قائمة السور | مواضيع القرآن الكريم مرتبة حسب الآيات :آيات القرآن الكريم مقسمة حسب كل موضوع و فئة | لقراءة سورة كاملة اختر من : فهرس القرآن | - للاستماع للقراء : القرآن الكريم mp3
آيات قرآنية عن التوكل في القرآن الكريم
✅ مواضيع القرآن الكريم
﴿إِن يَنصُرۡكُمُ ٱللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمۡۖ وَإِن يَخۡذُلۡكُمۡ فَمَن ذَا ٱلَّذِي يَنصُرُكُم مِّنۢ بَعۡدِهِۦۗ وَعَلَى ٱللَّهِ فَلۡيَتَوَكَّلِ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ ﴾ [آل عمران: 160]
النصر والخِذلان بيد الله، فمنه يُلتمَس النصر، وبه يُستعاذ من الخِذلان، وإليه يكون التوجُّه، وعليه يكون التوكُّل. |
﴿ٱلَّذِينَ قَالَ لَهُمُ ٱلنَّاسُ إِنَّ ٱلنَّاسَ قَدۡ جَمَعُواْ لَكُمۡ فَٱخۡشَوۡهُمۡ فَزَادَهُمۡ إِيمَٰنٗا وَقَالُواْ حَسۡبُنَا ٱللَّهُ وَنِعۡمَ ٱلۡوَكِيلُ ﴾ [آل عمران: 173]
القلوب المؤمنة لا تَثنيها الأراجيف، عن القيام بالتكاليف، فإذا جاءها أمرٌ من الله عَزَمَت وتوكَّلت، وطرحت المخاوفَ والأوهام. الإيمان بالله تعالى، وصدق التوكُّل عليه، يُزيلان من القلب كلَّ أراجيف المُرجفين، ويملأانه بالطُّمَأنينة واليقين. |
﴿فَٱسۡتَجَابَ لَهُمۡ رَبُّهُمۡ أَنِّي لَآ أُضِيعُ عَمَلَ عَٰمِلٖ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوۡ أُنثَىٰۖ بَعۡضُكُم مِّنۢ بَعۡضٖۖ فَٱلَّذِينَ هَاجَرُواْ وَأُخۡرِجُواْ مِن دِيَٰرِهِمۡ وَأُوذُواْ فِي سَبِيلِي وَقَٰتَلُواْ وَقُتِلُواْ لَأُكَفِّرَنَّ عَنۡهُمۡ سَيِّـَٔاتِهِمۡ وَلَأُدۡخِلَنَّهُمۡ جَنَّٰتٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ ثَوَابٗا مِّنۡ عِندِ ٱللَّهِۚ وَٱللَّهُ عِندَهُۥ حُسۡنُ ٱلثَّوَابِ ﴾ [آل عمران: 195]
التفكُّر في آيات الله الكونيَّة من مفاتيح الإيمان وأسباب الدعاء، فإذا فُتح بابُ الدعاء فقد عظُم الرجاء بفتح باب الإجابة. خاطبَ الله عبادَه بعنوان الربوبيَّة المُنبئ عن تمام الرعاية، ثم أضافهم إلى ذاته العليَّة، فما أعذبَ تلك الإجابة، وما أشرفَ تلك العناية! يجيب الله دعاءَ من قرنَ دعاءه بالعمل الصالح المتقبَّل، فما الذي يرجوه بكسَله البطَّال؟ قَبول الأعمال الخالصة ليس حِكرًا على أصحاب المقامات الرفيعة، وإنما يمنحه الله لكلِّ مَن بذل وسعَه، واستفرغ جهدَه. المفاضلة بين الناس في الجزاء إنما تكون بحسَب الأعمال الصالحة المقبولة، فلا عبرةَ بجنسٍ ولا نسَب ولا لون، ولا بغير ذلك. كلُّ أذًى ينال المؤمنَ في سبيل الله فقد تكفَّل الله بأجره، ووعد عليه الثواب، فالغُنم بالغُرم. لا يُضيع الله عملَ عامل مخلص، بل يُثيبه من عنده ثوابًا حسنًا، فماذا تنتظر في ثوابٍ اللهُ واهبُه، ومن عملٍ صالح اللهُ مجازٍ عليه؟ |
﴿وَيَقُولُونَ طَاعَةٞ فَإِذَا بَرَزُواْ مِنۡ عِندِكَ بَيَّتَ طَآئِفَةٞ مِّنۡهُمۡ غَيۡرَ ٱلَّذِي تَقُولُۖ وَٱللَّهُ يَكۡتُبُ مَا يُبَيِّتُونَۖ فَأَعۡرِضۡ عَنۡهُمۡ وَتَوَكَّلۡ عَلَى ٱللَّهِۚ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ وَكِيلًا ﴾ [النساء: 81]
وجوه شِرار الناس تلبَسُ لكلِّ قوم ما يَروق لهم، ووجوه خيارِ الناس لا تتلوَّن حسَب المصالح والرغَبات. لا يُحكَم على الناس إلا بما تنطِق به ظواهرُهم، أمَّا سرائرُهم فتوكَلُ إلى بارئهم الذي يعلم خفايا الأمور، وخبايا النفوس والصدور. المنهج الصحيحُ في التعامل مع أصحاب الوجهين ألا يُنظرَ إليهم ولا يُسمعَ لهم، بل يُعرَض عنهم ويُنكَر عليهم، ويُستعان بالله عليهم، وكفى به وكيلًا. |
﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱذۡكُرُواْ نِعۡمَتَ ٱللَّهِ عَلَيۡكُمۡ إِذۡ هَمَّ قَوۡمٌ أَن يَبۡسُطُوٓاْ إِلَيۡكُمۡ أَيۡدِيَهُمۡ فَكَفَّ أَيۡدِيَهُمۡ عَنكُمۡۖ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَۚ وَعَلَى ٱللَّهِ فَلۡيَتَوَكَّلِ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ ﴾ [المائدة: 11]
ليست المنفعةُ في حصول النعمةِ فحسب، بل تكون المنفعةُ أيضًا في دفع النِّقمة، فانظر إلى ما منعَه عنك من البلاء، وكفَّه من الأذى والعناء، فلعلَّه أعظمُ من جليل النِّعَم. كم من البلاء سعى إليك بخيله ورَجِلِه، لا تملك له دفعًا، ولا تستطيع له رفعًا، قد كفَّه الله عنك بلطفه! أفلا تتَّقي ربَّك حقَّ التقوى؟! التذكير بنعمة كفِّ الأعداء عن صالحي المؤمنين قبلنا فيه حثٌّ على التأسِّي بهم في القيام بأمر الدين؛ من الحقِّ والصَّبرِ على المشاقِّ، وهذا هو المعنى العامُّ للجهاد في سبيل الله. إفراد الله بالتوكل من علامات كمال الإيمان، وكلما قوي إيمان العبد زاد توكله على ربه. |
﴿قَالَ رَجُلَانِ مِنَ ٱلَّذِينَ يَخَافُونَ أَنۡعَمَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِمَا ٱدۡخُلُواْ عَلَيۡهِمُ ٱلۡبَابَ فَإِذَا دَخَلۡتُمُوهُ فَإِنَّكُمۡ غَٰلِبُونَۚ وَعَلَى ٱللَّهِ فَتَوَكَّلُوٓاْ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ ﴾ [المائدة: 23]
من نعمة الله عليك أن ترغِّبَ الناسَ بالحقِّ وإن رغبوا عنه، وتدعوَهم إليه وإن نفَروا منه، وتشجِّعَهم عليه وإن زهِدوا فيه. إنها لقاعدةٌ في علم القلوب وعلم الحروب، أقدِموا واقتحموا، فمتى دخلتُم على القوم دارَهم انكسرت قلوبُهم بقَدر ما تقوى قلوبُكم. المؤمن حقًّا يوقن بأن الله منجزٌ وعدَه، لا يُخامره في ذلك أدنى ريب، يستوي في الثقة عنده ما يراه في الشهادة، وما يؤمن به من عالم الغيب. |
﴿ذَٰلِكُمُ ٱللَّهُ رَبُّكُمۡۖ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَۖ خَٰلِقُ كُلِّ شَيۡءٖ فَٱعۡبُدُوهُۚ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ وَكِيلٞ ﴾ [الأنعام: 102]
مبدع السَّمواتِ والأرضِ، وخالقُ كلِّ شيءٍ، والعليمُ بكلِّ شيءٍ، والعليُّ ذاتًا وقدرًا وقهرًا، هو الإلهُ الحقُّ الذي لا يُعبد معه غيرُه. ما تفرَّغ امرؤٌ لعبادة الله متوكِّلًا عليه، منقطعًا إليه عمَّا سواه، إلا كفاه ما أهمَّه من أمر دينه ودنياه. |
﴿قَدِ ٱفۡتَرَيۡنَا عَلَى ٱللَّهِ كَذِبًا إِنۡ عُدۡنَا فِي مِلَّتِكُم بَعۡدَ إِذۡ نَجَّىٰنَا ٱللَّهُ مِنۡهَاۚ وَمَا يَكُونُ لَنَآ أَن نَّعُودَ فِيهَآ إِلَّآ أَن يَشَآءَ ٱللَّهُ رَبُّنَاۚ وَسِعَ رَبُّنَا كُلَّ شَيۡءٍ عِلۡمًاۚ عَلَى ٱللَّهِ تَوَكَّلۡنَاۚ رَبَّنَا ٱفۡتَحۡ بَيۡنَنَا وَبَيۡنَ قَوۡمِنَا بِٱلۡحَقِّ وَأَنتَ خَيۡرُ ٱلۡفَٰتِحِينَ ﴾ [الأعراف: 89]
يا مَن ترومُ النجاةَ من خزي الدنيا وعذاب الآخرة، الزم دينَك، واحذر الكفرَ وما يؤول إليه، فإنه شَرَكُ الشقاء الوخيم. الانتكاسة عن الحقِّ مخالفةٌ لطريق الاستقامة، ومجانبةٌ لجادَّة الهداية، وإعلانٌ بلسان الحال أن الصواب في غيرها، وذلك افتراءٌ على الله ودينه. مهما بلغ العبدُ من الإيمان والعمل فلا ينبغي أن يفارقَه الحذرُ من انقلاب الحال في المستقبل، فشأن الأنبياء والصالحين تعليقُ الأمور بمشيئة ربِّ العالمين. شعور المؤمن بكون شؤونه إلى مشيئة خالقه، يجعله يتواضع لربِّه ويتطامن بين يديه، ويدَعُ الركونَ إلى علمه وعمله في تحصيل نجاته، وإبعاد الآفات عن نفسه. تأدَّب مع مولاك مفوِّضًا علمَ المستقبل إليه، سائلًا إيَّاه دوامَ الإيمان به، مع يقينك بأنه مولاك ومولى عباده المؤمنين. يتوكَّل المؤمنُ في معركته مع الباطل على ربِّه وحدَه؛ لأنه يعرف أنه مصدرُ القوَّة والأمان، الذي يفصل بالحقِّ بين الإيمان والطغيان. |
﴿إِنَّمَا ٱلۡمُؤۡمِنُونَ ٱلَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ ٱللَّهُ وَجِلَتۡ قُلُوبُهُمۡ وَإِذَا تُلِيَتۡ عَلَيۡهِمۡ ءَايَٰتُهُۥ زَادَتۡهُمۡ إِيمَٰنٗا وَعَلَىٰ رَبِّهِمۡ يَتَوَكَّلُونَ ﴾ [الأنفال: 2]
ذِكرُ اللهِ بذكر اسمه وعظمته ورحمته، وهو شعورٌ يبعث على استحضار عظمَة الله، والإكثارِ من الخير، فلا يزال صاحبُه قريبًا من الطاعات، بعيدًا عن المحرَّمات. إنما تظهر آثارُ حلاوة الإيمان في القلب عندما تجدُ اللسانَ يستحلي ذكرَ ربِّه، وتسارع الجوارحُ إلى طاعته. إذا عَمَرَت القلوبُ بالإيمان، أصغَت لتلاوة القرآن، فوقع أثرُه فيها، فزاد إيمانُ أصحابها. لا يجتمع كمالُ توحيد الله والتوكُّلُ على سواه في قلبٍ واحد، فمَن وجد في قلبه توكُّلًا على أحد أو سببٍ غيرَ الله فلخللٍ في إيمانه. |
﴿إِذۡ يَقُولُ ٱلۡمُنَٰفِقُونَ وَٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ غَرَّ هَٰٓؤُلَآءِ دِينُهُمۡۗ وَمَن يَتَوَكَّلۡ عَلَى ٱللَّهِ فَإِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٞ ﴾ [الأنفال: 49]
أيها المؤمنُ، إن ما تؤمنُ به على وجه اليقين قد ترى مَن يعُدُّه غرورًا، فلا تلتفت إلى تلك الموازين الفاسدة. هناك قومٌ يائسون بسبب الانهزام النفسيِّ والانبهار بالكفَّار، فإذا وُجِدَت في الأمَّة بعضُ عوامل النهوض قلَّلوا من شأنها، وسخِروا منها! كم منافقٍ يزرعُ الوهنَ بين الناس في الأزَمات! وما أحوجَ المؤمنَ حينئذٍ إلى التوكُّل والثبات، وتذكُّرِ أن الله عزيزٌ حكيم عظيم! ثِق بفضل الله تعالى وقدرته، وعوِّل على إحسانه ومعونته؛ فإنه بعزَّته وبحكمته حافظُك وناصرك ممَّا تخاف سوءَ عاقبته. |
﴿۞ وَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلۡمِ فَٱجۡنَحۡ لَهَا وَتَوَكَّلۡ عَلَى ٱللَّهِۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡعَلِيمُ ﴾ [الأنفال: 61]
طلبُ العافية مَطلوبٌ كلَّ وقت، فإذا كان الكفَّارُ هم المُبتدئين في ذلك بصدق، ومن غير ضررٍ على الإسلام والمسلمين، أُجيبوا إلى ذلك. ما أحوجَنا إلى التوكُّل الصادق على الله في صلحِنا مع الأعداء؛ لأن الله وحدَه هو الذي يعلم نيَّات الأقوام، ويسمع أقوالهم. |
﴿قُل لَّن يُصِيبَنَآ إِلَّا مَا كَتَبَ ٱللَّهُ لَنَا هُوَ مَوۡلَىٰنَاۚ وَعَلَى ٱللَّهِ فَلۡيَتَوَكَّلِ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ ﴾ [التوبة: 51]
لو تأمَّل المؤمن في الآية لهانت عليه مصيبتُه، فإنه سبحانه قال (لنا) ولم يقل: (علينا). ما يُصيب اللهُ جلَّ شأنُه مؤمنًا بمصيبةٍ إلا كانت له لا عليه، فهي من الله نعمةٌ تستحقُّ الشكر، ولو تزيَّت بلَبوس نقمة. كيف يسخَط المؤمنُ من قضاءٍ قضاه الله له، وهو مولاه الذي يتولَّاه برعايته، ويمدُّ إليه فضلَ عنايته. المنافق لا يتوكَّل إلا على الأسباب الدنيويةِ واللذَّاتِ الفانية، أمَّا المؤمنُ فيسلِّم نفسَه لله وحدَه، ولا يعترضُ عليه. |
﴿فَإِن تَوَلَّوۡاْ فَقُلۡ حَسۡبِيَ ٱللَّهُ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَۖ عَلَيۡهِ تَوَكَّلۡتُۖ وَهُوَ رَبُّ ٱلۡعَرۡشِ ٱلۡعَظِيمِ ﴾ [التوبة: 129]
أيُّها الداعي، إن تولَّى الناسُ عن دعوتك، وأعرضوا عن اتِّباعك، فتوكَّل على ربِّ الناس، فهو الملاذُ والمُلتَجأ. الجهرُ بالحسبلةِ، والتوكُّل على الذي كلُّ الأمرِ له، بقلبٍ حاضرٍ واعٍ، يُطفِئ عن النفسِ لظى الهمِّ والغَم. |
﴿وَقَالَ مُوسَىٰ يَٰقَوۡمِ إِن كُنتُمۡ ءَامَنتُم بِٱللَّهِ فَعَلَيۡهِ تَوَكَّلُوٓاْ إِن كُنتُم مُّسۡلِمِينَ ﴾ [يونس: 84]
ما أحوجَ الناسَ في زمن مِحَنِهم إلى قُدوة تُثبِّتهم على الحق، وتسكِّن جأشَهم، وتُطَمئِنُ نفوسَهم، وتحثُّهم على التوكُّل على ربِّهم! |
﴿وَإِن يَمۡسَسۡكَ ٱللَّهُ بِضُرّٖ فَلَا كَاشِفَ لَهُۥٓ إِلَّا هُوَۖ وَإِن يُرِدۡكَ بِخَيۡرٖ فَلَا رَآدَّ لِفَضۡلِهِۦۚ يُصِيبُ بِهِۦ مَن يَشَآءُ مِنۡ عِبَادِهِۦۚ وَهُوَ ٱلۡغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ ﴾ [يونس: 107]
ما من ضُرٍّ يريدُه اللهُ لعبده مهما قلَّ يمكنُ دفعُه، وما من خيرٍ يريده له مهما عظُم يمكنُ ردُّه. ما يَنعُمُ الإنسانُ فيه من الخير، فمِن فضلِ الله وحدَه، لا بعمله استحقَّه، ولا بقوَّته نالَه. جلَّ مَن يعفو عن سيِّئاتِ عباده، ويحلُمُ عن خطاياهم، فيُنزِلُ عليهم نعمَه ويدفع عنهم نقمَه، ولولا رحمتُه ومغفرتُه ما نالوا ذلك الخيرَ العميم. |
﴿وَلِلَّهِ غَيۡبُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَإِلَيۡهِ يُرۡجَعُ ٱلۡأَمۡرُ كُلُّهُۥ فَٱعۡبُدۡهُ وَتَوَكَّلۡ عَلَيۡهِۚ وَمَا رَبُّكَ بِغَٰفِلٍ عَمَّا تَعۡمَلُونَ ﴾ [هود: 123]
وأنت تترك أهلَ الباطل وتنتظر قضاءَ الله فيهم فلا تستعجله، فموعدُه عند علَّامِ الغيوب، وحسبُك أن تَنصَبَ في عبادته، وتتوكَّلَ عليه في الأمر كلِّه. إنما ينفع التوكُّلُ على الله مَن عبَده، وما أحسنَ العبادةَ عونًا في الأعمال، وصلاحًا للأحوال! يعمل الكافرون ويعمل المؤمنون، ولا يغفُل الله تعالى عن عملهم أجمعين، فيُجازي المؤمنين بفضله، والكافرين بعدله. |
﴿وَقَالَ يَٰبَنِيَّ لَا تَدۡخُلُواْ مِنۢ بَابٖ وَٰحِدٖ وَٱدۡخُلُواْ مِنۡ أَبۡوَٰبٖ مُّتَفَرِّقَةٖۖ وَمَآ أُغۡنِي عَنكُم مِّنَ ٱللَّهِ مِن شَيۡءٍۖ إِنِ ٱلۡحُكۡمُ إِلَّا لِلَّهِۖ عَلَيۡهِ تَوَكَّلۡتُۖ وَعَلَيۡهِ فَلۡيَتَوَكَّلِ ٱلۡمُتَوَكِّلُونَ ﴾ [يوسف: 67]
من الخير أن يزوِّدَ الوالدُ أولادَه بنصائحه حين يفارقونه مسافرين؛ فإن ذلك من أحسن ما يهَبُه لهم عند الفِراق. مهما أساء الولدُ لأبيه، فلا يزالُ والدُه له ناصحًا، وعليه مُشفِقًا، وبه رحيمًا. على المسلم الأخذُ بالأسبابِ الشرعيَّة لحِفظ النفس البشرية، مع كمال التوكُّل على ربِّ البَرية، وعليه تعليمُها لمَن هم تحت حفظه ورعايته. العين حقٌّ، لكنها تُتَّقى بالتوكُّل على الله، وتفويض كلِّ شيءٍ إليه، والبعدِ عن أسباب الإصابة بها. إن العبدَ وإن أخذَ بالأسباب، فإنه لا يعتمدُ عليها ولا يَركَنُ إليها، بل يذكرُ دائمًا أن الحكمَ لله تعالى، الذي يجعل الأسبابَ مؤثِّرة أو غيرَ مؤثِّرة. أخبر يعقوبُ عليه السلام أبناءه أن توكُّلَ المتوكِّلين كلِّهم إنما هو على الله وحدَه، فمَن توكَّل على غيره فليس منهم. |
﴿كَذَٰلِكَ أَرۡسَلۡنَٰكَ فِيٓ أُمَّةٖ قَدۡ خَلَتۡ مِن قَبۡلِهَآ أُمَمٞ لِّتَتۡلُوَاْ عَلَيۡهِمُ ٱلَّذِيٓ أَوۡحَيۡنَآ إِلَيۡكَ وَهُمۡ يَكۡفُرُونَ بِٱلرَّحۡمَٰنِۚ قُلۡ هُوَ رَبِّي لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ عَلَيۡهِ تَوَكَّلۡتُ وَإِلَيۡهِ مَتَابِ ﴾ [الرعد: 30]
تلاوةُ رسولِ اللهِ القرآنَ على أمته من مقاصدِ رسالته، فمَن لم يجعل هدى القرآن أصلًا من أصول دعوته، فما أبعدَه عن كتاب ربه وهدي رسوله الكريم! سبحانَ ربِّنا الحليمِ على مَن عصاه! إنهم ليكفرون به، ويقابلون إحسانَه إليهم بالإساءة، وهو مع ذلك يرحمُهم ويُمهِلهم! صلَّى الله وسلَّم على مَن أقرَّ بالتوحيد لربِّه، وسعى في إبطال كفر الجاحد وشركِه، وبيَّن أن التوكُّل كلَّه على الله، وأن المتابَ إليه لا إلى أحدٍ سواه. |
﴿قَالَتۡ لَهُمۡ رُسُلُهُمۡ إِن نَّحۡنُ إِلَّا بَشَرٞ مِّثۡلُكُمۡ وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ يَمُنُّ عَلَىٰ مَن يَشَآءُ مِنۡ عِبَادِهِۦۖ وَمَا كَانَ لَنَآ أَن نَّأۡتِيَكُم بِسُلۡطَٰنٍ إِلَّا بِإِذۡنِ ٱللَّهِۚ وَعَلَى ٱللَّهِ فَلۡيَتَوَكَّلِ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ ﴾ [إبراهيم: 11]
ينظر الرسُل إلى مِنَن الله تعالى عليهم في اصطفائه إيَّاهم للرسالة، لا إلى تكاليفها ومشاقِّها وصعوباتها، فانظر إلى مِنَّة الله عليك بالهداية. على داعي الحقِّ أن يتواضعَ بين الناس في دعوته، فيبرهنَ عليها مما علمَه من دِينه، فلا يدَّعي الخوارقَ الخارجةَ عن قدرته، ولا الإتيانَ بالبراهينِ البعيدةِ عن مُكنَته. على أهلِ الإيمانِ أن يكونوا أهلَ التوكل الكامل، ليقتديَ الناسُ بإيمانهم وتوكلهم. |
﴿وَمَا لَنَآ أَلَّا نَتَوَكَّلَ عَلَى ٱللَّهِ وَقَدۡ هَدَىٰنَا سُبُلَنَاۚ وَلَنَصۡبِرَنَّ عَلَىٰ مَآ ءَاذَيۡتُمُونَاۚ وَعَلَى ٱللَّهِ فَلۡيَتَوَكَّلِ ٱلۡمُتَوَكِّلُونَ ﴾ [إبراهيم: 12]
الرسُل عليهم السلام هم أهلُ التوكُّل التام، فمَن أراد الأسوةَ الحسنة في طريق التوكُّل فليقتَدِ بهم. مَن هَداهُ الله تعالى وفَّقَه للتوكُّل عليه، فتعلَّقَ به وترك ما سواه. طريقُ الدعوةِ محفوفٌ بالأذى الذي يحتاجُ في تخفيفه إلى صبرٍ وجَلَد، حتى يستمرَّ الداعيةُ في طريقه المشرق، فمَن لم يصبِر لن يستمر. مَن أرادَ أن يكونَ قدوةً لغيره في الخير، فليبادر إلى فعل ما يأمرُ به الناسَ، فذاك أدعى إلى القَبول والتأثير. |
﴿ٱلَّذِينَ صَبَرُواْ وَعَلَىٰ رَبِّهِمۡ يَتَوَكَّلُونَ ﴾ [النحل: 42]
انظر إلى مَن ضحَّوا من أجل دين الله كيف أكرمهم ربُّهم، فقد هاجروا وأُخرجوا من ديارهم ظلمًا فصبروا، فأبدلهم اللهُ خيرًا ممَّا تركوا؛ في الدنيا والآخرة. مَن فارقَ وطنَه ابتغاءَ مرضاةِ الله تعالى احتاجَ إلى ما يُعينه عليه من الصبر والتوكل؛ فإن النفوس نزَّاعة إلى مألوفاتها ومغانيها السالفة. |
﴿إِنَّهُۥ لَيۡسَ لَهُۥ سُلۡطَٰنٌ عَلَى ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَلَىٰ رَبِّهِمۡ يَتَوَكَّلُونَ ﴾ [النحل: 99]
يا له من وعدٍ كريم بإعاذة المؤمنين المتوكِّلين، يكفُلُه لهم الله ربُّ العالمين. كلُّ شيء بثمن، فعلى العبد السعيُ في تحقيق إيمانه، ودوام توكُّله على ربِّه؛ حتى تحصُلَ كفايتُه، وعصمتُه من كيد الشيطان وتسلُّطِه. |
﴿وَءَاتَيۡنَا مُوسَى ٱلۡكِتَٰبَ وَجَعَلۡنَٰهُ هُدٗى لِّبَنِيٓ إِسۡرَٰٓءِيلَ أَلَّا تَتَّخِذُواْ مِن دُونِي وَكِيلٗا ﴾ [الإسراء: 2]
شريعة موسى وشريعة محمَّد عليهما الصلاة والسلام أكملُ الشرائع، وكتاباهما أفضلُ الكتب، وأتباعهما أكثرُ المؤمنين؛ ولهذا يقرِن الله بينهما كثيرًا. وسيلة الهدى لا تصل إلى هداية المدعوِّ إلا بجعلِ الله ذلك فيها، فالهدايةُ هداية الله. لمَّا اشتملت التوراة قبل تحريفها على تحقيق التوحيد، بأن لا يتوكَّل العبدُ إلا على الله تعالى، ولا يعوِّل إلا عليه؛ كانت هدًى ونورًا. |
﴿إِنَّ عِبَادِي لَيۡسَ لَكَ عَلَيۡهِمۡ سُلۡطَٰنٞۚ وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ وَكِيلٗا ﴾ [الإسراء: 65]
يا من تقاوم غرورَ الشيطان وخداعه وإغواءه، أبشِر بدخولك في جملة عباد الله الطائعين المكرَّمين. مَن رأى للشيطان غلبةً على نفسه، فليراجع عبوديَّتَه لربِّه، وليتحقَّق من عَلاقته به؛ فإن إغواء الشيطان دليلُ ضعف العَلاقة بالرحمن. من أعظم العواصم من الشيطان وما يجُرُّه على العبد لزومُ القلب في الاعتماد على الله تعالى والتوكُّل عليه. |
﴿إِلَّآ أَن يَشَآءَ ٱللَّهُۚ وَٱذۡكُر رَّبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلۡ عَسَىٰٓ أَن يَهۡدِيَنِ رَبِّي لِأَقۡرَبَ مِنۡ هَٰذَا رَشَدٗا ﴾ [الكهف: 24]
لا تقطع بعملٍ ستفعله حتى تقول: (إن شاء الله)، فإن عمل الغد من الغيب، و ﴿لا يعلمُ مَن في السَّماواتِ والأرضِ الغيبَ إلا الله﴾ . نِعمَ العبدُ من يعلِّق قلبَه بالله، ويضع حوائجه كلَّها على بابه، راضيًا بما يقضيه ويقدِّره. من النسيان ما هو من كيد الشيطان، يعطِّل به على العبد مصالحه في دينه ودنياه، فإذا ذكر اللهَ تعالى تطهَّر قلبُه، وصحا من غفلته لبُّه. ما استفرَغ عبدٌ وُسعَه في طلب الهدى، وبذلَ جهده في إدراك الرشَد، إلا وفَّقه الله إلى ما يرجوه، وبلَّغه ما يؤمِّله، وسدَّده وثبَّته. ما ذاق عبدٌ حلاوةَ الهدى والرشاد إلا طلب المزيد، ولا ترقَّى في منزلةٍ إلا تاقت نفسُه إلى ما هو أعلى منها. |
﴿وَتَوَكَّلۡ عَلَى ٱلۡحَيِّ ٱلَّذِي لَا يَمُوتُ وَسَبِّحۡ بِحَمۡدِهِۦۚ وَكَفَىٰ بِهِۦ بِذُنُوبِ عِبَادِهِۦ خَبِيرًا ﴾ [الفرقان: 58]
لا يتَّكلنَّ العبد على مخلوق مُدبَّر لا يدري أيموت في يومه أم يبقى إلى غده! بل ليعلِّق آماله بالله القادر على كل شيء. علِّق بخالقك تحقيقَ ما ترغب، ودفعَ ما ترهَب؛ فإنه الحي القادر على كل ما تريد. احمَد الله على كماله وإفضاله، ونزهه عن كل نقصان لا يليق بجلاله؛ فمَن عرف كماله وجلاله فلن يتوكل على غيره. كم تحمل هذه الكلمات في طياتها من التسلية للنبي الكريم ﷺ، والوعيد لمَن كفر به! هو تعالى بذنوب خلقه عليمٌ خبير، وعلى محاسبتهم قوي قدير، فأين المهرب من حسابه، وأين المفر لمستحقي عقابه؟ |
﴿وَتَوَكَّلۡ عَلَى ٱلۡعَزِيزِ ٱلرَّحِيمِ ﴾ [الشعراء: 217]
مما يؤنس المتوكل على الله أن يستحضر دائمًا أن مَن يتوكل عليه هو العزيز الرحيم، فبه يثق ويحسن الظن؛ لأن بعزته يدفع ما يرهب منه، وبرحمته ينال ما يرغب فيه. |
﴿ٱلَّذِينَ صَبَرُواْ وَعَلَىٰ رَبِّهِمۡ يَتَوَكَّلُونَ ﴾ [العنكبوت: 59]
ما تلقاه اليوم من الضُّر فاصبر عليه تنَل أجره، وما تخشاه غدًا فتوكل على الله فيه يكفِكَ أمره. توكُّل المؤمنين يتجدد بتجدد الأحوال، فيستمرون عليه في مدافعة الآلام وبلوغ الآمال. الصبر والتوكُّل حظُّ مَن عرَف كمال الله، فمَن علم أن ما سوى ربِّه زائلٌ هان صبره على فقده، ومَن علم أن الله تعالى هو الحيُّ الباقي أحسن توكله عليه. |
﴿وَلَا تُطِعِ ٱلۡكَٰفِرِينَ وَٱلۡمُنَٰفِقِينَ وَدَعۡ أَذَىٰهُمۡ وَتَوَكَّلۡ عَلَى ٱللَّهِۚ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ وَكِيلٗا ﴾ [الأحزاب: 48]
لا خيرَ للمؤمنين في طاعة الكافرين والمنافقين، فقد تكرَّر في السورة النهيُ عن ذلك مرَّتين، فليذكر المؤمن ذلك. الإعراض عمَّن يؤذي هو في غاية المشقَّة على النفس، لكن مَن استحضر الدواء وهو التوكل على الله تعالى هان ذلك عليه. |
﴿وَلَئِن سَأَلۡتَهُم مَّنۡ خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ لَيَقُولُنَّ ٱللَّهُۚ قُلۡ أَفَرَءَيۡتُم مَّا تَدۡعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ إِنۡ أَرَادَنِيَ ٱللَّهُ بِضُرٍّ هَلۡ هُنَّ كَٰشِفَٰتُ ضُرِّهِۦٓ أَوۡ أَرَادَنِي بِرَحۡمَةٍ هَلۡ هُنَّ مُمۡسِكَٰتُ رَحۡمَتِهِۦۚ قُلۡ حَسۡبِيَ ٱللَّهُۖ عَلَيۡهِ يَتَوَكَّلُ ٱلۡمُتَوَكِّلُونَ ﴾ [الزمر: 38]
حتى المشركون الكافرون يُدركون في قرارة نفوسهم وعُمقِ فطرتهم أن الله تعالى هو وحدَه الخالق البارئ، ولكنَّه الزيغ واتِّباع الهوى! ما الذي يخشاه داعيةٌ إلى الله تعالى، وما الذي يرجوه؟ وليس أحدٌ من البشر بصارفٍ السوءَ عنه، ولا مانع الخير؛ إلا أن يشاء الله؟ قُل: (حسبيَ الله)، ولو كنتَ ضعيفًا فقيرًا، لا حولَ لك ولا قوَّة. قُلها بلسانك، وأيقِن بها بقلبك، تَحصُل لك بها الكفايةُ التامَّة والرعاية الخالصة. |
﴿وَمَا ٱخۡتَلَفۡتُمۡ فِيهِ مِن شَيۡءٖ فَحُكۡمُهُۥٓ إِلَى ٱللَّهِۚ ذَٰلِكُمُ ٱللَّهُ رَبِّي عَلَيۡهِ تَوَكَّلۡتُ وَإِلَيۡهِ أُنِيبُ ﴾ [الشورى: 10]
ما أبعدَ البَونَ عند الاختلاف في شرع الله بين مَن يحتكم إلى رأي فلان وقول علان، وبين مَن يحتكم إلى قول الله وقول رسوله ﷺ. كمال العبوديَّة لله في تحقيق هذين الأصلين العظيمين المتجلِّيَين في قوله: ﴿إيَّاكَ نَعبُدُ وإيَّاكَ نَستَعين﴾ ، وقوله: ﴿فاعبُدهُ وتَوكَّل عَليه﴾ . توكَّل على الله تبارك وتعالى في كلِّ أمورك، وارجِع إليه في جميع شؤونك، وسيهديك إلى الحقِّ حينما يختلف الناسُ فيه. |
﴿فَمَآ أُوتِيتُم مِّن شَيۡءٖ فَمَتَٰعُ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَاۚ وَمَا عِندَ ٱللَّهِ خَيۡرٞ وَأَبۡقَىٰ لِلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَلَىٰ رَبِّهِمۡ يَتَوَكَّلُونَ ﴾ [الشورى: 36]
الدنيا الزائلة لا نفعَ فيها لأحد إلا مدَّةَ حياته القصيرة، فما أجدرَنا أن نَزهَد بها طمعًا بنعيم حياة الخلود! حقيقة لا بدَّ أن يستحضرها العاقل على الدوام؛ إن كل ما في الحياة الدنيا من نعيم ما هو إلا متاعٌ فان، لا اعتبار فيها بكرامة أو مهانة. قيمة الإيمان والتوكُّل تَبرز في آثارهما الجليَّة؛ طُمَأنينةً في النفس، واستقامةً على الطريق، وثباتًا على الحقِّ، وثقةً بوعد الله. |
﴿ٱللَّهُ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَۚ وَعَلَى ٱللَّهِ فَلۡيَتَوَكَّلِ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ ﴾ [التغابن: 13]
كيف تستحقُّ شرفَ الإيمان وأن تسمَّى مؤمنًا، إن لم تتوكَّل على الله حقَّ التوكُّل؟ الألوهيَّة الحقَّة تقتضي التبتُّلَ إلى الله تعالى بالكليَّة، وقطعَ التعلُّق بالمرَّة عمَّا سواه من البَريَّة. الإيمان الصادق دافعٌ إلى التوكُّل الصحيح على الله وحدَه، وكلَّما زاد الإيمانُ في قلب المؤمن زاد توكُّله على ربِّه. |
﴿وَيَرۡزُقۡهُ مِنۡ حَيۡثُ لَا يَحۡتَسِبُۚ وَمَن يَتَوَكَّلۡ عَلَى ٱللَّهِ فَهُوَ حَسۡبُهُۥٓۚ إِنَّ ٱللَّهَ بَٰلِغُ أَمۡرِهِۦۚ قَدۡ جَعَلَ ٱللَّهُ لِكُلِّ شَيۡءٖ قَدۡرٗا ﴾ [الطلاق: 3]
ليس الرزقُ محصورًا بما يأتيك من مال، ولكنَّ كلَّ خير يصيبك في دينك ودنياك، وكلَّ شرٍّ يُصرَف عنك هو من رزق الله، وأعظمُ الرزق رزق القلب. سنَّةٌ بيِّنة لذوي الأبصار: مَن توكَّل على غير الله وَكَلَه الله إليه فزلَّ وضلَّ؛ لأنه لا يعلم الخيرَ والمصالح ويوفِّق إليها إلا هو سبحانه. كيف يبتئسُ مَن علم أن الله مالكٌ لكلِّ شيء، ومتصرِّفٌ بكلِّ شيء، وجاعلٌ لكلِّ شيء قدرًا وأجلًا؟ |
﴿رَّبُّ ٱلۡمَشۡرِقِ وَٱلۡمَغۡرِبِ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ فَٱتَّخِذۡهُ وَكِيلٗا ﴾ [المزمل: 9]
من تمسَّك بهذه الآية فوحَّد الله وتوكَّل عليه، وفوَّض أمره إليه، عاش حرًّا كريمًا، ومات عزيزًا شريفًا، ولقي الله تعالى عبدًا صافيًا، تقيًّا نقيًّا. |
مواضيع أخرى في القرآن الكريم
الوصية اسم الله القادر قوم إبراهيم حد الزنى فضل الجهاد امرأة لوط تحريم الخمر والسكر الحلف على معصية النصارى المسيحيين الخشوع
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Thursday, November 21, 2024
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب