كم يقرأ القرآن - الأحاديث الصحيحة
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الكتب الستة
باب في كم يُقرأ القرآن
عن عبد اللَّه بن عمرو قال: قال لي رسول اللَّه ﷺ: «اقرأ القرآن في كل شهر» قال: قلت: إني أجد قوة، قال: «فاقرأه في عشرين ليلة» قال: قلت: إني أجد قوة، قال: «فاقرأه في سبع، ولا تزد على ذلك».
متفق عليه: رواه البخاريّ في فضائل القرآن (٥٠٥٤) ومسلم في الصيام (١١٥٩: ١٨٤) كلاهما من طريق شيبان، عن يحيى (هو ابن أبي كثير)، عن محمد بن عبد الرحمن مولى بني زهرة، عن أبي سلمة -قال: (القائل: هو يحيى بن أبي كثير)، وأحسبني قال: سمعت أنا من أبي سلمة- عن عبد اللَّه بن عمرو، فذكره.
عن عبد اللَّه بن عمرو عن النبي ﷺ قال: «صُمْ من الشهر ثلاثة أيام» قال: أطيق أكثر من ذلك، فما زال حتى قال: «صُمْ يومًا وأَفْطرْ يومًا» فقال: «اقرأ القرآن في كل شهر» قال: إني أطيق أكثر، فما زال حتى قال: «في ثلاث».
صحيح: رواه البخاريّ في الصوم (١٩٧٨) عن محمد بن بشار، حدّثنا غندر، حدّثنا شعبة، عن مغيرة، قال: سمعت مجاهدًا، عن عبد اللَّه بن عمرو، فذكره.
وقوله: «في سبع» ثم «في ثلاث» يحمل على وقتين مختلفين، ثم استقر الأمر على ثلاث لأن
من قرأ القرآن في أقل من ثلاثة أيام لم يفقه كما في الحديث الآتي.
عن عبد اللَّه بن عمرو أنه قال: يا رسول اللَّه، في كم أقرأ القرآن؟ قال: «في شهر» قال: إني أقوى من ذلك -ردَّد الكلام أبو موسى وتناقصه، حتى- قال: «اقرأه في سبع» قال: إني أقوى من ذلك، قال: «لا يفقه من قرأه في أقل من ثلاث».
صحيح: رواه أبو داود (١٣٩٠)، والترمذي (٢٩٤٩)، وابن ماجه (١٣٤٧)، وصحّحه ابن حبان (٧٥٨) كلهم من طرق عن قتادة، عن يزيد بن عبد اللَّه بن الشخِّير، عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص، فذكره، واللفظ لأبي داود.
وإسناده صحيح.
قوله: «ردَّدَ الكلام أبو موسى» أبو موسى هو: محمد بن المثنى شيخ أبي داود، وترديد الكلام ومراجعته كان بين رسول اللَّه ﷺ وبين عبد اللَّه بن عمرو بن العاص.
عن عمرو بن شعيب، عن أبيه حدّث بحديث عبد اللَّه بن عمرو قال: أمره النبي ﷺ أن يقرأ في أربعين، ثم في شهر، ثم في عشرين، ثم في خمسة عشر، وفي عشر، ثم في سبع قال: انتهى إلى سبع.
حسن: رواه النسائيّ في الكبرى (٨٠١٥) عن زكريا بن يحيى، قال: حدّثنا محمد بن عبيد بن حساب قال: حدّثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن سماك بن الفضل، عن وهب بن منبه، عن عمرو ابن شعيب فذكره.
وإسناده حسن من أجل عمرو بن شعيب.
ورواه أيضًا أبو داود (١٣٩٥)، والترمذي (٢٩٤٧) كلاهما من طريق معمر، عن سماك بن الفضل، عن وهب بن منبه، عن عبد اللَّه بن عمرو فذكر نحوه. إلا أن الترمذيّ اقتصر على قوله: «اقرأ القرآن في أربعين». وقال: هذا حديث حسن غريب، وروى بعضهم عن معمر، عن سماك ابن الفضل، عن وهب بن منبه: أن النبي ﷺ أمر عبد اللَّه بن عمرو أن يقرأ القرآن في أربعين.
قال الأعظمي: هذا الإسناد فيه انقطاع؛ فإن وهب بن منبه لم يسمعه من عبد اللَّه بن عمرو كما قال النسائيّ في الكبرى، ثم رواه بواسطة عمرو بن شعيب فاتصل إسناده وهو حسن كما قلت.
ذهب كثير من السلف إلى كراهة ختم القرآن في أقل من ثلاث، وفي سنن سعيد بن منصور (٢/ ٤٤٢) عن ابن مسعود موقوفًا: لا تقرؤوا القرآن في أقل من ثلاث، وكان عبد اللَّه بن مسعود يختم القرآن في كل ثلاث، وقلَّ ما يستعين بالنهار، وكان أبي بن كعب يختم القرآن في ثمان، وكان معاذ يكره أن يقرأ القرآن في أقل من ثلاث، وكذلك قال به كثير من التابعين وهو اختيار أحمد وإسحاق وغيرهما، وقد ذمّتْ عائشة من قرأ القرآن في الليلة مرة أو مرتين كما في الحديث الآتي: عن مسلم بن مخراق قال: قلت لعائشة: يا أم المؤمنين إن ناسا يقرأ أحدهم القرآن في ليلة مرتين، أو ثلاثًا، فقالت: أولئك قرءوا، ولم يقرءوا، كان رسول اللَّه ﷺ، يقوم الليلة التمام، فيقرأ سورة البقرة، وسورة آل عمران، وسورة النساء، ثم لا يمر بآية فيها استبشار إلا دعا اللَّه عز وجل ورَغِبَ، ولا يمر بآية فيها تخويف إلا دعا اللَّه عز وجل واستعاذ.
حسن: رواه أحمد (٢٤٨٧٥) عن علي بن إسحاق، قال: أخبرنا عبد اللَّه، قال: أخبرنا ابن لهيعة، عن الحارث بن يزيد، عن زياد بن نعيم الحضرمي، عن مسلم بن مخراق فذكره.
وإسناده حسن من أجل ابن لهيعة لرواية عبد اللَّه بن المبارك عنه، ومن أجل مسلم بن مخراق وهو مولى عائشة وإن لم يوثقه غير ابن حبان، ثم لحديثه شواهد صحيحة في تطويل القراءة في صلاة الليل وهي مخرجة في مواضعها، إلا أن بعض أهل العلم رخّصوا ختم القرآن في ليلة، وقراءته في ركعة واحدة كما رُوي ذلك عن عثمان بن عفان. رواه ابن أبي شيبة في مصنفه (٨٦٧٨) عن يزيد بن هارون، عن محمد بن عمرو، عن محمد بن إبراهيم، عن عبد الرحمن بن عثمان، قال: قمت خلف المقام أصلي وأنا أريد أن لا يغلبني عليه أحد تلك الليلة، فإذا رجل من خلفي يغمزني فلم ألتفت إليه، ثم غمزني فالتفت، فإذا هو عثمان بن عفان فتنحيت وتقدم فقرأ القرآن كله في ركعة، ثم انصرف. وإسناده حسن.
وروي أيضًا عن تميم الداري مثله كما عند ابن أبي شيبة (٨٦٧٧) وفي إسناده انقطاع.
ولعل عثمان بن عفان رضي الله عنه فعل ذلك مرة أو مرتين لأن الأصل أنه لا يجوز ختم القرآن في أقل من ثلاث.
وأما أقصى مدة لختم القرآن فذهب أبو حنيفة إلى أن من قرأ القرآن في كل سنة مرتين فقد أدّى حقّه؛ لأن النبي ﷺ عرض على جبريل في السنة التي توفي فيها مرتين.
وقال أحمد: أكثر ما سمعت أن يختم القرآن في أربعين لأن تأخيره أكثر من ذلك يُفضي إلى نسيان القرآن، والتهاون به فكان ما ذكرنا أولى، وهذا إذا لم يكن عذر، فأما مع العذر فواسع له. المغني (٢/ ٦١١ - ٦١٢). يعني المشغول في الحكم والقضاء والعلم وغيرها. فله أن يُقلّل هذه المدة أو يكثرها وكلها صحيح.
وأما الاجتماع والدعاء عند ختم القرآن فأجازه بعض السلف: أخرج الطبرانيّ في الكبير (١/ ٢٤٢) بإسناده عن أنس أنه كان إذا ختم القرآن جمع أهله ودعا.
قال الهيثمي في «المجمع» (٧/ ١٧٢): «رجاله ثقات».
قال الأعظمي: وروي عن قتادة عن أنس مرفوعًا وهو وهمٌ، وفي إسناده مجاهيل كما قال البيهقي في شعب الإيمان (٣/ ٤٢٢).
وعن مجاهد قال: كانوا يجتمعون عند ختم القرآن، ويقولون: عنده تنزل الرحمة.
أبواب الكتاب
- 1 باب ما جاء في شفاعة القرآن لأهله
- 2 باب النهي عن قراءة القرآن في الركوع والسجود
- 3 باب ما يقول في سجود القرآن
- 4 باب أول ما نزل من القرآن
- 5 باب آخر ما نزل من القرآن
- 6 باب مدة نزول القرآن
- 7 باب أكثر ما نزل من الوحي في مرض موته ﷺ-
- 8 باب النهي عن الاختلاف في القرآن
- 9 باب أُنزلَ القرآن على سبعة أحرف ومعناها
- 10 باب كتاب اللَّه يُصَدِّق بعضُه بعضا
- 11 باب كتابة القرآن كله في عهد النبي ﷺ مع حفظه في الصدور
- 12 باب من كتب الوحي في عهد رسول اللَّه ﷺ-
- 13 باب أن البسملة هي الفاصلة بين السورتين
- 14 باب القُرَّاء في عهد النبي ﷺ-
- 15 باب لم يترك النبي ﷺ إلا ما بين الدفتين
- 16 باب كان النبي ﷺ يدارس القرآن مع جبريل مرتبا كما هو الآن
- 17 باب جمع القرآن في عهد أبي بكر الصديق
- 18 باب ما جاء في مصاحف بعض الصحابة
- 19 باب جمعُ عثمان الناسَ على مصحف واحد
- 20 باب في كم يُقرأ القرآن
- 21 باب استحباب تحسين الصوت بالقرآن
- 22 باب البكاء عند قراءة القرآن
- 23 باب يُسنّ الترتيل في قراءة القرآن
- 24 باب نزول القرآن وتربية النفوس
- 25 باب كراهية قول: نَسِيتُ آية كذا، وجواز قول: أُنْسِيتُها
- 26 باب الترجيع
- 27 باب تحزيب القرآن وتجزئته
- 28 باب جواز قراءة القرآن على غير الترتيب أحيانًا
- 29 باب أن العربي والعجمي سواء في قراءة القرآن
- 30 باب فضل القرآن
- 31 باب فضل قراءة القرآن
- 32 باب الحثّ على تعلّم القرآن وتعليمه
- 33 باب منزلة صاحب القرآن
- 34 باب فضيلة قارئ القرآن
- 35 باب فضل من يقوم بالقرآن
- 36 باب فضل الماهر بالقرآن والذي يتتعتع فيه
- 37 باب إن اللَّه يرفع بالقرآن أقواما ويضع به آخرين
- 38 باب نزول السكينة والملائكة عند قراءة القرآن
- 39 باب ما جاء في فضيلة حفظ القرآن وتتويج والد حفظة القرآن يوم القيامة
- 40 باب الحثّ على تعاهد القرآن واستذكاره
- 41 باب تعليم الصبيان القرآن
- 42 باب من لم يستطع أن يقرأ القرآن فليذكر اللَّه بالتكبير والتسبيح والتحميد والتهليل
- 43 باب ترهيب من قرأ القرآن ليقال له: قارئ
- 44 باب القراءة على المركب
معلومات عن حديث: كم يقرأ القرآن
📜 حديث عن كم يقرأ القرآن
أحاديث نبوية شريفة تتعلق بـ كم يقرأ القرآن من مصادر موثوقة.
🔍 صحة حديث كم يقرأ القرآن
تحقق من درجة أحاديث كم يقرأ القرآن (صحيح، حسن، ضعيف).
📖 تخريج حديث كم يقرأ القرآن
تخريج علمي لأسانيد أحاديث كم يقرأ القرآن ومصادرها.
📚 أحاديث عن كم يقرأ القرآن
مجموعة شاملة من الأحاديث النبوية في موضوع كم يقرأ القرآن.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Sunday, August 24, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب