قائمة السور | مواضيع القرآن الكريم مرتبة حسب الآيات :آيات القرآن الكريم مقسمة حسب كل موضوع و فئة | لقراءة سورة كاملة اختر من : فهرس القرآن | - للاستماع للقراء : القرآن الكريم mp3
آيات قرآنية عن الذنوب و المعاصي في القرآن الكريم
✅ مواضيع القرآن الكريم
﴿بَلَىٰۚ مَن كَسَبَ سَيِّئَةٗ وَأَحَٰطَتۡ بِهِۦ خَطِيٓـَٔتُهُۥ فَأُوْلَٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلنَّارِۖ هُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ ﴾ [البقرة: 81]
أجل إن السيِّئات لتُحيط بأصحابها إحاطةَ القيود بالأسير، فلا يزال يتعثَّر فيها كلَّما أراد المسير، فكيف بأشنعها وأخطرها؛ الشِّرك بالله العليِّ القدير؟! لكلِّ صاحب معصيةٍ رجاءٌ في رحمة الله تعالى، ما لم يُحِط به الشِّرك، فإذا أحاط به فقد هلك وخسر. |
﴿فَإِن زَلَلۡتُم مِّنۢ بَعۡدِ مَا جَآءَتۡكُمُ ٱلۡبَيِّنَٰتُ فَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾ [البقرة: 209]
قال قتادة: قد علم الله أنه سيزل زالون من الناس فتقدم في ذلك وأوعد فيه ليكون له به الحجة عليهم. في الآية من الوعيد الشديد ما يوجب اتِّقاءَ الزلل؛ فإن العزيز الحكيم إذا عصاه العاصي قهرَه بقوَّته، وعذَّبه بمُقتضى حِكمته. |
﴿لَا يُكَلِّفُ ٱللَّهُ نَفۡسًا إِلَّا وُسۡعَهَاۚ لَهَا مَا كَسَبَتۡ وَعَلَيۡهَا مَا ٱكۡتَسَبَتۡۗ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذۡنَآ إِن نَّسِينَآ أَوۡ أَخۡطَأۡنَاۚ رَبَّنَا وَلَا تَحۡمِلۡ عَلَيۡنَآ إِصۡرٗا كَمَا حَمَلۡتَهُۥ عَلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِنَاۚ رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلۡنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِۦۖ وَٱعۡفُ عَنَّا وَٱغۡفِرۡ لَنَا وَٱرۡحَمۡنَآۚ أَنتَ مَوۡلَىٰنَا فَٱنصُرۡنَا عَلَى ٱلۡقَوۡمِ ٱلۡكَٰفِرِينَ ﴾ [البقرة: 286]
فلنطمئنَّ إلى رحمة الله وعدله في كلِّ ما افترضَه علينا، فلولا أنها في طاقتنا لما ألزمَنا بها، فلا يحسُن أن نتبرَّمَ بتكاليفه، ولا أن نستثقلَ أوامرَه. ما أكرمَه سبحانه وأوسعَ رحمتَه؛ يثيب عبدَه على أعماله الصالحة سواءٌ عملها بسعيه أم وقعَت له بغير اختياره، ولا يعاقبه إلا على ما سعى إليه وقصد إلى فعله! مَن عمل خيرًا فليَحمَد الله على ما وفَّقه إليه، ومَن عمل شرًّا فليتخفَّف من حَملِ وِزرٍ سيجده يوم القيامة ثقيلًا عليه. هذا هو حالُ المؤمن الطامعِ في عفو الله ومغفرته، لا المتبجِّحِ بالخطيئة، المجاهر بالمعصية، المصرِّ على السيِّئة. إن الناسيَ ليُعذَر إذا لم يفرِّط في أسباب التذكُّر، ولم يستَهِن بها، فذاك الذي يُرجى له الغُفران. من فضل الله على هذه الأمَّة أنه رفعَ عنها الحرجَ والشدَّة، وجعل شريعتَه مبنيَّةً على التيسير لا التعسير، والتبشير لا التنفير. المؤمنون حقًّا يعزمون على الالتزام بتكليف الله لهم أيًّا كان ذلك التكليف، مع رجاء أن يرحمَ ضعفَهم فلا يكلِّفَهم ما لا يُطيقون. لن يدخلَ أحدٌ الجنان، إلا برحمة الرحيم الرحمن، جعلنا الله وإيَّاكم من أصحابها. طريق النصر والتمكين ميسَّرةٌ لمَن اعتمد على ركن الله الركين، ومَن كان الله مولاه، لم يخشَ في الحقِّ سواه. |
﴿كَدَأۡبِ ءَالِ فِرۡعَوۡنَ وَٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡۚ كَذَّبُواْ بِـَٔايَٰتِنَا فَأَخَذَهُمُ ٱللَّهُ بِذُنُوبِهِمۡۗ وَٱللَّهُ شَدِيدُ ٱلۡعِقَابِ ﴾ [آل عمران: 11]
سنَّة الله جلَّ جلاله فيمَن يكذِّب بآياته واحدة، لا ضمانَ لهم ولا أمان، إنما هو الأخذُ بالعذاب والهَوان. ألا فلننتفع بعِبَر القرآن في أخبار السَّابقين، قبل أن نصيرَ عِبرةً للَّاحقين، ولنا في فِرعونَ أبلغ عِظة، أجارنا الله من الكِبْر والطغيان، وهدانا سبُلَ الرُّشد والإيمان. |
﴿ٱلَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَآ إِنَّنَآ ءَامَنَّا فَٱغۡفِرۡ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ ٱلنَّارِ ﴾ [آل عمران: 16]
ليست التقوى خمولًا وذبولًا، بل هي دأبٌ وحُسن بلاء، واستغفارٌ ودعاء، وبذلٌ وعطاء. المغفرة والنجاة من النار أعظم مطالب الأنبياء والصالحين. |
﴿قُلۡ إِن كُنتُمۡ تُحِبُّونَ ٱللَّهَ فَٱتَّبِعُونِي يُحۡبِبۡكُمُ ٱللَّهُ وَيَغۡفِرۡ لَكُمۡ ذُنُوبَكُمۡۚ وَٱللَّهُ غَفُورٞ رَّحِيمٞ ﴾ [آل عمران: 31]
كلُّ طريقٍ سوى طريقه ﷺ مسدود، وكلُّ عملٍ سوى ما سنَّه مردود. بُرهان محبَّة الله طاعةُ مَن أرسله الله، فمَن ادَّعى محبَّةَ ربِّه مع مخالفته لمنهج نبيِّه فإنه كاذبٌ في دعواه. بمتابعة النبيِّ ﷺ يحصُل المرء على أجلِّ مرغوب، وأعظم محبوب، وهو الفوز بمحبَّة الله جلَّ وعلا، مع مغفرة الآثام والذنوب، فيا لها من غنيمة! |
﴿وَٱلَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَٰحِشَةً أَوۡ ظَلَمُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ ذَكَرُواْ ٱللَّهَ فَٱسۡتَغۡفَرُواْ لِذُنُوبِهِمۡ وَمَن يَغۡفِرُ ٱلذُّنُوبَ إِلَّا ٱللَّهُ وَلَمۡ يُصِرُّواْ عَلَىٰ مَا فَعَلُواْ وَهُمۡ يَعۡلَمُونَ ﴾ [آل عمران: 135]
ليس من شرط المتَّقين العصمة، بل تحصُل منهم الزلَّة، وتقع منهم العَثرة، غير أنهم يسارعون إلى الأَوبة. إذا وقعت في معصيةٍ فتذكَّر حقَّ الله عليك، وتذكَّر وعيدَه وموقفك يوم العرض عليه، فإذا ذكرتَه دعاك التذكُّر للحياء منه والكفِّ عن معصيته. غافر الذنب هو الله، لا يستر قبحَ الذنوب ويقي مغبَّتها سواه، فلنسأله المغفرةَ والسَّتر. إنما هلك مَن هلك من العصاة باستمرارهم على المعصية وإصرارهم عليها، من غير خوفٍ من الله، ولا إحساسٍ بالذنب. |
﴿وَمَا كَانَ قَوۡلَهُمۡ إِلَّآ أَن قَالُواْ رَبَّنَا ٱغۡفِرۡ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسۡرَافَنَا فِيٓ أَمۡرِنَا وَثَبِّتۡ أَقۡدَامَنَا وَٱنصُرۡنَا عَلَى ٱلۡقَوۡمِ ٱلۡكَٰفِرِينَ ﴾ [آل عمران: 147]
إنما النصر بالطاعة، أمَّا التقصيرُ في الحقوق، والتجاوز للحدود، فذنبان يمكِّنان العدوَّ. الأدب مع الله صفة الربَّانيِّين من العباد؛ فهم ينسُبون إلى الله كلَّ خير ونِعَم، ويحمِّلون ذنوبهم جريرةَ ما يصيبُهم من نِقَم. لنسأل الله الظفرَ والنصر، فإنه وحدَه مَن يثبِّت عباده الموحِّدين، وما لنا سوى الأخذِ بالأسباب ثم صدق الدعاء والالتجاء. الرعب والفزعُ من نتائج الذَّنب والعصيان، والثبات ورباطةُ الجأش من ثمرات الطاعة والإحسان. |
﴿رَّبَّنَآ إِنَّنَا سَمِعۡنَا مُنَادِيٗا يُنَادِي لِلۡإِيمَٰنِ أَنۡ ءَامِنُواْ بِرَبِّكُمۡ فَـَٔامَنَّاۚ رَبَّنَا فَٱغۡفِرۡ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرۡ عَنَّا سَيِّـَٔاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ ٱلۡأَبۡرَارِ ﴾ [آل عمران: 193]
القلوب المؤمنة سريعةُ الاستجابة لربِّها، تبحث أوَّلَ ما تبحث عن تقصيرها، فتعمل على إصلاحه، سائلةً الله مغفرةَ ذنوبها، والوفاةَ مع الأبرار الذين هم رفقاءُ دربها. |
﴿إِن تَجۡتَنِبُواْ كَبَآئِرَ مَا تُنۡهَوۡنَ عَنۡهُ نُكَفِّرۡ عَنكُمۡ سَيِّـَٔاتِكُمۡ وَنُدۡخِلۡكُم مُّدۡخَلٗا كَرِيمٗا ﴾ [النساء: 31]
العمل الصالح ليس محصورًا بالفعل، بل منه ما يكون بالتَّرك؛ ابتغاءَ وجه الله. سبحان من يعلم ضعفَ عباده عن الامتناع عن الصغائر؛ فلا يحجُزهم عن الجنَّة بارتكابهم إيَّاها، وإنما يَعِدُهم بالمغفرة ما اجتنبوا الكبائر، فتركُ الكبائر مَدرَجٌ لغفران الصغائر. |
﴿وَأَنِ ٱحۡكُم بَيۡنَهُم بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ وَلَا تَتَّبِعۡ أَهۡوَآءَهُمۡ وَٱحۡذَرۡهُمۡ أَن يَفۡتِنُوكَ عَنۢ بَعۡضِ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ إِلَيۡكَۖ فَإِن تَوَلَّوۡاْ فَٱعۡلَمۡ أَنَّمَا يُرِيدُ ٱللَّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعۡضِ ذُنُوبِهِمۡۗ وَإِنَّ كَثِيرٗا مِّنَ ٱلنَّاسِ لَفَٰسِقُونَ ﴾ [المائدة: 49]
ما أكثرَ ما يحتال الفاجرون على ذوي الاستقامة لإقناعهم بالحَيدة عن بعض الأحكام الشرعيَّة! وتلك هي الفتنةُ التي لا بدَّ فيها من الحذر. سُلَّم التنازلات عن الثوابت لا تنتهي درجاتُه في مطالب المُبطلين، فتنازلُ صاحب الحقِّ عن بعض الحقِّ لا يُشبع نَهَمَ ذوي الأهواء، وإن البقاء على قمة الحقِّ خيرٌ من الاستيقاظ في سَفحه. إذا كان عقابُ بعض الذنوب قد كفى لإهلاك العباد في الدنيا، فكيف يكون عقابُ جميعِها يوم القيامة؟ حين كان الحقُّ مُلجِمَ الشهوات، وفاطمَ النفس عن النزَوات، صار أهلُه قليلين، والخارجون عنه كثيرين، وفي هذا تسليةٌ للمؤمن عندما يرى ازدحامَ سبيل الباطل بالسالكين. |
﴿أَلَمۡ يَرَوۡاْ كَمۡ أَهۡلَكۡنَا مِن قَبۡلِهِم مِّن قَرۡنٖ مَّكَّنَّٰهُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ مَا لَمۡ نُمَكِّن لَّكُمۡ وَأَرۡسَلۡنَا ٱلسَّمَآءَ عَلَيۡهِم مِّدۡرَارٗا وَجَعَلۡنَا ٱلۡأَنۡهَٰرَ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهِمۡ فَأَهۡلَكۡنَٰهُم بِذُنُوبِهِمۡ وَأَنشَأۡنَا مِنۢ بَعۡدِهِمۡ قَرۡنًا ءَاخَرِينَ ﴾ [الأنعام: 6]
العاقل مَن اتَّعظ بغيره، والجاهلُ مَن اتَّعظَ بنفسه، فاللبيبُ إذا قرأ تاريخَ مَن غَبَر كان له منه مُعتَبَر، فوجدَ أن موالاةَ النِّعَم على المعرضين، تعجِّل لهم النِّقَمَ في أقرب حين. إنما التمكينُ بتيسير الله تعالى، فهو مَن يَمُدُّ بأسبابه ليبلوَ عباده؛ أيقومون بعهده فيعبدونه، أم يجعلون من أنفسهم طواغيتَ فيجحدونه؟ الذنوب مِنجَلُ حصاد، يستأصلُ الظالمين من العباد، وقد جرَت سنَّةُ الله تعالى بذلك في كلِّ عصر، فهلَّا من توبةٍ قبل حلولِ العقوبة. إذا انقرضت الأمَّةُ الظالمة فجاءت بعدها أمَّةٌ أخرى، فإن كانت عاقلةً لم تسلُك مسلكَ الأمَّة الهالكة، وإن جمَحَت بها الأهواءُ فسارت سَيرَها فلترتقب مصيرَ سلفِها، ولو طال بها الزمن. |
﴿وَذَرُواْ ظَٰهِرَ ٱلۡإِثۡمِ وَبَاطِنَهُۥٓۚ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَكۡسِبُونَ ٱلۡإِثۡمَ سَيُجۡزَوۡنَ بِمَا كَانُواْ يَقۡتَرِفُونَ ﴾ [الأنعام: 120]
يريد الله تعالى من عبده أن يكونَ طاهرًا من معاصيه في ظاهره وباطنه، فإن معاصي القلب قد تتغلغل في المرء دونَ أن يشعر، وكلا الداءين يوجب الحذَر. إذا تفكَّر العاقلُ أن هناك جزاءً عادلًا على كسبه، وحسابًا دقيقًا على اقترافه مساخطَ ربِّه؛ فعسى أن يقيِّدَ ذاك خُطاه، عن السعي إلى خطاياه. |
﴿أَوَلَمۡ يَهۡدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ ٱلۡأَرۡضَ مِنۢ بَعۡدِ أَهۡلِهَآ أَن لَّوۡ نَشَآءُ أَصَبۡنَٰهُم بِذُنُوبِهِمۡۚ وَنَطۡبَعُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمۡ فَهُمۡ لَا يَسۡمَعُونَ ﴾ [الأعراف: 100]
ألا تخشى الأمَّةُ الوارثةُ وقد وضَحَ لها سبيلُ الهدى، وعرفت سببَ هلاك مَن تردَّى قبلها، أن يصيبَها مثلُ ما أصابهم، فيكونوا تبعًا لهم، وعبرةً لمَن يعتبر بعدهم. ما أسوأَ عقوبةَ الذنب أن تصلَ إلى طبعٍ على القلب! فحينئذٍ لا تصلُ إليه العظات، ولا يكُفُّ عن اقتراف الخطيئات. |
﴿كَدَأۡبِ ءَالِ فِرۡعَوۡنَ وَٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡۚ كَفَرُواْ بِـَٔايَٰتِ ٱللَّهِ فَأَخَذَهُمُ ٱللَّهُ بِذُنُوبِهِمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ قَوِيّٞ شَدِيدُ ٱلۡعِقَابِ ﴾ [الأنفال: 52]
إن سُنَّة الله التي يمضي بها قدَرُه، ويجري بها حُكمُه، أن العذاب يصيبُ مَن حاد عن سبيله ممَّن تقدَّم أو تأخَّر. قوَّة الله وشدَّة عقابه تردع كلَّ مَن له عقلٌ أن يقعَ في مَساخطِه أو يتجاوزَ ما حُدَّ له، فأين العقلاء؟! |
﴿كَدَأۡبِ ءَالِ فِرۡعَوۡنَ وَٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡۚ كَذَّبُواْ بِـَٔايَٰتِ رَبِّهِمۡ فَأَهۡلَكۡنَٰهُم بِذُنُوبِهِمۡ وَأَغۡرَقۡنَآ ءَالَ فِرۡعَوۡنَۚ وَكُلّٞ كَانُواْ ظَٰلِمِينَ ﴾ [الأنفال: 54]
إنه وإن أمهلَ سبحانه المكذِّبين الجاحدين، فإنه يوشكُ أن يُنزلَ بهم عذابَه، فتلك سنَّةٌ له ماضية لا تتخلَّف، فالإمهالُ لا يعني الإهمال. الظلم على اختلاف أنواعه بابُ الهلاك، ومسلكُ الوَبال، وطريقُ الزوال. |
﴿۞ قَالَتۡ رُسُلُهُمۡ أَفِي ٱللَّهِ شَكّٞ فَاطِرِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ يَدۡعُوكُمۡ لِيَغۡفِرَ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمۡ وَيُؤَخِّرَكُمۡ إِلَىٰٓ أَجَلٖ مُّسَمّٗىۚ قَالُوٓاْ إِنۡ أَنتُمۡ إِلَّا بَشَرٞ مِّثۡلُنَا تُرِيدُونَ أَن تَصُدُّونَا عَمَّا كَانَ يَعۡبُدُ ءَابَآؤُنَا فَأۡتُونَا بِسُلۡطَٰنٖ مُّبِينٖ ﴾ [إبراهيم: 10]
الفِطرة السليمةُ لا تشكُّ في الله تعالى، فلا ينكر وجوده ويستنكر عبادته إلا جاحدٌ مكذِّب، وضالٌّ مستكبِر. كم من دليلٍ ناطقٍ بوجودِ الله ووَحدانيته، مع أنه تعالى أظهرُ من أن يُستدلَّ عليه؛ إذ كَيفَ يُطلَبُ الدَّلِيلُ عَلى مَن هو دَلِيلٌ عَلى كُلِّ شَيءٍ؟! ألا ما أقربَ الدلائلَ على معرفة الله تعالى! إذ تكفيك نظرةٌ إلى السماء، وأخرى إلى الأرض، لتدُلَّك على عظمة الخالق بعظمةِ المخلوق. أتدري مَن يدعوك إلى الدين؟ إنه اللهُ، الرقيبُ المهيمن، الحكيمُ التوَّاب، فهلَّا استجبتَ إليه راهبًا وراغبًا؟ انظر إلى رحمة الله بعباده؛ إنه يرسل إليهم رسُلَه ليبلِّغوهم الحقَّ؛ لئلَّا يعذِّبَهم على مخالفته؛ فهو يحبُّ لهم الغفرانَ والصَّفح. قد يرزقُ اللهُ عبدَه الطائعَ التأخيرَ إلى أجل مسمًّى، فصنائعُ المعروف تقي مصارعَ السوء. من الناس مَن يعظِّم أسلافَه فوق ما يقدِّس دينَه، فترى اتِّباعَه لآبائه فوق اتباعِه لدينه. الجاحدون لا يبحثون في الحقيقة عن برهانٍ للحقِّ يسلِّمون له فيذعنون لحُجَجه، ولكنَّهم يسلُكون سبيلَ المغالطة والأوهام؛ من أجل أن يُسكتوا صوتَ الحقِّ فحسب. |
﴿وَكَمۡ أَهۡلَكۡنَا مِنَ ٱلۡقُرُونِ مِنۢ بَعۡدِ نُوحٖۗ وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ بِذُنُوبِ عِبَادِهِۦ خَبِيرَۢا بَصِيرٗا ﴾ [الإسراء: 17]
هل يعسُر على مَن يتَّصفُ بالعلم التامِّ والخبرة الكاملة، أن يوصلَ الجزاءَ إلى مستحقِّيه، ويتفضَّل بالثواب على مبتغيه؟ حاشا وكلَّا. |
﴿وَتَوَكَّلۡ عَلَى ٱلۡحَيِّ ٱلَّذِي لَا يَمُوتُ وَسَبِّحۡ بِحَمۡدِهِۦۚ وَكَفَىٰ بِهِۦ بِذُنُوبِ عِبَادِهِۦ خَبِيرًا ﴾ [الفرقان: 58]
لا يتَّكلنَّ العبد على مخلوق مُدبَّر لا يدري أيموت في يومه أم يبقى إلى غده! بل ليعلِّق آماله بالله القادر على كل شيء. علِّق بخالقك تحقيقَ ما ترغب، ودفعَ ما ترهَب؛ فإنه الحي القادر على كل ما تريد. احمَد الله على كماله وإفضاله، ونزهه عن كل نقصان لا يليق بجلاله؛ فمَن عرف كماله وجلاله فلن يتوكل على غيره. كم تحمل هذه الكلمات في طياتها من التسلية للنبي الكريم ﷺ، والوعيد لمَن كفر به! هو تعالى بذنوب خلقه عليمٌ خبير، وعلى محاسبتهم قوي قدير، فأين المهرب من حسابه، وأين المفر لمستحقي عقابه؟ |
﴿قَالَ إِنَّمَآ أُوتِيتُهُۥ عَلَىٰ عِلۡمٍ عِندِيٓۚ أَوَلَمۡ يَعۡلَمۡ أَنَّ ٱللَّهَ قَدۡ أَهۡلَكَ مِن قَبۡلِهِۦ مِنَ ٱلۡقُرُونِ مَنۡ هُوَ أَشَدُّ مِنۡهُ قُوَّةٗ وَأَكۡثَرُ جَمۡعٗاۚ وَلَا يُسۡـَٔلُ عَن ذُنُوبِهِمُ ٱلۡمُجۡرِمُونَ ﴾ [القصص: 78]
قال سهل التُّستَري: (السعيد مَن صَرَف بصره عن أفعاله، وفُتح له سبيلُ رؤيةِ مِنَّة الله عليه. والشقيُّ مَن زُيِّن في عينه أفعالُه وأقوالُه، فافتخرَ بها وادَّعاها لنفسه، فسوف تهلكه). لو كان الله يؤتي الأموال مَن يؤتيه لفضلٍ فيه وخير عنده ولرضاه عنه، لم يكن ليُهلك مَن أهلك من أرباب الأموال؛ لأن مَن كان الله عنه راضيًا فمحالٌ أن يهلكه. جاهلٌ مَن يغتر بقوته وماله، وهو عالم بعاقبة أفعاله، ومطَّلع على مصارع مَن قبله من أمثاله، ولكنه لا يعتبر! مَن أجرم ولم يستمع إلى صوت فطرته، ولا اعتبر بقصص من أساء قبله، ولا أصغى إلى تحذير الأنبياء والمصلحين له، فليرتقب عقاب الله تعالى في أي لحظة أن يأتيه. يعلم الله تعالى أعمال عباده سرِّها وعلَنها، صغيرها وكبيرها، ولا يحتاج إلى أن يسأل عباده ليعلمَ ما لم يكن يعلم، بل يسألهم سؤالَ توبيخ لهم؛ لأنه علَّام الغيوب. |
﴿يُصۡلِحۡ لَكُمۡ أَعۡمَٰلَكُمۡ وَيَغۡفِرۡ لَكُمۡ ذُنُوبَكُمۡۗ وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ فَقَدۡ فَازَ فَوۡزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 71]
لو أن امرءًا جعل لله تعالى فعلَه، ولأجله ترْكه، لأصلح الله له عملَه، ولعوَّضه خيرًا على ما فاته، فكان رابحًا أيَّ ربح! يا مَن أسأتَ في حقِّ ربكَّ فيما مضى، أحسِن عملك فيما يأتي، يغفر لك ماضيَك السيِّئ. بالطاعة تنالُ الأمَّة أقصى ما تنتهي إليه هِممُها، وأرفع ما تمتدُّ إليه أعناق أمانيِّها، وتشرئبُّ إليه عيون عزائمها. |
﴿۞ قُلۡ يَٰعِبَادِيَ ٱلَّذِينَ أَسۡرَفُواْ عَلَىٰٓ أَنفُسِهِمۡ لَا تَقۡنَطُواْ مِن رَّحۡمَةِ ٱللَّهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ يَغۡفِرُ ٱلذُّنُوبَ جَمِيعًاۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلۡغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ ﴾ [الزمر: 53]
كثيرون هم الذين تنصرف أذهانهم إلى مَن يعرفون ممَّن أسرف على نفسه، دون أن يشعروا أنهم معنيُّون بذلك، فيَهلِكوا. رحمة الله بخَلقه واسعةٌ عظيمة؛ ليكونَ باب التوبة مُشرَعًا أبدًا للمسرفين الشاردين في تيه الضلال. يا حسرةَ مَن غلبه شيطانه فخرج من هذه الدنيا متدثِّرًا بذنوبه، ملتحفًا بآثامه، معرضًا عن بابٍ عظيم مفتوح أمامه للتوبة والمغفرة! كمال رحمته سبحانه اقتضَت كمالَ عفوه ومغفرته، فإن صَفحَه عمَّ الذنوبَ جميعًا، فأكثِروا من الدعاء: (اللهم اغفِر لي ذنبي كلَّه، دِقَّه وجِلَّه). |
﴿تَنزِيلُ ٱلۡكِتَٰبِ مِنَ ٱللَّهِ ٱلۡعَزِيزِ ٱلۡعَلِيمِ ﴾ [غافر: 2]
إن كتابًا أنزله العزيز الذي لا يُغلَب، والعليم الذي أحاط بكلِّ شيء علمًا؛ لكتابٌ عظيم جليل، فأيُّ شرفٍ لمَن استمسك بهديه وعمل بشرعه؟ |
﴿غَافِرِ ٱلذَّنۢبِ وَقَابِلِ ٱلتَّوۡبِ شَدِيدِ ٱلۡعِقَابِ ذِي ٱلطَّوۡلِۖ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَۖ إِلَيۡهِ ٱلۡمَصِيرُ ﴾ [غافر: 3]
معرفة أسماء الله الحسنى وصفاته العلا لها أثرٌ عميق في نفوس العباد وسلوكهم، بإثارة طمعهم بمغفرته، وإيقاظ خَشيتهم من عقابه وعذابه. لا يَقدِر على غُفران ما يشاء لمَن يشاء إلا كاملُ العزَّة، ولا يعلم جميعَ الذنوب ليُسمَّى غافرًا إلا كاملُ العلم، فيا خيبةَ مَن لم يخضع للعزيز العليم! من تمام فضل الله تعالى أنه يجمع للعبد المذنب التائب بين رحمتين؛ قَبول توبته وجَعْلها له طاعةً، ومحو ذنوبه وكأنه لم يفعلها، فإيَّاكم والقنوطَ من رحمة الله! أيُّها العبدُ، إنك لعلى صراط ربِّك المستقيم ما جمعتَ بين الخوف والرجاء، الخوف من الله وعقابه، والطمع برحمته وعفوه. لله وحدَه الغنى المطلق، وإليه وحدَه يرجِع الأمر كلُّه، فمنه المبتدأ وإليه المنتهى، أفيليق أن يُعظَّمَ سواه، وأن يُلاذَ بغير حِماه؟ |
﴿۞ أَوَلَمۡ يَسِيرُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ فَيَنظُرُواْ كَيۡفَ كَانَ عَٰقِبَةُ ٱلَّذِينَ كَانُواْ مِن قَبۡلِهِمۡۚ كَانُواْ هُمۡ أَشَدَّ مِنۡهُمۡ قُوَّةٗ وَءَاثَارٗا فِي ٱلۡأَرۡضِ فَأَخَذَهُمُ ٱللَّهُ بِذُنُوبِهِمۡ وَمَا كَانَ لَهُم مِّنَ ٱللَّهِ مِن وَاقٖ ﴾ [غافر: 21]
طوبى لمَن اتَّعظ بمصير الظالمين المشركين من السابقين الأوَّلين، وما حلَّ بهم في الدنيا من هلاك وفناء. لم تَقِ الظالمين قوَّتُهم التي بقي ذكرُها، ولا آثارهم التي ما زالت من بعدهم، فلا واقيَ إلا الإيمانُ والعملُ الصالح، ونُصرة الحقِّ وأهله. |
﴿فَٱصۡبِرۡ إِنَّ وَعۡدَ ٱللَّهِ حَقّٞ وَٱسۡتَغۡفِرۡ لِذَنۢبِكَ وَسَبِّحۡ بِحَمۡدِ رَبِّكَ بِٱلۡعَشِيِّ وَٱلۡإِبۡكَٰرِ ﴾ [غافر: 55]
مَن كان إيمانه بالله أكبر، ويقينه بموعوده من النصر والتمكين أوفر، كان صبرُه في النائبات أقوى، وتجلُّده في المُلمَّات أوفى. على المؤمن أن يكونَ تعظيمُ الله هو دأبَه في ليله ونهاره، فلا يَفتُر عنه، وسيأتي الله بالنصر من عنده متى شاء سبحانه. لا تتعجَّل النصرَ فإنه لا ريبَ آتٍ، ولكنْ أعِدَّ له أسبابه، والزَم الاستغفارَ فإنه من أسبابه، وكم من نصرٍ تأخَّر بسبب الذنوب! |
﴿وَٱلَّذِينَ يَجۡتَنِبُونَ كَبَٰٓئِرَ ٱلۡإِثۡمِ وَٱلۡفَوَٰحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُواْ هُمۡ يَغۡفِرُونَ ﴾ [الشورى: 37]
طهارة القلب ونظافة السلوك أثرٌ من آثار الإيمان الصحيح، وضرورةٌ من ضرورات الحياة الراشدة. من تمام فضل الله ورحمته أنه خصَّ كبائر الذنوب بالذِّكر دون الصغائر، أفلا يثير هذا في نفوسنا الخجل والحياء؟! |
﴿يَٰقَوۡمَنَآ أَجِيبُواْ دَاعِيَ ٱللَّهِ وَءَامِنُواْ بِهِۦ يَغۡفِرۡ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمۡ وَيُجِرۡكُم مِّنۡ عَذَابٍ أَلِيمٖ ﴾ [الأحقاف: 31]
إجابة الداعي لا تكون بالادِّعاء، وإنما تكون بنصرة دعوته، واقتفاء أثره، وإيصال رسالته إلى خلق الله. العبد المؤمن دائم التذكُّر لذنوبه، كثير العدِّ لها، فيكون منها على وجَل دائم، وخوف شديد. |
﴿إِنَّا فَتَحۡنَا لَكَ فَتۡحٗا مُّبِينٗا ﴾ [الفتح: 1]
ما أعظمَه من استفتاح للسورة! فبضمير العظَمة جاء الوعد، والفتحُ كان هو الموعودَ به، والمُبين كان نعتَ ذلك الفتح الذي نكَّره؛ لبيان فخامته وعظمته. كم من أمر مكروه الأوائل، محبوب الأواخر! فصلحُ الحديبية سمَّاه الله فتحًا مُبينًا وقد كره بعضُ الصحابة في أوَّل الأمر حصوله، فلمَّا رأوا أثره عرَفوا أنه كان فتحًا حقًّا. |
﴿لِّيَغۡفِرَ لَكَ ٱللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنۢبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعۡمَتَهُۥ عَلَيۡكَ وَيَهۡدِيَكَ صِرَٰطٗا مُّسۡتَقِيمٗا ﴾ [الفتح: 2]
غفر الله لنبيِّه ما تقدَّم من ذنبه وما تأخَّر، فلم يُلهِه ذلك عن العمل، بل زاد وجدَّ في العبادة؛ شكرًا لله تعالى على فضله، فمَن لم ينَل هذه الكرامةَ ألا يكون أكثرَ جدًّا وأكثر اجتهادا؟ مَن أراد الهدايةَ إلى الصراط المستقيم، ونَيل النصر العزيز فليطلب ذلك من الله؛ فهو واهبُه ومُعطيه. لا معنى للنصر إذا انفكَّ عنه الهدى، فإنه يصبح حينئذٍ تقدُّمًا نحو الهاوية؛ لأنه لن يوصلَ إلى مرضاة الله تعالى. تتملَّك العزَّةُ أولياء الله حين نزول نصره، فتمتلئ قلوب أعدائهم بالمهابة منهم، ويقذف الله فيها الذلَّ والهوان. |
﴿وَيَنصُرَكَ ٱللَّهُ نَصۡرًا عَزِيزًا ﴾ [الفتح: 3]
غفر الله لنبيِّه ما تقدَّم من ذنبه وما تأخَّر، فلم يُلهِه ذلك عن العمل، بل زاد وجدَّ في العبادة؛ شكرًا لله تعالى على فضله، فمَن لم ينَل هذه الكرامةَ ألا يكون أكثرَ جدًّا وأكثر اجتهادا؟ مَن أراد الهدايةَ إلى الصراط المستقيم، ونَيل النصر العزيز فليطلب ذلك من الله؛ فهو واهبُه ومُعطيه. لا معنى للنصر إذا انفكَّ عنه الهدى، فإنه يصبح حينئذٍ تقدُّمًا نحو الهاوية؛ لأنه لن يوصلَ إلى مرضاة الله تعالى. تتملَّك العزَّةُ أولياء الله حين نزول نصره، فتمتلئ قلوب أعدائهم بالمهابة منهم، ويقذف الله فيها الذلَّ والهوان. |
﴿هُوَ ٱلَّذِيٓ أَنزَلَ ٱلسَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ لِيَزۡدَادُوٓاْ إِيمَٰنٗا مَّعَ إِيمَٰنِهِمۡۗ وَلِلَّهِ جُنُودُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمٗا ﴾ [الفتح: 4]
الطُّمَأنينة لما قضى الله تعالى إذا نزلت في القلب سكنت الجوارح، وذهب عن المرء الضجَر والقلق، فأعقبه ذلك خيرًا كثيرًا. القلوب هي المكان الذي إذا استنار بنور السَّكينة كسا النفوسَ رضًا وانشراحًا، فسل اللهَ أن يكونَ قلبك مطمئنًّا حتى تسعَد كلُّ أعضائك. أفرغَ في قلوب عباده سَكينته، فازدادوا ثقةً بوعده، وصبرًا على حُكمه، فكانوا كما أراد جلَّ جلاله. يمضي المؤمن في دربه، واثقًا بمَعيَّة ربِّه، مطمئنًّا إلى ذلك النصر الذي يحقِّق به الله وعده، وينصُر به جنده. لا تلتفت إلى غير الله، ولا تطلب من سواه، فهو عليم بحالك، حكيم إن أعطى وإن منع. |
﴿لِّيُدۡخِلَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتِ جَنَّٰتٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَا وَيُكَفِّرَ عَنۡهُمۡ سَيِّـَٔاتِهِمۡۚ وَكَانَ ذَٰلِكَ عِندَ ٱللَّهِ فَوۡزًا عَظِيمٗا ﴾ [الفتح: 5]
ستر الله عن المؤمنين والمؤمنات السيِّئات، فطابت نفوسُهم بما في الجِنان من لَذَّات، وهو سبحانه أكرم من أن يذكِّرهم بها بعد أن أدخلهم جنَّته. ذلك هو الفوزُ العظيم، فلا شقاءَ ولا عناء، وكيف يشقى مَن ورث الجِنان، ودخل في رحمة الكريم الرحمن؟ |
﴿ٱلَّذِينَ يَجۡتَنِبُونَ كَبَٰٓئِرَ ٱلۡإِثۡمِ وَٱلۡفَوَٰحِشَ إِلَّا ٱللَّمَمَۚ إِنَّ رَبَّكَ وَٰسِعُ ٱلۡمَغۡفِرَةِۚ هُوَ أَعۡلَمُ بِكُمۡ إِذۡ أَنشَأَكُم مِّنَ ٱلۡأَرۡضِ وَإِذۡ أَنتُمۡ أَجِنَّةٞ فِي بُطُونِ أُمَّهَٰتِكُمۡۖ فَلَا تُزَكُّوٓاْ أَنفُسَكُمۡۖ هُوَ أَعۡلَمُ بِمَنِ ٱتَّقَىٰٓ ﴾ [النجم: 32]
مَن جعل دأبَه كفَّ نفسه عن الفواحش والمنكرات، واجتنابَ الكبائر والموبقات، كان من الصالحين المحسنين، المستحقِّين لجليل المَكرُمات. إن الله أعلمُ بعباده، فلا حاجةَ إلى أن تُعلنَ بعملك وتجهرَ بفضلك، فالزكيُّ مَن زكَّاه ربُّه لا من زكَّى نفسَه. قال الحسن: (علمَ الله من كلِّ نفسٍ ما هي عاملة، وما هي صانعة، وما هي إليه صائرة). إن وجدتَّ نفسَك على خير وطاعة فإيَّاكَ أن تغترَّ فيُصيبَك العُجب بعملك، ولكن ازدَد لله تواضعًا وشكرًا، واسأله دوامَ الثبات. |
﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَءَامِنُواْ بِرَسُولِهِۦ يُؤۡتِكُمۡ كِفۡلَيۡنِ مِن رَّحۡمَتِهِۦ وَيَجۡعَل لَّكُمۡ نُورٗا تَمۡشُونَ بِهِۦ وَيَغۡفِرۡ لَكُمۡۚ وَٱللَّهُ غَفُورٞ رَّحِيمٞ ﴾ [الحديد: 28]
من فضل الله تعالى على عباده المتَّقين أنه ينوِّر طريقَهم في الدنيا ليزدادوا بِرًّا وتقوى، وينوِّر طريقَهم على الصِّراط في الآخرة إكرامًا وثوابًا. خطواتُنا في الدنيا تحتاجُ إلى نور يضيء لها الطريق، ونصيبُنا من ذلك النور بقَدر تقوانا ومتابعتنا الرسول ﷺ. نورُ الله هو العلم بالقرآن والسنَّة ليسيرَ عبادُه إليه، على بصيرة وحُجَّة، وطريقُ تحصيل العلم هو الاجتهادُ في تقوى الله والعمل به. ما أفقرَنا إلى مغفرةٍ منكَ يا رب، تمحو بها ذنوبَنا وتستر عيوبَنا، وإلى رحمةٍ منك تسدِّدنا وتُصلح قلوبَنا وتقوِّم سلوكنا. |
﴿يَغۡفِرۡ لَكُمۡ ذُنُوبَكُمۡ وَيُدۡخِلۡكُمۡ جَنَّٰتٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ وَمَسَٰكِنَ طَيِّبَةٗ فِي جَنَّٰتِ عَدۡنٖۚ ذَٰلِكَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡعَظِيمُ ﴾ [الصف: 12]
فارق المجاهدون المخلصون مساكنَهم، ونأَوا عن ديارهم وأهليهم، فوعدهم الله على تلك المفارقة المؤقَّتة مساكنَ أبديَّةً فيها السعادةُ والحُبور. ما أوسعَ فضلَ الله تعالى؛ يُحسن المؤمنون في هذه الدنيا أيَّامًا قليلةً بعطاء محدود، فيُكافئُهم ربُّهم ببهجة الخلود، وبرزقٍ وافر ممدود، غير ممنوع ولا مقطوع. كلُّ آتٍ قريب، وما على العبد إلا أن يصبرَ ويصابرَ في الثبات على الدِّين، والاستقامة على الحقِّ، والجهاد في سبيل الله، حتى يفوزَ بوعد ربِّه. مهما أوتيَ المسلمُ من أسباب القوَّة في بدَنه، وفي عُدَّته وعَتاده، فليحذَرِ الركونَ إلى الأسباب، فإنَّ النصر من عند الله، فليخلِص في طلبه منه وحدَه. |
﴿يَغۡفِرۡ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمۡ وَيُؤَخِّرۡكُمۡ إِلَىٰٓ أَجَلٖ مُّسَمًّىۚ إِنَّ أَجَلَ ٱللَّهِ إِذَا جَآءَ لَا يُؤَخَّرُۚ لَوۡ كُنتُمۡ تَعۡلَمُونَ ﴾ [نوح: 4]
بادروا بالطاعات؛ فإن الله يبسُط في أجَل العبد إمهالًا له حتى يتوبَ ويُصلح، فإذا جاء الأجلُ بطَلَ العمل، ولا ينفع حينئذٍ تحسُّر ولا ندم. |
﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ فَتَنُواْ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتِ ثُمَّ لَمۡ يَتُوبُواْ فَلَهُمۡ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمۡ عَذَابُ ٱلۡحَرِيقِ ﴾ [البروج: 10]
قال الحسن: (انظُروا إلى هذا الكرم والجود، يقتلون أولياءَه ويفتنونهم، وهو يدعوهم إلى التوبة والمغفرة. فلا ييئسِ العبدُ من مغفرته وعفوه). إنه إنذارٌ صريح بليغ من الجبَّار القويِّ العزيز، لكلِّ مجرمٍ بطَّاش لا يرقُبُ في مؤمنٍ إلًّا ولا ذمَّة، وقد أعذَر من أنذَر. |
مواضيع أخرى في القرآن الكريم
خيانة امرأة نوح وامرأة لوط الوسطية والاعتدال في العمل الملائكة الكتبة اسم الله الوارث التفقه في الدين الغفلة بئس المصير صفات الكافرين الرجال الفساد
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Friday, December 27, 2024
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب