ما روي في كراهية السفر يوم الجمعة - الأحاديث الصحيحة
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الكتب الستة
باب ما روي في كراهية السفر يوم الجمعة
وأمَّا حديث ابن عمر مرفوعًا: «من سافر من دار إقامته يوم الجمعة، دعت عليه الملائكة ألَّا يُصحب في سفره». فهو ضعيف.
ضعيف: قال العراقي في «المغني» (١/ ٢٤٩): «أخرجه الدارقطني في الأفراد من كلام ابن عمر، وفيه ابن لهيعة، وقال: غريب».
وكذلك لا يصح ما روي عن أبي هريرة مرفوعًا: «من سافر يوم الجمعة دعا عليه ملكان: أن لا يصاحب في سفره، ولا تُقضي له حاجة».
هذا ممَّا أخرجه الخطيب في كتابه: «أسماء الرواة عن مالك» من رواية الحسين بن علوان عنه، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، فذكره.
والحسين بن علوان قال فيه ابن حبان: كان من أهل الكوفة، كان يضع الحديث على هشام بن عروة وغيره من الثقات وضعًا، لا يحل كتابة حديثه إلَّا على جهة التعجب، كذَّبه أحمد بن حنبل ويحيى بن معين«،»المجروحين (٢٢٨).
وقد ذكر الذهبي هذا الحديث في الميزان (١/ ٥٤٣) وقال: «ومما كذب على مالك، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة مرفوعًا». فذكر الحديثَ مختصرًا.
وكذلك لا يصح ما رُوي عن ابن عباس قال: بعث رسول الله ﷺ بن عبد الله بن رواحة في سرية، فوافق ذلك يومَ الجمعة، قال: فقدَّم أصحابه، وقال: أتأخَّر فأُصلي مع النبي ﷺ الجمعة، ثمَّ ألحقهم. قال: فلمَّا صلى رسول الله ﷺ رآه، فقال: «ما منعك أن تغدو مع أصحابك؟ «قال: فقال: أردتُ أن أصلي معك الجمعة، ثمَّ ألحقهم. قال: قال رسول الله ﷺ: «لو أنفقت ما في
الأرض ما أدركتَ فضلَ غدوتهم».
رواه الترمذي (٥٢٧) عن أحمد بن منيع، حدَّثنا أبو معاوية، عن الحجاج، عن الحكم، عن مقسم، عن ابن عباس، فذكره.
ورواه أحمد (١٩٦٦) عن أبي معاوية بإسناده مثله.
قال الترمذي: «هذا حديث لا نعرفه إلَّا من هذا الوجه، قال علي بن المديني: قال يحيى بن سعيد: قال شعبة: لم يسمع الحكم من مقسم إلَّا خمسة أحاديث، وعدَّها شعبة، وليس هذا الحديث فيما عدَّ شعبة، وكأنَّ هذا الحديث لم يسمعه الحكم من مقسم». انتهى.
قال الأعظمي: وفي سنده أيضًا الحجاج، وهو ابن أرطاة، وصف بكثرة الخطأ والتدليس وقد عنعن.
ثمَّ قال الترمذي: «وقد اختلف أهل العلم في السفر يوم الجمعة، فلم ير بعضهم بأسًا بأن يخرج يوم الجمعة في السفر، ما لم تحضر الصلاة. وقال بعضهم: إذا أصبح فلا يخرج حتَّى يصلي الجمعة، انتهي.
وكذلك لا يصح ما رُوي أنَّ رسول الله ﷺ خرج مسافرًا يوم الجمعة ضحى قبل الصلاة.
رواه عبد الرزاق (٥٥٤٠) عن الثوري، عن ابن أبي ذئب، عن صالح بن كثير، عن الزهري، قال: خرج رسول الله ﷺ، فذكره.
وهو مع إرساله فيه صالح بن كثير، وهو المدني «مقبول» كما في «التقريب».
ولكن ثبت عن عمر بن الخطاب أنَّه رأى رجلًا عليه ثياب سفرٍ، بعد ما قضى الجمعة، قال: ما شأنك؟ قال: أردت سفرًا، فكرهت أن أخرج حتَّى أصلِّي. فقال عمر: إن الجمعة لا تمنعك السفر ما لم يحضر وقتها.
رواه عبد الرزاق (٥٥٣٦) عن معمر، عن خالد الحذاء، عن ابن سيرين أو غيره، أنَّ عمر رأي رجلًا فذكره.
وفي رواية أخرى رواها عن الثوري، عن الأسود بن قيس، عن أبيه، قال: أبصر عمر بن الخطاب رجلًا عليه هيئة السفر، وقال الرجل: إنَّ اليوم يوم الجمعة، ولولا ذلك لخرجتُ. فقال عمر: إنَّ الجمعة لا تحبس مسافرًا، فاخرج ما لم يحن الرواح.
وخلاصة ما في هذا الباب: أنَّ المسافر إذا لم يَخَفْ فَوتَ رفقته فالأولى له أن يصلي إن دخل الوقت قبل شروعه في السفر، فإن خاف فوت رفقته، وانقطاعه بعدهم جاز له السفر مطلقًا؛ لأنَّ هذا عذر يُسقط الجمعة والجماعة. هذا ما رجَّحه الحافظ ابن القيم في «زاد المعاد» (١/ ٣٨٣).
ويقاس عليه اليوم وسائل السفر التي ليست في اختيار المسافر.
أبواب الكتاب
- 1 باب فرض الجمعة
- 2 باب الوعيد الشديد لمن ترك الجمعة تهاونًا
- 3 باب فضل يوم الجمعة والساعة التي فيها
- 4 باب إكثار الصلاة على النبي ﷺ يوم الجمعة
- 5 باب الجمعة إلى الجمعة كفارة
- 6 باب فضل التبكير إلى الجمعة
- 7 باب ما جاء من أجر الماشي إلى الجمعة
- 8 باب ما روي في فضل أعمال البر يوم الجمعة
- 9 باب ما روي في فضل قراءة سورة الكهف وغيرها يوم الجمعة
- 10 باب من مات يوم الجمعة أو ليلة الجمعة وُقِي من عذاب القبر
- 11 باب كراهية إفراد صوم يوم الجمعة
- 12 باب ما روي في كراهية السفر يوم الجمعة
- 13 باب في غسل يوم الجمعة
- 14 باب استعمال الطيب والسواك يوم الجمعة
- 15 باب ما جاء في لُبسِ أحسن ما يجد للجمعةِ
- 16 باب الغداء والقيلولة بعد الجمعة
- 17 باب النهي عن تخطِّي رِقاب الناس يوم الجمعة
- 18 باب جامع آداب يوم الجمعة ِ
- 19 باب صفة خطبة النبي ﷺ، وما يُقال على المنبر
- 20 باب اتخاذ المنابر في المساجد للخطب
- 21 باب موضع المنبر من المسجد
- 22 باب قراءة القرآن على المنبر
- 23 باب ما جاء في الإمام يُجيب المؤذِّنَ على المنبر
- 24 باب استحباب طول الصلاة وقِصر الخطبة
- 25 باب تخفيف الصلاة والخطبة
- 26 باب ما جاء أنَّ الخطيبَ يجب أن يكون عالمًا بالتوحيد الخالصِ
- 27 باب من آدابِ الخطيبِ ألَّا يرفع يديه
- 28 باب إباحة الكلام في الخطبة بالأمر والنهي
- 29 باب أمر الخطيب بقراءة القرآن وهو على المنبر
- 30 باب جواز قطع الخطبة لتعليم جاهل ٍ
- 31 باب النزول من المنبر لأمر يحدث
- 32 باب الأمر بالإنصات للخطبة يوم الجمعة
- 33 باب وقت الجمعة
- 34 باب ذكر العدد الذي تنعقد به الجمعة
- 35 باب صلاة الجمعة ركعتان
- 36 باب من أدرك ركعةً من الجمعة فقد أدركها
- 37 باب ما جاء في الجمعة في اليوم المطير
- 38 باب ما يُقرأ في صلاة الفجر يوم الجمعة
- 39 باب ما يقرأ في صلاة الجمعة والعيدين
- 40 باب الجمعة في القرى
- 41 باب الأذان يوم الجمعة ِ
- 42 باب تحية المسجد لمن دخل والإمام يخطب
- 43 باب ما جاء في التنفُّل بعد الجمعة
- 44 باب الفصل بين الفريضة والنّافلة بالتحوُّل أو بالكلام ونحوهما
- 45 باب تحريم إقامة الرجل أخاه من مجلسه الذي سبق إليه في يوم الجمعة
- 46 باب استحباب الاقتراب من الإمام عند الخُطبة
- 47 باب النهي عن التحلق يوم الجمعة قبل الصلاة
- 48 باب ما ورد في الاحتباء والإمام يخطب
- 49 باب من نَعَس يوم الجمعة فليتحوَّلْ من مجلسه
معلومات عن حديث: ما روي في كراهية السفر يوم الجمعة
📜 حديث عن ما روي في كراهية السفر يوم الجمعة
أحاديث نبوية شريفة تتعلق بـ ما روي في كراهية السفر يوم الجمعة من مصادر موثوقة.
🔍 صحة حديث ما روي في كراهية السفر يوم الجمعة
تحقق من درجة أحاديث ما روي في كراهية السفر يوم الجمعة (صحيح، حسن، ضعيف).
📖 تخريج حديث ما روي في كراهية السفر يوم الجمعة
تخريج علمي لأسانيد أحاديث ما روي في كراهية السفر يوم الجمعة ومصادرها.
📚 أحاديث عن ما روي في كراهية السفر يوم الجمعة
مجموعة شاملة من الأحاديث النبوية في موضوع ما روي في كراهية السفر يوم الجمعة.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Sunday, August 24, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب