قائمة السور | مواضيع القرآن الكريم مرتبة حسب الآيات :آيات القرآن الكريم مقسمة حسب كل موضوع و فئة | لقراءة سورة كاملة اختر من : فهرس القرآن | - للاستماع للقراء : القرآن الكريم mp3
آيات قرآنية عن الميزان واستلام الكتب في القرآن الكريم
✅ مواضيع القرآن الكريم
﴿فَكَيۡفَ إِذَا جَمَعۡنَٰهُمۡ لِيَوۡمٖ لَّا رَيۡبَ فِيهِ وَوُفِّيَتۡ كُلُّ نَفۡسٖ مَّا كَسَبَتۡ وَهُمۡ لَا يُظۡلَمُونَ ﴾ [آل عمران: 25]
لا أحدَ يعلم كيف ستكون حالُه في يوم الجزاء المشهود، فلمَ الاغترارُ بالأمانيِّ الباطلة، والرُّكونُ إلى الأحلام الفارغة؟! إن الدنيا أهونُ من أن تتحسَّرَ على فوات بعض حظِّك فيها، إنما الشأن أن تأخذَ موضعًا حسنًا في أعظم مجمَع مشهود، يوم تسقُط الرتب الزائفة، والمزايا الخادعة، والخصوصيَّات المدَّعاة. |
﴿يَوۡمَ تَجِدُ كُلُّ نَفۡسٖ مَّا عَمِلَتۡ مِنۡ خَيۡرٖ مُّحۡضَرٗا وَمَا عَمِلَتۡ مِن سُوٓءٖ تَوَدُّ لَوۡ أَنَّ بَيۡنَهَا وَبَيۡنَهُۥٓ أَمَدَۢا بَعِيدٗاۗ وَيُحَذِّرُكُمُ ٱللَّهُ نَفۡسَهُۥۗ وَٱللَّهُ رَءُوفُۢ بِٱلۡعِبَادِ ﴾ [آل عمران: 30]
إنما هي أعمالك ستلقاها حاضرةً أمامك، بغير زخارفَ ولا تزوير، فقدِّم لنفسك اليوم ما يسرُّك أن تراه غدًا. في تكرار هذا التحذير تنبيهٌ؛ لئلَّا يغترَّ أحدٌ برحمة الله ورأفته، فيُسرفَ على نفسه. |
﴿فَلَنَسۡـَٔلَنَّ ٱلَّذِينَ أُرۡسِلَ إِلَيۡهِمۡ وَلَنَسۡـَٔلَنَّ ٱلۡمُرۡسَلِينَ ﴾ [الأعراف: 6]
هناك سؤالٌ لا بدَّ من وقوعه، في موقفٍ لا شكَّ في حصوله؛ يومَ يقفُ الأشهادُ بين يدَي ربِّ العباد، فيسألُهم ماذا أجبتُم المرسَلين؟ إنه موقفٌ عظيم، حين يُسأل الرُّسلُ عن تبليغهم، وقد بلَّغوا البلاغَ المبين، فما حالُ مَن أُرسلَ إليهم، وفيهم مَن لم يُجب المرسَلين؟! المحاكمة العادلةُ لا بدَّ لها من سؤال المُحاكَم، واستشهاد الشهود، وبيان الوثائق، ووضعِها في ميزانٍ يحدِّدُ مقدارَ الجريمة، وما تستحقُّه من عقاب، ثم يصدر الحُكم. |
﴿فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيۡهِم بِعِلۡمٖۖ وَمَا كُنَّا غَآئِبِينَ ﴾ [الأعراف: 7]
سبحانَ العليم الخبير؛ فقد سأل الأممَ عن أعمالها، وسأل الرسلَ عن تبليغِها، دون أن تَخفى عليه خافيةٌ من خَلقه! فماذا يُغني الجحودُ والإنكارُ عن صاحبه في ذلك اليوم؟! أحاط اللهُ بكلِّ شيء علمًا، بشهوده أحوالَ خلقه لا بوصولِ خبرِهم إليه؛ فهو شاهدٌ على كلِّ نفسٍ بما كسَبَت، محيطٌ بما أعلنَت وما أخفَت. |
﴿وَٱلۡوَزۡنُ يَوۡمَئِذٍ ٱلۡحَقُّۚ فَمَن ثَقُلَتۡ مَوَٰزِينُهُۥ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ ﴾ [الأعراف: 8]
ويلٌ للخطَّائين يومَ المحشر؛ فإن الله يشهد والرسُل تشهد والموازين العادلة تشهد، فكم هو الخزيُ بين أيدي هؤلاء الشهود، في اليوم العظيم الموعود؟! الفلاح والخسرانُ الحقيقيَّان هناك يومَ العَرض الأكبر، فمَن رجَحَ ميزانُ حسناتِه فقد أفلح، ومن رجَحَ ميزانُ سيِّئاتِه فقد خسر. |
﴿وَمَنۡ خَفَّتۡ مَوَٰزِينُهُۥ فَأُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ خَسِرُوٓاْ أَنفُسَهُم بِمَا كَانُواْ بِـَٔايَٰتِنَا يَظۡلِمُونَ ﴾ [الأعراف: 9]
للحقِّ ثِقَل؛ فمَن ثقُل ميزانه باتِّباع الحقِّ في الدنيا، ثقُل ميزانه بالحسنات يوم القيامة. وللباطل خفَّة؛ فمَن عمل الباطلَ في دنياه، خفَّ ميزانُه في أخراه. كم من إنسانٍ يقاسي أنواعَ العناء؛ ليفلحَ في الدنيا، وهو بعيدٌ عن الهدى، فإن نالَ ذلك وماتَ على حاله فقد خسر نفسَه، وأضاع حظَّه! |
﴿وَمَنۡ أَظۡلَمُ مِمَّنِ ٱفۡتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِبًاۚ أُوْلَٰٓئِكَ يُعۡرَضُونَ عَلَىٰ رَبِّهِمۡ وَيَقُولُ ٱلۡأَشۡهَٰدُ هَٰٓؤُلَآءِ ٱلَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَىٰ رَبِّهِمۡۚ أَلَا لَعۡنَةُ ٱللَّهِ عَلَى ٱلظَّٰلِمِينَ ﴾ [هود: 18]
كلُّ الخلائقِ ستُعرَضُ على ربِّها، ولكن يا لِخِزيِ مَن كذَب على ربِّه الذي أحسنَ إليه، وبيَّنَ له السُّبُل، وأرسل إليه الرسُل! ما أشقَّه من موقفٍ يومَ يُطردُ من رحمة اللهِ ناسٌ هم أحوجُ ما يكونون فيه إلى رحمته! |
﴿فَوَرَبِّكَ لَنَسۡـَٔلَنَّهُمۡ أَجۡمَعِينَ ﴾ [الحجر: 92]
ألا فليستعدَّ لسؤالِ الربِّ الخالق كلُّ مَن عادى القرآنَ وكذَّب به أو ببعضه. |
﴿عَمَّا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ ﴾ [الحجر: 93]
ما أشقَّ أن يُحاسَبَ العبدُ على كلِّ صغيرةٍ اجترحها، وكلِّ كبيرة اقترفها! فإنه مَن نُوقشَ الحسابَ عُذِّب، فكيف بما وراءَه؟! |
﴿وَكُلَّ إِنسَٰنٍ أَلۡزَمۡنَٰهُ طَٰٓئِرَهُۥ فِي عُنُقِهِۦۖ وَنُخۡرِجُ لَهُۥ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ كِتَٰبٗا يَلۡقَىٰهُ مَنشُورًا ﴾ [الإسراء: 13]
لعلَّ من أوثق ما يُعلَّق بالإنسان ما يُجعل في رقبته؛ لأنه لا يكاد ينفصل عنه إلا بالموت؛ وكذلك عملُ الإنسان يَلزَمه على الدوام. أعاذنا الله من سوء العمل! من أعظم العدل والإنصاف أن تُوكلَ محاسبةُ المرء إلى نفسه. قال الحسن البصريُّ: (ابنَ آدم، لقد أنصفك وعدَل عليك مَن جعلك حسيبَ نفسك). |
﴿ٱقۡرَأۡ كِتَٰبَكَ كَفَىٰ بِنَفۡسِكَ ٱلۡيَوۡمَ عَلَيۡكَ حَسِيبٗا ﴾ [الإسراء: 14]
لعلَّ من أوثق ما يُعلَّق بالإنسان ما يُجعل في رقبته؛ لأنه لا يكاد ينفصل عنه إلا بالموت؛ وكذلك عملُ الإنسان يَلزَمه على الدوام. أعاذنا الله من سوء العمل! من أعظم العدل والإنصاف أن تُوكلَ محاسبةُ المرء إلى نفسه. قال الحسن البصريُّ: (ابنَ آدم، لقد أنصفك وعدَل عليك مَن جعلك حسيبَ نفسك). |
﴿وَعُرِضُواْ عَلَىٰ رَبِّكَ صَفّٗا لَّقَدۡ جِئۡتُمُونَا كَمَا خَلَقۡنَٰكُمۡ أَوَّلَ مَرَّةِۭۚ بَلۡ زَعَمۡتُمۡ أَلَّن نَّجۡعَلَ لَكُم مَّوۡعِدٗا ﴾ [الكهف: 48]
لا يزال المجال أمامَك رحبًا لاستدراك التقصير وإصلاح المُعوَجِّ ما دام فيك عقلٌ يعي ونفَس يتردَّد، فالزَم بابَ التوبة والاستغفار، فإنه نعمَ الباب. لا تستهِن بصغائر الأعمال؛ فإن الناس تضِجُّ يوم القيامة من آثارها، كما تضِجُّ يومها من كبارها. قال قَتادة: (اشتكى القومُ الإحصاء، ولم يشتَكِ أحدٌ ظلمًا، فإيَّاكم والمحقَّراتِ من الذنوب، فإنها تجتمع على صاحبها حتى تهلكَه). |
﴿وَوُضِعَ ٱلۡكِتَٰبُ فَتَرَى ٱلۡمُجۡرِمِينَ مُشۡفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَٰوَيۡلَتَنَا مَالِ هَٰذَا ٱلۡكِتَٰبِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةٗ وَلَا كَبِيرَةً إِلَّآ أَحۡصَىٰهَاۚ وَوَجَدُواْ مَا عَمِلُواْ حَاضِرٗاۗ وَلَا يَظۡلِمُ رَبُّكَ أَحَدٗا ﴾ [الكهف: 49]
لا يزال المجال أمامَك رحبًا لاستدراك التقصير وإصلاح المُعوَجِّ ما دام فيك عقلٌ يعي ونفَس يتردَّد، فالزَم بابَ التوبة والاستغفار، فإنه نعمَ الباب. لا تستهِن بصغائر الأعمال؛ فإن الناس تضِجُّ يوم القيامة من آثارها، كما تضِجُّ يومها من كبارها. قال قَتادة: (اشتكى القومُ الإحصاء، ولم يشتَكِ أحدٌ ظلمًا، فإيَّاكم والمحقَّراتِ من الذنوب، فإنها تجتمع على صاحبها حتى تهلكَه). |
﴿ٱقۡتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمۡ وَهُمۡ فِي غَفۡلَةٖ مُّعۡرِضُونَ ﴾ [الأنبياء: 1]
كل يوم تزداد هذه الآية تحقُّقًا وتنبيهًا للعقلاء، وإلهابًا لعزائمهم، فاستعدَّ للحساب؛ فإن الدنيا إلى ذهاب، والآخرة على اقتراب، وكل ما هو آتٍ قريب. |
﴿وَنَضَعُ ٱلۡمَوَٰزِينَ ٱلۡقِسۡطَ لِيَوۡمِ ٱلۡقِيَٰمَةِ فَلَا تُظۡلَمُ نَفۡسٞ شَيۡـٔٗاۖ وَإِن كَانَ مِثۡقَالَ حَبَّةٖ مِّنۡ خَرۡدَلٍ أَتَيۡنَا بِهَاۗ وَكَفَىٰ بِنَا حَٰسِبِينَ ﴾ [الأنبياء: 47]
أدّبنا الله، فعلمنا أن يكون ميزاننا قِسطًا قدر المستطاع، مع كل الأنفس، بَرِّها وفاجرها، فلا نَحِيفُ لمَن نحب على مَن نكره. فـي بعــض الموازيــن الـتي يصنعهـا المخلـوق دقة باهرة، فكيـف بمـيزان الخـالق؟ الذنب الذي يستهان به سيُرى هناك فلا تُقدِم عليه، والحسنة التي يستهان به ستُرى هناك فلا تتأخر عنها. |
﴿بَلۡ قُلُوبُهُمۡ فِي غَمۡرَةٖ مِّنۡ هَٰذَا وَلَهُمۡ أَعۡمَٰلٞ مِّن دُونِ ذَٰلِكَ هُمۡ لَهَا عَٰمِلُونَ ﴾ [المؤمنون: 63]
خيرٌ للمرء أن يُخلِيَ قلبه من مُلهيات الدنيا؛ فإنها إن غمرَت القلب غطَّته عن هدي هذا القرآن، وأوجبت لصاحبها أعمالَ أهل الضلال. |
﴿وَٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ أَعۡمَٰلُهُمۡ كَسَرَابِۭ بِقِيعَةٖ يَحۡسَبُهُ ٱلظَّمۡـَٔانُ مَآءً حَتَّىٰٓ إِذَا جَآءَهُۥ لَمۡ يَجِدۡهُ شَيۡـٔٗا وَوَجَدَ ٱللَّهَ عِندَهُۥ فَوَفَّىٰهُ حِسَابَهُۥۗ وَٱللَّهُ سَرِيعُ ٱلۡحِسَابِ ﴾ [النور: 39]
لتكن عنايتُك بصحة عملك وإخلاصك فيه بالغة؛ لتجد ثوابه يوم القيامة حاضرًا غير غائب، مقبولًا غير حابط. كلُّ عمل لا يزكِّيه الإيمان هو أشبه بالميتة، لا يؤكل لحمها وإن كانت من أطيب الحيوان لحمًا! ما من صاحب باطل يرجو من باطله أن ينفعَه يومًا ما إلا وجده خائنًا له في وقت هو أحوج ما يكون إليه. إذا كان الظمآن ينتهي أمرُه عند رؤية السراب بخيبة الأمل فإن الكافر بعد النصَب والتعب سيجد مع خيبة الأمل هذه جزاء وافيًا لا تخفيفَ فيه، فما أعظمَها من خيبة! ما أشقى العاطلَ من العمل الصالحِ حين لقاء ربه، يوم يلاقيه وهو له بالمرصاد، ليجزيه جزاء عمله السيئ كاملًا غير منقوص! |
﴿وَلَيَحۡمِلُنَّ أَثۡقَالَهُمۡ وَأَثۡقَالٗا مَّعَ أَثۡقَالِهِمۡۖ وَلَيُسۡـَٔلُنَّ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ عَمَّا كَانُواْ يَفۡتَرُونَ ﴾ [العنكبوت: 13]
يعرِض الإسلام فساد تصوُّر الكفار للتبعية والجزاء، ويقرر حكم الله تعالى فيه بما يحقق العدل في أجلى مظاهره. قد ترى من الناس مَن يقول لصاحبه مشجعًا إياه على فعل القبائح: افعل هذا وإثمه في عنقي! فبئس الضمان، وبئست الاستجابة. إذا كانت الأوزار يشِقُّ على المرء ثقلها، حتى ما يكاد يطيق حملها، فكيف بمَن سيحمل أثقاله وأثقالَ من أغواه وأضلَّه؟ قال رسول الله ﷺ: (مَن سَنَّ في الإسلام سنة سيئة فعليه وزرها ووزر مَن عمل بها من بعده، من غير أن يَنقُص من أوزارهم شيء). بئست عاقبةُ أولئك الذين يزيِّنون للناس طريق الغَواية، ويكذِبون عليهم حين دعوتهم إليه، فهم بما فعلوا آثمون، حاملون أوزار مَن يُضلُّون، مؤاخَذون بما كانوا يفترون. يا ويلَ دعاةَ الضلال من سؤال يوم القيامة! فإن سؤالهم أكيد، والعذابَ من بعده شديد، فهل أعدُّوا له الجوابَ الذي ينجيهم؟ |
﴿وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَا تَأۡتِينَا ٱلسَّاعَةُۖ قُلۡ بَلَىٰ وَرَبِّي لَتَأۡتِيَنَّكُمۡ عَٰلِمِ ٱلۡغَيۡبِۖ لَا يَعۡزُبُ عَنۡهُ مِثۡقَالُ ذَرَّةٖ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَلَا فِي ٱلۡأَرۡضِ وَلَآ أَصۡغَرُ مِن ذَٰلِكَ وَلَآ أَكۡبَرُ إِلَّا فِي كِتَٰبٖ مُّبِينٖ ﴾ [سبأ: 3]
ما أشنعَ التكذيبَ بأمرٍ يردُّ الله تعالى على المكذبين به ردًّا عظيمًا، حتى يُقسمَ بنفسه المقدَّسة على ذلك! لو تفرَّقت العظام وتمزقت الأجسام، فإن الله تعالى عالمَ الغيب يعلم أين ذهبت وأين تفرَّقت، فيجمعها من أيِّ مكان صارت فيه، ويُرجعها إليه، فسبحان مَن لا تخفى عليه خافية! الله تعالى وحده أحاط علمًا بالجزئيَّات والكليَّات، والعظائم والمُحقَّرات، وأثبتها في كتاب مبين، وبعد ذلك يكون الجزاء على أعمال العباد بالثواب أو العقاب. |
﴿وَقِفُوهُمۡۖ إِنَّهُم مَّسۡـُٔولُونَ ﴾ [الصافات: 24]
يُجمَع الظالمون يوم القيامة مع قُرَنائهم وأشباههم وأتباعهم، فاحرِص في دنياك على الفرار منهم، والنأي عنهم، تصُن عرضَك، وتنجُ بنفسِك. لا بدَّ من وقفة محاسبة، وموقف معاتبة، قبل المصير إلى نار السعير، يُسألون هناك عما قدَّموا في دنياهم، لينالوا جزاءه في أخراهم. |
﴿وَأَشۡرَقَتِ ٱلۡأَرۡضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ ٱلۡكِتَٰبُ وَجِاْيٓءَ بِٱلنَّبِيِّـۧنَ وَٱلشُّهَدَآءِ وَقُضِيَ بَيۡنَهُم بِٱلۡحَقِّ وَهُمۡ لَا يُظۡلَمُونَ ﴾ [الزمر: 69]
يُؤتى الصالحون يومَ القيامة من فضل ربِّهم قوَّةً عظيمة للنظر إلى نوره سبحانه، ذلك النور الذي لو كشفَه لغيرهم لأحرقت سبُحات وجهه ما انتهى إليه بصرُه من خلقه. |
﴿وَتَرَىٰ كُلَّ أُمَّةٖ جَاثِيَةٗۚ كُلُّ أُمَّةٖ تُدۡعَىٰٓ إِلَىٰ كِتَٰبِهَا ٱلۡيَوۡمَ تُجۡزَوۡنَ مَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ ﴾ [الجاثية: 28]
إنه لموقفٌ عظيم يوم يجثو الخلقُ على رُكَبهم في عرَصات القيامة، منتظرين ما يُقضى فيهم، حتى يُعطَوا كُتبَ أعمالهم التي ظلُّوا ينتظرونها؛ هل يأخذونها باليمين فيفوزوا، أو يتناولونها بالشِّمال فيَهلِكوا! |
﴿يَوۡمَ يَبۡعَثُهُمُ ٱللَّهُ جَمِيعٗا فَيُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوٓاْۚ أَحۡصَىٰهُ ٱللَّهُ وَنَسُوهُۚ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ شَهِيدٌ ﴾ [المجادلة: 6]
إن غفَلتَ أيها العاصي عن ذنوبك، ونسيتَ ما اجترحتَ من آثام، فإنها مُحصاةٌ محفوظة في صحائف عملك، وما كان ربُّك نسيًّا. قد يبلغ العبدُ من الاستهانة بالمعاصي ما يحمله على نسيان ما أتى منها، وقد تَحولُ كثرتُها دون ضبطها وتذكُّرها، ولكنَّه بلا ريب سيلقاها بحذافيرها محفوظةً في كتابه؛ ﴿ووَجَدوا ما عمِلوا حاضرًا ولا يظلمُ ربُّكَ أحدًا﴾ . إنما تُملأ صحيفتُك بعملك أنتَ لا بعمل غيرك، فاحرِص أن ترى يوم القيامة فيها ما يسرُّك ويُعزُّك، لا ما يَسوءُك ويُذلُّك. تذكُّرُ الذنوب باستمرار، أدعى للتوبة والاستغفار، أما تجاهلها ونسيانُها فلا يمحُوان آثارَها السوداء، وعواقبَها الشَّنعاء. على العبد أن يحاسبَ نفسَه على الأنفاس قبل معاصي القلب والجوارح، ولو أنَّه رمى عن كلِّ معصية حجَرًا في داره لامتلأت في مدَّة يسيرة، ولكنَّه يتساهل في حفظ المعاصي، والملَكان يحفظان عليه ذلك. |
﴿أَلَمۡ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ يَعۡلَمُ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِۖ مَا يَكُونُ مِن نَّجۡوَىٰ ثَلَٰثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمۡ وَلَا خَمۡسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمۡ وَلَآ أَدۡنَىٰ مِن ذَٰلِكَ وَلَآ أَكۡثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمۡ أَيۡنَ مَا كَانُواْۖ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُواْ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِۚ إِنَّ ٱللَّهَ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمٌ ﴾ [المجادلة: 7]
أعظمُ ما يبعث على الإحسان والتقوى: استشعارُ العبد رقابةَ الله تعالى ومعيَّتَه له، وعلمَه بظاهره وباطنه في كلِّ حال. كلُّ ما يُسرُّه المتناجون وينعزلون به ليُخفوه، سيُعرَض على الأشهاد يوم القيامة، وينبِّئهمُ الله به في الملأ الأعلى في يوم عظيم مشهود. مهما دبَّر الحاقدون من المكايد للمسلمين في خَلَواتهم، واحتاطوا بإخفاء خُطَطهم وتدابيرهم، فإنَّ الله مطَّلعٌ على ضمائرهم، ومحيطٌ بسرائرهم. |
﴿يَوۡمَ يَبۡعَثُهُمُ ٱللَّهُ جَمِيعٗا فَيَحۡلِفُونَ لَهُۥ كَمَا يَحۡلِفُونَ لَكُمۡ وَيَحۡسَبُونَ أَنَّهُمۡ عَلَىٰ شَيۡءٍۚ أَلَآ إِنَّهُمۡ هُمُ ٱلۡكَٰذِبُونَ ﴾ [المجادلة: 18]
إن المرء ليكذبُ ويكذبُ حتى يُكتبَ عند الله كذَّابًا، ويُبعثَ يوم القيامة على ما ماتَ عليه من نفاق وكذب. لقد بلغ المنافقون في الكذب الغايةَ، وانحطُّوا به إلى دَرَكة بعيدة، حتى تجاسروا يوم القيامة على الكذب على ربِّهم الذي يعلم السرَّ وأخفى، فما أشدَّ طيشَهم! أيها المنافقون لن يُجديَكُم نفعًا ما كنتم تدَّعونه من إيمان في الدنيا؛ إذ في الآخرة تُقام عليكم الحُجَج البيِّنات، وتشهدُ الجوارح بسيِّئاتكم القبيحات. |
﴿يَوۡمَئِذٖ تُعۡرَضُونَ لَا تَخۡفَىٰ مِنكُمۡ خَافِيَةٞ ﴾ [الحاقة: 18]
ما أقساها من فضيحةٍ تُعرَض على رؤوس الأشهاد، وما أخزاها على أعيُن الجموع الغَفيرَة، فلا تخدَعك ستورُ الأرض؛ فإنَّ عين الله بكلِّ شيء بصيرَة. قال رجلٌ لأبي الدَّرداء رضي الله عنه: أوصني، فقال: (تذكَّر يومًا تصيرُ السريرةُ فيه علانية). ويا لها من وصيَّة يرتجف لها الفؤادُ الحيّ! |
﴿يُنَبَّؤُاْ ٱلۡإِنسَٰنُ يَوۡمَئِذِۭ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ ﴾ [القيامة: 13]
حتى آثارُ عملك الباقية ستُسأل عنها وتُحاسَب يوم تلاقي الله، فاحرِص أن تخلِّفَ أثرًا جميلًا؛ من ذرِّيةٍ صالحة، أو صدقةٍ جارية، أو علمٍ يُنتفَع به. |
﴿وَإِذَا ٱلۡمَوۡءُۥدَةُ سُئِلَتۡ ﴾ [التكوير: 8]
في توجيه السؤال إلى الموءودة بيانٌ لكمال الغَيظ على قاتلها حتى كان لا يستحقُّ أن يُخاطَبَ ويُسألَ، وفيه تبكيتٌ له وتقريعٌ شديد. |
﴿بِأَيِّ ذَنۢبٖ قُتِلَتۡ ﴾ [التكوير: 9]
في توجيه السؤال إلى الموءودة بيانٌ لكمال الغَيظ على قاتلها حتى كان لا يستحقُّ أن يُخاطَبَ ويُسألَ، وفيه تبكيتٌ له وتقريعٌ شديد. |
﴿وَإِذَا ٱلصُّحُفُ نُشِرَتۡ ﴾ [التكوير: 10]
أسرارُنا التي طالما طوَيناها، وأعمالنا التي خبَّأناها، وعن أعين الناس أخفيناها، سيأتي يومٌ تُنشَر فيها وتُكشَف، لا يخفى على الله منها خافية. |
﴿عَلِمَتۡ نَفۡسٞ مَّآ أَحۡضَرَتۡ ﴾ [التكوير: 14]
في الآخرة لا يحضُر مالٌ ولا متاعٌ ولا دارٌ ولا أرضٌ ولا منصبٌ ولا جاه، إنما تحضُر الأعمال، فطوبى لمَن وجد في صحيفته عملًا خيِّرًا رضيًّا. |
﴿عَلِمَتۡ نَفۡسٞ مَّا قَدَّمَتۡ وَأَخَّرَتۡ ﴾ [الانفطار: 5]
البِدارَ البِدارَ إلى الصَّالحات؛ فما من نفسٍ إلا وستُخبَر يوم القيامة عمَّا سارعَت إليه من عمل، وما أبطأَت عنه فحُرمت أجرَه وبِرَّه. |
﴿ثُمَّ إِنَّ عَلَيۡنَا حِسَابَهُم ﴾ [الغاشية: 26]
اعملوا ليوم الإياب، فما منكم من أحدٍ إلا وسيكلِّمُه اللهُ يومَ الحساب، ليس بين الله وبينه تَرجُمان، فمَن استطاع أن يتَّقيَ النارَ ولو بكلمةٍ طيِّبة فليفعل. |
﴿يَوۡمَئِذٖ يَصۡدُرُ ٱلنَّاسُ أَشۡتَاتٗا لِّيُرَوۡاْ أَعۡمَٰلَهُمۡ ﴾ [الزلزلة: 6]
مهما كتمتَ من معاصيك، ومهما أسررتَ من الذنوب والآثام، فيوشك أن تراها رأيَ العين جِهارًا نهارًا منشورةً على رؤوس الأشهاد، لا يخفى منها خافية! احذر أيها المسلمُ أن تأتيَ ما لا يُرضي ربَّك؛ فإنَّ عملك إمَّا أن يمضيَ بك إلى بهجة النعيم، وإمَّا أن يهويَ بك في أعماق الجحيم. وجِّه عنايتَك إلى ما ستراه في صحيفتِك، واتَّقِ أن ترى فيها ما تُشيح عنه بوجهِك، فشتَّانَ ما بين مسرورٍ بكتابه، ومَن يجعله وراء ظهره. |
﴿فَمَن يَعۡمَلۡ مِثۡقَالَ ذَرَّةٍ خَيۡرٗا يَرَهُۥ ﴾ [الزلزلة: 7]
قال بعضُ السَّلف: (من عدَّ كلامَه من عمله الذي سيراه يومَ الحساب، قلَّ كلامُه فيما لا ينفعُه ويثقِّل ميزانَه بالحسنات). على المرء ألَّا يستهينَ بخير عمله مهما كان صغيرا، وألَّا يستهينَ بشرِّ عمله مهما كان حقيرا، فإن مُحقَّرات الذنوب لا تزال تجتمعُ على الرجل حتى تُهلكَه. عن عائشةَ رضي الله عنها أنَّ سائلًا أتاها وعندها سلَّةٌ من عِنَب، فأخذت حبَّةً فأعطته، فقيل لها في ذلك! فقالت: (هذه أثقلُ من ذَرٍّ كثير، ثم قرأت: ﴿فمَن يعمَلْ مِثقالَ ذَرَّةٍ خَيرًا يَرَه﴾ ). إيَّاك أن تستقِلَّ من العمل شيئًا (تراه قليلًا)؛ فإنَّ امرأةً دخلت النارَ في هرَّةٍ حبسَتها ولم تُطعمها، وإنَّ امرأةً دخلت الجنَّةَ في كلبٍ سقَته. |
﴿وَمَن يَعۡمَلۡ مِثۡقَالَ ذَرَّةٖ شَرّٗا يَرَهُۥ ﴾ [الزلزلة: 8]
قال بعضُ السَّلف: (من عدَّ كلامَه من عمله الذي سيراه يومَ الحساب، قلَّ كلامُه فيما لا ينفعُه ويثقِّل ميزانَه بالحسنات). على المرء ألَّا يستهينَ بخير عمله مهما كان صغيرا، وألَّا يستهينَ بشرِّ عمله مهما كان حقيرا، فإن مُحقَّرات الذنوب لا تزال تجتمعُ على الرجل حتى تُهلكَه. عن عائشةَ رضي الله عنها أنَّ سائلًا أتاها وعندها سلَّةٌ من عِنَب، فأخذت حبَّةً فأعطته، فقيل لها في ذلك! فقالت: (هذه أثقلُ من ذَرٍّ كثير، ثم قرأت: ﴿فمَن يعمَلْ مِثقالَ ذَرَّةٍ خَيرًا يَرَه﴾ ). إيَّاك أن تستقِلَّ من العمل شيئًا (تراه قليلًا)؛ فإنَّ امرأةً دخلت النارَ في هرَّةٍ حبسَتها ولم تُطعمها، وإنَّ امرأةً دخلت الجنَّةَ في كلبٍ سقَته. |
﴿وَحُصِّلَ مَا فِي ٱلصُّدُورِ ﴾ [العاديات: 10]
لولا البواعثُ في القلوب والإرادات، لما حصلت أفعالُ الجوارح، فلنعتَنِ بقلوبنا؛ لتكونَ رائدَنا إلى الطَّاعات، قبل أن يُكشفَ عمَّا فيها من سَوءات. |
﴿ثُمَّ لَتُسۡـَٔلُنَّ يَوۡمَئِذٍ عَنِ ٱلنَّعِيمِ ﴾ [التكاثر: 8]
ما من نعيمٍ آتاك الله إيَّاه إلَّا وستُسأل عنه؛ من عمُرٍ وشبابٍ وصحَّةٍ ومال، فيا خيبةَ مَن لم يقُم لله بحقِّ شُكره. إن الله لا يُعاقب عبادَه على ما آتاهم من نعيم، وإنما يعاقبهم على ما فرَّطوا به من شُكرٍ بترك المأمور، واقتراف المحذور. المؤمن المطيع يُسأل سؤالَ تكريمٍ وتشريف، والعاصي يُسأل سؤالَ توبيخٍ وتخويف، وشتَّانَ ما بينهما! |
مواضيع أخرى في القرآن الكريم
العقيدة الحرص على الصلاة التحذير من الشيطان البراءة من المشركين نعم الله على بني اسرائيل أسماء الجنة أسماء النار الجهاد في سبيل الله اسم الله الشاكر الميزان واستلام الكتب
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Friday, December 27, 2024
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب