قائمة السور | مواضيع القرآن الكريم مرتبة حسب الآيات :آيات القرآن الكريم مقسمة حسب كل موضوع و فئة | لقراءة سورة كاملة اختر من : فهرس القرآن | - للاستماع للقراء : القرآن الكريم mp3
آيات قرآنية عن استعمال العقل في القرآن الكريم
✅ مواضيع القرآن الكريم
﴿۞ أَتَأۡمُرُونَ ٱلنَّاسَ بِٱلۡبِرِّ وَتَنسَوۡنَ أَنفُسَكُمۡ وَأَنتُمۡ تَتۡلُونَ ٱلۡكِتَٰبَۚ أَفَلَا تَعۡقِلُونَ ﴾ [البقرة: 44]
كما أن تلاوتك سببٌ لزيادة علمك، فليكن علمُك سببًا لتزكيتك، وليكونا زادكَ في الدعوة إلى سبيل ربِّك، وقد أفلح من زكَّى نفسَه بالعلم والعمل. أمرُك بالمعروف ونهيُك عن المنكر إرشادٌ لغيرك إلى المصلحة وتحذيرٌ له من المفسدة، وهو إحسانٌ مطلوب، لكن لا تنسَ نفسك التي بين جنبَيك فهي أَولى بالإحسان. |
﴿فَقُلۡنَا ٱضۡرِبُوهُ بِبَعۡضِهَاۚ كَذَٰلِكَ يُحۡيِ ٱللَّهُ ٱلۡمَوۡتَىٰ وَيُرِيكُمۡ ءَايَٰتِهِۦ لَعَلَّكُمۡ تَعۡقِلُونَ ﴾ [البقرة: 73]
إن مَن قدَرَ على إحياء نفسٍ واحدة قادرٌ على إحياء الأنفُس كلِّها، فاعجَب لمن يُنكر البعث والحياة بعد الموت! مشاهد العِبرة مجالٌ رَحبٌ للانتفاع والادِّكار، ولكن لا يستفيد منها إلا من أعمل عقلَه في قراءتها، وقلبَه في تأمُّلها. |
﴿وَمَثَلُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ كَمَثَلِ ٱلَّذِي يَنۡعِقُ بِمَا لَا يَسۡمَعُ إِلَّا دُعَآءٗ وَنِدَآءٗۚ صُمُّۢ بُكۡمٌ عُمۡيٞ فَهُمۡ لَا يَعۡقِلُونَ ﴾ [البقرة: 171]
إذا تُليَ عليك كتابُ الله فأَرْعِه سمعَك، وتدبَّره بقلبك وعقلك، واربَأ بنفسك عن سماع البهائم؛ فإنها تسمع دَويَّ الصوت ولا تفهم منه شيئًا. من الإعاقة أن تفقدَ نفع سمعٍ موجود، وجَدوى عينٍ مبصرة، وفائدة لسانٍ ناطق. إن لم تجعل جوارحَك منافذَ لوصول الضياء إلى قلبك فأيُّ قيمة لها؟! |
﴿كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمۡ ءَايَٰتِهِۦ لَعَلَّكُمۡ تَعۡقِلُونَ ﴾ [البقرة: 242]
لو عقَل الناسُ الحكمةَ والرحمة والنعمة في هذا المنهج الإلهيِّ القويم، وما فيه من السَّماحة مع الحسم، لقابلوه بالرضا والطاعة والتسليم. |
﴿يُؤۡتِي ٱلۡحِكۡمَةَ مَن يَشَآءُۚ وَمَن يُؤۡتَ ٱلۡحِكۡمَةَ فَقَدۡ أُوتِيَ خَيۡرٗا كَثِيرٗاۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّآ أُوْلُواْ ٱلۡأَلۡبَٰبِ ﴾ [البقرة: 269]
الحكمة فضلٌ من الله يؤتيه من يشاء، ومَن اجتهد في موافقة هُدى الله أصاب الحكمةَ وتنعَّم بها. ليس كالحكمة منحةٌ سَنيَّة، وعطيَّة عَليَّة، فمَن مُنحَها فلن يضلَّ في تقدير الأمور، وإصابةِ الحقِّ في الأحوال المضطربة. جعلنا الله وإيَّاكم من أهلها. صاحب العقل هو الذي يتذكَّر ويتنبَّه ويعتبر، ومَن تنكَّب الصِّراط فليس بذي لبٍّ ولو نال أعلى الشهادات. |
﴿هُوَ ٱلَّذِيٓ أَنزَلَ عَلَيۡكَ ٱلۡكِتَٰبَ مِنۡهُ ءَايَٰتٞ مُّحۡكَمَٰتٌ هُنَّ أُمُّ ٱلۡكِتَٰبِ وَأُخَرُ مُتَشَٰبِهَٰتٞۖ فَأَمَّا ٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمۡ زَيۡغٞ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَٰبَهَ مِنۡهُ ٱبۡتِغَآءَ ٱلۡفِتۡنَةِ وَٱبۡتِغَآءَ تَأۡوِيلِهِۦۖ وَمَا يَعۡلَمُ تَأۡوِيلَهُۥٓ إِلَّا ٱللَّهُۗ وَٱلرَّٰسِخُونَ فِي ٱلۡعِلۡمِ يَقُولُونَ ءَامَنَّا بِهِۦ كُلّٞ مِّنۡ عِندِ رَبِّنَاۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّآ أُوْلُواْ ٱلۡأَلۡبَٰبِ ﴾ [آل عمران: 7]
من الأدب في التعامل مع النصِّ الشرعيِّ أن يرُدَّ الناظر فيه المتشابهاتِ إلى المُحكَمات. جعل الله الآياتِ المحكماتِ كاشفةً للمتشابهات؛ ليظهرَ فضلُ العلماء في استنباطاتهم. الزائغون يتركون حقائقَ الكتاب القاطعةَ في آياته المُحكَمة، ويتذرَّعون إلى أهوائهم بالمتشابهات! الراسخ في العلم يردُّ بعض الكتاب إلى بعضِه، فيقضي بمُحكَمه على متشابهه، فينكشفُ له ما يخفى على غيره، أمَّا مَن لم يبلُغه علمه فإنه يؤمن به على مراد ربِّه. الآيات التي قد يَزيغ بها بعضُ المفتونين يزداد بها الراسخون في العلم إيمانًا؛ لأنهم موقنون بأن كتاب ربِّهم حقٌّ كلُّه لا ريبَ فيه. كلَّما ازداد المرءُ عقلًا ازداد بكلامِ الله تذكُّرًا، وكلَّما نقَص تذكُّرُه دلَّ ذلك على نقصان عقلِه. |
﴿إِنَّ فِي خَلۡقِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَٱخۡتِلَٰفِ ٱلَّيۡلِ وَٱلنَّهَارِ لَأٓيَٰتٖ لِّأُوْلِي ٱلۡأَلۡبَٰبِ ﴾ [آل عمران: 190]
كم من آيةٍ في الكون قد سخَّرها سبحانه لمعاش عباده وأرزاقهم، وراحتهم وهنائهم، تدلُّ على عظمته وجليل قُدرته، وغناه وبديع صَنعته! العاقل الحصيف يقرأ كتابَ الكون المفتوحَ فيستدلُّ بالخلق على الخالق، وبعظمة فِعاله على كماله وجلاله، وكلَّما كان المرءُ بالله وآياته أعلم، كان عقلُه أتمَّ وأحكم. |
﴿ٱلَّذِينَ يَذۡكُرُونَ ٱللَّهَ قِيَٰمٗا وَقُعُودٗا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمۡ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلۡقِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ رَبَّنَا مَا خَلَقۡتَ هَٰذَا بَٰطِلٗا سُبۡحَٰنَكَ فَقِنَا عَذَابَ ٱلنَّارِ ﴾ [آل عمران: 191]
اللبيب هو المتَّصل بالله تعالى في كلِّ أحواله، الذاكرُ له أبدًا في جميع ساعاته، وكيف يغفُل عن الاتِّصال بشيءٍ به قِوامُ حياته؟! ذِكرُ الله هو النُّور الهادي للفكر، فمَن أكثرَ منه فُتحَ عليه من أنوار المعرفة، وأضواء الفهم والدراية. يحفظ على المرء عقلَه اشتغالُه بالعلم طلبًا وتحصيلًا، وبالقرآن تلاوةً وتعليمًا، ويُحيي قلبَه ذكرُه لله قيامًا وقعودًا. مَن زادت معرفتُه بربِّه زاد خوفُه منه وضَراعته إليه، ألا ترى المخلصين الذاكرين الطائعين، المتفكِّرين في عظمة الله تعالى، يسألونه العافيةَ من النار؟ |
﴿وَإِذَا نَادَيۡتُمۡ إِلَى ٱلصَّلَوٰةِ ٱتَّخَذُوهَا هُزُوٗا وَلَعِبٗاۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمۡ قَوۡمٞ لَّا يَعۡقِلُونَ ﴾ [المائدة: 58]
حين يعجِز أعداءُ الحقِّ عن إبطاله، وصدِّ الناس عن امتثاله، يلجؤون إلى حرب الاستهزاء لزعزعة مَن اعتنقَه، وردِّ مَن أراد الوصولَ إليه. لو ذاق الجاحدُ حلاوةَ الصلاة ولذَّتها، وعرَف شرفها وعظمَتها، واغتسل قلبُه بنَمِير راحتِها، وتطهَّر لسانُه بعذب أذكارها، لما استهزأ بها. |
﴿مَا جَعَلَ ٱللَّهُ مِنۢ بَحِيرَةٖ وَلَا سَآئِبَةٖ وَلَا وَصِيلَةٖ وَلَا حَامٖ وَلَٰكِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ يَفۡتَرُونَ عَلَى ٱللَّهِ ٱلۡكَذِبَۖ وَأَكۡثَرُهُمۡ لَا يَعۡقِلُونَ ﴾ [المائدة: 103]
التشريع الوضعيُّ المخالف للوحي هو افتراء للكذب على الله؛ لأنه سبحانه أعلم بمصلحة خلقه، وله الحكمةُ البالغة فيما شرَعه لعباده. تشريع ما يخالفُ وحيَ السماء، وفرضُه على الناس، ليس من العقل والحكمة، وإنما العقلُ كلُّه والحكمة كلُّها في اتِّباع الوحي، فمَن أحلَّ أو حرَّم مع الله فقد شهدَ على نفسه بفساد عقله. |
﴿۞ إِنَّ شَرَّ ٱلدَّوَآبِّ عِندَ ٱللَّهِ ٱلصُّمُّ ٱلۡبُكۡمُ ٱلَّذِينَ لَا يَعۡقِلُونَ ﴾ [الأنفال: 22]
إذا كانت الأسماعُ والأبصار والأفئدة قد خُلقَت للطاعة؛ ليكونَ صاحبُها من خير البريَّة، فاستعملَها في المعصية؛ فأين يكون؟! وما نفعُ تلك الجوارح إن لم تعمل لما خُلقَت له؟ |
﴿لَقَدۡ كَانَ فِي قَصَصِهِمۡ عِبۡرَةٞ لِّأُوْلِي ٱلۡأَلۡبَٰبِۗ مَا كَانَ حَدِيثٗا يُفۡتَرَىٰ وَلَٰكِن تَصۡدِيقَ ٱلَّذِي بَيۡنَ يَدَيۡهِ وَتَفۡصِيلَ كُلِّ شَيۡءٖ وَهُدٗى وَرَحۡمَةٗ لِّقَوۡمٖ يُؤۡمِنُونَ ﴾ [يوسف: 111]
ليس مقصودُ قِصصِ القرآنِ أن تكونَ سَمَرا، بل المقصودُ بها أن تكونَ عِبَرا. ما ترك القرآنُ تفصيلًا يُزكِّي به المرءُ نفسَه، أو يستوجبُ به رحمةَ ربِّه، أو ينيرُ به طريقَه، إلا وذكَره أو دلَّ عليه. لا يستفيدُ من قِصصِ القرآن إلا أصحابُ العقول المستنيرة التي تعتبرُ بما جرى لمَن قبلها، فتسلكُ طريقَ الناجين، وتَحذرُ طريقَ الهالكين. |
﴿وَفِي ٱلۡأَرۡضِ قِطَعٞ مُّتَجَٰوِرَٰتٞ وَجَنَّٰتٞ مِّنۡ أَعۡنَٰبٖ وَزَرۡعٞ وَنَخِيلٞ صِنۡوَانٞ وَغَيۡرُ صِنۡوَانٖ يُسۡقَىٰ بِمَآءٖ وَٰحِدٖ وَنُفَضِّلُ بَعۡضَهَا عَلَىٰ بَعۡضٖ فِي ٱلۡأُكُلِۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَٰتٖ لِّقَوۡمٖ يَعۡقِلُونَ ﴾ [الرعد: 4]
مَن نظرَ إلى تلك القطع المتلاصقة المتجاورة ذاتِ الأرض المتنوِّعة بين الطيِّب والرَّديء، والصُّلب والرِّخو؛ يجد فيها دليلًا شاهدًا على الخالق المصوِّر، القادر المقتدر سبحانه. ما خلق اللهُ في الدنيا من شيءٍ عبثًا، حتى مظاهرُ الاجتماع والاختلاف في الكائنات هي من تمام نِعَم الله تعالى على عباده لمَن تدبَّرها وتفكَّر فيها. كيف تكون أرضٌ واحدة، تُسقى بماءٍ واحد، تُنتجُ أنواعًا شتَّى من النبات مختلفةَ الألوان والأطعمة، والأشكال والأحجام، لولا أنها من صُنع الحكيم الخبير؟! كم ذا يمرُّ على صفحاتِ هذا الكونِ من قُراء له! ولكن أيُّهم هذا الذي يُعمِلُ فيه عقلَه حتى ينتفعَ به في دنياه وأخراه؟ الإيمانُ بالله تعالى وتوحيده هو المعيارُ الحقيقي على مدى تَعقلِّ المرء وصحةِ تفكيره. |
﴿۞ أَفَمَن يَعۡلَمُ أَنَّمَآ أُنزِلَ إِلَيۡكَ مِن رَّبِّكَ ٱلۡحَقُّ كَمَنۡ هُوَ أَعۡمَىٰٓۚ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُواْ ٱلۡأَلۡبَٰبِ ﴾ [الرعد: 19]
اللبيب مَن نظر في طريقَي الهداية والغَواية، وعرَف حقيقة كلٍّ منهما، فآثر الهدى، واتَّبعَ سبيلَه حتى نجا. مَن لم يُعمِل عقلَه فيتَّبع به ما يُنجيه يومَ القيامة، فليس من أولي الألباب، وإن أنتجَ عقلُه في الدنيا ما به العَجَبُ العُجاب. |
﴿سَلَٰمٌ عَلَيۡكُم بِمَا صَبَرۡتُمۡۚ فَنِعۡمَ عُقۡبَى ٱلدَّارِ ﴾ [الرعد: 24]
سلامٌ عليكم أيها الصابرون على مشاقِّ الدعوة، سلامٌ عليكم أيها المُلزِمون أنفسَكم أمرَ الله، الزامُّون قيادَها عن معصيته، الصابرون لألمها عند أقداره، فدَعُوا اليوم تعبَكم وآلامكم، وخذوا السلامَ الأبديَّ في دار النعيم والخلود. الأَولى باللبيب أن يُجاهدَ نفسَه؛ لعلَّه يحظى بتلك الدار؛ فإنها مُنيةُ النفوس، وسرورُ الأرواح، ومَجمَع اللذَّات والأفراح. |
﴿هَٰذَا بَلَٰغٞ لِّلنَّاسِ وَلِيُنذَرُواْ بِهِۦ وَلِيَعۡلَمُوٓاْ أَنَّمَا هُوَ إِلَٰهٞ وَٰحِدٞ وَلِيَذَّكَّرَ أُوْلُواْ ٱلۡأَلۡبَٰبِ ﴾ [إبراهيم: 52]
القرآنُ كتابُ بلاغٍ وإنذارٍ، فأحسِن توظيفَ هذه الأهدافِ في دعوة الناس. لا فضيلةَ للإنسان ولا مَنقَبةَ له إلا بما يُحسِنُه من إعمال عقله، ولتذكير أمثالِ هؤلاء العقلاء جاءت الكتبُ والرسل. |
﴿إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَٰتٖ لِّلۡمُتَوَسِّمِينَ ﴾ [الحجر: 75]
العِبَر لا ينتفعُ بها إلا مَن تفكَّر، وقاسَ المذكورَ له على ما لم يُذكر، ووازن بين المنكرات ليعلمَ أن بعضَها أنكرُ من بعض. |
﴿أَفَلَمۡ يَهۡدِ لَهُمۡ كَمۡ أَهۡلَكۡنَا قَبۡلَهُم مِّنَ ٱلۡقُرُونِ يَمۡشُونَ فِي مَسَٰكِنِهِمۡۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَٰتٖ لِّأُوْلِي ٱلنُّهَىٰ ﴾ [طه: 128]
اقرأ تاريخَ الأمم الغابرة، وقلِّب صفحات الأقوام الداثرة؛ فإنك ستجد في حياتها ومصيرها عبرةً للرشاد، وموعظة تهديك إلى رب العباد. ما نزل بالأمم المكذبة من الهلاك آيةٌ ناطقة بصحة ما جاءت به الرسل، وسببٌ من أسباب الهداية إلى طريق الحق، فإذا وقفت على شيء من ذلك فأعمِل عقلك في الاعتبار بها، وانهَ نفسك عن عمل أهلها. |
﴿أَفَلَمۡ يَسِيرُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ فَتَكُونَ لَهُمۡ قُلُوبٞ يَعۡقِلُونَ بِهَآ أَوۡ ءَاذَانٞ يَسۡمَعُونَ بِهَاۖ فَإِنَّهَا لَا تَعۡمَى ٱلۡأَبۡصَٰرُ وَلَٰكِن تَعۡمَى ٱلۡقُلُوبُ ٱلَّتِي فِي ٱلصُّدُورِ ﴾ [الحج: 46]
عِظِ الناسَ إن استطعتَ بحوادث التاريخ وأحوال الأمم، وتدبَّر آيات الله تعالى في الآفاق والأنفس؛ ففي ذلك عِبرٌ لمَن كان له قلبٌ أو ألقى السمع وهو شهيد. العمى إنما هو عمى القلب لا عمى البصر، فمَن أبصر قلبُه فما ضرَّه أن يعمى بصره، ومَن عميَ قلبُه فما الذي تنفعه بعد ذلك رؤية الأشياء من حوله؟ قال قَتادةُ رحمه الله: (البصر الظاهر بُلغةٌ ومتعة، وبصر القلب هو البصر النافع). |
﴿وَمِنۡ ءَايَٰتِهِۦ يُرِيكُمُ ٱلۡبَرۡقَ خَوۡفٗا وَطَمَعٗا وَيُنَزِّلُ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءٗ فَيُحۡيِۦ بِهِ ٱلۡأَرۡضَ بَعۡدَ مَوۡتِهَآۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَٰتٖ لِّقَوۡمٖ يَعۡقِلُونَ ﴾ [الروم: 24]
البرق آية من آيات الله تعالى، يحمل في لمعانه لقوم بشرى بقرب نزول الغيث، ولقوم آخرين خوفًا من حصول صواعق محرقة. لا يملك العبد الضعيف أمام أفعال الله جلَّ جلاله سوى الخوف أو الطمع. |
﴿كِتَٰبٌ أَنزَلۡنَٰهُ إِلَيۡكَ مُبَٰرَكٞ لِّيَدَّبَّرُوٓاْ ءَايَٰتِهِۦ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُواْ ٱلۡأَلۡبَٰبِ ﴾ [ص: 29]
مَن اقتصرَ من القرآن على تلاوة كلماته، دون الإبحار في فهم آياته، والغوص في حِكمه ودَلالاته، فقد ضيَّع على نفسه الكثيرَ من بركاته. علامة صحَّة العقل ورُشده التذكُّر بالقرآن، ومَن لم يتذكَّر به فليس بذي عقل ولو حصَّل أعلى الشهادات، وارتقى أرفع الدرجات. |
﴿وَوَهَبۡنَا لَهُۥٓ أَهۡلَهُۥ وَمِثۡلَهُم مَّعَهُمۡ رَحۡمَةٗ مِّنَّا وَذِكۡرَىٰ لِأُوْلِي ٱلۡأَلۡبَٰبِ ﴾ [ص: 43]
انظروا إلى فضل الله تعالى على عباده الذين يبتليهم فيصبرون على محنه وبلائه، وترضى نفوسهم بقدَره وقضائه. فليتأسَّ بأيُّوبَ كلُّ مبتلًى، وليَرجُ من الله مثلَ الذي رجا، فإن رحمة الله بعباده واسعة، وما بينه وبين الإجابة إلا الدعاءُ وحُسن الإنابة. ما عرَف الشقاءَ مَن أُوتيَ قلبًا بصيرا، وعقلًا راجحًا كبيرا، فإنه يعلم أن عاقبة الصبر الفرَج. الفرَجُ قادمٌ لا محالةَ من حيثُ تدري أو لا تدري، فلا تَشغَل بالك به، ولكن أنِبْ واصبر. |
﴿أَمَّنۡ هُوَ قَٰنِتٌ ءَانَآءَ ٱلَّيۡلِ سَاجِدٗا وَقَآئِمٗا يَحۡذَرُ ٱلۡأٓخِرَةَ وَيَرۡجُواْ رَحۡمَةَ رَبِّهِۦۗ قُلۡ هَلۡ يَسۡتَوِي ٱلَّذِينَ يَعۡلَمُونَ وَٱلَّذِينَ لَا يَعۡلَمُونَۗ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُواْ ٱلۡأَلۡبَٰبِ ﴾ [الزمر: 9]
في هذه الآية صورةٌ للقلب الخائف الوجِل، الذي لا ينسى ربَّه في سرَّاءَ ولا ضرَّاء، ويعيش حياته في حذرٍ من الآخرة وأهوالها، متطلِّعًا إلى رحمة الله وفضله. الليل أدعى إلى طلب النوم والراحة، فإذا آثرَ المرء العبادة فيه، استنار قلبُه بنور التقرُّب إلى الله، والأُنس بالقيام والقنوت، حتى يورثَه العلم واليقين. إن العلم إذا رسَخ في القلب وتشرَّبته النفس حملَ صاحبَه على خَشية الله والعمل الصالح، وظهر أثرُه في النفس؛ ﴿إنَّما يَخشَى الله من عِبادِهِ العُلَماءُ﴾ ، وشتَّان بين عالم وجاهل! أنَّى للكافر أن يكونَ مع المؤمن في ميزان الله سواء؟! كلا؛ ﴿أفَمَن كانَ مُؤمِنًا كَمَن كانَ فاسِقًا لا يَستَوُون﴾ . لا يملك العلم اليقينيَّ الموصِلَ إلى الله إلا أصحابُ القلوب الواعية المدركة للحقائق، المنتفعة بما ترى وتعلَم، التي تذكر الله في كلِّ حين، ولا تنسى يومَ لقاه. |
﴿ٱلَّذِينَ يَسۡتَمِعُونَ ٱلۡقَوۡلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحۡسَنَهُۥٓۚ أُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ هَدَىٰهُمُ ٱللَّهُۖ وَأُوْلَٰٓئِكَ هُمۡ أُوْلُواْ ٱلۡأَلۡبَٰبِ ﴾ [الزمر: 18]
النفس الطيِّبة تتفتَّح للقول الطيِّب فتتلقَّاه وتستجيب له، والنفس الخبيثة لا تتفتَّح إلا للخبيث من القول، ولا تستجيب إلا له. اعلم أيُّها المسلمُ أن الهداية من الله، فإيَّاك أن تغترَّ بطاعتك، واحمَدِ الله على ما وفَّقك إليه. |
﴿وَٱخۡتِلَٰفِ ٱلَّيۡلِ وَٱلنَّهَارِ وَمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مِن رِّزۡقٖ فَأَحۡيَا بِهِ ٱلۡأَرۡضَ بَعۡدَ مَوۡتِهَا وَتَصۡرِيفِ ٱلرِّيَٰحِ ءَايَٰتٞ لِّقَوۡمٖ يَعۡقِلُونَ ﴾ [الجاثية: 5]
مَن غيرُ الله يستطيع تقليبَ الليل والنهار؟ فهل من أحد يملك اختلافهما أو التحكُّم فيهما؟ تعالى ربُّنا في سمائه، وعَظُم بقدرته وكبريائه. سبحان مَن جعل من الماء حياةً ورزقًا، يُحيي به الأرض المَوات، فتنبت به من الخيرات والطيِّبات. الرياح مسخَّرة بأمر ربِّها، يوجِّهها أنَّى يشاء، ويُصرِّفها كيفما يريد، ويجعلها سببًا للخير للخلق، وجندًا يذيق بها الكافرين ألوانَ العذاب. حريٌّ بكلِّ ذي عقل ولُبٍّ أكرمه الله به وميَّزه من الأنعام والدوابِّ، أن يتفكَّر في خلق الله ليزدادَ إيمانًا وثباتًا ويقينا. |
﴿لَا يُقَٰتِلُونَكُمۡ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرٗى مُّحَصَّنَةٍ أَوۡ مِن وَرَآءِ جُدُرِۭۚ بَأۡسُهُم بَيۡنَهُمۡ شَدِيدٞۚ تَحۡسَبُهُمۡ جَمِيعٗا وَقُلُوبُهُمۡ شَتَّىٰۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمۡ قَوۡمٞ لَّا يَعۡقِلُونَ ﴾ [الحشر: 14]
سِيماء أهل العقول الاجتماعُ على الحقِّ والائتلافُ عليه، والتفرُّق علامةٌ على ضعفها وقلَّة وعيها. بلغ اليهودُ من الجُبن والهلَع أنهم لا يثبُتون في المعارك إلا متحصِّنين لائذين بما يحميهم، فإذا التحموا مع خصومهم وهنَت عزائمُهم ووَهت قواهُم. قال قَتادة: (أهلُ الباطل مختلفةٌ أهواؤهم، مختلفةٌ شهاداتهم، مختلفةٌ أعمالهم، وهم مجتمعون في عداوة أهل الحقِّ). اجتماعُ الأبدان مع تنافُر القلوب أصلُ كلِّ تخاذُل، وسببٌ لتجاسُر العدوِّ وتطاوله، واتفاقُ القلوب واشتراكُها في الهدف والهمَّة سببُ كلِّ ظفَر وسعادة. |
مواضيع أخرى في القرآن الكريم
الزكاة التسليم لله التطفيف في الوزن الصدقات الجنة القارعة التوكل على الله الزواج من الكتابيات خير الرازقين الفرق بين المؤمن والكافر
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Thursday, December 26, 2024
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب