حديث: خروج النبي في رمضان إلى مكة مع عشرة آلاف

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب وقت خروج النبي ﷺ إلى مكة بجيش عدده عشرة آلاف

عن ابن عباس أن النبي ﷺ خرج في رمضان من المدينة، ومعه عشرة آلاف، وذلك على رأس ثمان سنين ونصف، من مقدمه المدينة، فصار هو ومن معه من المسلمين إلى مكة يصوم ويصومون، حتى بلغ الكديد - وهو ماء بين عسفان وقديد - أفطر وأفطروا.
قال الزهري: وإنما يؤخذ من أمر رسول الله ﷺ الآخر فالآخر، هذا لفظ البخاري. واختصره مسلم وزاد: قال الزهري: فصبّح رسول الله ﷺ مكة لثلاث عشرة ليلة.

متفق عليه: رواه البخاري في المغازي (٤٢٧٦) ومسلم في الصيام (٥٠٠.

عن ابن عباس أن النبي ﷺ خرج في رمضان من المدينة، ومعه عشرة آلاف، وذلك على رأس ثمان سنين ونصف، من مقدمه المدينة، فصار هو ومن معه من المسلمين إلى مكة يصوم ويصومون، حتى بلغ الكديد - وهو ماء بين عسفان وقديد - أفطر وأفطروا.
قال الزهري: وإنما يؤخذ من أمر رسول الله ﷺ الآخر فالآخر، هذا لفظ البخاري. واختصره مسلم وزاد: قال الزهري: فصبّح رسول الله ﷺ مكة لثلاث عشرة ليلة.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يزيدنا وإياك فهماً لسنة نبيه ﷺ وعملاً بها.
هذا الحديث العظيم الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه عن الصحابي الجليل عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، يروي لنا حدثاً مفصلياً في تاريخ الدعوة الإسلامية، وهو فتح مكة، الذي تم في شهر رمضان من السنة الثامنة للهجرة. ودعنا نشرحه بتفصيل وافٍ على النحو التالي:


1. شرح المفردات:


● عشرة آلاف: أي عشرة آلاف مقاتل من الصحابة رضي الله عنهم، وكان هذا العدد الكبير دليلاً على قوة المسلمين بعد سنوات من الهجرة والجهاد.
● على رأس ثمان سنين ونصف: أي بعد ثماني سنوات ونصف من هجرته ﷺ من مكة إلى المدينة، وذلك في شهر رمضان من السنة الثامنة للهجرة.
● الكديد: هو ماء (أي عين أو بئر) بين عسفان وقديد، وهما موقعان معروفان على طريق مكة من جهة المدينة.
● أفطر وأفطروا: أي أن النبي ﷺ أفطر في ذلك اليوم ولم يصم، وأمر أصحابه بالإفطار كذلك.
● يصبّح: أي دخل مكة في وقت الصباح.


2. شرح الحديث:


يخبرنا ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي ﷺ خرج من المدينة المنورة في رمضان من السنة الثامنة للهجرة ومعه جيش كبير بلغ عشرة آلاف مقاتل، متجهين إلى مكة لفتحها. وكان خروجهم في حالة صيام، إذ كانوا يصومون كما هو الحال في رمضان.
وبلغوا مكاناً يسمى الكديد، وهو بين عسفان وقديد (قريب من مكة)، وهناك أفطر النبي ﷺ وأمر أصحابه بالإفطار، وذلك تخفيفاً عليهم وتيسيراً لهم استعداداً للقتال والفتح.
ثم يذكر الإمام الزهري (وهو من كبار أئمة الحديث) قاعدة مهمة في فهم السنة، وهي: "إنما يؤخذ من أمر رسول الله ﷺ الآخر فالآخر"، أي أن آخر فعلٍ أو قولٍ صدر من النبي ﷺ في المسألة هو الحكم المعتمد الذي نأخذ به، لأنه قد ينسخ ما قبله.
وفي رواية الإمام مسلم زيادة: "فصبّح رسول الله ﷺ مكة لثلاث عشرة ليلة"، أي أنه دخل مكة فاتحاً في صباح اليوم السابع عشر من رمضان (حيث بدأ الشهر بليلة واحدة، فإذا صبحها صار يومًا واحدًا، وهكذا حتى اليوم السابع عشر).


3. الدروس المستفادة والعبر:


● جواز الفطر في السفر: دلّ فعل النبي ﷺ على جواز الإفطار في السفر، بل واستحبابه إذا كان فيه مشقة أو استعداد لمعركة أو جهاد.
● مراعاة الظروف والتيسير على الأمة: النبي ﷺ لم يستمر في الصيام مع المشقة، بل أفطر رحمة بأمته وتيسيراً عليهم.
● قاعدة "الآخر فالآخر" في السنة: أي أن آخر أفعال النبي ﷺ أو أقواله هي التي تُلغِي ما قبلها إذا تعارضت، وهي قاعدة أصولية مهمة في فهم النصوص.
● عظمة حدث فتح مكة: حيث تم تحرير البيت الحرام من الشرك ودخل الناس في دين الله أفواجاً.
● التخطيط والإعداد: خروج النبي ﷺ بعشرة آلاف مقاتل يدل على أهمية الإعداد والاستعداد للغزوات.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- يعتبر فتح مكة من أعظم الأحداث في التاريخ الإسلامي، حيث تم دون قتال يذكر إلا في بعض المواضع البسيطة.
- كان هذا الفتح سبباً في إسلام الكثير من قبائل العرب، حيث رأوا قوة المسلمين وعظمة أخلاقهم حتى مع أعدائهم.
- يستفاد من الحديث أيضاً أن السفر الطويل المسبب للمشقة يجوز فيه الفطر، سواء كان سفر طاعة (كالجهاد) أو غيره.
- القاعدة التي ذكرها الإمام الزهري ("الآخر فالآخر") مطبقة في很多 المسائل الفقهية، مثل عدد ركعات صلاة الخوف، وحكم الاستئذان وغيرها.

أسأل الله أن ينفعنا بما علمنا، وأن يرزقنا الفقه في الدين،
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في المغازي (٤٢٧٦) ومسلم في الصيام (٥٠٠.: ١١١٣) كلاهما من حديث عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن ابن عباس فذكره.
وأحال مسلم لفظ الحديث على الإسناد السابق وهو ما رواه من أوجه عن الليث، عن الزهري وليس فيه ذكر عدد الجيش وعام الخروج، وإنما فيه وقت دخول مكة.
ورواه محمد بن إسحاق كما في سيرة ابن هشام (٢/ ٣٩٩ - ٤٠٠) مطولًا كما سيأتي.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 637 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: خروج النبي في رمضان إلى مكة مع عشرة آلاف

  • 📜 حديث: خروج النبي في رمضان إلى مكة مع عشرة آلاف

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: خروج النبي في رمضان إلى مكة مع عشرة آلاف

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: خروج النبي في رمضان إلى مكة مع عشرة آلاف

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: خروج النبي في رمضان إلى مكة مع عشرة آلاف

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب