شهادة رجلين على رؤية هلال شوال - الأحاديث الصحيحة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الكتب الستة

باب في شهادة رجلين على رؤية هلال شوال

عن حسين بن الحارث الجدليّ -من جديلة قيس-، أنّ أمير مكة خطب، ثم قال: عهد إلينا رسول الله ﷺ أن ننسُك للرؤية، فإن لم نره وشهد شاهدا عدل نسكنا بشهادتهما، فسألت الحسين بن الحارث: مَنْ أميرُ مكة؟ قال: لا أدري، ثم لقيني بعد قال: هو الحارث بن حاطب أخو محمد بن حاطب. ثم قال الأمير: إنّ فيكم من هو أعلم بالله ورسوله مني. وشهد هذا من رسول الله ﷺ وأومأ بيده إلى رجل - قال الحسين: فقلت لشيخ إلى جنبي: من هذا الذي أومأ إليه الأمير؟ قال: هذا عبد الله بن عمر، وصدق. كان أعلم بالله منه. فقال: بذلك أمرنا رسول الله ﷺ.

حسن: رواه أبو داود (٢٣٣٨) عن محمد بن عبد الرحيم أبي يحيى البزار، ثنا سعيد بن سليمان، ثنا عبّاد، عن أبي مالك الأشجعيّ، ثنا حسين بن الحارث الجدلي، فذكره.
ومن طريقه رواه البيهقيّ (٤/ ٢٤٨).
ورواه الدارقطنيّ (٢١٩١، ٢١٩٢) مختصرًا ومطولًا من وجهين آخرين، عن سعيد بن سليمان، ومن أحد هذين الوجهين أخرجه البيهقيّ.
قال الدارقطني: «هذا إسناد متصل صحيح».
قال الأعظمي: وهو كما قال، غير أن الحسين بن الحارث الجدلي لم يبلغ درجة الثقات الضابطين، كما أنه ليس بمجهول كما زعم ابن حزم في «المحلى» (٦/ ٢٣٨) لأنه روى عنه عدد، وقال ابن المديني: كان معروفًا، وذكره ابن حبان في «الثقات» (٤/ ١٥٥).
والخلاصة فيه كما قال الحافظ ابن حجر: «صدوق».
ورواه أحمد (١٨٨٩٥) عن حسين بن الحارث الجدلي، قال: خطب عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب في اليوم الذي يشك فيه، فقال: ألا إني قد جالست أصحاب رسول الله ﷺ وسألتهم، ألا وإنهم حدّثوني أنّ رسول الله ﷺ قال: «صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته، وانسكوا لها، فإن غُمّ عليكم فأتمّوا ثلاثين. وإن شهد شاهدان مسلمان فصوموا وأفطروا» إلا أنه ضعيف.
رواه عن يحيى بن زكريا، قال: أخبرنا حجاج، عن حسين بن الحارث الجدلي، فذكره.
ورواه الدارقطني (٢١٩٣) من حديث يزيد بن هارون، حدثنا الحجاج بإسناده.
والحجاج هو ابن أرطاة ضعيف.
ورواه النسائي (٢١١٦) من طريق يحيي بن زكريا بن أبي زائدة، عن حسين بن الحارث الجدلي ولم يذكر بينهما «الحجاج».
قال ابن عبد الهادي في «تنقيح التحقيق» (٣/ ٢١٦): «وكأنه وهم».
وقال المزي: «والصواب ذكره».
قال الأعظمي: قد يكون الوهم في هذا الحديث من الحجاج، فإن الصحيح أن الحسين بن الحارث يروي عن أمير مكة، وجعله الحجاج يرويه عن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب أو صحّ ذلك من وجهين، ولكن النفس لا تطمئن من الحجاج.
وفي الباب ما جاء عن شقيق قال: جاءنا كتاب عمر ونحن بخانقين، قال في كتابه: «إنّ الأهلّة بعضُها أكبر من بعض، فإذا رأيتم الهلال نهارًا فلا تفطروا حتى يشهد شاهدان».
رواه الدارقطني (٢١٩٦) عن أبي بكر النيسابوريّ، حدّثنا علي بن حرب، وسعدان بن نصر، قالا: حدّثنا أبو معاوية، حدثنا الأعمش، عن شقيق، فذكره.
ورواه شعبة، عن الأعمش، فقال: «إذا رأيتم الهلال من أول النهار فلا تفطروا حتى يشهد شاهدان أنهما رأياه بالأمس».
قال الدارقطني: وهذا أصح إسنادًا من حديث ابن أبي ليلى، وقد تابع الأعمش منصور وكتبناه بعد هذا. ثم أخرج حديث منصور من طرق عنه.
ورواه البيهقي (٤/ ٢٤٨) من طريق شعبة، عن الأعمش، به، مثله.
وقال: هذا أثر صحيح عن عمر رضي الله عنه.
وأثر ابن أبي ليلى الذي أشار إليه الدارقطني رواه هو (٢١٩٨) وعنه البيهقي (٤/ ٢٤٩) عن أبي بكر النيسابوري، حدّثنا محمد بن علي الوراق، حدثنا عبيدالله بن موسى، أخبرنا إسرائيل، عن عبد الأعلى، عن ابن أبي ليلى، قال: كنت عند عمر، فأتاه راكب فزعم أنه رأى الهلال، فأمر الناس أن يفطروا.
قال محمد بن علي: قلت لأبي نعيم: سمع ابن أبي ليلى من عمر؟ قال: لا أدري. قال محمد ابن علي: قلت ليحيى بن معين: سمع ابن أبي ليلى من عمر؟ فلم يثبت ذلك.
وعبد الأعلى هو ابن عامر الثعلبي غيره أثبت منه.
وحديث أبي وائل أصح إسنادًا عن عمر منه. رواه الأعمش ومنصور عن أبي وائل. انتهى.
وزاد البيهقي عن العباس بن محمد الدوريّ، قال: سئل يحيى بن معين عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن عمر، فقال: لم يره. قلت: له الحديث الذي يروي كنا مع عمر نتراءى الهلال؟ فقال: ليس بشيء. انتهى.
ورواه أحمد (٣٠٧)، والبيهقي (٤/ ٢٤٨) عن يزيد بن هارون، أخبرنا ورقاء بن عمر، عن عبد الأعلى الثعلبي، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، قال: «كنت مع البراء بن عازب وعمر بن الخطاب في البقيع ينظر إلى الهلال، فأقبل راكب، فتلقاه عمر، فقال: من أين جئتَ؟ فقال: من
المغرب. قال: أهللت؟ قال: نعم. قال عمر: الله أكبر إنما يكفي المسلمين الرجل. ثم قام عمر فتوضأ، فمسح على خفيه، ثم صلي المغرب، ثم قال: هكذا رأيت رسول الله ﷺ صنع». وإسناده ضعيف من أجل عبد الأعلى وعبد الرحمن بن أبي ليلى كما سبق.
فقه الباب:
استدل بأحاديث هذا الباب جمهور أهل العلم على أنّ هلال شوال لا يثبت إلّا بشهادة رجلين عدلين. قال الحافظ ابن القيم في: زاده (٢/ ٤٩ - ٥٠): وكان من هديه ﷺ أمر الناس بالصوم بشهادة الرجل الواحد المسلم، وخروجهم منه بشهادة اثنين».
وقال النووي في «المجموع» (٦/ ٢٨١): «هذا مذهبنا، وبه قال العلماء كافّة إلا أبا ثور.
فحكى أصحابنا عنه أنه يقبل في شوال عدل واحد كهلال رمضان. وحكاه ابن المنذر عن أبي ثور وطائفة من أهل الحديث. قال إمام الحرمين: قال صاحب التقريب: لو قلت بما قاله أبو ثور لم أكن مبعدًا» انتهي.

أبواب الكتاب (عرض 50 باباً حول الباب الحالي)

الباب الحالي في المركز 16 من أصل 158 باباً

معلومات عن حديث: شهادة رجلين على رؤية هلال شوال

  • 📜 حديث عن شهادة رجلين على رؤية هلال شوال

    أحاديث نبوية شريفة تتعلق بـ شهادة رجلين على رؤية هلال شوال من مصادر موثوقة.

  • 🔍 صحة حديث شهادة رجلين على رؤية هلال شوال

    تحقق من درجة أحاديث شهادة رجلين على رؤية هلال شوال (صحيح، حسن، ضعيف).

  • 📖 تخريج حديث شهادة رجلين على رؤية هلال شوال

    تخريج علمي لأسانيد أحاديث شهادة رجلين على رؤية هلال شوال ومصادرها.

  • 📚 أحاديث عن شهادة رجلين على رؤية هلال شوال

    مجموعة شاملة من الأحاديث النبوية في موضوع شهادة رجلين على رؤية هلال شوال.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Friday, August 22, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب