﴿ وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ ۖ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنشُورًا﴾
[ الإسراء: 13]
سورة : الإسراء - Al-Isra
- الجزء : ( 15 )
-
الصفحة: ( 283 )
And We have fastened every man's deeds to his neck, and on the Day of Resurrection, We shall bring out for him a book which he will find wide open.
ألزمناه طائره : عمله المقدّر عليه لا ينفكّ عنه
وكل إنسان يجعل الله ما عمله مِن خير أو شر ملازمًا له، فلا يحاسَب بعمل غيره، ولا يحاسَب غيره بعمله، ويخرج الله له يوم القيامة كتابًا قد سُجِّلت فيه أعماله يراه مفتوحًا.
وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه - تفسير السعدي
وهذا إخبار عن كمال عدله أن كل إنسان يلزمه طائره في عنقه،- أي: ما عمل من خير وشر يجعله الله ملازما له لا يتعداه إلى غيره، فلا يحاسب بعمل غيره ولا يحاسب غيره بعمله.{ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا } فيه ما عمله من الخير والشر حاضرا صغيره وكبيره
تفسير الآية 13 - سورة الإسراء
تفسير الجلالين | التفسير الميسر | تفسير السعدي |
تفسير البغوي | التفسير الوسيط | تفسير ابن كثير |
تفسير الطبري | تفسير القرطبي | إعراب الآية |
وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه ونخرج : الآية رقم 13 من سورة الإسراء
وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه - مكتوبة
الآية 13 من سورة الإسراء بالرسم العثماني
﴿ وَكُلَّ إِنسَٰنٍ أَلۡزَمۡنَٰهُ طَٰٓئِرَهُۥ فِي عُنُقِهِۦۖ وَنُخۡرِجُ لَهُۥ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ كِتَٰبٗا يَلۡقَىٰهُ مَنشُورًا ﴾ [ الإسراء: 13]
﴿ وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا ﴾ [ الإسراء: 13]
تحميل الآية 13 من الإسراء صوت mp3
تدبر الآية: وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه
لعلَّ من أوثق ما يُعلَّق بالإنسان ما يُجعل في رقبته؛ لأنه لا يكاد ينفصل عنه إلا بالموت؛ وكذلك عملُ الإنسان يَلزَمه على الدوام.
أعاذنا الله من سوء العمل!
من أعظم العدل والإنصاف أن تُوكلَ محاسبةُ المرء إلى نفسه.
قال الحسن البصريُّ: ( ابنَ آدم، لقد أنصفك وعدَل عليك مَن جعلك حسيبَ نفسك ).
والمراد بطائره: عمله الصادر عنه باختياره وكسبه، حسبما قدره الله-تبارك وتعالى- عليه من خير وشر.
أى: وألزمنا كل إنسان مكلف عمله الناتج عنه، إلزاما لا فكاك له منه، ولا قدرة له على مفارقته.
وعبر- سبحانه - عن عمل الإنسان بطائره، لأن العرب كانوا- كما يقول الآلوسى- يتفاءلون بالطير، فإذا سافروا ومر بهم الطير زجروه، فإن مر بهم سانحا- أى من جهة الشمال إلى اليمين- تيمنوا وتفاءلوا، وإن مر بارحا، أى: من جهة اليمين الى الشمال تشاءموا، فلما نسبوا الخير والشر إلى الطائر، استعير استعارة تصريحية، لما يشبههما من قدر الله-تبارك وتعالى- وعمل العبد، لأنه سبب للخير والشر .
وقوله- سبحانه -: فِي عُنُقِهِ تصوير لشدة اللزوم وكمال الارتباط بين الإنسان وعمله.
وخص- سبحانه - العنق بالذكر من بين سائر الأعضاء، لأن اللزوم فيه أشد، ولأنه العضو الذي تارة يكون عليه ما يزينه كالقلادة وما يشبهها، وتارة يكون فيه ما يشينه كالغل والقيد وما يشبههما.
قال الامام ابن كثير: وطائره: هو ما طار عنه من عمله كما قال ابن عباس ومجاهد، وغير واحد- من خير أو شر، يلزم به ويجازى عليه: كما قال-تبارك وتعالى-: فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ، وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ.
وكما قال-تبارك وتعالى-: إِنَّما تُجْزَوْنَ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ.
والمقصود أن عمل ابن آدم محفوظ عليه، قليله وكثيره: ويكتب عليه ليلا ونهارا، صباحا ومساء .
وقوله- سبحانه -: وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ كِتاباً يَلْقاهُ مَنْشُوراً بيان لحاله في الآخرة بعد بيان حاله في الدنيا.
والمراد بالكتاب هنا صحائف أعماله التي سجلت عليه في الدنيا.
أى: ألزمنا كل إنسان مكلف عمله الصادر عنه في الدنيا، وجعلناه مسئولا عنه دون غيره.
أما في الآخرة فسنخرج له ما عمله من خير أو شر «في كتاب يلقاه منشورا» أى:مفتوحا بحيث يستطيع قراءته، ومكشوفا بحيث لا يملك إخفاء شيء منه، أو تجاهله، أو المغالطة فيه.
كتاب ظهرت فيه الخبايا والأسرار ظهورا يغنى عن الشهود والجدال.
كتاب مشتمل على كل صغيرة وكبيرة من أعمال الإنسان، كما قال-تبارك وتعالى-: وَنَضَعُ الْمَوازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً، وَإِنْ كانَ مِثْقالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنا بِها، وَكَفى بِنا حاسِبِينَ .
وقال ابن عباس : طائره عمله وما قدر عليه من خير وشر ، وهو ملازمه أينما كان .
وقال مقاتل والكلبي : خيره وشره معه لا يفارقه حتى يحاسب به .
وقال مجاهد : عمله ورزقه ، وعنه : ما من مولود يولد إلا وفي عنقه ورقة فيها مكتوب شقي أو سعيد .
وقال الحسن : ألزمناه طائره أي شقاوته وسعادته وما كتب له من خير وشر وما طار له من التقدير ، أي صار له عند القسمة في الأزل .
وقيل : أراد به التكليف ، أي قدرناه إلزام الشرع ، وهو بحيث لو أراد أن يفعل ما أمر به وينزجر عما زجر به أمكنه ذلك .
ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا يعني كتاب طائره الذي في عنقه .
وقرأ الحسن وأبو رجاء ومجاهد : " طيره " بغير ألف ; ومنه ما روي في الخبر اللهم لا خير إلا خيرك ولا طير إلا طيرك ولا رب غيرك .
وقرأ ابن عباس والحسن ومجاهد وابن محيصن وأبو جعفر ويعقوب " ويخرج " بفتح الياء وضم الراء ، على معنى ويخرج له الطائر كتابا ; ف كتابا منصوب على الحال .
ويحتمل أن يكون المعنى : ويخرج الطائر فيصير كتابا .
وقرأ يحيى بن وثاب " ويخرج " بضم الياء وكسر الراء ; وروي عن مجاهد ; أي يخرج الله .
وقرأ شيبة ومحمد بن السميقع ، وروي أيضا عن أبي جعفر : " ويخرج " بضم الياء وفتح الراء على الفعل المجهول ، ومعناه : ويخرج له الطائر كتابا .
الباقون ونخرج بنون مضمومة وكسر الراء ; أي ونحن نخرج .
احتج أبو عمرو في هذه القراءة بقوله ألزمناه .
وقرأ أبو جعفر والحسن وابن عامر " يلقاه " بضم الياء وفتح اللام وتشديد القاف ، بمعنى يؤتاه .
الباقون بفتح الياء خفيفة ، أي يراه منشورا .
وقال منشورا تعجيلا للبشرى بالحسنة والتوبيخ بالسيئة .
وقال أبو السوار العدوي وقرأ هذه الآية وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه قال : هما نشرتان وطية ; أما ما حييت يا ابن آدم فصحيفتك المنشورة فأمل فيها ما شئت ; فإذا مت طويت حتى إذا بعثت نشرت .
شرح المفردات و معاني الكلمات : وكل , إنسان , ألزمناه , طائره , عنقه , ونخرج , يوم , القيامة , كتابا , يلقاه , منشورا ,
English | Türkçe | Indonesia |
Русский | Français | فارسی |
تفسير | انجليزي | اعراب |
آيات من القرآن الكريم
- وما ينظر هؤلاء إلا صيحة واحدة ما لها من فواق
- ولقد صدقكم الله وعده إذ تحسونهم بإذنه حتى إذا فشلتم وتنازعتم في الأمر وعصيتم من
- تدعونني لأكفر بالله وأشرك به ما ليس لي به علم وأنا أدعوكم إلى العزيز الغفار
- رب السموات والأرض وما بينهما الرحمن لا يملكون منه خطابا
- وأغطش ليلها وأخرج ضحاها
- من كان يظن أن لن ينصره الله في الدنيا والآخرة فليمدد بسبب إلى السماء ثم
- أم لهم إله غير الله سبحان الله عما يشركون
- لو كان عرضا قريبا وسفرا قاصدا لاتبعوك ولكن بعدت عليهم الشقة وسيحلفون بالله لو استطعنا
- فما آمن لموسى إلا ذرية من قومه على خوف من فرعون وملئهم أن يفتنهم وإن
- ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنـزل إليك وما أنـزل من قبلك يريدون
تحميل سورة الإسراء mp3 :
سورة الإسراء mp3 : قم باختيار القارئ للاستماع و تحميل سورة الإسراء
ماهر المعيقلي
سعد الغامدي
عبد الباسط
أحمد العجمي
المنشاوي
الحصري
مشاري العفاسي
ناصر القطامي
فارس عباد
ياسر الدوسري
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Monday, December 30, 2024
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب