قائمة السور | مواضيع القرآن الكريم مرتبة حسب الآيات :آيات القرآن الكريم مقسمة حسب كل موضوع و فئة | لقراءة سورة كاملة اختر من : فهرس القرآن | - للاستماع للقراء : القرآن الكريم mp3
آيات قرآنية عن إنفراد الله بالأمر والحكم في القرآن الكريم
✅ مواضيع القرآن الكريم
﴿وَقَالَتِ ٱلۡيَهُودُ لَيۡسَتِ ٱلنَّصَٰرَىٰ عَلَىٰ شَيۡءٖ وَقَالَتِ ٱلنَّصَٰرَىٰ لَيۡسَتِ ٱلۡيَهُودُ عَلَىٰ شَيۡءٖ وَهُمۡ يَتۡلُونَ ٱلۡكِتَٰبَۗ كَذَٰلِكَ قَالَ ٱلَّذِينَ لَا يَعۡلَمُونَ مِثۡلَ قَوۡلِهِمۡۚ فَٱللَّهُ يَحۡكُمُ بَيۡنَهُمۡ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ فِيمَا كَانُواْ فِيهِ يَخۡتَلِفُونَ ﴾ [البقرة: 113]
لم ينتفع أهلُ الكتاب بكتابهم، شأنهم شأن المشركين الأمِّيِّين، جحَدوا الحقَّ الذي مع غيرهم تعصُّبًا لحظوظهم، وكأن إقامة صَرحهم لا تكون إلا على أنقاض غيرهم! يحتذي بعض المسلمين حذوَ أهل الكتاب حين تغلي في نفوسهم الحَميَّة؛ فيتعصَّبون لأنفسهم، ويتمكَّن الشيطان من تفريق كلمتهم، فيترامَون بالكفر دون برهان. مَن أيقن أنه موقوفٌ مع خصمه المخالف له بين يدَي حكمٍ عدلٍ اعتدل في خلافه، ولم يفجُر في خصومته. |
﴿هَلۡ يَنظُرُونَ إِلَّآ أَن يَأۡتِيَهُمُ ٱللَّهُ فِي ظُلَلٖ مِّنَ ٱلۡغَمَامِ وَٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ وَقُضِيَ ٱلۡأَمۡرُۚ وَإِلَى ٱللَّهِ تُرۡجَعُ ٱلۡأُمُورُ ﴾ [البقرة: 210]
ماذا ينتظر المفسدون، الذين هم لخطُوات الشيطان متَّبعون؟! الهُدى بين أيديهم، والبيِّنات نُصبَ أعينهم، ولم يبقَ إلا قضاء الله فيهم. إلى الله وحدَه ترجع الأمور كلُّها، فيحكم فيها بعدله، ويرحم مَن يشاء بفضله، فلا تعلِّق رجاءك بغيره. |
﴿وَلِلَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِۚ وَإِلَى ٱللَّهِ تُرۡجَعُ ٱلۡأُمُورُ ﴾ [آل عمران: 109]
من علم أنه لن يُغنيَ مملوكٌ عن مملوك شيئًا، وأن الخلق كلَّهم لله يتصرَّف فيهم كيـف يشـاء، ويجـازي كلًّا بمـا يستحقُّ، استعدَّ لما أمامه، ولم يرضَ أن يكونَ ذيلًا لأحدٍ في الباطل. إذا كان جميع ما في السماوات والأرض لله، وجميع الأمور ترجع إلى الله، فاجعل أمرك كلَّه لله؛ فذلك سبيلُ نجاتك ونجاحك. |
﴿لَيۡسَ لَكَ مِنَ ٱلۡأَمۡرِ شَيۡءٌ أَوۡ يَتُوبَ عَلَيۡهِمۡ أَوۡ يُعَذِّبَهُمۡ فَإِنَّهُمۡ ظَٰلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 128]
لم يَكِل الله إلى أحدٍ من عباده مهما علا شأنُه شيئًا من أمر الثواب أو العذاب، فلا تعوِّل إلا على الله، ولا تتعلَّق إلا بحِماه. ليس لأحدٍ من الخلق أن يحكمَ على عواقب الناس ومآلاتهم في الآخرة، فإنَّ ذلك لله وحدَه. |
﴿ثُمَّ أَنزَلَ عَلَيۡكُم مِّنۢ بَعۡدِ ٱلۡغَمِّ أَمَنَةٗ نُّعَاسٗا يَغۡشَىٰ طَآئِفَةٗ مِّنكُمۡۖ وَطَآئِفَةٞ قَدۡ أَهَمَّتۡهُمۡ أَنفُسُهُمۡ يَظُنُّونَ بِٱللَّهِ غَيۡرَ ٱلۡحَقِّ ظَنَّ ٱلۡجَٰهِلِيَّةِۖ يَقُولُونَ هَل لَّنَا مِنَ ٱلۡأَمۡرِ مِن شَيۡءٖۗ قُلۡ إِنَّ ٱلۡأَمۡرَ كُلَّهُۥ لِلَّهِۗ يُخۡفُونَ فِيٓ أَنفُسِهِم مَّا لَا يُبۡدُونَ لَكَۖ يَقُولُونَ لَوۡ كَانَ لَنَا مِنَ ٱلۡأَمۡرِ شَيۡءٞ مَّا قُتِلۡنَا هَٰهُنَاۗ قُل لَّوۡ كُنتُمۡ فِي بُيُوتِكُمۡ لَبَرَزَ ٱلَّذِينَ كُتِبَ عَلَيۡهِمُ ٱلۡقَتۡلُ إِلَىٰ مَضَاجِعِهِمۡۖ وَلِيَبۡتَلِيَ ٱللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمۡ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمۡۚ وَٱللَّهُ عَلِيمُۢ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ ﴾ [آل عمران: 154]
مَن ظنَّ بأن الله لا ينصُر رسوله، ولا يؤيِّده وحزبَه، فقد ظنَّ بالله ظنَّ السوء، ونسبَه إلى خلاف ما يليق بكماله وجلاله، وذلك من علامات النفاق وخِصال المنافقين. كم تنطوي نفوسٌ على سوء ظنٍّ بالله، ويخطِر لها أن لو كانت المقاديرُ بأيديها، والشرائع من صُنع عقولها، ولكنَّ الأمر بفضل الله أحكمُ وأهدى. أمر هذا الدِّين كلُّه لله وحدَه، وما على العبد إلا أن يؤدِّيَ واجباته، ويفيَ بعهوده، ويسلِّمَ الأمر بعد ذلك للحكيم العليم. كلَّما أُصبتَ بمصيبةٍ فجعلَت نفسُك تلومك وتقول: لو فعلتَ كذا لما كان ذا. . فقل لها: لو كنتِ في دارك لبرَزتِ إلى مصائبك، فلا مفرَّ من القدَر. ليس كالمِحنة مِـحَكٌّ يكشف ما تخفيه النفوس، فينفي عنها الزَّيفَ والرِّياء، ويُبرزها على حقيقتها بلا طِلاء. دَع عنك الرهبةَ ممَّا يُضمره المنافقون، وما يتربَّص به الأعداء الحاقدون، فإن الله به عليم، فتوكَّل على الجليل العظيم، فهو حسبُك ونعم الوكيل. |
﴿قُلۡ إِنِّي عَلَىٰ بَيِّنَةٖ مِّن رَّبِّي وَكَذَّبۡتُم بِهِۦۚ مَا عِندِي مَا تَسۡتَعۡجِلُونَ بِهِۦٓۚ إِنِ ٱلۡحُكۡمُ إِلَّا لِلَّهِۖ يَقُصُّ ٱلۡحَقَّۖ وَهُوَ خَيۡرُ ٱلۡفَٰصِلِينَ ﴾ [الأنعام: 57]
الإسلام دينُ عزٍّ وفَخار، ووضوحٍ وصفاء، فمَن تمسَّك به فليَجهَر بإيمانه بين الأنام، ولا يستحي من تمسُّكه به في العقيدة والسُّلوك والأحكام. احمَدِ اللهَ على نعمة الهداية التي وصلت إليك بغير كُلفة، وتأمَّل في أولئك الذين كذَّبوا بالآيات البيِّنات التي عرضَها عليهم رسولُ الله، لكنَّهم لم يقبلوها، وهي من الله لم تزل غضَّةً طَرِية! استعجال العذاب صورةٌ تعبِّرُ عن قمَّةِ التكذيب والاستهزاء، ونهايةِ التحدِّي والطغيان، ولمَّا لم يكن أمرُ العذاب بيد رسول الله نفاه عن نفسه، ولكنَّه آتيهم لا محالةَ ولو مُدَّ لهم حبلُ الإمهال. الله تعالى هو الحَكَمُ بين عباده، يعذِّب بعدله، ويُثيبُ بفضله، ويعجِّل العذابَ لمَن يشاء، ويؤخِّرُه عمَّن يريد، لا رادَّ لحُكمه، ولا غالبَ لأمره. مَن ذا الذي لا يَحمَدُ حُكمَ الله تعالى وقولُه هو الفصل، وما هو بالهزل، يقضي بين العباد بالعدل، ويُحقُّ الحقَّ في الدنيا والآخرة؟ |
﴿ثُمَّ رُدُّوٓاْ إِلَى ٱللَّهِ مَوۡلَىٰهُمُ ٱلۡحَقِّۚ أَلَا لَهُ ٱلۡحُكۡمُ وَهُوَ أَسۡرَعُ ٱلۡحَٰسِبِينَ ﴾ [الأنعام: 62]
قد خلقك ربُّك لعبادته وأنت عائدٌ إليه ولا بدَّ، فهل ستعودُ إليه محقِّقًا ما خلقك من أجله، أو ستعودُ بما خالفَه، فتذكَّر عِظمَ المقابلة وما زلتَ في أرض السفر. مَن لا يشغَلُه شأنٌ عن شأن، لا يشغلُه حسابٌ عن حساب، وأنَّى لأحدٍ أن يماطلَ في حسابه يومئذٍ أو يغالطَ علَّامَ الغيوب؟ |
﴿وَإِذۡ يُرِيكُمُوهُمۡ إِذِ ٱلۡتَقَيۡتُمۡ فِيٓ أَعۡيُنِكُمۡ قَلِيلٗا وَيُقَلِّلُكُمۡ فِيٓ أَعۡيُنِهِمۡ لِيَقۡضِيَ ٱللَّهُ أَمۡرٗا كَانَ مَفۡعُولٗاۗ وَإِلَى ٱللَّهِ تُرۡجَعُ ٱلۡأُمُورُ ﴾ [الأنفال: 44]
جرت حكمةُ الله في ترتيب أمور الحياة على أسباب؛ ففي غزوة بدر قلَّل الله كلَّ فريقٍ في نظر الآخر؛ حتى يُتمَّ نصرَه لجنده المؤمنين، وهو قادرٌ على نصرهم بلا أسباب. |
﴿وَلِلَّهِ غَيۡبُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَإِلَيۡهِ يُرۡجَعُ ٱلۡأَمۡرُ كُلُّهُۥ فَٱعۡبُدۡهُ وَتَوَكَّلۡ عَلَيۡهِۚ وَمَا رَبُّكَ بِغَٰفِلٍ عَمَّا تَعۡمَلُونَ ﴾ [هود: 123]
وأنت تترك أهلَ الباطل وتنتظر قضاءَ الله فيهم فلا تستعجله، فموعدُه عند علَّامِ الغيوب، وحسبُك أن تَنصَبَ في عبادته، وتتوكَّلَ عليه في الأمر كلِّه. إنما ينفع التوكُّلُ على الله مَن عبَده، وما أحسنَ العبادةَ عونًا في الأعمال، وصلاحًا للأحوال! يعمل الكافرون ويعمل المؤمنون، ولا يغفُل الله تعالى عن عملهم أجمعين، فيُجازي المؤمنين بفضله، والكافرين بعدله. |
﴿أَفَمَنۡ هُوَ قَآئِمٌ عَلَىٰ كُلِّ نَفۡسِۭ بِمَا كَسَبَتۡۗ وَجَعَلُواْ لِلَّهِ شُرَكَآءَ قُلۡ سَمُّوهُمۡۚ أَمۡ تُنَبِّـُٔونَهُۥ بِمَا لَا يَعۡلَمُ فِي ٱلۡأَرۡضِ أَم بِظَٰهِرٖ مِّنَ ٱلۡقَوۡلِۗ بَلۡ زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ مَكۡرُهُمۡ وَصُدُّواْ عَنِ ٱلسَّبِيلِۗ وَمَن يُضۡلِلِ ٱللَّهُ فَمَا لَهُۥ مِنۡ هَادٖ ﴾ [الرعد: 33]
سيدرك مَن اختار الضلالَ على الهدى أنه اختار عذابَ الدنيا، وأن عذابًا في الآخرة أشقَّ ينتظره بعد انقضاء حياته. لو يوقنُ الضالُّون بالعذاب الشاقِّ الذي ينتظرهم في الآخرة ما تمادَوا في ضلالهم. سبحان مَن لا يُحادُّه أحدٌ إلا قهره وغلبه، ولا يشفع عنده أحدٌ إلا بإذنه، وليس يأذَن بالشفاعة لمَن كفر به فمات على كفره! |
﴿وَلَا تَكُونُواْ كَٱلَّتِي نَقَضَتۡ غَزۡلَهَا مِنۢ بَعۡدِ قُوَّةٍ أَنكَٰثٗا تَتَّخِذُونَ أَيۡمَٰنَكُمۡ دَخَلَۢا بَيۡنَكُمۡ أَن تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرۡبَىٰ مِنۡ أُمَّةٍۚ إِنَّمَا يَبۡلُوكُمُ ٱللَّهُ بِهِۦۚ وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمۡ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ مَا كُنتُمۡ فِيهِ تَخۡتَلِفُونَ ﴾ [النحل: 92]
إن أمَّةً تتَّخذ من نقض عهدها سبيلًا لتطوُّرها ونمائها إنما تسقي جذورَها بأسباب هلاكها. قد تَعرِضُ للمرء سوانحُ تُغريه بالتفلُّت من العهد الذي يُبرِمُه مع الله، وخيرُ عاصمٍ من ذلك بعد الصبر أن يعلمَ أنه ابتلاءٌ إمَّا يُرفع به وإمَّا يُخفَض. كما لا ينبغي الإخلالُ بما هو صريحٌ في وجوب الوفاء به، كذا ينبغي تخليةُ الذمَّةِ فيما يشتبهُ على الناس ويختلفون فيه. |
﴿إِنَّمَا جُعِلَ ٱلسَّبۡتُ عَلَى ٱلَّذِينَ ٱخۡتَلَفُواْ فِيهِۚ وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَحۡكُمُ بَيۡنَهُمۡ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ فِيمَا كَانُواْ فِيهِ يَخۡتَلِفُونَ ﴾ [النحل: 124]
كم يجُرُّ الاختلافُ من شؤم على أصحابه! ويحُولُ بينهم وبين الظفَر بالفضائل. إذا كان مَردُّ كلِّ الخصومات إلى الله، وهو مَن يحكم فيها يوم القيامة، فإن النجاةَ في اتِّباع الوحي والاحتكام إليه والصدور عنه. |
﴿وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمۡرِ رَبِّكَۖ لَهُۥ مَا بَيۡنَ أَيۡدِينَا وَمَا خَلۡفَنَا وَمَا بَيۡنَ ذَٰلِكَۚ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيّٗا ﴾ [مريم: 64]
الملائكة العظام -وفي مقدَّمهم جبريل- لا يتنزَّلون إلا بأمر الله، ولا يلقَون رسول الله إلا بأمر الله، فتعلَّم منهم كمال الطاعة. أيها المؤمن، اذكر ربَّك ولا تنسَه، فإنه لا ينساك في مصالحك، بل هو دائم الاطِّلاع على كلِّ أحوالك، يصرِّفها حسب حكمته، لا يكون شيء من ذلك إلا في الوقت الذي حدَّه له وأراده. |
﴿لَا يُسۡـَٔلُ عَمَّا يَفۡعَلُ وَهُمۡ يُسۡـَٔلُونَ ﴾ [الأنبياء: 23]
سبحان مَن لا يُعترض بالسؤال على أفعاله؛ لعظيم حكمته وكماله، وحسن قضائه وعدله! المخلوقُ يُسأل عن أفعاله؛ لكونه عبدًا لربه، فقيرًا إليه، عاجزًا عن مصالح نفسه من دون معية خالقه، غيرَ معصوم من معصيته. |
﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَٱلَّذِينَ هَادُواْ وَٱلصَّٰبِـِٔينَ وَٱلنَّصَٰرَىٰ وَٱلۡمَجُوسَ وَٱلَّذِينَ أَشۡرَكُوٓاْ إِنَّ ٱللَّهَ يَفۡصِلُ بَيۡنَهُمۡ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ شَهِيدٌ ﴾ [الحج: 17]
التنازع بين أصحاب الملل المختلفة، بل الملَّةِ الواحدة سُنَّةٌ ماضية، وسيفصل بينهم يوم القيامة مَن يطَّلع على بواطن الأمور وظواهرها، فمَن سرَّه أن يحكمَ الله له فليحذر شهادةَ الله عليه. |
﴿ٱللَّهُ يَحۡكُمُ بَيۡنَكُمۡ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ فِيمَا كُنتُمۡ فِيهِ تَخۡتَلِفُونَ ﴾ [الحج: 69]
شريعة الله تراعي اختلاف الأمــم، وأحوالهــا وأوقاتهــا، فكل ذلك منظور غير مغفل في التشريعات السابقة، ولا الشريعة الخاتمة، فلا يعترضن أحد عليها بروح العصر! فإنما وضعت يوم وضعت لكل عصر يأتي بعدُ إلى قيام الساعة. لا تلتفت إلى مَن ينازعونك في الحق وينتصرون للباطل، وعاملهم بالإغفال ما داموا مصرين على الجدال، حتى ينقادوا للحق ويستسلموا له ويتركوا المنازعة فيه، ويا حبذا المتاركة بالوعيد والإنذار الصادر في قالبِ رفقٍ ولين. اطمئنانُك إلى أن ما أنت فيه من الهدى هو الحقُّ يعينك في الثبات عليه والدعوة إليه. إنما يجدي الجدل مع القلوب المستعدة للهدى، التي تطلب المعرفة، وتبحث بصدق عن الدليل، لا مع القلوب المصرة على الضلال والمكابرة، فليَكلِ الداعي في نهاية الأمر حالهم إلى الله تعالى. |
﴿يَعۡلَمُ مَا بَيۡنَ أَيۡدِيهِمۡ وَمَا خَلۡفَهُمۡۚ وَإِلَى ٱللَّهِ تُرۡجَعُ ٱلۡأُمُورُ ﴾ [الحج: 76]
الله جلَّ وعلا هو الرقيب على صنيع أنبيائه، الشهيد على جواب أقوامهم، الحافظ لهم من كيد أعدائه، والناصر لجنابهم بين خلائقه. إلى الله مرجع عباده بعدما بلغتهم دعوةُ رسله، فمَن أجابهم فنعمَ المرجع الذي سيصير إليه، ومَن أعرض عنهم فبئس المآل الذي سيَقدُم عليه. |
﴿إِنَّ رَبَّكَ يَقۡضِي بَيۡنَهُم بِحُكۡمِهِۦۚ وَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡعَلِيمُ ﴾ [النمل: 78]
احرِص على سلوك طريق العدل والإنصاف عنـد الاختـلاف، متـذكرًا يـوم الفصـل والقضاء بين يدي الحكم العدل الذي لا يغلبه في حكمه أحد لعزته، ولا يخفى عليه شيء لتمام علمه. |
﴿وَرَبُّكَ يَخۡلُقُ مَا يَشَآءُ وَيَخۡتَارُۗ مَا كَانَ لَهُمُ ٱلۡخِيَرَةُۚ سُبۡحَٰنَ ٱللَّهِ وَتَعَٰلَىٰ عَمَّا يُشۡرِكُونَ ﴾ [القصص: 68]
على الإنسان أن يعلم أن الخلق والاختيار، والإعزاز والإذلال، مفوَّضٌ إلى الله، ليس لأحد فيه شَرِكةٌ ومنازعة، فكيف لا ينزَّه عن شريك مخلوق لا يخلُق شيئًا، ولا اختيار له فيما يجري؟ الله تعالى أعلمُ بمواقع اختياره، ومحالِّ رضاه من بين خلقه، وما يصلُح للاختيار ممَّا لا يصلح، وليس للعبد إلا التسليمُ لخالقه، والرضا بما اختاره لنفسه أو لغيره. لو استقَّرت هذه الحقيقة في العقول والضمائر ما سخِط الناس شيئًا يحِلُّ بهم، ولا أحزنهم شيء يفوتهم أو يُفلِت منهم؛ إذ ليسوا هم الذين يختارون، إنما الله هو الذي يختار. |
﴿وَهُوَ ٱللَّهُ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَۖ لَهُ ٱلۡحَمۡدُ فِي ٱلۡأُولَىٰ وَٱلۡأٓخِرَةِۖ وَلَهُ ٱلۡحُكۡمُ وَإِلَيۡهِ تُرۡجَعُونَ ﴾ [القصص: 70]
مَن كان له الحمد كاملًا دائمًا، فله وحده الدِّينُ خالصًا، فما أخسر مَن دعا غيره! وما أضلَّ مَن زعم أن له شريكا! في الإخبار بمرجع الخلق إلى الخالق تقوية لقلوب المطيعين، فربهم الذي يرجِعون إليه عادلٌ في حكمه، عالمٌ بكل عملِ عبده. إذا كان مرجعك إلى ربك، وإليه الحكم في عملك، وهو العليم بكل صغيرة وكبيرة منك، فماذا أعددت ليوم لقائه حتى تنجوَ من سَخطه؟ |
﴿وَلَا تَدۡعُ مَعَ ٱللَّهِ إِلَٰهًا ءَاخَرَۘ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَۚ كُلُّ شَيۡءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجۡهَهُۥۚ لَهُ ٱلۡحُكۡمُ وَإِلَيۡهِ تُرۡجَعُونَ ﴾ [القصص: 88]
حذارِ أن تدعوَ مع الله سبحانه وتعالى أحدًا؛ فإن ذلك يخالف مقتضى شهادة التوحيد، ويوصل صاحبه إلى أسوأ مصير. لا معبودَ يستحقُّ أن تَصرفَ له عبادتك ودعاءك، وتوجُّهك ورجاءك، إلا الله وحده الذي بيده كلُّ شيء. إن الله تعالى هو الحيُّ القيُّوم الذي لا يموت، وما سواه إلى فناء وزوال، ونقص واضمحلال، فأيُّ عاقل يدَعُ الباقي، ويتوجَّه إلى الفاني؟ مصير الخلق إليه، وحسابهم عليه يوم يقفون بين يديه، فيا سعادةَ الموحدين! ويا شقاء المشركين! |
﴿فِي بِضۡعِ سِنِينَۗ لِلَّهِ ٱلۡأَمۡرُ مِن قَبۡلُ وَمِنۢ بَعۡدُۚ وَيَوۡمَئِذٖ يَفۡرَحُ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ ﴾ [الروم: 4]
قد يطول أمدُ زهو المشركين أو يقصُر، ولكنَّ خِذلانهم آتٍ لا محالة. لا يكفي وجودُ أسباب النصر والهزيمة، بل لا بدَّ من موافقة قضاء الله تعالى وقدره؛ فإنَّ كل حادث وحالة ونشأة وعاقبة ونصر وهزيمة محكومةٌ بالقضاء والقدر. إنما النصر بيد الله، فمَن شاء نصره، ومَن شاء خذله؛ قويًّا كان أو ضعيفًا، فالخلقُ خلقه والأمر أمره، ولا يُسأل عمَّا يفعل سبحانه وتعالى. |
﴿إِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَفۡصِلُ بَيۡنَهُمۡ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ فِيمَا كَانُواْ فِيهِ يَخۡتَلِفُونَ ﴾ [السجدة: 25]
احرِص كلَّ الحرص في خصومة الدين أن ترعى حقَّ الله تعالى وفلاح الآخرة، لا أن ترعى حظَّ نفسك والغلبة في دنياك، فإنَّ الله تعالى هو مَن سيفصل في خصومات عباده يوم القيامة. لا يستطيع العباد القضاء على كلِّ اختلاف، فإذا جاء يومُ القيامة فصَل الله بينهم فيما اختلفوا فيه بالحقِّ حسب علمه سبحانه وتعالى. |
﴿قُلۡ يَجۡمَعُ بَيۡنَنَا رَبُّنَا ثُمَّ يَفۡتَحُ بَيۡنَنَا بِٱلۡحَقِّ وَهُوَ ٱلۡفَتَّاحُ ٱلۡعَلِيمُ ﴾ [سبأ: 26]
لأعمال العباد دارٌ آخرة يحكم بينهم فيها أحكمُ الحاكمين، ويفصِل بين المختصمين أعدلُ العادلين. يجمع الله تعالى بين المحقين والمبطلين يوم القيامة، حتى يقوم الحق بدعوته، ثم يُمضي سبحانه بعد ذلك أمره بحكمته وعدله. يحكم الله تعالى بين عباده وهو بهم عليم لا تخفى عليه خافية، فلا يحتاج إلى شهود ولا بينات، فكل ما عملوا عنده مرقوم معلوم. |
﴿وَإِن يُكَذِّبُوكَ فَقَدۡ كُذِّبَتۡ رُسُلٞ مِّن قَبۡلِكَۚ وَإِلَى ٱللَّهِ تُرۡجَعُ ٱلۡأُمُورُ ﴾ [فاطر: 4]
أيها الداعية، إن لم تُقابَل دعوتُك بالقَبول وقد بذلت ما تستطيع من أساليب النجاح فلا تحزن، فقد رُدَّت دعوة رسُلٍ مؤيَّدين بالمعجزات البيِّنات! في مآل الأمور إلى الله تعالى سَلوى لكلِّ داعٍ صادق لم تُقبل دعوته، فعند الله يُجزى العباد؛ الداعي ومَن صدَّقه ومَن كذَّبه. |
﴿قُلِ ٱللَّهُمَّ فَاطِرَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ عَٰلِمَ ٱلۡغَيۡبِ وَٱلشَّهَٰدَةِ أَنتَ تَحۡكُمُ بَيۡنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُواْ فِيهِ يَخۡتَلِفُونَ ﴾ [الزمر: 46]
إن خير ما سألت به ربَّك أيُّها العبد وتضرَّعت به إليه سؤالُه بأسمائه الحسنى وصفاته العُلا، وفي الآية من أسماء الله وصفاته ما يدفع العبدَ للتضرُّع بها في رفع الكيد والضُّرِّ عنه. عندما تشتبه عليك الحقائقُ في ظلِّ الاختلاف لا تنسَ هذا الدعاء: (اللهم ربَّ جبريلَ وميكائيل وإسرافيل، فاطرَ السماوات والأرض، عالمَ الغيب والشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدني لِما اختُلف فيه من الحقِّ بإذنك، إنك تهدي مَن تشاء إلى صراطٍ مستقيم). |
﴿وَمَا ٱخۡتَلَفۡتُمۡ فِيهِ مِن شَيۡءٖ فَحُكۡمُهُۥٓ إِلَى ٱللَّهِۚ ذَٰلِكُمُ ٱللَّهُ رَبِّي عَلَيۡهِ تَوَكَّلۡتُ وَإِلَيۡهِ أُنِيبُ ﴾ [الشورى: 10]
ما أبعدَ البَونَ عند الاختلاف في شرع الله بين مَن يحتكم إلى رأي فلان وقول علان، وبين مَن يحتكم إلى قول الله وقول رسوله ﷺ. كمال العبوديَّة لله في تحقيق هذين الأصلين العظيمين المتجلِّيَين في قوله: ﴿إيَّاكَ نَعبُدُ وإيَّاكَ نَستَعين﴾ ، وقوله: ﴿فاعبُدهُ وتَوكَّل عَليه﴾ . توكَّل على الله تبارك وتعالى في كلِّ أمورك، وارجِع إليه في جميع شؤونك، وسيهديك إلى الحقِّ حينما يختلف الناسُ فيه. |
﴿يَوۡمَ لَا تَمۡلِكُ نَفۡسٞ لِّنَفۡسٖ شَيۡـٔٗاۖ وَٱلۡأَمۡرُ يَوۡمَئِذٖ لِّلَّهِ ﴾ [الانفطار: 19]
هي الحقيقة التي ينبغي ألَّا تغيبَ عنك لحظة؛ لن يُغنيَ عنك يومَ القيامة إلا عملُك، فأصلح عملك ودعك ممَّا سواه. |
مواضيع أخرى في القرآن الكريم
غض البصر وحفظ الفرج إمداد المؤمنين عقاب اليهود يوم الحشر رضى اليهود والنصارى الجاهلية البراءة من المشركين اسم الله الفتاح أوامر الله لليهود قوم لوط
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Friday, December 27, 2024
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب