قائمة السور | مواضيع القرآن الكريم مرتبة حسب الآيات :آيات القرآن الكريم مقسمة حسب كل موضوع و فئة | لقراءة سورة كاملة اختر من : فهرس القرآن | - للاستماع للقراء : القرآن الكريم mp3
  
   

آيات قرآنية عن موالاة الكفار في القرآن الكريم

مواضيع القرآن الكريم

﴿لَّا يَتَّخِذِ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ ٱلۡكَٰفِرِينَ أَوۡلِيَآءَ مِن دُونِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَۖ وَمَن يَفۡعَلۡ ذَٰلِكَ فَلَيۡسَ مِنَ ٱللَّهِ فِي شَيۡءٍ إِلَّآ أَن تَتَّقُواْ مِنۡهُمۡ تُقَىٰةٗۗ وَيُحَذِّرُكُمُ ٱللَّهُ نَفۡسَهُۥۗ وَإِلَى ٱللَّهِ ٱلۡمَصِيرُ ﴾ [آل عمران: 28]
مَن رامَ محبَّةَ الله له ونصرتَه إيَّاه فليجعل ولاءه خالصًا للمؤمنين بالله، وعَداءه لأعداء الله، وفي مَضايق الاضطرار، فسحةٌ لذَوي الأعذار.
عجبًا لمَن يَوَدُّ أعداء الله ويواليهم، ثم يزعم أنه محبٌّ لله ووليٌّ له! فما أبعدَه على الحقيقة عن الله، وما أقطعَه عن كلِّ ما يمتُّ إلى رضا الله من صلة! يا له من تحذير ينخلع له قلبُ المؤمن الحيُّ؛ إن الله يحذِّر عباده نفسَه، في موطن النهي عن موالاة أعداء الله، فيا خيبةَ مَن استهان بتحذيره، ولم يعبأ بتهديده! السعيد من وُعِظ فاتَّعَظ، فلا تستهن بهذا التحذير من ربِّك؛ فإن مردَّك إليه، فكن من أوليائه ولا تكن مع أعدائه.
سورة: آل عمران - آية: 28  - جزء: 3 - صفحة: 53
﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَتَّخِذُواْ بِطَانَةٗ مِّن دُونِكُمۡ لَا يَأۡلُونَكُمۡ خَبَالٗا وَدُّواْ مَا عَنِتُّمۡ قَدۡ بَدَتِ ٱلۡبَغۡضَآءُ مِنۡ أَفۡوَٰهِهِمۡ وَمَا تُخۡفِي صُدُورُهُمۡ أَكۡبَرُۚ قَدۡ بَيَّنَّا لَكُمُ ٱلۡأٓيَٰتِۖ إِن كُنتُمۡ تَعۡقِلُونَ ﴾ [آل عمران: 118]
حذارِ أن تواليَ مَن يحادُّ الله ورسوله، أو تجعلَهم موضع سرِّك واستشارتك، فإنهم لن يزيدوك إلا هلاكًا وخَبالًا.
لو علم المؤمن حرصَ الكفَّار على إفساده، ومحبَّتَهم إلحاقَ المشقَّة به، وأن ما يظهر له من فلَتات ألسنتهم ما هو إلا قطرةٌ من بحر الغِلِّ الذي في قلوبهم، لم يرضَ أن يتَّخذَهم أولياء.
ما أضمر عبدٌ شيئًا في نفسه إلا وظهر في سقَطات لسانه، وهفَوات بيانه، وقسَمات وجهه.
قد تنقل لك العيونُ بعض أفعال عدوِّك أو أقواله، ولكن أنَّى لك معرفة نيَّته وخفايا قلبه، لولا أن أطلعكَ عليها اللطيفُ الخبير؟!
سورة: آل عمران - آية: 118  - جزء: 4 - صفحة: 65
﴿هَٰٓأَنتُمۡ أُوْلَآءِ تُحِبُّونَهُمۡ وَلَا يُحِبُّونَكُمۡ وَتُؤۡمِنُونَ بِٱلۡكِتَٰبِ كُلِّهِۦ وَإِذَا لَقُوكُمۡ قَالُوٓاْ ءَامَنَّا وَإِذَا خَلَوۡاْ عَضُّواْ عَلَيۡكُمُ ٱلۡأَنَامِلَ مِنَ ٱلۡغَيۡظِۚ قُلۡ مُوتُواْ بِغَيۡظِكُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمُۢ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ ﴾ [آل عمران: 119]
إنما تجتمع القلوبُ إذا اتَّفقَت على منهجٍ واحد، أمَّا مَن توافقه في الحقِّ الذي معه ويخالفك في الحقِّ الذي معك، وتُظهر له الودَّ ويُبطن لك البغضاء، فكيف تَصلُح معه محبَّة؟! لا يَغيظُ قلوبَ أعداء المسلمين شيءٌ كأن يرَوهم متحابِّين متعاونين متراحمين، كالجسد الواحد، ولن يبلغوا منهم شيئًا ما داموا كذلك.
المسلم العاقل لا يغترُّ بحلاوة منطق عدوِّه، كيف وقد أنبأه العليمُ بمكنون الصدور بما يعتملُ في صدره من الحقد علينا والغضب منَّا؟!
سورة: آل عمران - آية: 119  - جزء: 4 - صفحة: 65
﴿إِن تَمۡسَسۡكُمۡ حَسَنَةٞ تَسُؤۡهُمۡ وَإِن تُصِبۡكُمۡ سَيِّئَةٞ يَفۡرَحُواْ بِهَاۖ وَإِن تَصۡبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لَا يَضُرُّكُمۡ كَيۡدُهُمۡ شَيۡـًٔاۗ إِنَّ ٱللَّهَ بِمَا يَعۡمَلُونَ مُحِيطٞ ﴾ [آل عمران: 120]
من الكفَّار مَن يُضمر للمؤمنين عداوةً خبيثة باطنة، فضلًا عن عداوتهم اللئيمة الظاهرة، فلا يفتؤون يتمنَّون زوالَ النعمة عنهم.
ما أشدَّ بغضَ الكفَّار المحاربين للمؤمنين؛ إنه ليَسوءُهم أقلُّ ما يحصل لهم من خير، ولا يسرُّهم إلا تحقُّق إصابتهم بالشَّر! المؤمن حقًّا لا يتنازل عن عقيدته مهما كانت التكاليف، ويستعين على مواجهة قوَّة الأعداء ومكرهم بالعزيمة والصبر.
إن الله ليحفــظ عبــدَه المتــوكِّلَ عليـه، المستعينَ به على بلائه، فلا يزال به حتى يظفَرَ بطَلِبَته ويغلبَ خصومه.
طِيبوا نفسًا أيها المتَّقون؛ فإن أعداءكم لن يوقعَ ﴿كيدُهم﴾ مهما بلغ وعَظُم ﴿شيئًا﴾ من الضرر بكم مهما قلَّ وصغُر.
اعلم أن الله تعــالى محيـطٌ بمـا تُخفيـه الخلائق، فمَن أضمر شرًّا انتقم منه، ومن صبر واتَّقى أظفره بحاجته، فليطمئنَّ المؤمن، وليحذر عدوَّه.
سورة: آل عمران - آية: 120  - جزء: 4 - صفحة: 65
﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِن تُطِيعُواْ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ يَرُدُّوكُمۡ عَلَىٰٓ أَعۡقَٰبِكُمۡ فَتَنقَلِبُواْ خَٰسِرِينَ ﴾ [آل عمران: 149]
لا يُعرف في التاريخ أن أمَّةً مسلمة أطاعت أعداءها وسارت في ركابهم ثم أفلحَت في أمر دينها أو دنياها.
مَن دخل في طاعة الكافرين، فقد خرج من طاعة ربِّ العالمين؛ ضِدَّان لا يجتمعان في قلب مؤمنٍ صادق الإيمان.
حذارِ أن تطيعَ الكافرين؛ فتخسرَ دنياك بانقيادك لعدوِّك، وتخسرَ أُخراك بما ينتظرك من العذاب الأليم.
ويا لها من خسارة!
سورة: آل عمران - آية: 149  - جزء: 4 - صفحة: 69
﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ثُمَّ كَفَرُواْ ثُمَّ ءَامَنُواْ ثُمَّ كَفَرُواْ ثُمَّ ٱزۡدَادُواْ كُفۡرٗا لَّمۡ يَكُنِ ٱللَّهُ لِيَغۡفِرَ لَهُمۡ وَلَا لِيَهۡدِيَهُمۡ سَبِيلَۢا ﴾ [النساء: 137]
مَن أبى إلا أن يرجعَ إلى الكفر بعد إيمانه، ويزدادَ كفرًا فوق جحوده ونُكرانه؛ فإنما يعاند فِطرته، ويشهد على نفسه بأنها لا تستحقُّ لذَّة الإيمان.
لا يزال المؤمن يترقَّى بإيمانه درجات، حتى يلقى من الله ما يحبُّ من الخيرات، ولا يزال الكافر يتردَّى بكفره في الدَّركات، حتى يلقى من الله ما يكره من العقوبات.
أعظم الحرمان حرمانُ الهداية والغُفران، فمَن حُرِمهما فقد حُرم الخيرَ كلَّه، ومَن أُعطيَهما فقد أُعطيَ الخيرَ كلَّه.
سورة: النساء - آية: 137  - جزء: 5 - صفحة: 100
﴿بَشِّرِ ٱلۡمُنَٰفِقِينَ بِأَنَّ لَهُمۡ عَذَابًا أَلِيمًا ﴾ [النساء: 138]
يا لها من سخريةٍ مُرَّةٍ استحقَّها المنافق بشنيع فعله؛ حين أظهر الاستقامةَ والإيمان، وهو يخفي الجحودَ والعصيان! وله في الآخرة ما هو أشدُّ وأدهى.
لا ينتظرُ مَن كاد للإسلام إلا عذابَ القويِّ المنتقم، وفضحه له مهما بالغ في إخفاء حقيقته، وإنه وإن لم يفضَحه باسمه، فقد فضحَه بقبيح صفاته.
سورة: النساء - آية: 138  - جزء: 5 - صفحة: 100
﴿مُّذَبۡذَبِينَ بَيۡنَ ذَٰلِكَ لَآ إِلَىٰ هَٰٓؤُلَآءِ وَلَآ إِلَىٰ هَٰٓؤُلَآءِۚ وَمَن يُضۡلِلِ ٱللَّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُۥ سَبِيلٗا ﴾ [النساء: 143]
مواقف المنافقين من حَيرة وتردُّد وعدم استقرار، مواقفُ لا تُثير إلا الاحتقار، وهي تُوحي بضعفهم عن اتخاذ موقفٍ حاسم صريح.
سورة: النساء - آية: 143  - جزء: 5 - صفحة: 101
﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مَن يَرۡتَدَّ مِنكُمۡ عَن دِينِهِۦ فَسَوۡفَ يَأۡتِي ٱللَّهُ بِقَوۡمٖ يُحِبُّهُمۡ وَيُحِبُّونَهُۥٓ أَذِلَّةٍ عَلَى ٱلۡمُؤۡمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى ٱلۡكَٰفِرِينَ يُجَٰهِدُونَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوۡمَةَ لَآئِمٖۚ ذَٰلِكَ فَضۡلُ ٱللَّهِ يُؤۡتِيهِ مَن يَشَآءُۚ وَٱللَّهُ وَٰسِعٌ عَلِيمٌ ﴾ [المائدة: 54]
تشريف الله لك بأن يجعلَكَ من أهل دينه الحقِّ نعمةٌ تستحقُّ الشكر؛ لأنها فضلٌ عظيم منه إليك، فيا هناءك إن اختاركَ اللهُ لتلك المكرُمة، واصطفاك لتلك النعمة! المؤمن الحقُّ ذلولٌ لأخيه، غيرُ عصيٍّ عليه، فلا هو صعبٌ ولا عسِر، بل هيِّنٌ حنون.
العجب ممَّن قلبَ ما أراده اللهُ من عباده المسلمين؛ فاشتدَّ على المؤمنين، وذلَّ للكافرين! الجهاد في سبيل الله لإقرار منهجه، وإعلانِ سلطانه، وتحكيمِ شريعته، وتحقيقِ الخير لعباده، هي صفةُ العُصبة المؤمنة التي يحبُّها الله تعالى.
الذين يحبُّهم الله لا يقفون عن مُهِمَّتهم، ولا يخافون مَن لامهم، وكيف يقفون أو يخافون وحبُّ الله يملأ قلوبهم، وطريقهم سنَّهُ لهم خالقُهم، ووعدَهم في نهايته الجنة؟! ما أوسعَ هذا العطاءَ الذي يختار الله جلَّ شأنه له مَن يشاءُ عن غنًى وعِلم!
سورة: المائدة - آية: 54  - جزء: 6 - صفحة: 117
﴿إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱلَّذِينَ يُقِيمُونَ ٱلصَّلَوٰةَ وَيُؤۡتُونَ ٱلزَّكَوٰةَ وَهُمۡ رَٰكِعُونَ ﴾ [المائدة: 55]
يا مَن اتخذتَ اللهَ ورسولَه وليَّين، أيليقُ بك أن تُواليَ مَن عادى ربَّك ورسولَك وإخوانَك؟ ليس الإيمانُ مجرَّدَ عنوان، ولا كلمةً تُردَّد في اللسان، بل هو اعتقادٌ وعمل يوجب نصرةَ أهله، ومناوأةَ أعدائه.
أعمـالُ الإيمــان تحتـاج إلى إخــــلاصٍ وخضوع، فليس من الإيمان عُجبُ المرء بطاعته وامتثاله.
سورة: المائدة - آية: 55  - جزء: 6 - صفحة: 117
﴿قُلۡ هَلۡ أُنَبِّئُكُم بِشَرّٖ مِّن ذَٰلِكَ مَثُوبَةً عِندَ ٱللَّهِۚ مَن لَّعَنَهُ ٱللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيۡهِ وَجَعَلَ مِنۡهُمُ ٱلۡقِرَدَةَ وَٱلۡخَنَازِيرَ وَعَبَدَ ٱلطَّٰغُوتَۚ أُوْلَٰٓئِكَ شَرّٞ مَّكَانٗا وَأَضَلُّ عَن سَوَآءِ ٱلسَّبِيلِ ﴾ [المائدة: 60]
أيُّ قوم أولئك الذين أغضبوا الحليـمَ الرحيـم حـــتى باؤوا بغضبه، وعوقبوا بلعنته؟! إنهم ما نالوا تلك العقوبةَ إلا لشدة جَرائرهم، وشنيع جرائمهم.
ما أعظمَ الإنسانَ عندما يحيا الحياةَ التي أرادها اللهُ له! غير أنه يهبِط عن هذا الأفق السامي إلى رُتبة أخسِّ الحيَوانات وأحقرها حين يهبِط به عملُه حائدًا عن الصراط المستقيم.
من العَجب سُخريَّةُ عبَّاد الشهـوات بأهـــل الصلـوات، واحتقارُ أهل الشرك أهلَ التوحيد، ولو نظروا إلى ما هم عليه لما سخِروا، ولكنَّ دَنيَّ النفس يطلب العلوَّ باحتقار الآخرين.
ما أبعدَ ذوي الخطايا الكبيرة عن بلوغ مراتب العلو! فالأعمالُ هي التي تَبلغ بصاحبها الآفاق، أو تهوي به إلى قاع الأعماق.
سورة: المائدة - آية: 60  - جزء: 6 - صفحة: 118
﴿وَإِذَا سَمِعُواْ مَآ أُنزِلَ إِلَى ٱلرَّسُولِ تَرَىٰٓ أَعۡيُنَهُمۡ تَفِيضُ مِنَ ٱلدَّمۡعِ مِمَّا عَرَفُواْ مِنَ ٱلۡحَقِّۖ يَقُولُونَ رَبَّنَآ ءَامَنَّا فَٱكۡتُبۡنَا مَعَ ٱلشَّٰهِدِينَ ﴾ [المائدة: 83]
قد يبلـغ التأثُّر بالإنسـان مبلغًا يعجِـز القولُ عن التعبير عنه، فتقومُ الدمَعات مقامَ الكلمات، ورُبَّ لغةٍ تكلَّمَت بها العينان، أفصحُ من لغةٍ نطَق بها اللسان.
لو عقَل قارئُ القرآن وسامعُه ما في الآيات القرآنية من العِظات الإلهية، والعِبَر المَرضِية، ما استطاع حبسَ دموعه، خشوعًا وخضوعًا.
مَن جدَّ في الحقِّ طلبًا وعملًا كان تأثُّره به لازمًا، فإن لم يستشعِر قلبُه حلاوتَه، ولم تُقبِل جوارحُه على العمل به، فليُصلح ما في إرادته ونيَّته من زلل، وما في تصوُّره وفهمه من خلَل.
لا يكـفي أن تذرِفَ دمـوعَ التأثُّر عنـد سماع الحق، بل لا بدَّ من خطواتٍ عملية تدلُّ على صدقك، إيمانًا وقَبولا، وإذعانًا وامتثالا.
ليحـرِص مَـن كان قدوةً لغـيره يتأسَّـون بفِعاله، ألا يُخفيَ ما يجب إعلانُه، فإنه لا يُحمَد إسرارُه وكتمانُه، حتى ينتفعَ به جمعُ المقتدين، وتتَّضحَ طريقُ السالكين.
ليس الفضـلُ بتقـدُّم الزمـان ولا سبقِ السنين، فأمَّة محمَّدٍ ﷺ آخرُ الأمم، ولكنَّها خيرُها وشاهدةٌ على مَن قبلها، ولا تنكر الأممُ هذا الشرفَ لها.
سورة: المائدة - آية: 83  - جزء: 7 - صفحة: 121
﴿وَمَا لَنَا لَا نُؤۡمِنُ بِٱللَّهِ وَمَا جَآءَنَا مِنَ ٱلۡحَقِّ وَنَطۡمَعُ أَن يُدۡخِلَنَا رَبُّنَا مَعَ ٱلۡقَوۡمِ ٱلصَّٰلِحِينَ ﴾ [المائدة: 84]
للهِ درُّ أقوامٍ أدركوا قدرَ المآل وأهميَّةَ حُسن العاقبة، فبحثوا عن الطريق إليها فسلكوها، يحدوهم الطمعُ بكرم الله، والفوزُ بما عنده.
لا يرغبُ عاقلٌ عن صحبة الصالحين، لكن على مَن يطمع فيها أن يسلكَ سبيلَها ويعمل بأعمال أهلها، وما هو إلا الإيمانُ بالله ووحيه.
سورة: المائدة - آية: 84  - جزء: 7 - صفحة: 122
﴿مَا كَانَ لِلۡمُشۡرِكِينَ أَن يَعۡمُرُواْ مَسَٰجِدَ ٱللَّهِ شَٰهِدِينَ عَلَىٰٓ أَنفُسِهِم بِٱلۡكُفۡرِۚ أُوْلَٰٓئِكَ حَبِطَتۡ أَعۡمَٰلُهُمۡ وَفِي ٱلنَّارِ هُمۡ خَٰلِدُونَ ﴾ [التوبة: 17]
لا يَعمُر بيتَ الله إلا مَن عمَر التوحيدُ قلبَه، وقامت على الإخلاص والمتابعة عباداتُه.
إن صورة أعمال المرء وحدَها لا قيمةَ لها، فقد يكون ظاهرُها حسنًا، لكنَّ باطنها خاوٍ، فلا يلبث أن يظهرَ فسادُها، ويتبيَّن جزاء صاحبها.
سورة: التوبة - آية: 17  - جزء: 10 - صفحة: 189
﴿قُلۡ إِن كَانَ ءَابَآؤُكُمۡ وَأَبۡنَآؤُكُمۡ وَإِخۡوَٰنُكُمۡ وَأَزۡوَٰجُكُمۡ وَعَشِيرَتُكُمۡ وَأَمۡوَٰلٌ ٱقۡتَرَفۡتُمُوهَا وَتِجَٰرَةٞ تَخۡشَوۡنَ كَسَادَهَا وَمَسَٰكِنُ تَرۡضَوۡنَهَآ أَحَبَّ إِلَيۡكُم مِّنَ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ وَجِهَادٖ فِي سَبِيلِهِۦ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّىٰ يَأۡتِيَ ٱللَّهُ بِأَمۡرِهِۦۗ وَٱللَّهُ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلۡفَٰسِقِينَ ﴾ [التوبة: 24]
مصلحة الدين لا تُقدَّم عليها أيُّ مصلحة دُنيويَّة عند التعارُض، وبذلك يُعرَف طالبُ الدنيا من طالب الآخرة.
إذا تجذَّر حبُّ الله ورسوله في القلب لم يُقدِّم صاحبُه على ذلك حبَّ شيءٍ في الوجود.
في شعور الحبِّ يحصُل الابتلاء، فيتبيَّن به قَدرُ المحبوب في قلب المُحبِّ؛ بذِكره له، وانشغاله به، وتوجُّهِه إليه، وانصرافِ انقياده لما يريد.
ليس مطلوبًا من المسلم أن ينقطعَ عن محبوبات الدنيا الحسِّيَّة والمعنويَّة المُباحة، وإنما المطلوبُ ألا يقدِّمَها على الحبِّ الأعلى؛ حبِّ الله ورسوله.
برهِن على إيمانك بتقديم ما يحبُّه الشرع، على ما يستحبُّه الطبع.
كم يَجني الفسقُ على أهله! وكم يحرِمُهم من خيرٍ يُرتجى! فمَنعُ الهداية من أعظم الحِرمان.
سورة: التوبة - آية: 24  - جزء: 10 - صفحة: 190
﴿۞ أَلَمۡ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ تَوَلَّوۡاْ قَوۡمًا غَضِبَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِم مَّا هُم مِّنكُمۡ وَلَا مِنۡهُمۡ وَيَحۡلِفُونَ عَلَى ٱلۡكَذِبِ وَهُمۡ يَعۡلَمُونَ ﴾ [المجادلة: 14]
محبَّة الله تقتضي محبَّةَ أوليائِه، وبغضَ خصومه وأعدائِه، ومن أعجَب العَجَب أن يدَّعيَ عبدٌ محبَّةَ الله ثم يواليَ مَن غضب الله عليه.
أشدُّ الناس حُمقًا مَن استدبر أهلَ ملَّتِه، وأقبل على أعداء دينه وأمَّتِه، فلم يحظَ برضاهم، وباء بسخَط من الله وغضب! أعمالُ القلوب من أعظم الأعمال، ولذا كانت موالاةُ أعداء الله من شرِّ ما يوجب غضبَ الله والعذابَ الأليم.
سورة: المجادلة - آية: 14  - جزء: 28 - صفحة: 544
﴿ٱسۡتَحۡوَذَ عَلَيۡهِمُ ٱلشَّيۡطَٰنُ فَأَنسَىٰهُمۡ ذِكۡرَ ٱللَّهِۚ أُوْلَٰٓئِكَ حِزۡبُ ٱلشَّيۡطَٰنِۚ أَلَآ إِنَّ حِزۡبَ ٱلشَّيۡطَٰنِ هُمُ ٱلۡخَٰسِرُونَ ﴾ [المجادلة: 19]
إذا ما غفَلَ القلب عن ذكر الله حتَّى نسيَه، فسَدَ وماتَ وتمحَّضَ للشرِّ الخالص.
فلنحيِ قلوبنا بدوام الذِّكر والشُّكر.
مَن استغنى عن ربِّه وأطاع شيطانه وهواه، استغنى الله عنه وحرمَه من أعظم نِعَمه؛ نعمة الطاعة والذِّكر، وصلاح القلب والفِكر.
أدركَ الشيطانُ بخُبثه أن من أعظم الخِذلان، غفلةَ العبد وطولَ النسيان، فأنسى أتباعَه ذكرَ الله، فهاموا في متاهات الحرمان.
أول ما يصيب الإنسانَ من قيود الشيطان، تقييدُ لسانه عن الذِّكر والشُّكران، فإذا ما قُيِّد اللسان استسلم الجَنان، وتبعته سائر الأركان.
هما حزبان ورايتان؛ فإمَّا أن تكونَ من حزب الله وتمضي تحت رايته، وإمَّا أن تكونَ من حزب الشيطان وتنقادَ لرايته، فاختَر لنفسك.
سورة: المجادلة - آية: 19  - جزء: 28 - صفحة: 544
﴿لَّا تَجِدُ قَوۡمٗا يُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ يُوَآدُّونَ مَنۡ حَآدَّ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَلَوۡ كَانُوٓاْ ءَابَآءَهُمۡ أَوۡ أَبۡنَآءَهُمۡ أَوۡ إِخۡوَٰنَهُمۡ أَوۡ عَشِيرَتَهُمۡۚ أُوْلَٰٓئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ ٱلۡإِيمَٰنَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٖ مِّنۡهُۖ وَيُدۡخِلُهُمۡ جَنَّٰتٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَاۚ رَضِيَ ٱللَّهُ عَنۡهُمۡ وَرَضُواْ عَنۡهُۚ أُوْلَٰٓئِكَ حِزۡبُ ٱللَّهِۚ أَلَآ إِنَّ حِزۡبَ ٱللَّهِ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ ﴾ [المجادلة: 22]
النقيضان لا يجتمعان؛ فلا يكون المرء مؤمنًا صادقَ الإيمان حتَّى يُحبَّ في الله ويُبغضَ فيه، وإنَّ محبَّة الكفَّار والرضا عن فِعالهم يُناقض الإيمانَ ولوازمَه.
إذا أردتَّ أن تعلمَ ما عندك من إيمان، فتأمَّل فيمَن تُوالي وتُعادي، وأين موقعُك من أهل الحقِّ وأهل الباطل.
مَن ترك شيئًا لله عوَّضه خيرًا منه؛ فلمَّا تبرَّأ المؤمنون من أقرب المقرَّبين لمعاداتهم لله؛ عوَّضهم ربُّهم بالرضا عنهُم، وأرضاهم عنه بما أعطاهُم، من نعيم مُقيم، وفضل عَميم.
مَن جعل ولاءه وبراءه في الله، ثبَّت الله قلبَه على الإيمان، وآتاه استقامةً في المنهج وبصيرةً نافذة يميِّز بها بين الحقِّ والباطل، حتى يلقى ربَّه وهو عنه راض.
احرِص أن تكونَ من جُند الملك القويِّ الذي أحاط بجميع صفات الكمال والجلال؛ لتكونَ في فوز دائم، واجعل وُدَّك في الله ولا تخَف فيه لومةَ لائم.
خالف هواك، واجعل رضا قرابتك في رضا مولاك، تفُز بمحبَّة الله ورضاه، ويبوِّئُك من الفردوس أعلاه.
حزبُ الله ليس شعارًا يرفعه كلُّ مَن هبَّ ودبَّ، ولكنَّه شرفٌ لا يبلغُه إلا مَن استحقَّه بالتمسُّك بالكتاب والسنَّة، والبراءة من المحرِّفين المزوِّرين.
سورة: المجادلة - آية: 22  - جزء: 28 - صفحة: 545
﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَتَّخِذُواْ عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمۡ أَوۡلِيَآءَ تُلۡقُونَ إِلَيۡهِم بِٱلۡمَوَدَّةِ وَقَدۡ كَفَرُواْ بِمَا جَآءَكُم مِّنَ ٱلۡحَقِّ يُخۡرِجُونَ ٱلرَّسُولَ وَإِيَّاكُمۡ أَن تُؤۡمِنُواْ بِٱللَّهِ رَبِّكُمۡ إِن كُنتُمۡ خَرَجۡتُمۡ جِهَٰدٗا فِي سَبِيلِي وَٱبۡتِغَآءَ مَرۡضَاتِيۚ تُسِرُّونَ إِلَيۡهِم بِٱلۡمَوَدَّةِ وَأَنَا۠ أَعۡلَمُ بِمَآ أَخۡفَيۡتُمۡ وَمَآ أَعۡلَنتُمۡۚ وَمَن يَفۡعَلۡهُ مِنكُمۡ فَقَدۡ ضَلَّ سَوَآءَ ٱلسَّبِيلِ ﴾ [الممتحنة: 1]
يا له من نداء وَدود ينادي الله به عبادَه واصفًا إيَّاهم بأعظم صفة ألا وهي الإيمان، فحريٌّ بنا أن نكونَ أهلًا لها، وألا نقترفَ ما يُنافيها.
لا يكون العبدُ مؤمنًا حقًّا حتى يقيمَ على إيمانه دليلًا، ومن أظهر الأدلَّة على الإيمان، مخالفةُ أهل الكفر والعصيان.
مَن كان عدوًّا لله فهو بلا ريب عدوٌّ للمؤمنين، ولا ينقضي العجَب ممَّن يبَرُّ وينصر عدوَّه على نفسه وإخوانه! إذا كان أوَّلَ الضلال الجنوحُ عن الصِّراط، فإن موالاة أعداء الله قد تبدأ بالودِّ لهم والمبالغة في التودُّد إليهم.
خيرٌ لك ألا تفعلَ في السرِّ ما تستحي منه في العلن، وألا تُخفيَ عن الناس ما تخشى أن يظهرَ لهم، فإن ربَّك عالمٌ بظاهرك وباطنك وبما تُعلن وتخفي.
دَيدَنُ المجرمين الحاقدين، فتنةُ المؤمنين المحسنين، ولكنَّ أهل الحقِّ أبدًا في ثبات ويقين، مهما أُوذوا أو شُرِّدوا على مَدار السنين.
سورة: الممتحنة - آية: 1  - جزء: 28 - صفحة: 549
﴿إِن يَثۡقَفُوكُمۡ يَكُونُواْ لَكُمۡ أَعۡدَآءٗ وَيَبۡسُطُوٓاْ إِلَيۡكُمۡ أَيۡدِيَهُمۡ وَأَلۡسِنَتَهُم بِٱلسُّوٓءِ وَوَدُّواْ لَوۡ تَكۡفُرُونَ ﴾ [الممتحنة: 2]
أعداء الله لا يُخلصون ولا يَصدُقون بودِّهم للمؤمنين؛ لما انطوت عليه قلوبُهم من حقدٍ دفين.
أجل، إن الفتنة أشدُّ على المؤمن من القتل، ولا يعدل الردَّةَ عذابٌ باليد واللسان، فكيف يتأتَّى لمسلم عاقل أن يوَدَّ ويواليَ من همُّه تمريغُه في أوحال الكفر؟! لا يزال الكفَّار والمنافقون يُخفون نيَّاتهم وما يضمرونه من حقدٍ على المسلمين حتى يُمكَّنوا، فحينئذٍ ترى من قُبح نفوسهم وسواد قلوبهم ما لا تتخيَّل! يعلم الكفَّار المجرمون أن أعزَّ ما لدى المسلمين إنما هو دينُهم وما وقرَ في صدورهم من إيمان، فلا يألون جهدًا في بلبلة عقولهم وقلوبهم بالشُّكوك والشُّبهات.
سورة: الممتحنة - آية: 2  - جزء: 28 - صفحة: 549
﴿لَن تَنفَعَكُمۡ أَرۡحَامُكُمۡ وَلَآ أَوۡلَٰدُكُمۡۚ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ يَفۡصِلُ بَيۡنَكُمۡۚ وَٱللَّهُ بِمَا تَعۡمَلُونَ بَصِيرٞ ﴾ [الممتحنة: 3]
إذا كان التعلُّق بالمال والأهل والولد من الفطرة، فإنَّ كمال الفطرة في أن يكونَ كلُّ هوًى تبعًا لما جاءنا به النبيُّ ﷺ.
رابطة الإيمان أوثقُ الروابط وأكثرُها نفعًا وبركة، فيا خيبةَ من قدَّم عليها رابطةً من دم أو نسَب أو أرض أو مصلحة! المسلم حقًّا من اعتزَّ بدينه، ولم يقدِّم على الولاء لربِّه ولاءً لأحد، ولو كان أقربَ الناس إليه، وأَحنى الخَلق عليه.
إن أوَّل من يخذُلك أيها المسلمُ ويفرُّ منك مَن والَيتَ لأجله الكفَّارَ من قرابتك وعشيرتك، ولن ينفعَك يومئذٍ إلا ولاؤك للحقِّ وأهله.
سورة: الممتحنة - آية: 3  - جزء: 28 - صفحة: 549
﴿قَدۡ كَانَتۡ لَكُمۡ أُسۡوَةٌ حَسَنَةٞ فِيٓ إِبۡرَٰهِيمَ وَٱلَّذِينَ مَعَهُۥٓ إِذۡ قَالُواْ لِقَوۡمِهِمۡ إِنَّا بُرَءَٰٓؤُاْ مِنكُمۡ وَمِمَّا تَعۡبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ كَفَرۡنَا بِكُمۡ وَبَدَا بَيۡنَنَا وَبَيۡنَكُمُ ٱلۡعَدَٰوَةُ وَٱلۡبَغۡضَآءُ أَبَدًا حَتَّىٰ تُؤۡمِنُواْ بِٱللَّهِ وَحۡدَهُۥٓ إِلَّا قَوۡلَ إِبۡرَٰهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسۡتَغۡفِرَنَّ لَكَ وَمَآ أَمۡلِكُ لَكَ مِنَ ٱللَّهِ مِن شَيۡءٖۖ رَّبَّنَا عَلَيۡكَ تَوَكَّلۡنَا وَإِلَيۡكَ أَنَبۡنَا وَإِلَيۡكَ ٱلۡمَصِيرُ ﴾ [الممتحنة: 4]
التأسِّي بالصالحين المخلصين؛ في الدنيا طُمأنينةٌ وفَلاح، وفي الآخرة علوٌّ ونجاح.
تنال من محبَّة الله بقَدر براءتك من أعدائه، وإقبالك على طاعته، فقد اتخذ الله إبراهيم خليلًا وجعله أسوةً حسنة للمتَّقين؛ لإعلانه العداوةَ الظاهرة للكافرين.
أوثق عُرا الإيمان الموالاةُ في الله والمعاداةُ في الله، والحبُّ في الله والبغضُ في الله، فإيَّاك ونقضَ هذه العُروة.
ألا ما أقسى الابتلاءَ بانحراف فِلذة الكبد أو شقيق الفؤاد، وتنكُّبهم جادَّةَ الدين القويم، وما أعظمَ الصبرَ على ذلك، بمفارقة باطلهِم، والبراءة من ضلالهِم! الولاء والبراء في الله تعالى يحتاجان إلى قوَّة إيمان وصدق يقين وتجلُّد وحزم، مع التوكُّل على الله، واستمداد العون منه وحدَه.
سورة: الممتحنة - آية: 4  - جزء: 28 - صفحة: 549
﴿رَبَّنَا لَا تَجۡعَلۡنَا فِتۡنَةٗ لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ وَٱغۡفِرۡ لَنَا رَبَّنَآۖ إِنَّكَ أَنتَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ ﴾ [الممتحنة: 5]
الدعاء سلاحُ المؤمن الناجعُ الذي ينبغي أن يستعينَ به في كلِّ حين.
يحرِصُ المسلم على هداية الآخرين حِرصَه على هداية نفسه، ويرجو لهم السلامةَ من الفتن كما يرجوها لذاته.
لا يستنكفُ الصالحون عن دوام الاستغفار لجَبْر تقصيرهم بشُكر نِعَم ربِّهم التي لا تُحصى، ولنا في أنبياء الله عليهم السلام أسوةٌ حسنة.
من صدق الإيمان أن يحرِصَ المؤمنُ ألَّا يكونَ سببًا في الصدِّ عن سبيل الله وتبغيض الخَلق في دين الحقِّ.
هكذا هو الرجلُ القدوة في دينه واستقامته، لا يغترُّ بصلاحه وطاعته، ولكنَّه يسأل الله دومًا المغفرةَ والسَّتر، والسلامةَ من الفتن ما ظهر منها وما بطَن.
سورة: الممتحنة - آية: 5  - جزء: 28 - صفحة: 549
﴿لَقَدۡ كَانَ لَكُمۡ فِيهِمۡ أُسۡوَةٌ حَسَنَةٞ لِّمَن كَانَ يَرۡجُواْ ٱللَّهَ وَٱلۡيَوۡمَ ٱلۡأٓخِرَۚ وَمَن يَتَوَلَّ فَإِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلۡغَنِيُّ ٱلۡحَمِيدُ ﴾ [الممتحنة: 6]
مَن يُعرض عمَّا ندبه الله إليه من التأسِّي بأنبيائه، ويوالِ أعداء ربِّه، فإنما يجني على نفسه، وإن الله هو الغنيُّ عن عبادِه، الحميدُ في ذاته وصفاتِه.
ضعف التأسِّي بالأنبياء المتَّقين، والفتورُ عن الاقتداء بالأخيار الصَّالحين، دليلٌ على ضعف الإيمان ورقَّة الدِّين.
سورة: الممتحنة - آية: 6  - جزء: 28 - صفحة: 550
﴿إِنَّمَا يَنۡهَىٰكُمُ ٱللَّهُ عَنِ ٱلَّذِينَ قَٰتَلُوكُمۡ فِي ٱلدِّينِ وَأَخۡرَجُوكُم مِّن دِيَٰرِكُمۡ وَظَٰهَرُواْ عَلَىٰٓ إِخۡرَاجِكُمۡ أَن تَوَلَّوۡهُمۡۚ وَمَن يَتَوَلَّهُمۡ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلظَّٰلِمُونَ ﴾ [الممتحنة: 9]
أعظِم به من دينٍ يقوم على العدل والإنصاف، وأكرِم بها من شريعة تحثُّ على البِرِّ والإحسان.
يستبقي الإسلامُ في حالة الخصومة أسبابَ الصِّلة والرحمة للمخالفين، بنظافة السلوك وعدالة المعاملة؛ أملًا في أن يهتدوا وينضَووا تحت لوائه الرفيع.
أيُّ خُلق من البِرِّ والإحسان ينبغي أن يكونَ عليه المسلمُ مع إخوانه المؤمنين، وقد أذنَ له مولاه ببِرِّ الكفَّار والمشركين، ما لم يكونوا محاربين أو معتدين؟ كلُّ موقف عدلٍ وإنصاف تقفُه في الدنيا، تنالُ به محبَّةً من الله تعالى.
الإحسان إلى الكفَّار غير المحاربين سببٌ في انشراح صدورهم للإسلام، يشهد بهذا التاريخُ والواقع، ألا فلنستعِن بذلك على دعوتهم.
شتَّانَ بين شريعة سَمحة تتطلَّع إلى هداية الضالِّين وتترقَّب استقامتَهم، وبين منهج الغُلاة القائم على التسرُّع في تكفير الخَلق والتهاون في دمائهم! من أبلغ الظلم أن يُحسنَ الربُّ إلى عبده، ثم يتولَّى العبدُ أعداء ربِّه!
سورة: الممتحنة - آية: 9  - جزء: 28 - صفحة: 550
﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَتَوَلَّوۡاْ قَوۡمًا غَضِبَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِمۡ قَدۡ يَئِسُواْ مِنَ ٱلۡأٓخِرَةِ كَمَا يَئِسَ ٱلۡكُفَّارُ مِنۡ أَصۡحَٰبِ ٱلۡقُبُورِ ﴾ [الممتحنة: 13]
استحضارُ المؤمن الدائمُ واستشعارُه المستمرُّ غضبَ الله عزَّ وجلَّ على أعدائه يخوِّفُه من محبَّتهِم، وينفِّره من موالاتهِم.
لا تزال الذنوبُ والمعاصي تتكاثر وتتراكم حتى يُطبعَ على قلب مقترفها، فلا يَميزُ بعدُ بين حقٍّ وباطل، وينتهي أمرُه إلى القنوط من رحمة الله وثوابه.
سورة: الممتحنة - آية: 13  - جزء: 28 - صفحة: 551


مواضيع أخرى في القرآن الكريم


أهل المغفرة أسماء يوم القيامة قوم إبراهيم القوامة جزاء الكافرين وجود الله مناسك الحج غزوة الخندق الثواب الخشوع


الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Saturday, April 20, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب