﴿ وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ﴾
[ الزلزلة: 8]

سورة : الزلزلة - Az-Zalzalah  - الجزء : ( 30 )  -  الصفحة: ( 599 )

And whosoever does evil equal to the weight of an atom (or a small ant), shall see it.


فمن يعمل وزن نملة صغيرة خيرًا، ير ثوابه في الآخرة، ومن يعمل وزن نملة صغيرة شرًا، ير عقابه في الآخرة.

ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره - تفسير السعدي

{ فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ } وهذا شامل عام للخير والشر كله، لأنه إذا رأى مثقال الذرة، التي هي أحقر الأشياء، [وجوزي عليها] فما فوق ذلك من باب أولى وأحرى، كما قال تعالى: { يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا } { وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا }وهذه الآية فيها غاية الترغيب في فعل الخير ولو قليلًا، والترهيب من فعل الشر ولو حقيرًا.

تفسير الآية 8 - سورة الزلزلة

تفسير الجلالين التفسير الميسر تفسير السعدي
تفسير البغوي التفسير الوسيط تفسير ابن كثير
تفسير الطبري تفسير القرطبي إعراب الآية

ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره : الآية رقم 8 من سورة الزلزلة

 سورة الزلزلة الآية رقم 8

ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره - مكتوبة

الآية 8 من سورة الزلزلة بالرسم العثماني


﴿ وَمَن يَعۡمَلۡ مِثۡقَالَ ذَرَّةٖ شَرّٗا يَرَهُۥ  ﴾ [ الزلزلة: 8]


﴿ ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره ﴾ [ الزلزلة: 8]

  1. الآية مشكولة
  2. تفسير الآية
  3. استماع mp3
  4. الرسم العثماني
  5. تفسير الصفحة
فهرس القرآن | سور القرآن الكريم : سورة الزلزلة Az-Zalzalah الآية رقم 8 , مكتوبة بكتابة عادية و كذلك بالشكيل و مصورة مع الاستماع للآية بصوت ثلاثين قارئ من أشهر قراء العالم الاسلامي مع تفسيرها ,مكتوبة بالرسم العثماني لمونتاج فيديو اليوتيوب .
  
   

تحميل الآية 8 من الزلزلة صوت mp3


تدبر الآية: ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره

قال بعضُ السَّلف: ( من عدَّ كلامَه من عمله الذي سيراه يومَ الحساب، قلَّ كلامُه فيما لا ينفعُه ويثقِّل ميزانَه بالحسنات ).
على المرء ألَّا يستهينَ بخير عمله مهما كان صغيرا، وألَّا يستهينَ بشرِّ عمله مهما كان حقيرا، فإن مُحقَّرات الذنوب لا تزال تجتمعُ على الرجل حتى تُهلكَه.
عن عائشةَ رضي الله عنها أنَّ سائلًا أتاها وعندها سلَّةٌ من عِنَب، فأخذت حبَّةً فأعطته، فقيل لها في ذلك! فقالت: ( هذه أثقلُ من ذَرٍّ كثير، ثم قرأت: ﴿فمَن يعمَلْ مِثقالَ ذَرَّةٍ خَيرًا يَرَه﴾ ).
إيَّاك أن تستقِلَّ من العمل شيئًا ( تراه قليلًا )؛ فإنَّ امرأةً دخلت النارَ في هرَّةٍ حبسَتها ولم تُطعمها، وإنَّ امرأةً دخلت الجنَّةَ في كلبٍ سقَته.

ثم فصل- سبحانه - ما يترتب على هذه الرؤية من جزاء فقال: فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ، وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ.
و «المثقال» مفعال من الثقل، ويطلق على الشيء القليل الذي يحتمل الوزن، و «الذرة» تطلق على أصغر النمل، وعلى الغبار الدقيق الذي يتطاير من التراب عند النفخ فيه.
والمقصود المبالغة في الجزاء على الأعمال مهما بلغ صغرها، وحقر وزنها.
والفاء: للتفريع على ما تقدم.
أى: في هذا اليوم يخرج الناس من قبورهم متفرقين لا يلوى أحد على أحد.
متجهين إلى موقف الحساب ليطلعوا على جزاء أعمالهم الدنيوية ...
فمن كان منهم قد عمل في دنياه عملا صالحا رأى ثماره الطيبة، حتى ولو كان هذا العمل في نهاية القلة، ومن كان منهم قد عمل عملا سيئا في دنياه، رأى ثماره السيئة، حتى ولو كان هذا العمل- أيضا- في أدنى درجات القلة.
فأنت ترى أن هاتين الآيتين قد جمعتا أسمى وأحكم ألوان الترغيب والترهيب، ولذا قال كعب الأحبار: لقد أنزل الله-تبارك وتعالى- على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم آيتين، أحصتا ما في التوراة والإنجيل والزبور والصحف، ثم قرأ هاتين الآيتين.
وقد ساق الإمام ابن كثير عند تفسيره لهاتين عددا من الأحاديث، منها: ما أخرجه الإمام أحمد.
أن صعصعة بن معاوية، أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقرأ عليه هاتين الآيتين، فقال: حسبي لا أبالى أن لا أسمع غيرها.
وفي صحيح البخاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «اتقوا النار ولو بشق تمرة، ولو بكلمة طيبة» .
وفي الصحيح- أيضا- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا تحقرن من المعروف شيئا، ولو أن تفرغ من دلوك في إناء المستقى، ولو أن تلقى أخاك ووجهك إليه منبسط» .
وكان صلى الله عليه وسلم يقول لعائشة: «يا عائشة، استتري من النار ولو بشق تمرة، فإنها تسد من الجائع مسدها من الشبعان.
يا عائشة.
إياك ومحقرات الذنوب، فإن لها من الله-تبارك وتعالى- طالبا».
ومن الآيات الكريمة التي وردت في معنى هاتين الآيتين قوله-تبارك وتعالى- إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ مِثْقالَ ذَرَّةٍ، وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضاعِفْها، وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْراً عَظِيماً.
وقوله- سبحانه -: وَنَضَعُ الْمَوازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً، وَإِنْ كانَ مِثْقالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنا بِها، وَكَفى بِنا حاسِبِينَ.
نسأل الله-تبارك وتعالى- أن يجعلنا جميعا ممن يواظبون على فعل الخيرات.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

كان ابن عباس يقول : من يعمل من الكفار مثقال ذرة خيرا يره في الدنيا ، ولا يثاب عليه في الآخرة ، ومن يعمل مثقال ذرة من شر عوقب عليه في الآخرة ، مع عقاب الشرك ، ومن يعمل مثقال ذرة من شر من المؤمنين يره في الدنيا ، ولا يعاقب عليه في الآخرة إذا مات ، ويتجاوز عنه ، وإن عمل مثقال ذرة من خير يقبل منه ، ويضاعف له في الآخرة .
وفي بعض الحديث : " الذرة لا زنة لها " وهذا مثل ضربه الله تعالى : أنه لا يغفل من عمل ابن آدم صغيرة ولا كبيرة .
وهو مثل قوله تعالى : إن الله لا يظلم مثقال ذرة .
وقد تقدم الكلام هناك في الذر ، وأنه لا وزن له .
وذكر بعض أهل اللغة أن الذر : أن يضرب الرجل بيده على الأرض ، فما علق بها من التراب فهو الذر ، وكذا قال ابن عباس : إذا وضعت يدك على الأرض ورفعتها ، فكل واحد مما لزق به من التراب ذرة .
وقال محمد بن كعب القرظي : فمن يعمل مثقال ذرة من خير من كافر ير ثوابه في الدنيا ، في نفسه وماله وأهله وولده ، حتى يخرج من الدنيا وليس له عند الله خير .
ومن يعمل ، مثقال ذرة من شر من مؤمن ، ير عقوبته في الدنيا ، في نفسه وماله وولده وأهله ، حتى يخرج من الدنيا وليس له عند الله شر .
دليله ما رواه العلماء الأثبات من حديث أنس : أن هذه الآية نزلت على النبي - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر يأكل ، فأمسك وقال : يا رسول الله ، وإنا لنرى ما عملنا من خير وشر ؟ قال : " ما رأيت مما تكره فهو مثاقيل ذر الشر ، ويدخر لكم مثاقيل ذر الخير ، حتى تعطوه يوم القيامة " .
قال أبو إدريس : إن مصداقه في كتاب الله : وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير .
وقال مقاتل : نزلت في رجلين ، وذلك أنه لما نزل ويطعمون الطعام على حبه كان أحدهم يأتيه السائل ، فيستقل أن يعطيه التمرة والكسرة والجوزة .
وكان الآخر يتهاون بالذنب اليسير ، كالكذبة والغيبة والنظرة ، ويقول : إنما أوعد الله النار على الكبائر ; فنزلت ترغبهم في القليل من الخير أن يعطوه ; فإنه يوشك أن يكثر ، ويحذرهم اليسير من الذنب ، فإنه يوشك أن يكثر ; وقاله سعيد بن جبير .
والإثم الصغير في عين صاحبه يوم القيامة أعظم من الجبال ، وجميع محاسنه أقل في عينه من كل شيء .
الثانية : قراءة العامة يره بفتح الياء فيهما .
وقرأ الجحدري والسلمي وعيسى بن عمر وأبان عن عاصم : يره بضم الياء ; أي يريه الله إياه .
والأولى الاختيار ; لقوله تعالى : يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا الآية .
وسكن الهاء في قوله يره في الموضعين هشام .
وكذلك رواه الكسائي عن أبي بكر وأبي حيوة والمغيرة .
واختلس يعقوب والزهري والجحدري وشيبة .
وأشبع الباقون .
وقيل يره أي يرى جزاءه ; لأن ما عمله قد مضى وعدم فلا يرى .
وأنشدوا :إن من يعتدي ويكسب إثما وزن مثقال ذرة سيراه ويجازى بفعله الشر شراوبفعل الجميل أيضا جزاه هكذا قوله تبارك ربيفي إذا زلزلت وجل ثناهالثالثة : قال ابن مسعود : هذه أحكم آية في القرآن ، وصدق .
وقد اتفق العلماء على عموم هذه الآية ; القائلون بالعموم ومن لم يقل به .
وروى كعب الأحبار أنه قال : لقد أنزل الله على محمد آيتين أحصتا ما في التوراة والإنجيل والزبور والصحف : فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره .
قال الشيخ أبو مدين في قوله تعالى : فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره قال : في الحال قبل المآل .
وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يسمي هذه الآية الآية الجامعة الفاذة ; كما في الصحيح لما سئل عن الحمر وسكت عن البغال ، والجواب فيهما واحد ; لأن البغل والحمار لا كر فيهما ولا فر ; فلما ذكر النبي - صلى الله عليه وسلم - ما في الخيل من الأجر الدائم ، والثواب المستمر ، سأل السائل عن الحمر ; لأنهم لم يكن عندهم يومئذ بغل ، ولا دخل الحجاز منها إلا بغلة النبي - صلى الله عليه وسلم - ( الدلدل ) ، التي أهداها له المقوقس ، فأفتاه في الحمير بعموم الآية ، وإن في الحمار مثاقيل ذر كثيرة ; قاله ابن العربي .
وفي الموطأ : أن مسكينا استطعم عائشة أم المؤمنين وبين يديها عنب ; فقالت لإنسان : خذ حبة فأعطه إياها .
فجعل ينظر إليها ويعجب ; فقالت : أتعجب ! كم ترى في هذه الحبة من مثقال ذرة .
وروي عن سعد بن أبي وقاص : أنه تصدق بتمرتين ، فقبض السائل يده ، فقال للسائل : ويقبل الله منا مثاقيل الذر ، وفي التمرتين مثاقيل ذر كثيرة .
وروى المطلب بن حنطب : أن أعرابيا سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يقرؤها فقال : يا رسول الله ، أمثقال ذرة ! قال : " نعم " فقال الأعرابي : واسوأتاه ! مرارا : ثم قام وهو يقولها ; فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " لقد دخل قلب الأعرابي الإيمان " .
وقال الحسن : قدم صعصعة عم الفرزدق على النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فلما سمع فمن يعمل مثقال ذرة الآيات قال : لا أبالي ألا أسمع من القرآن غيرها ، حسبي ، فقد انتهت الموعظة ; ذكره الثعلبي .
ولفظ الماوردي : وروي أن صعصعة بن ناجية جد الفرزدق أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - يستقرئه ، فقرأ عليه هذه الآية ; فقال صعصعة : حسبي حسبي ; إن عملت مثقال ذرة شرا رأيته .
وروى معمر عن زيد بن أسلم : أن رجلا جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال : علمني مما علمك الله .
فدفعه إلى رجل يعلمه ; فعلمه إذا زلزلت - حتى إذا بلغ - فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره قال : حسبي .
فأخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال : " دعوه فإنه قد فقه " .
ويحكى أن أعرابيا أخر خيرا يره فقيل : قدمت وأخرت .
فقال :خذا بطن هرشى أو قفاها فإنه كلا جانبي هرشى لهن طريق


شرح المفردات و معاني الكلمات : يعمل , مثقال , ذرة , شرا , يره ,
English Türkçe Indonesia
Русский Français فارسی
تفسير انجليزي اعراب

آيات من القرآن الكريم


تحميل سورة الزلزلة mp3 :

سورة الزلزلة mp3 : قم باختيار القارئ للاستماع و تحميل سورة الزلزلة

سورة الزلزلة بصوت ماهر المعيقلي
ماهر المعيقلي
سورة الزلزلة بصوت سعد الغامدي
سعد الغامدي
سورة الزلزلة بصوت عبد  الباسط عبد الصمد
عبد الباسط
سورة الزلزلة بصوت أحمد العجمي
أحمد العجمي
سورة الزلزلة بصوت محمد صديق المنشاوي
المنشاوي
سورة الزلزلة بصوت محمود خليل الحصري
الحصري
سورة الزلزلة بصوت مشاري راشد العفاسي
مشاري العفاسي
سورة الزلزلة بصوت ناصر القطامي
ناصر القطامي
سورة الزلزلة بصوت فارس عباد
فارس عباد
سورة الزلزلة بصوت ياسر لدوسري
ياسر الدوسري


الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Sunday, November 17, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب