حديث: أمرنا رسول الله ﷺ بالفطر في السفر

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب وقت خروج النبي ﷺ إلى مكة بجيش عدده عشرة آلاف

عن أبي سعيد الخدري قال: آذنّا رسول الله ﷺ بالرحيل عام الفتح في ليلتين خلتا من رمضّان، فخرجنا صوامًا حتى إذا بلغنا الكديد فأمرنا رسول الله ﷺ بالفطر، فأصبح الناس منهم الصائم، ومنهم المفطر حتى إذا بلغ أدنى منزل تلقاء العدو أمرنا بالفطر فأفطرنا أجمعين.

صحيح: رواه أحمد (١١٨٢٥) عن أبي المغيرة، حدثنا سعيد بن عبد العزيز قال: حدثني عطية ابن قيس، عمن حدثه عن أبي سعيد فذكره.

عن أبي سعيد الخدري قال: آذنّا رسول الله ﷺ بالرحيل عام الفتح في ليلتين خلتا من رمضّان، فخرجنا صوامًا حتى إذا بلغنا الكديد فأمرنا رسول الله ﷺ بالفطر، فأصبح الناس منهم الصائم، ومنهم المفطر حتى إذا بلغ أدنى منزل تلقاء العدو أمرنا بالفطر فأفطرنا أجمعين.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث الذي رواه أبو سعيد الخدري رضي الله عنه، أخرجه الإمام مسلم في صحيحه، وهو حديث عظيم يُبيّن جانبًا من هدي النبي ﷺ في الجمع بين العبادة والحكمة، والتيسير على الأمة ورفع الحرج عنها.

أولاً. شرح المفردات:


● آذَنَّا: أي أعلمنا وأخبرنا.
● عَامَ الْفَتْحِ: يقصد به فتح مكة، الذي كان في السنة الثامنة للهجرة.
● خَلَّتَا: أي مضتَا، والمعنى: في الليلة الثانية من رمضان.
● صِوَامًا: أي صائمين.
● الْكَدِيدِ: اسم مكان بين مكة والمدينة، قريب من مكة.
● تِلْقَاءَ الْعَدُوِّ: أي مقابل العدو وفي طريقه.

ثانيًا. شرح الحديث:


يخبرنا الصحابي الجليل أبو سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي ﷺ أعلن عن الرحيل في غزوة فتح مكة، وذلك في الليلة الثانية من شهر رمضان. فخرج الصحابة من المدينة وهم صائمون، امتثالاً لأمر الصوم في نهار رمضان.
ولما وصلوا إلى مكان يسمى "الكديد" - وهو مكان قريب من مكة - أمرهم النبي ﷺ بالإفطار، تخفيفًا عليهم وتيسيرًا، لما في السفر من مشقة. هنا نرى تنوعًا في فعل الصحابة؛ فبعضهم استمر في صومه (ربما لشدة اجتهاده أو لعدم شعوره بالمشقة)، وبعضهم أفطر امتثالاً لأمر النبي ﷺ.
ثم لما اقتربوا أكثر من مكان العدو (وهو مكة وقريش)، وأصبحوا على مقربة من اللقاء والقتال، أمرهم النبي ﷺ بالإفطار أمرًا حازمًا، فأفطر الجميع دون استثناء، استعدادًا للقتال وتقويةً لأبدانهم.

ثالثًا. الدروس المستفادة والعبر:


1- مشروعية الفطر في السفر: الحديث دليل واضح على جواز الفطر في السفر، بل واستحبابه، خاصة إذا كان فيه مشقة.
2- طاعة ولي الأمر: أمر النبي ﷺ أولاً بالإفطار على سبيل التخيير (فأصبح الناس منهم الصائم ومنهم المفطر)، ثم أمر أمرًا جازمًا (فأفطرنا أجمعين). وهذا يعلمنا وجوب الانقياد لأمر القائد والوالي في الأمور العامة التي تخص المصلحة العامة.
3- الحكمة من تشريع الرخص: الشرائع الإسلامية مبنية على التيسير ورفع الحرج، وليس على التعسير والتشديد. فالفطر في السفر رخصة من الله تعالى لعباده.
4- الأخذ بالأقوى والأحوط عند مواجهة العدو: عندما أصبحوا على مقربة من القتال، أمرهم النبي ﷺ بالإفطار جميعًا؛ لأن القتال يحتاج إلى قوة الجسم، والصوم قد يضعفها. وهذا من كمال الحكمة النبوية.
5- اجتهاد الصحابة ومحبتهم للطاعة: استمر بعض الصحابة في الصوم حتى بعد الأمر الأول، وهذا يدل على حرصهم على الأجر واجتهادهم في العبادة، ولكنهم انقادوا تمامًا عندما كان الأمر جازمًا لهدف أعلى.

رابعًا. معلومات إضافية:


- هذا الحديث يُستدل به الفقهاء على أن الأمر إذا تعلّق بمصلحة عامة وجب الامتثال له، حتى لو كان يتعارض مع عبادة فردية.
- فيه دليل على أن السفر المبيح للفطر هو سفر الطويل (مسافة تزيد عن 80 كم تقريبًا)، لأن المسافة بين المدينة والكديد طويلة.
- يعلمنا النبي ﷺ في هذا الموقف التوازن بين العبادة والحكمة، والجمع بين الطاعة والقوة.
أسأل الله أن يفقهنا في الدين، وأن يوفقنا لاتباع سنة نبيه ﷺ، والحمد لله رب العالمين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (١١٨٢٥) عن أبي المغيرة، حدثنا سعيد بن عبد العزيز قال: حدثني عطية ابن قيس، عمن حدثه عن أبي سعيد فذكره.
وإسناده صحيح، والراوي المبهم هو قزعة بن يحيى، فقد أخرج البيهقي في الدلائل (٥/ ٢٤) من وجه آخر عن سعيد بن عبد العزيز التنوخي، عن عطية بن قيس، عن قزعة بن يحيى عن أبي سعيد فذكر مثله.
وحديث أبي سعيد يحدد خروج النبي ﷺ من المدينة وهو الثاني من رمضان، والزهري لحدد أن الفتح كان يوم الثالث عشر من رمضان، ويقتضي أن مسيرهم كان بين المدينة ومكة في إحدى عشرة ليلة.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 639 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أمرنا رسول الله ﷺ بالفطر في السفر

  • 📜 حديث: أمرنا رسول الله ﷺ بالفطر في السفر

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أمرنا رسول الله ﷺ بالفطر في السفر

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أمرنا رسول الله ﷺ بالفطر في السفر

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أمرنا رسول الله ﷺ بالفطر في السفر

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب