تفسير الطبري تفسير الصفحة 372 من المصحف

 تفسير الطبري - صفحة القرآن رقم 372
373
371
 الآية : 111 - 113
القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {قَالُوَاْ أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتّبَعَكَ الأرْذَلُونَ * قَالَ وَمَا عِلْمِي بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ * إِنْ حِسَابُهُمْ إِلاّ عَلَىَ رَبّي لَوْ تَشْعُرُونَ }.
يقول تعالـى ذكره: قال قوم نوح له مـجيبـيه عن قـيـله لهم: إنـي لكم رسول أمين, فـاتقوا الله وأطيعون قالوا: أنؤمن لك يا نوح, ونقرّ بتصديقك فـيـما تدعونا إلـيه, وإنـما اتبعك منا الأرذلون دون ذوي الشرف وأهل البـيوتات قال وَمَا عِلْـمِي بِـما كانُوا يَعْمَلُونَ قال نوح لقومه: وما علـمي بـما كان أتبـاعي يعملون, إنـما لـي منهم ظاهر أمرهم دون بـاطنه, ولـم أكلّف علـم بـاطنهم, وإنـما كلفت الظاهر, فمن أظهر حسنا ظننت به حسنا, ومن أظهر سيئا ظننت به سيئا إنْ حِسابُهُمْ إلاّ عَلـى ربّـي لَوْ تَشْعُرُونَ يقول: إن حساب بـاطن أمرهم الذي خفـي عنـي إلا علـى ربـي لو تشعرون, فإنه يعلـم سرّ أمرهم وعلانـيته. وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل. ذكر من قال ذلك:
20274ـ حدثنا القاسم, قال: حدثنا الـحسين, قال: ثنـي حجاج, عن ابن جُرَيج, قوله إنْ حِسابُهُمْ إلاّ عَلـى رَبّـي لَوْ تَشْعُرُونَ قال: هو أعلـم بـما فـي نفوسهم.
الآية : 114 - 116
القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {وَمَآ أَنَاْ بِطَارِدِ الْمُؤْمِنِينَ * إِنْ أَنَا إِلاّ نَذِيرٌ مّبِينٌ * قَالُواْ لَئِنْ لّمْ تَنْتَهِ يَنُوحُ لَتَكُونَنّ مِنَ الْمُجْرِمِينَ }.
يقول تعالـى ذكره مخبرا عن قـيـل نوح لقومه: وما أنا بطارد من آمن بـالله واتبعنـي علـى التصديق بـما جئت به من عند الله إنْ أنا إلاّ نَذِيرٌ مُبِـينٌ يقول: ما أنا إلا نذير لكم من عند ربكم أنذركم بأسه, وسطوته علـى كفركم به مبـين: يَقول: نذير قد أبـان لكم إنذاره, ولـم يكتـمكم نصحيته قالُوا لَئِنْ لَـمْ تَنْتَهِ يا نُوحُ لَتَكُونَنّ مِنَ الـمَرْجُومِينَ يقول: قال لنوح قومهُ: لئن لـم تنته يا نوح عما تقول, وتدعو إلـيه, وتعيب به آلهتنا, لتكوننّ من الـمشتومين, يقول: لنشتـمك.
الآية : 117 - 120
القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {قَالَ رَبّ إِنّ قَوْمِي كَذّبُونِ * فَافْتَحْ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ فَتْحاً وَنَجّنِي وَمَن مّعِي مِنَ الْمُؤْمِنِينَ * فَأَنجَيْنَاهُ وَمَن مّعَهُ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ * ثُمّ أَغْرَقْنَا بَعْدُ الْبَاقِينَ }.
يقول تعالـى ذكره: قال نوح: رَبّ إنّ قَوْمِي كَذّبُونِ فـيـما أتـيتهم به من الـحقّ من عندك, وردّوا علـيّ نصيحتـي لهم فَـافْتَـحْ بَـيْنِـي وَبَـيْنهُمْ فَتْـحا يقول: فـاحكم بـينـي وبـينهم حكما من عندك تهلك به الـمُبطل, وتنتقم به مـمن كفر بك وجحد توحيدك, وكذّب رسولك. كما:
20275ـ حدثنا الـحسن, قال: أخبرنا عبد الرزاق, قال: أخبرنا معمر, عن قَتادة, فـي قوله فـافْتَـحْ بَـيْنِـي وَبَـيْنَهُمْ فَتْـحا قال: فـاقض بـينـي وبـينهم قضاء.
20276ـ حدثنـي يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, فـي قوله فـافْتَـحْ بَـيْنِـي وَبَـيْنَهُمْ فَتْـحا قال: يقول: اقض بـينـي وبـينهم, وَنـجِنـي يقول: ونـجنـي من ذلك العذاب الذي تأتـي به حكما بـينـي وبـينهم وَمَنْ مَعِيَ مِنَ الـمُؤْمِنِـينَ يقول: والذين معي من أهل الإيـمان بك والتصديق لـي.
وقوله فَأنـجَيْناه وَمَنْ مَعَهُ فِـي الفُلْكِ الـمَشْحُونِ يقول: فأنـجينا نوحا ومن معه من الـمؤمنـين حين فتـحنا بـينهم وبـين قومهم, وأنزلنا بأسنا بـالقوم الكافرين فـي الفلك الـمشحون, يعنـي فـي السفـينة الـموقرة الـمـملوءة. وبنـحو الذي قلنا فـي تأويـل قوله الفُلْكِ الـمَشْحُونِ قال أهل التأويـل. ذكر من قال ذلك:
20277ـ حدثنـي مـحمد بن سعد, قال: ثنـي أبـي, قال: ثنـي عمي, قال: ثنـي أبـي, عن أبـيه, عن ابن عبـاس, قوله فِـي الفُلْكِ الـمَشْحُونِ قال: يعنـي الـموقَر.
حدثنا مـحمد بن سنان القزاز, قال: حدثنا الـحسين بن الـحسن الأشقر, قال: حدثنا أبو كدينة, عن عطاء, عن سعيد بن جُبـير, عن ابن عبـاس, قال: الـمشحون: الـموقَر.
20278ـ حدثنـي مـحمد بن عمرو, قال: حدثنا أبو عاصم, قال: حدثنا عيسى وحدثنـي الـحارث, قال: حدثنا الـحسن, قال: حدثنا ورقاء جميعا, عن ابن أبـي نـجيح, عن مـجاهد, فـي قول الله الفُلْكِ الـمَشْحُونِ قال: الـمفروغ منه الـمـملوء.
حدثنا القاسم, قال: حدثنا الـحسين, قال: ثنـي حجاج, عن ابن جُرَيج, عن مـجاهد, قال: الـمَشْحُونِ الـمفروغ منه تـحميلاً.
20279ـ حدثنا الـحسن, قال: أخبرنا عبد الرزاق, قال: أخبرنا معمر, عن قَتادة, فـي قول الله الفُلْكِ الـمَشْحُونِ قال: هو الـمـحمل.
وقوله: ثُمّ أغْرَقْنا بَعْدُ البـاقِـينَ من قومه الذين كذّبوه, وردّوا علـيه النصيحة.
الآية : 121 - 122
القول فـي تأويـل قوله تعالـى: حسر سورة الشعراء) {إِنّ فِي ذَلِكَ لاَيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مّؤْمِنِينَ * وَإِنّ رَبّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرّحِيمُ }.
يقول تعالـى ذكره: إن فـيـما فعلنا يا مـحمد بنوح ومن معه من الـمؤمنـين فـي الفلك الـمشحون, حين أنزلنا بأسنا وسطوتنا, بقومه الذين كذّبوه, لاَية لك ولقومك الـمصدّقـيك منهم والـمكذّبـيك, فـي أن سنتنا تنـجية رسلنا وأتبـاعهم, إذا نزلت نقمتنا بـالـمكذّبـين بهم من قومهم, وإهلاك الـمكذّبـين بـالله, وكذلك سنتـي فـيك وفـي قومك. وَما كانَ أكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِـينَ يقول: ولـم يكن أكثر قومك بـالذين يصدّقونك مـما سبق فـي قضاء الله أنهم لن يؤمنوا وَإنّ رَبّكَ لَهُوَ العَزِيزُ فـي انتقامه مـمن كفر به, وخالف أمره الرّحِيـمُ بـالتائب منهم, أن يعاقبه بعد توبته.
الآية : 123 - 127
القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {كَذّبَتْ عَادٌ الْمُرْسَلِينَ * إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ أَلاَ تَتّقُونَ * إِنّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ * فَاتّقُواْ اللّهَ وَأَطِيعُونِ * وَمَآ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاّ عَلَىَ رَبّ الْعَالَمِينَ }.
يقول تعالـى ذكره: كَذّبَتْ عَادٌ رسل الله إلـيهم إذْ قالَ لَهُمْ أخُوهُمْ هُودٌ ألاَ تَتّقُونَ عقاب الله علـى كفركم به إنّـي لَكُمْ رَسُولٌ من ربـي يأمركم بطاعته, ويحذّركم علـى كفركم بأسه, أمِينٌ علـى وحيه ورسالته فـاتّقُوا اللّهَ بطاعته والانتهاء إلـى ما يأمركم وينهاكم وأطِيعُونِ فـيـما آمركم به من اتقاء الله وتـحذيركم سطوته وَما أسألُكُمْ عَلَـيْهِ مِنْ أجْرٍ يقول: وما أطلب منكم علـى أمري إياكم بـاتقاء الله جزاء ولا ثوابـا إنْ أجْرِيَ إلاّ عَلـى رَبّ العالَـمِينَ يقول: ما جزائي وثوابـي علـى نصيحتـي إياكم إلا علـى ربّ العالـمين.
الآية : 128 - 130
القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {أَتَبْنُونَ بِكُلّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ * وَتَتّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلّكُمْ تَخْلُدُونَ * وَإِذَا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبّارِينَ }.
يقول تعالـى ذكره مخبرا عن قـيـل هود لقومه: أتَبْنُونَ بِكُلّ ريع آيَةً تَعْبَثُونَ والريع: كلّ مكان مشرف من الأرض مرتفع, أو طريق أو واد ومنه قول ذي الرّمّة:
طِرَاقُ الـخَوَافِـي مُشْرفٌ فَوْق رِيعَةٍنَدَى لَـيْـلِه فِـي ريشِهِ يَترَقْرَقُ
وقول الأعشى:
ويَهْماءُ قَـفْرٍ تَـجاوَزْتَهاإذَا خَبّ فِـي رِيعِها آلُهَا
وفـيه لغتان: ريع ورَيع بكسر الراء وفتـحها. وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل. ذكر من قال ذلك:
20280ـ حدثنـي علـيّ, قال: حدثنا أبو صالـح, قال: ثنـي معاوية, عن علـيّ, عن ابن عبـاس, قوله أتَبْنُونَ بِكُلّ ريعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ يقول: بكلّ شَرَف.
20281ـ حدثنـي مـحمد بن عمرو, قال: حدثنا أبو عاصم, قال: حدثنا عيسى وحدثنـي الـحارث, قال: حدثنا الـحسن, قال: حدثنا ورقاء جميعا, عن ابن أبـي نـجيح, عن مـجاهد, قوله بكُلّ ريعٍ قال: فجّ.
20282ـ حدثنـي مـحمد بن سعد, قال: ثنـي أبـي, قال: ثنـي عمي, قال: ثنـي أبـي, عن أبـيه, عن ابن عبـاس, فـي قوله أتَبْنُونَ بِكُلّ ريعٍ آيَةً قال: بكل طريق.
20283ـ حدثنـي سلـيـمان بن عبـيد الله الغيلانـي, قال: حدثنا أبو قُتـيبة, قال: حدثنا مسلـم بن خالد, قال: حدثنا ابن أبـي نـجيح, عن مـجاهد, فـي قوله أتَبْنُونَ بِكُلّ ريعٍ قال: الريع: الثنـية الصغيرة.
حدثنـي يونس, قال: أخبرنا يحيى بن حسان, عن مسلـم بن خالد, عن ابن أبـي نـجيح, عن مـجاهد مثله.
20284ـ حدثنا القاسم, قال: حدثنا الـحسين, قال: ثنـي حجاج, عن ابن جُرَيج, قال: قال عكرمة بِكُلّ ريعٍ قال: فجّ وواد, قال: وقال مـجاهد بِكُلّ رِيعٍ بـين جبلـين.
قال: ثنـي حجاج, عن ابن جُرَيج, عن مـجاهد, قوله أتَبْنُونَ بِكُلّ ريعٍ قال: شرف ومنظر.
20285ـ حدثنا الـحسن, قال: أخبرنا عبد الرزاق, قال: أخبرنا معمر, عن قَتادة, فـي قوله بِكُلّ رِيع قال: بكلّ طريق.
20286ـ حُدثت عن الـحسين, قال: سمعت أبـا معاذ يقول: أخبرنا عبـيد, قال: سمعت الضحاك يقول فـي قوله بِكُلّ رِيعٍ بكلّ طريق. ويعنـي بقوله آيَةً بنـيانا, علـما. وقد بـيّنا فـي غير موضع من كتابنا هذا, أن الاَية هي الدلالة والعلامة بـالشواهد الـمغنـية عن إعادتها فـي هذا الـموضع. وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل علـى اختلاف منهم فـي ألفـاظهم فـي تأويـله. ذكر من قال ذلك:
20287ـ حدثنـي مـحمد بن سعد, قال: ثنـي أبـي, قال: ثنـي عمي, قال: ثنـي أبـي, عن أبـيه, عن ابن عبـاس بِكُلّ رِيعٍ آيَةً قال: الاَية: علـم.
20288ـ حدثنـي مـحمد بن عمرو, قال: حدثنا أبو عاصم, قال: حدثنا عيسى وحدثنـي الـحارث, قال: حدثنا الـحسن, قال: حدثنا ورقاء جميعا, عن ابن أبـي نـجيح, عن مـجاهد بِكُلّ ريع آيَةً قال: آية: بنـيان.
حدثنا القاسم, قال: حدثنا الـحسين, قال: ثنـي حجاج, عن ابن جُرَيج, عن مـجاهد آيَةً: بنـيان.
20289ـ حدثنـي علـيّ بن سهل, قال: حدثنا حجاج, عن ابن جُرَيج, عن مـجاهد, فـي قوله بِكُلّ رِيع آيَةً قال: بنـيان الـحمام.
وقوله: تَعْبَثُونَ قال: تلعبون. وبنـحو الذي قلنا فـي تأويـل ذلك قال أهل التأويـل. ذكر من قال ذلك:
20290ـ حدثنـي مـحمد بن سعد, قال: ثنـي أبـي, قال: ثنـي عمي, قال: ثنـي أبـي, عن أبـيه, عن ابن عبـاس تَعْبَثُونَ قال: تلعبون.
20291ـ حُدثت عن الـحسين, قال: سمعت أبـا معاذ يقول: أخبرنا عبـيد, قال: سمعت الضحاك, يقول فـي قوله تَعْبَثُونَ قال: تلعبون.
وقوله: وَتَتّـخِذُونَ مَصَانِعَ اختلف أهل التأويـل فـي معنى الـمصانع, فقال بعضهم: هي قصور مشيدة. ذكر من قال ذلك:
20292ـ حدثنـي مـحمد بن عمرو, قال: حدثنا أبو عاصم, قال: حدثنا عيسى, وحدثنـي الـحارث, قال: حدثنا الـحسن, قال: حدثنا ورقاء جميعا, عن ابن أبـي نـجيح, عن مـجاهد وَتَتّـخِذُونَ مَصَانعَ قال: قصور مشيدة, وبنـيان مخـلد.
حدثنا القاسم, قال: حدثنا الـحسين, قال: ثنـي حجاج, عن ابن جُرَيج, عن مـجاهد مَصَانِعَ: قصور مشيدة وبنـيان.
حدثنا الـحسن, قال: أخبرنا عبد الرزاق, قال: أخبرنا معمر, عن مـجاهد, قال: مَصَانِعَ يقول: حصون وقصور.
20293ـ حدثنـي يونس, قال: أخبرنا يحيى بن حسان, عن مسلـم, عن رجل, عن مـجاهد, قوله مَصَانعَ لَعَلّكُمْ تَـخْـلُدُونَ قال: أبرجة الـحمام.
وقال آخرون: بل هي مآخذ للـماء. ذكر من قال ذلك:
20294ـ حدثنـي الـحسن, قال: أخبرنا عبد الرزاق, قال: أخبرنا معمر, عن قَتادة, فـي قوله مَصَانِعَ قال: مآخذ للـماء.
قال أبو جعفر: والصواب من القول فـي ذلك أن يقال: إن الـمصانع جمع مصنعة, والعرب تسمي كل بناء مصنعة, وجائز أن يكون ذلك البناء كان قصورا وحصونا مشيدة, وجائز أن يكون كان مآخذ للـماء, ولا خبر يقطع العذر بأيّ ذلك كان, ولا هو مـما يُدرك من جهة العقل. فـالصواب أن يقال فـيه, ما قال الله: إنهم كانوا يتـخذون مصانع.
وقوله: لَعَلّكُمْ تَـخْـلُدُنَ يقول: كأنكم تـخـلدون, فتبقون فـي الأرض. وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك, قال أهل التأويـل. ذكر من قال ذلك:
20295ـ حدثنـي علـيّ, قال: حدثنا أبو صالـح, قال: حدثنا معاوية, عن علـيّ, عن ابن عبـاس, قوله لَعَلّكُمْ تَـخْـلُدُونَ يقول: كأنكم تـخـلدون.
20296ـ حدثنا الـحسن, قال: أخبرنا عبد الرزاق, قال: أخبرنا معمر, عن قَتادة, قال فـي بعض الـحروف وَتَتّـخِذُونَ مَصَانِعَ كأنكم تـخـلدون.
وكان ابن زيد يقول: «لعلكم» فـي هذا الـموضع استفهام. ذكر من قال ذلك:
20297ـ حدثنـي يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, فـي قوله وَتَتّـخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلّكُمْ تَـخْـلُدُونَ قال: هذا استفهام, يقول: لعلكم تـخـلدون حين تبنون هذه الأشياء؟
وكان بعض أهل العربـية يزعم أن لعلكم فـي هذا الـموضع بـمعنى «كيـما».
وقوله: وَإذَا بَطَشْتُـمْ بَطَشْتُـمْ جَبّـارِينَ يقول: وإذا سطوتـم سطوتـم قتلاً بـالسيوف, وضربـا بـالسياط. كما:
20298ـ حدثنا القاسم, قال: حدثنا الـحسين, قال: ثنـي حجاج, قال: قال ابن جُرَيج وَإذَا بَطَشْتُـمْ بَطَشْتُـمْ جَبّـارِينَ قال: القتل بـالسيف والسياط.
الآية : 131 - 135
القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {فَاتّقُواْ اللّهَ وَأَطِيعُونِ * وَاتّقُواْ الّذِيَ أَمَدّكُمْ بِمَا تَعْلَمُونَ * أَمَدّكُمْ بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ * وَجَنّاتٍ وَعُيُونٍ * إِنّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ }.
يقول تعالـى ذكره مخبرا عن قـيـل هود لقومه من عاد: اتقوا عقاب الله أيها القوم بطاعتكم إياه فـيـما أمركم ونهاكم, وانتهوا عن اللهو واللعب, وظلـم الناس, وقهرهم بـالغلبة والفساد فـي الأرض, واحذروا سخط الذي أعطاكم من عنده ما تعلـمون, وأعانكم به من بـين الـمواشي والبنـين والبساتـين والأنهار إنّـي أخافُ عَلَـيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ من الله عَظِيـمٍ