُ المستوحشين؟ إنهما الإيمان والعمل الصالح، وإن الاطمئنان في هذا الحصن الأمين بقَدر الإيمان والعمل. أيحزَن المؤمن العاملُ على شيءٍ فاته، وهو يملك من الإيمان ما لو وُزِّع على الدنيا لملأها أفراحًا؟! |
﴿لَيۡسَ عَلَى ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ جُنَاحٞ فِيمَا طَعِمُوٓاْ إِذَا مَا ٱتَّقَواْ وَّءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ ثُمَّ ٱتَّقَواْ وَّءَامَنُواْ ثُمَّ ٱتَّقَواْ وَّأَحۡسَنُواْۚ وَٱللَّهُ يُحِبُّ ٱلۡمُحۡسِنِينَ ﴾ [المائدة: 93]
إن الله تعالى عدلٌ لا يؤاخذ عبدًا ارتكب محرمًا لم يصل إليه العلمُ بتحريمه؛ لأن الله تعالى تنزّه عن ظلم عباده. الإيمان والعملُ الصالح يُثمِرانِ تقوى الله تعالى، فمَن كان مؤمنًا عاملًا كان لله متَّقيًا، وإذا تحقَّقت التقوى حرسَت صاحبَها من ترك الواجبات، وفعلِ المحرَّمات. الإحسان غايةٌ عالية، ومَرتبة في الخير سامية، فيا من تتشوَّفُ نفسُه لذلك المقام، وحيازةِ ذاك الإكرام، دونَك سبيلَه فاسلكه، وقد بيَّن اللهُ لك مسالَكه، فما بقي إلا الانطلاقةُ الصادقة. |
﴿وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ لَا نُكَلِّفُ نَفۡسًا إِلَّا وُسۡعَهَآ أُوْلَٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلۡجَنَّةِۖ هُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ ﴾ [الأعراف: 42]
إذا أردتَّ رُقيَّ درجات الجِنان، ونيلَ القَبول والرضوان، فاستعدَّ لذلك بما استطعتَ من العمل والإيمان. الحمد لله الذي جعل التكليفَ بالعمل الصالح في حدود طاقتنا، ولم يجعل الوصولَ إلى النعيم فوق قدرتنا، فأيُّ مكلَّف تخلَّفَ عن العمل فلا عذرَ له يُنجيه يومَ لقاء ربِّه. |
﴿إِلَيۡهِ مَرۡجِعُكُمۡ جَمِيعٗاۖ وَعۡدَ ٱللَّهِ حَقًّاۚ إِنَّهُۥ يَبۡدَؤُاْ ٱلۡخَلۡقَ ثُمَّ يُعِيدُهُۥ لِيَجۡزِيَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ بِٱلۡقِسۡطِۚ وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَهُمۡ شَرَابٞ مِّنۡ حَمِيمٖ وَعَذَابٌ أَلِيمُۢ بِمَا كَانُواْ يَكۡفُرُونَ ﴾ [يونس: 4]
أليس القادرُ على بَدءِ الخَلق قادرًا على إعادته؟ فكيف لعاقلٍ أن يؤمنَ بالأُولى ويُنكر الآخرة؟! أحسِن العملَ، فهناك جزاءٌ ينتظرُك عند الله تعالى، وجِدَّ في سيرك إلى ربِّك، لعلَّك أن تظفر بالدرجات العُلى. ما أعظمَ ما ينتظرُ الكافرين من العذاب! فهل من عاقلٍ يَعرفُ خطأه، ثمَّ يتمادى في البعد عن الصواب؟ |
﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ يَهۡدِيهِمۡ رَبُّهُم بِإِيمَٰنِهِمۡۖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهِمُ ٱلۡأَنۡهَٰرُ فِي جَنَّٰتِ ٱلنَّعِيمِ ﴾ [يونس: 9]
كُن مؤمنًا عاملًا بالصالحات يَهدِك ربُّك إلى جنَّاته ورِضوانه، ويجنِّبك ما يُسخِطه ويغضبه. من نِعَم المولى سبحانه على عباده، أن العمل الصالح تنشأُ عنه أعمالٌ صالحةٌ أخرى، فهم في خيرٍ أبدًا. كم تزخَر الجنَّةُ بألوان النعيم! فالقلبُ مغتبطٌ بقُرب المولى ورضاه، ولُقيا الأحبة وسرورِهم، والبدنُ مستمتعٌ بما لا يخطُر على قلب بشر، ولا يقدِرُ على وصفِه واصف. |
﴿إِلَّا ٱلَّذِينَ صَبَرُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ أُوْلَٰٓئِكَ لَهُم مَّغۡفِرَةٞ وَأَجۡرٞ كَبِيرٞ ﴾ [هود: 11]
الإيمان الصادق المقترنُ بالعمل الصالح عاصمٌ عظيم للنفسِ من اليأس في الشدة، والبطرِ في النعمة، ورابطٌ متينٌ للقلب بالله في السراء والضراء. طُـوبى للصـابرين العاملـين ما ينالـونه من المغفرة والثواب، والنجاةِ من العقاب، بخلاف الجَزِعِين البَطِرين. |
﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ وَأَخۡبَتُوٓاْ إِلَىٰ رَبِّهِمۡ أُوْلَٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلۡجَنَّةِۖ هُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ ﴾ [هود: 23]
يا طيبَها من حالةٍ للعبد مع ربِّه! فيها الطُّمَأنينةُ والاستقرارُ، والثقة والتسليم، وهدوءُ النفس وسكونُ القلب وراحةُ البال. لا تنفَع الأحوالُ الخاسئة في القلب دون الأعمال الصالحة المُصدِّقة لها. |
﴿ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ طُوبَىٰ لَهُمۡ وَحُسۡنُ مَـَٔابٖ ﴾ [الرعد: 29]
العمل الصالحُ هو قِوامُ الإيمان، فلا بدَّ من الإذعان للحق، ثم العمل به، ثم السيرِ على مقتضى الإيمان في الحياة كلِّها. ما أنعمَ حياةَ المؤمنِ الدنيوية والأخروية! فدنياه محفوفةٌ بطيب العيش المطمئن، وآخرتُه معمورةٌ بكلِّ ما تقَرُّ به الأعين. |
﴿أَلَمۡ تَرَ كَيۡفَ ضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلٗا كَلِمَةٗ طَيِّبَةٗ كَشَجَرَةٖ طَيِّبَةٍ أَصۡلُهَا ثَابِتٞ وَفَرۡعُهَا فِي ٱلسَّمَآءِ ﴾ [إبراهيم: 24]
كلمةُ الإخلاصِ كشجرةٍ عميقةٍ جذورُها، مرتفعةٍ أغصانُها عن شوائب الأرض، طيبةٍ ثمارُها، فتَعهَّدها بالسقايةِ، والرعاية حتى تنموَ وتعرُجَ إلى الله تعالى، لا يحجُبُها حجاب. |
﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجۡرَ مَنۡ أَحۡسَنَ عَمَلًا ﴾ [الكهف: 30]
أحسنُ العمل ما أُريد به وجهُ الله تعالى، وأصاب السنة، ومَن وُفِّق إليه فليهنأ بجزاء الله الكريم في الدنيا قبل الآخرة. ماذا ينتظر العبد أكثر من هذه البشرى؟! ألا فلنسابق إلى فعل الطاعات، والإكثار منها، فقد تعهَّد الله لنا بحسن الجزاء، وهو سبحانه أهلُ الكرم في الوفاء. |
﴿وَأَمَّا مَنۡ ءَامَنَ وَعَمِلَ صَٰلِحٗا فَلَهُۥ جَزَآءً ٱلۡحُسۡنَىٰۖ وَسَنَقُولُ لَهُۥ مِنۡ أَمۡرِنَا يُسۡرٗا ﴾ [الكهف: 88]
بقدرِ بذل الجهد يكون الظفَر؛ ألا ترى كيف استلذَّ ذلك الملكُ في سبيل بلوغه هدفه الأسفار، وعناء الأخطار، وركوب البحار، حتى حاز مبتغاه؟ فهلا اعتبر أولو الأبصار! العقوباتُ الدنيوية تطهِّرُ المؤمنين، وأما مَن لم يؤمن فيقدَّم له عذابٌ في الدنيا بين يدي عذاب الآخرة. مَن قدَر على أعدائه، وتمكَّن منهم، فلا ينبغي أن تُسكره لَذةُ القدرة، فيسوقهم بعصا الإذلال، ويجرعهم غُصص الاستعباد والنَّكال ظلمًا، بل يعامل كُلًّا بقدر إساءته. حين يجد المحسن جزاء إحسانه إكرامًا وتقديرًا، ويجد المعتدي جزاء إفساده عقوبة وإهانة؛ عندئذ يرى الناس ما يحفِّزُهم إلى الصلاح والإنتاج. |
﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ كَانَتۡ لَهُمۡ جَنَّٰتُ ٱلۡفِرۡدَوۡسِ نُزُلًا ﴾ [الكهف: 107]
أيُّ ضيافةٍ أعظمُ من ضيافة فيها نعيمُ القلوب والأرواح والأبدان، ونعيم القرب من الله ورؤيته، وسماع كلامه ونيل رِضوانه؟ |
﴿إِلَّا مَن تَابَ وَءَامَنَ وَعَمِلَ صَٰلِحٗا فَأُوْلَٰٓئِكَ يَدۡخُلُونَ ٱلۡجَنَّةَ وَلَا يُظۡلَمُونَ شَيۡـٔٗا ﴾ [مريم: 60]
حتى لو أهملتَ صلاتك دهرًا وأضعتها، حتى وإن قادتك شهواتك فاتبعتها، فإن الله يدعوك لتوبة صالحة، ليس جزاؤها فقط ألا تعاقَب، بل جزاؤها الجنة. |
﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ سَيَجۡعَلُ لَهُمُ ٱلرَّحۡمَٰنُ وُدّٗا ﴾ [مريم: 96]
لا تطلبِ مودَّة الناس بإظهار الغنى وتزويق الكلام، والمداهنة بترك الحِسبة وتحليل الحرام، بل اطلُبها بمحبَّة الله لك بإيمانك وعملك الصالح. (إذا أحبَّ الله عبدًا نادى جبريلَ: إني أحبُّ فلانًا فأحِبَّه، فيحبُّه جبريل، ثم ينادي في السماء: إن الله يحبُّ فلانًا فأحبُّوه، فيحبُّه أهل السماء، ثم يوضَع له القَبول في أهل الأرض). |
﴿وَمَن يَأۡتِهِۦ مُؤۡمِنٗا قَدۡ عَمِلَ ٱلصَّٰلِحَٰتِ فَأُوْلَٰٓئِكَ لَهُمُ ٱلدَّرَجَٰتُ ٱلۡعُلَىٰ ﴾ [طه: 75]
إنما العبرةُ بحال العبد عند ملاقاة ربِّه، فإن أتاه مؤمنًا فطوبى له، وإن أتاه مجرمًا فويلٌ له. |
﴿وَإِنِّي لَغَفَّارٞ لِّمَن تَابَ وَءَامَنَ وَعَمِلَ صَٰلِحٗا ثُمَّ ٱهۡتَدَىٰ ﴾ [طه: 82]
لك الحمد ربَّنا على رحمتك الواسعة وحِلمك الجم؛ حتى مَن طغى واستحق غضبك فإن باب رحمتك مفتوح له متى تاب إليك ورجَع إلى رضاك، فلا يأس مع رحمتك. التوبة عزيمةٌ في القلب، يتحقق مدلولُها بالإيمان والعمل الصالح، ويتجلَّى أثرُها في السلوك، ثم يستقيم الإنسان بعدها في الطريق على هدى في العلم والعمل. |
﴿وَمَن يَعۡمَلۡ مِنَ ٱلصَّٰلِحَٰتِ وَهُوَ مُؤۡمِنٞ فَلَا يَخَافُ ظُلۡمٗا وَلَا هَضۡمٗا ﴾ [طه: 112]
أيها المؤمنُ العامل، دُم على سعيك، وأبشر بثواب ربِّك، ثوابًا لا تخاف فيه ظلمًا بزيادة سيِّئاتك، ولا هضمًا بنقصان حسناتك. |
﴿فَمَن يَعۡمَلۡ مِنَ ٱلصَّٰلِحَٰتِ وَهُوَ مُؤۡمِنٞ فَلَا كُفۡرَانَ لِسَعۡيِهِۦ وَإِنَّا لَهُۥ كَٰتِبُونَ ﴾ [الأنبياء: 94]
يا من جُبلت على الاطمئنان لما هو مكتوب من الحقوق، لا تقلق، فحقك مكفولٌ، وأجرك محفوظٌ عند من لا تضيع عنده مثقال ذرَّة. |
﴿إِنَّ ٱللَّهَ يُدۡخِلُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ جَنَّٰتٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُۚ إِنَّ ٱللَّهَ يَفۡعَلُ مَا يُرِيدُ ﴾ [الحج: 14]
مَن عبدَ اللهَ انتفع بعبادته، فأدخله ربه دار كرامته، وأما غيره فلا يَنفع ولا يُنجي. للهِ تعالى سلطانٌ لا يُحَد، وقدرة ومشيئة مطلقة على كل أحد، يفعل ما يريد دون معترض أو معوِّق، وما سواه من المعبودات الباطلة عاجز لا يملك ضَرًّا ولا نفعًا. |
﴿إِنَّ ٱللَّهَ يُدۡخِلُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ جَنَّٰتٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ يُحَلَّوۡنَ فِيهَا مِنۡ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٖ وَلُؤۡلُؤٗاۖ وَلِبَاسُهُمۡ فِيهَا حَرِيرٞ ﴾ [الحج: 23]
ما أجملَ أسلوبَ القرآن الكريم في الوعظ والإرشاد! فبعد أن كادت القلوبُ تنخلع خوفًا من ذكر النار وما فيها جاء ذكرُ الجنَّة وصفة أهلها وما يلقَون فيها، فملأ القلوبَ بالرجاء، فأصبحت راغبة وراهبة. شتَّانَ بين حال مَن ثيابُه النيران واللهب، وحالِ مَن يتزيَّن باللؤلؤ والحرير والذهب. |
﴿فَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ لَهُم مَّغۡفِرَةٞ وَرِزۡقٞ كَرِيمٞ ﴾ [الحج: 50]
مَن واجهَ دعوةَ الرسل بالتكذيب والاستهزاء واستعجال العذاب فهو إلى الإنذار أحوج منه إلى التبشير، ففي الإنذار ترهيبٌ يحجُز عن الاستمرار في الإصرار على تلك الخطايا. ليس بين الأنبياء وأقوامهم صراعاتٌ شخصية ليطلبوا النكاية بهم، ولا مصالح دنيوية ليتزلفوا إليهم، وإنما هم مبلِّغون ومنذِرون، فمَن آمن من قومهم فلنفسه، ومَن كفر فعليها. رزقُ الله الكريم الذي وعد به عباده المؤمنين وافرٌ، فما أسعد مَن ناله، وحقق في ظله آماله! |
﴿ٱلۡمُلۡكُ يَوۡمَئِذٖ لِّلَّهِ يَحۡكُمُ بَيۡنَهُمۡۚ فَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ فِي جَنَّٰتِ ٱلنَّعِيمِ ﴾ [الحج: 56]
ما أعظمَ ذلك اليومَ الذي لا ملكَ فيه لأحد إلا لله، ولا يدَّعي ذلك أحدٌ سواه، وقد كان في الدنيا خَلقٌ يدَّعون الملكَ وينازعون فيه! إن نعيمَ الجنة نعيمٌ لا يقدر على وصفه الواصفون، ولا تستطيع إدراكه عقولُ المخلوقين، وهو نعيم للقلب والروح والبدن، فما أحسنه من نعيم، وأعظمه من تكريم! |
﴿وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مِنكُمۡ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ لَيَسۡتَخۡلِفَنَّهُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ كَمَا ٱسۡتَخۡلَفَ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمۡ دِينَهُمُ ٱلَّذِي ٱرۡتَضَىٰ لَهُمۡ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّنۢ بَعۡدِ خَوۡفِهِمۡ أَمۡنٗاۚ يَعۡبُدُونَنِي لَا يُشۡرِكُونَ بِي شَيۡـٔٗاۚ وَمَن كَفَرَ بَعۡدَ ذَٰلِكَ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡفَٰسِقُونَ ﴾ [النور: 55]
لمَّا كان الصحابة أقومَ الناس بعد رسول الله ﷺ بأوامر الله تعالى وأطوعهم له مكَّنهم الله من سيادة العباد وحكمِ البلاد، ونصرهم حين أظهروا كلمتَه وانتهجوا محجَّتَه. من أنفع الأشياء في رسوخ الإيمان بعد تدبُّر القرآن العظيم وكلام رسوله الكريم مطالعةُ السِّيَر والفتوحات. إنما يكون تمكين الدين في القلوب قبل أن يكون في تصريف الحياة وتدبيرها، فمَن كان طالبًا له لأمته فليحققه أولًا في نفسه قولًا وعملًا. أول طريق المؤمنين الممكَّن لهم خوفٌ وتضحيات، وعُقباه أمنٌ وأُعطيات. من فضل الله تعالى وكرمه على عباده أن جعل لهم حقًّا عليه بأن يُعزَّهم ويحفظهم ويحميهم ويمكِّن لهم، إذا ما وحَّدوه وعبدوه. اعتبِر بحال المسلمين يوم ملكوا خلافة الأرض مشارقها ومغاربها، فلما فسقوا عن أمر ربهم ذلوا وضاعوا، ولو عادوا إلى كتاب ربهم وسنة نبيهم لعاد إليهم عزهم وسلطانهم. |
﴿إِلَّا مَن تَابَ وَءَامَنَ وَعَمِلَ عَمَلٗا صَٰلِحٗا فَأُوْلَٰٓئِكَ يُبَدِّلُ ٱللَّهُ سَيِّـَٔاتِهِمۡ حَسَنَٰتٖۗ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُورٗا رَّحِيمٗا ﴾ [الفرقان: 70]
باب التوبة مفتوحٌ يدخل منه كلُّ مَن استيقظ ضميرُه وأراد العودةَ والمآب؛ لا يُصدُّ عنه قاصد، ولا يُغلق في وجه لاجئ أيًّا كان، وأيًّا ما ارتكب من الآثام. انظر إلى عِظَم رحمة الله ومغفرته لمَن يؤوبون إليه ويوحِّدونه ويستغفرونه؛ إذ يُبدلهم بالعمل السيِّئ عملًا صالحًا، وبالشرك إخلاصًا، وبالفجور إحصانًا، وبالكفر إسلامًا! |
﴿وَمَن تَابَ وَعَمِلَ صَٰلِحٗا فَإِنَّهُۥ يَتُوبُ إِلَى ٱللَّهِ مَتَابٗا ﴾ [الفرقان: 71]
العمل الصالح والمثابرة عليه قولًا وفعلًا شرطٌ في التوبة الكاملة، فلا اعتدادَ بتوبة ينقصها العمل؛ إذ ليست التوبة استغفارًا أو تخشُّعًا بلا إقلاع وعملٍ صالح يُرضيان الله! إن توبةً تحقَّقت في ماضي حياة العبد مع إخلاصه فيها لمبشِّرةٌ بأن يُوفَّقَ صاحبُها للتوبة في مستقبل أيَّامه بمشيئة الله تعالى. |
﴿إِلَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ وَذَكَرُواْ ٱللَّهَ كَثِيرٗا وَٱنتَصَرُواْ مِنۢ بَعۡدِ مَا ظُلِمُواْۗ وَسَيَعۡلَمُ ٱلَّذِينَ ظَلَمُوٓاْ أَيَّ مُنقَلَبٖ يَنقَلِبُونَ ﴾ [الشعراء: 227]
الشاعر إذا لم يكن على هدى تنقَّل شعره في أودية الهوى والردى، فيخوض في كل فن من فنون الكذب والزور، وتمزيق الأعراض. من آمن بالله تعالى، لم يشغله الشعر عن الذِّكر، ولا تفلَّت من قيود الشرع، بل سخَّر ما وهبه الله تعالى في خدمة دينه وعباده. إن المنقلَب الذي يرجع إليه الظالمون أنفسُهم بالشرك والمعاصي منقلبُ سوء وهلاك، وسيعلمون ذلك علمَ معاينةٍ لا علم خبر. |
﴿فَأَمَّا مَن تَابَ وَءَامَنَ وَعَمِلَ صَٰلِحٗا فَعَسَىٰٓ أَن يَكُونَ مِنَ ٱلۡمُفۡلِحِينَ ﴾ [القصص: 67]
أبعد الناسِ عن الفلاح أبعدُهم عن التوبة والإيمان والعمل الصالح. |
﴿وَقَالَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡعِلۡمَ وَيۡلَكُمۡ ثَوَابُ ٱللَّهِ خَيۡرٞ لِّمَنۡ ءَامَنَ وَعَمِلَ صَٰلِحٗاۚ وَلَا يُلَقَّىٰهَآ إِلَّا ٱلصَّٰبِرُونَ ﴾ [القصص: 80]
شأن مَن وهبهم الله العلم النافع ألا يغتروا بزخارف الدنيا؛ لأنهم يعلمون سوء عاقبة مَن يفتتن بها. أهل العلم النافع إذا رأوا أسيرًا في قبضة الانبهار بزينة الحياة الفانية أطلقوه بنصحهم، وأزالوا عن عينيه قَتامَ الاغترار بالدنيا، حتى يرى أن ما عند الله خيرٌ وأبقى. ثواب الله ورضوانه هو ما يَنشُده مَن آمن وعمل صالحًا، ولا تَشغَله عنه زخارفُ الحياة ومتاعُها الفاني. كلَّما عَرضت لك الدنيا مفاتنَها فتفكَّر في الآخرة وما أعدَّه الله تعالى لعباده المؤمنين فيها. طوبى لمَن يصبرون على معايير الناس ومقاييسهم، وعلى فتنة الحياة الدنيا وإغرائها، أولئك الذين يوفِّقهم الله للاستعلاء على كلِّ ما في الأرض، والتطلُّع إلى ثواب الله تعالى ورضاه. |
﴿وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ لَنُكَفِّرَنَّ عَنۡهُمۡ سَيِّـَٔاتِهِمۡ وَلَنَجۡزِيَنَّهُمۡ أَحۡسَنَ ٱلَّذِي كَانُواْ يَعۡمَلُونَ ﴾ [العنكبوت: 7]
فليطمئنَّ المؤمنون العاملون إلى حسن جزائهم، وليصبروا على تكاليف دعوتهم، وليثبُتوا على ابتلائهم، فثمَّة أملٌ مشرقٌ تتغَلغَل أنواره من خلال التكاليف والمشاقِّ لا يراه إلا ذوو البصائر الصابرون. |
﴿وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ لَنُدۡخِلَنَّهُمۡ فِي ٱلصَّٰلِحِينَ ﴾ [العنكبوت: 9]
سَلِ الله تعالى أن يُدخلَك في عباده الصالحين؛ فإنها منزلةٌ في الكمال عالية، قد سأل الأنبياءُ ربَّهم أن يُبلغَهم إيَّاها. |
﴿وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ لَنُبَوِّئَنَّهُم مِّنَ ٱلۡجَنَّةِ غُرَفٗا تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَاۚ نِعۡمَ أَجۡرُ ٱلۡعَٰمِلِينَ ﴾ [العنكبوت: 58]
شتَّان بين مَن يحيط به العذابُ الأليم، ومَن يحيط به النعيم المقيم، فعذاب الكافرين يحيط بهم من فوقهم ومن تحت أرجلهم، ونعيمُ المؤمنين يغشاهم في غرفٍ عالية، وفي أنهار من تحتهم جارية. فرق واسعٌ وبَون شاسعٌ بين قوم يؤمَرون بذوق العذاب المُهين، وقومٍ يُثني ملكهم سبحانه على نعيمهم، ويجعله بفضله أجرًا على عملهم. طلَّق العقلاء الخمولَ والفتور، وركبوا إلى أجر ربِّهم صهَوات العمل والجِدِّ، راجين الخلود في النعيم المقيم، والنجاةَ من العذاب الأليم. |
﴿فَأَمَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ فَهُمۡ فِي رَوۡضَةٖ يُحۡبَرُونَ ﴾ [الروم: 15]
الذين لاقَوا ربَّهم بما يحبُّه من الطاعات، لا تنقطع عنهم أنواع الملذات، في روضات الجنَّات. |
﴿لِيَجۡزِيَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ مِن فَضۡلِهِۦٓۚ إِنَّهُۥ لَا يُحِبُّ ٱلۡكَٰفِرِينَ ﴾ [الروم: 45]
ثواب الله للمؤمن هو محضُ تفضُّل من جنابه الكريم، فإنَّ أحدًا لا يستحقَّ الجنَّة بعمله، فلا يغترنَّ امرؤٌ بما يعمل، ولا يُدِلَّنَّ به. طوبى لمن اجتهد في عملِ ما يحبُّه مولاه، من الإيمان وعمل الصالحات، فتلك محابُّ الله التي تنجي العبد، وأمَّا من حُرم محبَّته فقد حُرم فضله. |
﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ لَهُمۡ جَنَّٰتُ ٱلنَّعِيمِ ﴾ [لقمان: 8]
ما في جنة الله سبحانه التي أعدها لعباده المؤمنين إلا النعيم المقيم، وأما الأكدار فدارها النار، وليس لها إلى جنان النعيم من سبيل. بلغ من فضل الله جلَّ وعلا على العباد أن أوجب على نفسه الإحسانَ إليهم جزاءَ إحسانهم، وما كان إحسانهم إلا لأنفسهم، وأمَّا هو سبحانه فما أغناه عنهم! بل هو سبحانه الذي هداهم ليُحسنوا. بعزَّة الله سبحانه وبحكمته وفَّق مَن وفَّقه وأثابه، وخذل مَن خذله وعاقبه. |
﴿أَمَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ فَلَهُمۡ جَنَّٰتُ ٱلۡمَأۡوَىٰ نُزُلَۢا بِمَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ ﴾ [السجدة: 19]
أيها المؤمن، أنت في هذه الدنيا ضيفٌ في دار غربة، وأمَّا مأواك ومستقرُّك ففي الجنَّة، فتزوَّد من الخير في دار غربتك، إلى دار إقامتك. |
﴿لِّيَجۡزِيَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِۚ أُوْلَٰٓئِكَ لَهُم مَّغۡفِرَةٞ وَرِزۡقٞ كَرِيمٞ ﴾ [سبأ: 4]
لا تعجَب إن رأيت مسيئًا يُمتَّع بلذَّات الدنيا، ومحسنًا يعيش في آلامها، فمن حكمة الله تعالى أن جعل الآخرة هي دارَ الجزاء، وأمَّا الدنيا فإنها دار ابتلاء. للعبد عند بارئه مغفرةٌ يجود بها عليه لحسن إيمانه، ورزقٌ كريمٌ يتصدَّق به عليه لصالح عمله، وحاشا لله أن يضيعَ أجر مَن أحسن عملًا. |
﴿وَمَآ أَمۡوَٰلُكُمۡ وَلَآ أَوۡلَٰدُكُم بِٱلَّتِي تُقَرِّبُكُمۡ عِندَنَا زُلۡفَىٰٓ إِلَّا مَنۡ ءَامَنَ وَعَمِلَ صَٰلِحٗا فَأُوْلَٰٓئِكَ لَهُمۡ جَزَآءُ ٱلضِّعۡفِ بِمَا عَمِلُواْ وَهُمۡ فِي ٱلۡغُرُفَٰتِ ءَامِنُونَ ﴾ [سبأ: 37]
صحَّ عن رسول الله ﷺ أنه قال: «إن الله تعالى لا ينظر إلى صوركم وأموالكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم». انظر إلى إكرام الله لمن آمن به وعمل صالحًا من أجله؛ إنه يجزيه بالحسنات جزاء مضاعفًا، وينزله في جنته العالية منزلًا آمنًا، فما الفخر بالأموال والأولاد عند ذلك النعيم؟! |
﴿ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَهُمۡ عَذَابٞ شَدِيدٞۖ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ لَهُم مَّغۡفِرَةٞ وَأَجۡرٞ كَبِيرٌ ﴾ [فاطر: 7]
كن من أهل الإيمان الصادق، والعمل الصالح الخالص، وأبشر بمغفرة ربِّك وأجره الكبير لك. |
﴿قَالَ لَقَدۡ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعۡجَتِكَ إِلَىٰ نِعَاجِهِۦۖ وَإِنَّ كَثِيرٗا مِّنَ ٱلۡخُلَطَآءِ لَيَبۡغِي بَعۡضُهُمۡ عَلَىٰ بَعۡضٍ إِلَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ وَقَلِيلٞ مَّا هُمۡۗ وَظَنَّ دَاوُۥدُ أَنَّمَا فَتَنَّٰهُ فَٱسۡتَغۡفَرَ رَبَّهُۥ وَخَرَّۤ رَاكِعٗاۤ وَأَنَابَ۩ ﴾ [ص: 24]
مسؤوليَّة القاضي عظيمةٌ في إقامة ميزان الحقِّ والعدل، فلا يُحابي ولا يُداري، ولا يَعبأ باعتراض معترض، ولا يخشى في الله لومةَ لائم. الإيمان ومخافة الله والعمل الصالح من أعظم ما يَضبِط مسارَ المعاملات الماليَّة بين الناس، فأين دعاةُ الفصل بين الدِّين والحياة من هذا؟! إنما غلا الألماسُ لنُدرته وصعوبة تحصيله، وكذلك كلُّ قليل نفيسٌ ثمين، والصالحون المُقسِطون المتَّقون قُلٌّ من كُثْر، فاستحقُّوا رفعةَ الله في الدنيا والآخرة. إقامة الصلاة ودوام الاستغفار يكفِّران الذنوب، ويصونان العبدَ من البغيِ وقبائح العيوب؛ ليتقرَّب إلى ربِّه المجيد، ويَنعَمَ في الآخرة بالمزيد. |
﴿أَمۡ نَجۡعَلُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ كَٱلۡمُفۡسِدِينَ فِي ٱلۡأَرۡضِ أَمۡ نَجۡعَلُ ٱلۡمُتَّقِينَ كَٱلۡفُجَّارِ ﴾ [ص: 28]
العقل السليم يوقنُ أنه لا بدَّ من مَعاد وجزاء، يُثيب الله فيه المؤمنين الأتقياء، ويعاقب المفسدين الأشقياء. |
﴿مَنۡ عَمِلَ سَيِّئَةٗ فَلَا يُجۡزَىٰٓ إِلَّا مِثۡلَهَاۖ وَمَنۡ عَمِلَ صَٰلِحٗا مِّن ذَكَرٍ أَوۡ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤۡمِنٞ فَأُوْلَٰٓئِكَ يَدۡخُلُونَ ٱلۡجَنَّةَ يُرۡزَقُونَ فِيهَا بِغَيۡرِ حِسَابٖ ﴾ [غافر: 40]
قضى الله بفضله وواسع كرمه ألا يُضاعفَ سيِّئات عباده، وأن يُضاعفَ لهم الحسنات، ويجعلها كفَّارة للسيِّئات، حتى إذا بلغوا الجنَّة رزقهم فيها بغير حساب. يقتضي عدلُ الله تعالى أن يُجزى كلُّ عامل بعمله، ومن هنا استحقَّ الكافر المسيء أن يُجزى بما يسوءُه ويُحزنه، وهل أسوأ من النار مستقرًّا ومصيرا؟ أيُّها العاقل، إن جزاء الله للمتَّقين يوم القيامة بلا حساب، فما ثَمَّ مكيالٌ ولا ميزان، ولكن رزقٌ وافر، وعطاء متكاثر، فليعمل العاملون لذلك. |
﴿وَمَا يَسۡتَوِي ٱلۡأَعۡمَىٰ وَٱلۡبَصِيرُ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ وَلَا ٱلۡمُسِيٓءُۚ قَلِيلٗا مَّا تَتَذَكَّرُونَ ﴾ [غافر: 58]
شتَّان بين علم يُفضي إلى الإيمان والحقِّ، وجهلٍ يُفضي إلى الكفر والضلال؛ ﴿أفَمَن كانَ مُؤمِنًا كَمَن كانَ فاسِقًا لا يَستَوُون﴾ . إن الذي يَحجُب قلبَه عن نور الحقِّ ويُعمي بصيرتَه عن ضياء العلم هو والأعمى سواء، والأخير خيرُ الرجلين! |
﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ لَهُمۡ أَجۡرٌ غَيۡرُ مَمۡنُونٖ ﴾ [فصلت: 8]
لمَّا آمنوا بالله تعالى ولقائه، وعملوا الصالحات وأدَّوا الزكاة ابتغاء وجهه، خلافًا للكافرين المشركين به؛ كان أجرهم عند الله يوم يلقَونه عظيمًا ممدودًا، غيرَ منقطع ولا محدود، فعملوا في الدنيا يسيرا، وكان أجرهم في الآخرة كبيرا، فما أعظمَ فضلَ الإيمان على أهله! |
﴿تَرَى ٱلظَّٰلِمِينَ مُشۡفِقِينَ مِمَّا كَسَبُواْ وَهُوَ وَاقِعُۢ بِهِمۡۗ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ فِي رَوۡضَاتِ ٱلۡجَنَّاتِۖ لَهُم مَّا يَشَآءُونَ عِندَ رَبِّهِمۡۚ ذَٰلِكَ هُوَ ٱلۡفَضۡلُ ٱلۡكَبِيرُ ﴾ [الشورى: 22]
لن تُغنيَ عنك حسرتُك شيئًا يوم القيامة، أيُّها العاصي الغافل، فهلَّا تُبتَ إلى ربِّك قبل ذلك الموقف العصيب؟! لا تزال النفس تتطلَّع إلى روضات الدنيا وبهجتها، فما الظنُّ بروضات الجنَّات، وفيها ما لا يخطُر على قلب بشر، ألا تستحقُّ منَّا العمل؟ نعيم الدنيا كلُّه لا يَعدِل شيئًا بإزاء مقامِ أدنى أهل الجنَّة منزلةً، فالفضل الكبير حقًّا هو فضل الله على أهل طاعته في الآخرة، جعلنا الله منهم. |
﴿ذَٰلِكَ ٱلَّذِي يُبَشِّرُ ٱللَّهُ عِبَادَهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِۗ قُل لَّآ أَسۡـَٔلُكُمۡ عَلَيۡهِ أَجۡرًا إِلَّا ٱلۡمَوَدَّةَ فِي ٱلۡقُرۡبَىٰۗ وَمَن يَقۡتَرِفۡ حَسَنَةٗ نَّزِدۡ لَهُۥ فِيهَا حُسۡنًاۚ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٞ شَكُورٌ ﴾ [الشورى: 23]
أولى الناس بالتعفُّف عمَّا في أيدي الناس هم العلماء والدعاة، فالمرجوُّ منهم البذلُ في الدعوة، لا الطمعُ في متاع الدنيا، والمرجوُّ من الناس نُصرتهم وموالاتهم لا الوقوفُ في طريقهم، وأولى الناس بذلك هم قرابتهم. يوفِّق الله عبادَه للتوبة والإحسان، فيغفر لهم السيِّئات، ويزيد في الحسنات. إنه العطاء الذي يعجِزُ المرء عن شُكره، ولو قضى عمرَه حامدًا شاكرًا. |
﴿وَيَسۡتَجِيبُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ وَيَزِيدُهُم مِّن فَضۡلِهِۦۚ وَٱلۡكَٰفِرُونَ لَهُمۡ عَذَابٞ شَدِيدٞ ﴾ [الشورى: 26]
الإيمان سببٌ لكلِّ خيرٍ في الدنيا ورفعةٍ في الآخرة، وما امتلأ قلبٌ بالإيمان إلا لقيَ صاحبُه من فضل الله أضعافَ ما يرجوه ويؤمِّله. استجابة المؤمنين لله عطاءٌ من ربِّهم إليهم، وفضلٌ منه عليهم، فلا تعجَب إن كافأهم عنها بمزيدٍ من فضله، فهو أكرم الأكرمين. المؤمنون حملهم إيمانُهم على الاستجابة والطاعة ففازوا، والكافرون خلت قلوبُهم من الإيمان فباؤوا بسخَط الله وعذابه. |
﴿أَمۡ حَسِبَ ٱلَّذِينَ ٱجۡتَرَحُواْ ٱلسَّيِّـَٔاتِ أَن نَّجۡعَلَهُمۡ كَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ سَوَآءٗ مَّحۡيَاهُمۡ وَمَمَاتُهُمۡۚ سَآءَ مَا يَحۡكُمُونَ ﴾ [الجاثية: 21]
لا يستوي مَن عمل صالحًا ومَن أساء، فمطلقُ عدل الله عزَّ وجلَّ يقتضي التمييزَ بينهما في الحياة الدنيا وفي الآخرة. |
﴿فَأَمَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ فَيُدۡخِلُهُمۡ رَبُّهُمۡ فِي رَحۡمَتِهِۦۚ ذَٰلِكَ هُوَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡمُبِينُ ﴾ [الجاثية: 30]
حُقَّ للمؤمنين أن يُقدَّموا في الذكر هنا إكرامًا لهم، وتبشيرًا بجزائهم، وتعجيلًا لمسرَّتهم، وإغاظةً للكافرين من أعدائهم. فاز الصالحون بالاجتباء والتوفيق للطاعات في الدنيا، ويتأكَّد فوزهم ويظهر مبينًا يوم القيامة بما ينالونه من جنَّاتٍ وكرامات وخيرات. |
﴿وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ وَءَامَنُواْ بِمَا نُزِّلَ عَلَىٰ مُحَمَّدٖ وَهُوَ ٱلۡحَقُّ مِن رَّبِّهِمۡ كَفَّرَ عَنۡهُمۡ سَيِّـَٔاتِهِمۡ وَأَصۡلَحَ بَالَهُمۡ ﴾ [محمد: 2]
هيَّج ذكرُ النبيِّ ﷺ شوقَ المحبِّين له، المتمنِّين لرؤيته، فدفعهم ذلك الشوق إلى التمسُّك بنهجه والثبات على سُنَّته. لا يطمئنُّ قلب المرء، ولا يَحسُن حاله ما لم يَصلُح باله، فصلاح البال فيه استقامةُ الشعور، واطمئنانُ القلب، والتنعُّم في هذه الحياة. |
﴿إِنَّ ٱللَّهَ يُدۡخِلُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ جَنَّٰتٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُۖ وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ يَتَمَتَّعُونَ وَيَأۡكُلُونَ كَمَا تَأۡكُلُ ٱلۡأَنۡعَٰمُ وَٱلنَّارُ مَثۡوٗى لَّهُمۡ ﴾ [محمد: 12]
أكرِم بها من وِفادة حين يكون الله هو مَن يُدخلهم! فما أروعَه من استقبال لوفد الجنان! وما أعظمَها من حَفاوة وترحيب وإكرام! لا شُغل للأنعام في الحياة إلا الأكل والشرب والتمتُّع، وهي في غفلة عمَّا ينتظرها عند الذبح والنحر، وكذا الكافر غافلٌ عن مصيره المنتَظر. إذا تساوى الإنسانُ مع الأنعام فقد ذهبت إنسانيَّته واندثرت معالمها، فينطلق إلى متاعه وشهَواته التي لا ضابط لها ولا حارس عليها. |
﴿مُّحَمَّدٞ رَّسُولُ ٱللَّهِۚ وَٱلَّذِينَ مَعَهُۥٓ أَشِدَّآءُ عَلَى ٱلۡكُفَّارِ رُحَمَآءُ بَيۡنَهُمۡۖ تَرَىٰهُمۡ رُكَّعٗا سُجَّدٗا يَبۡتَغُونَ فَضۡلٗا مِّنَ ٱللَّهِ وَرِضۡوَٰنٗاۖ سِيمَاهُمۡ فِي وُجُوهِهِم مِّنۡ أَثَرِ ٱلسُّجُودِۚ ذَٰلِكَ مَثَلُهُمۡ فِي ٱلتَّوۡرَىٰةِۚ وَمَثَلُهُمۡ فِي ٱلۡإِنجِيلِ كَزَرۡعٍ أَخۡرَجَ شَطۡـَٔهُۥ فَـَٔازَرَهُۥ فَٱسۡتَغۡلَظَ فَٱسۡتَوَىٰ عَلَىٰ سُوقِهِۦ يُعۡجِبُ ٱلزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ ٱلۡكُفَّارَۗ وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ مِنۡهُم مَّغۡفِرَةٗ وَأَجۡرًا عَظِيمَۢا ﴾ [الفتح: 29]
خلَّد الله ذكرَ الصحابة ورفع شأنهم؛ لأنهم ناصروا دينه، وآزروا نبيَّه ﷺ، فحقَّت لهم الرفعة، ووجب لهم الثناء. المنهج المستقيم في الولاء والبراء يتمثل بالشِّدَّة على الكافرين، والرحمة بالمؤمنين، فمَن عكسَ القضيَّة فقد خالف ما كان عليه الرسول وأصحابه. جمع الله لهؤلاء المؤمنين بين الشدَّة والرحمة؛ إيماءً إلى أصالة آرائهم وحكمة عقولهم، وأنهم يتصرَّفون في أخلاقهم وأعمالهم تصرُّفَ الحكمة والرُّشد، فلا تغلِب على نفوسهم مَحمَدةٌ دون أخرى، ولا يندفعون إلى العمل بالجِبِلَّة وعدم الرؤية. مَن انقطع إلى الله وصله الله، ومَن أراد صِلةً بمولاه فليلزم الصلاة، فهي مفتاح كلِّ خير، وأصل كلِّ سعادة. لم يكن يَشغَلهم عن ربِّهم بَهرَجُ هذه الدنيا، ولم يكونوا يسعَون لتحصيل زخارفها، بل أسمى غاياتهم رضوان ربِّهم. قال الإمام مالك: (مَن أصبح في قلبه غَيظٌ على أحد من أصحاب رسول الله ﷺ فقد أصابته الآية). لئن سبق السابقون بنصرة النبيِّ والوقوف معه، إن للاحقين بابًا يدركونهم منه إذا أحبُّوهم وقاموا بما قاموا به، والمرء مع مَن أحبَّ. |
﴿يَوۡمَ يَجۡمَعُكُمۡ لِيَوۡمِ ٱلۡجَمۡعِۖ ذَٰلِكَ يَوۡمُ ٱلتَّغَابُنِۗ وَمَن يُؤۡمِنۢ بِٱللَّهِ وَيَعۡمَلۡ صَٰلِحٗا يُكَفِّرۡ عَنۡهُ سَيِّـَٔاتِهِۦ وَيُدۡخِلۡهُ جَنَّٰتٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَآ أَبَدٗاۚ ذَٰلِكَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡعَظِيمُ ﴾ [التغابن: 9]
قال رسولُ الله ﷺ: «لا يدخلُ النَّارَ أحدٌ إلا أُرِيَ مقعدَه من الجنَّة لو أحسن؛ ليكونَ عليه حسرة»، فهل من غَبْنٍ أبيَنُ من هذا؟! مهما حقَّقتَ في الدنيا من فوز ونجاح، فإنَّ الفوز الأبلغَ هو أن تُزحزَحَ عن النار بمغفرة ذنوبك، وتدخلَ الجنَّةَ بفضل الله ورحمته. يا خسارةَ أهل الكفر والضَّلال؛ يخسرون النجاةَ ابتداءً، ويُغبَنون ما كان يمكنُ أن يفوزوا به؛ بذهابه إلى المؤمنين الصادقين انتهاء. |
﴿رَّسُولٗا يَتۡلُواْ عَلَيۡكُمۡ ءَايَٰتِ ٱللَّهِ مُبَيِّنَٰتٖ لِّيُخۡرِجَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ مِنَ ٱلظُّلُمَٰتِ إِلَى ٱلنُّورِۚ وَمَن يُؤۡمِنۢ بِٱللَّهِ وَيَعۡمَلۡ صَٰلِحٗا يُدۡخِلۡهُ جَنَّٰتٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَآ أَبَدٗاۖ قَدۡ أَحۡسَنَ ٱللَّهُ لَهُۥ رِزۡقًا ﴾ [الطلاق: 11]
العقل السليمُ يوقن أن الذي أهلك القرونَ السابقة بكُفرهم وتكذيبهم يُهلك مَن بعدهم كما أهلكهم؛ لاشتراكهم بالفعل القبيح. إنما سُمِّي القرآن ذكرًا لما تضمَّنه من تذكير الناس بما هم عنه غافلون من التوحيد والتكليف، ولما فيه من وعدٍ لمَن تمسَّك به بالرِّفعة والشرف المُنيف! ما قيمةُ العقل الراجح إن لم يحجُز صاحبَه عن المحرَّمات والمنكرات، ولم يهدِه إلى المبرَّات والصالحات؟ شتَّانَ بين نور الوحي والعلم الذي جاء به النبيُّ ﷺ، وظلام الجهل والضَّلال، وشتَّان بين نورٍ في القلب يَهدي صاحبَه إلى الحقِّ، وظلامٍ يُعميه عن أوضح الحقائق وأظهر المسلَّمات. بطَلَ العذرُ والاعتذار مع قيام الحُجَّة على الخَلق؛ بإرسال كتاب مبيِّن للحلال والحرام، وللأمر والنهي، فهل من مدَّكر؟! لا تستصغر أيَّ عمل صالح مهما ضَؤُل، فلا تدري أيَّ عملك يكون لك نورًا تمشي به في الدنيا، وتجتاز به الصِّراطَ في الآخرة. من إكرام الله تعالى لأهل طاعته أنه ينعِّمهم في دار الخلود مع أحبابهم من ذرِّياتهم وإخوانهم، لتتمَّ لهم السعادةُ والسرور. |
﴿إِلَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ لَهُمۡ أَجۡرٌ غَيۡرُ مَمۡنُونِۭ ﴾ [الانشقاق: 25]
لذائذ الدنيا ومُتَعُها مهما طالت وتكاثرت فإنها إلى انقطاعٍ وفناء، أمَّا لذَّاتُ الآخرة ونعيمُها فإنها إلى دوامٍ ونماء، أفلا نعمل لها؟ |
﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ لَهُمۡ جَنَّٰتٞ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُۚ ذَٰلِكَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡكَبِيرُ ﴾ [البروج: 11]
الفوز الكبير ليس في انتصارٍ دنيويٍّ، ولا غَلَبة عاجلة، ولكنَّه في فوز الآخرة، فهنيئًا لشهداء الأُخدود. ليس في القرآن كلِّه وصفٌ للفوز بالكبير إلَّا لأصحاب الأُخدود؛ لعَظيم منزلتهم. الانتصار الحقيقيُّ هو انتصار المبادئ والقيم، وهاهم أُولاءِ أصحابُ الأُخدود قد انتصروا على قاتليهم مع أنهم قضَوا حرقًا. |
﴿إِلَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ فَلَهُمۡ أَجۡرٌ غَيۡرُ مَمۡنُونٖ ﴾ [التين: 6]
الإيمان والعمل الصالح حصنٌ حصين للإنسان، يحفظ عقله وروحه من الآثام، فيحيا سعادة الدارين وهناء العيشتين. |
﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ أُوْلَٰٓئِكَ هُمۡ خَيۡرُ ٱلۡبَرِيَّةِ ﴾ [البينة: 7]
باب الخيريَّة مفتوحٌ على مِصراعَيه، فأين الوالجون؟ هلَّا جمعتَ إلى صدق إيمانك، وثبات يقينك، حُسنَ القول والعمل، لتكونَ منهم! الإيمان يرفع صاحبَه إلى أعلى درجات العزِّ والمجد، وهو المعيار الحقيقيُّ لتصنيف الناس بين صالحٍ وطالح، ومحسنٍ ومسيء. |
﴿إِلَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلۡحَقِّ وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلصَّبۡرِ ﴾ [العصر: 3]
بالإيمان والعمل الصَّالح يرتقي الإنسانُ بنفسه، وبالتَّواصي بالحقِّ والصبر يرتقي بغيره، وباجتماع الأربعة يسلَم من الخَسار، ويظفَر بالثِّمار. لا يقتصر نفعُ المؤمن على نفسه، ولكنَّه يعمُّ أهلَه وإخوانه والآخرين، فهو كدَوحةٍ وارفة الظلِّ يتفيَّأ بها كلُّ عابر، ويأكل من ثمَرها. في الأمر بالتَّواصي إرساخٌ لضرورة اجتماع أهل الإيمان على البِرِّ والتقوى، ﴿واصبِر نفسَكَ معَ الَّذينَ يَدعُونَ رَبَّهُم بالغَداةِ والعَشِيِّ يُريدُونَ وَجهَه﴾ . التَّواصي بالحقِّ يقتضي أن تحرِصَ على صُحبة الأخيار؛ امثالًا لأمر النبيِّ الهادي ﷺ: «لا تُصاحب إلا مؤمنًا، ولا يأكل طعامَك إلا تقي». قال الشافعيُّ رحمه الله: (لو ما أنزل الله على عباده حُجَّةً إلَّا هذه السُّورة لكفَتهُم). |
مواضيع أخرى في القرآن الكريم
رعاية اليتيم السحاب أحكام قانونية حلم الله على عباده ميكائيل سعة علم الله الكفارات الإعتاق التحصين من الشيطان الموت
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Thursday, November 21, 2024
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب