اقرأ القرآن في سبع ولا تزد على ذلك

حديث: اقرأ القرآن في سبع ولا تزد على ذلك

عن عبد اللَّه بن عمرو قال: قال لي رسول اللَّه ﷺ: «اقرأ القرآن في كل شهر» قال: قلت: إني أجد قوة، قال: «فاقرأه في عشرين ليلة» قال: قلت: إني أجد قوة، قال: «فاقرأه في سبع، ولا تزد على ذلك».

متفق عليه: رواه البخاريّ في فضائل القرآن (٥٠٥٤) ومسلم في الصيام (١١٥٩: ١٨٤) كلاهما من طريق شيبان، عن يحيى (هو ابن أبي كثير)، عن محمد بن عبد الرحمن مولى بني زهرة، عن أبي سلمة -قال: (القائل: هو يحيى بن أبي كثير)، وأحسبني قال: سمعت أنا من أبي سلمة- عن عبد اللَّه بن عمرو، فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله تعالى أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
الحديث الشريف: عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: قال لي رسول الله ﷺ: «اقرأ القرآن في كل شهر». قال: قلت: إني أجد قوة. قال: «فاقرأه في عشرين ليلة». قال: قلت: إني أجد قوة. قال: «فاقرأه في سبع، ولا تزد على ذلك».
[رواه البخاري (5054) ومسلم (1159)]

1. شرح المفردات:

● «اقرأ القرآن في كل شهر»: أي ختم القرآن كاملاً مرة واحدة خلال ثلاثين يوماً.
● «إني أجد قوة»: أي لديّ الطاقة والقدرة والهمة على أن أقرأ أكثر من ذلك وأسرع في الختم.
● «في عشرين ليلة»: أي اختم القرآن مرة كل عشرين يوماً.
● «في سبع»: أي اختم القرآن مرة كل سبعة أيام.
● «ولا تزد على ذلك»: نهي عن مجاوزة هذه المدة والمسارعة في الختم أكثر من ذلك (كختمه في ثلاثة أيام أو أقل).

2. شرح الحديث:

يُبيّن هذا الحديث العظيم حرص النبي ﷺ على تربية أصحابه، وهدايتهم إلى أوسط الأمور وأفضلها، وحمايتهم من الغلو والتشدد الذي قد يضرهم.
- بدأ النبي ﷺ بتوجيه عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما بأمر معتدل وهو ختم القرآن مرة في الشهر، وهو أمر يناسب عامة الناس، وفيه تلاوة بمعدل حزب واحد تقريباً يومياً.
- لما أخبره عبد الله بن عمرو بأن عنده همة وقوة على زيادة العبادة، زاده النبي ﷺ إلى ختم القرآن في عشرين يوماً.
- ولما أبدى رغبته في المزيد، أجازه النبي ﷺ في ختم القرآن في سبعة أيام، وجعل هذا هو الحد الأقصى الذي لا ينبغي تجاوزه، فقال: «ولا تزد على ذلك».
والحكمة في النهي عن الختم في أقل من سبعة أيام (كختمه في ثلاثة أيام كما ورد في روايات أخرى) أن القارئ إذا أسرع أكثر من ذلك:
- قد لا يتدبر معاني القرآن حق التدبر.
- قد يملّ ويترك القراءة جملةً بسبب شدة الإجهاد.
- قد يهمل حقوقاً أخرى له أو لأهله أو لجسده.
- يفوت عليه المقصود الأعلى من القراءة وهو الفهم والتدبر والعمل.

3. الدروس المستفادة منه:

1- التدرج في التربية والتعليم: من حكمة النبي ﷺ أنه لم يبدأ بالأمر الأعلى، بل بدأ بالأوسط، ثم زاد حسب الطاقة والهمة. وهذا أسلوب تربوي عظيم.
2- مراعاة الفروق الفردية: النبي ﷺ لم يحدد مقداراً واحداً للجميع، بل خاطب كل شخص حسب طاقته وهمته، فمن الناس من يكتفي بختمة في الشهر، ومنهم من يستطيع أكثر.
3- النهي عن الغلو في العبادة: الإسلام دين التوازن، ينهى عن التقصير والإهمال، وينهى كذلك عن التشدد والمغالاة الذي يؤدي إلى الملل أو الضرر أو التفريط في حقوق أخرى.
4- الحث على تدبر القرآن: المقصود من القراءة ليس إنجاز عدد الختمات فحسب، بل الفهم والتدبر والعمل. والقراءة السريعة جداً قد تحول بين القلب وبين هذا المقصود الجليل.
5- استشارة العالم والتابع له: فعل عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما يدل على وجوب سؤال أهل العلم عن كيفية العبادة، وعدم اتخاذ القرار based on based on الهوى والاجتهاد الشخصي الذي قد يضر.
6- الحد الأقصى المستحب: أن ختم القرآن في سبعة أيام هو أسرع ما ورد استحبابه، فيكون ذلك هو الحد الأمثل لمن كانت له همة عالية وقوة على ذلك.

4. معلومات إضافية مفيدة:

- ورد النهي الصريح عن ختم القرآن في أقل من ثلاث ليالٍ، كما في حديث عبد الله بن عمرو نفسه أن النبي ﷺ قال: «لَمْ يَفْقَهْ مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ فِي أَقَلَّ مِنْ ثَلَاثٍ» (رواه أبو داود والترمذي وحسنه). أي أن من يقرأه بهذه السرعة لا يتمكن من فهمه حق الفهم.
- جمهور العلماء على أن النهي للكراهة التنزيهية وليس للتحريم، خشية أن يفوّت المصالح الكبرى من التدبر والفهم.
- الأفضل للمسلم أن يجعل له ورداً يومياً من القرآن يتناسب مع وقته وهمته، ويحرص على أن يكون له ختمة متأنية للتدبر، وأخرى للمراجعة والحفظ إذا أراد.
- القاعدة الذهبية: «أفضل الأعمال أدومها وإن قلّ» (متفق عليه). فالمداومة على ورد يومي معتدل خير من همة عالية تنقطع سريعاً.
نسأل الله تعالى أن يرزقنا تلاوة كتابه آناء الليل وأطراف النهار على الوجه الذي يرضيه عنا.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في فضائل القرآن (٥٠٥٤) ومسلم في الصيام (١١٥٩: ١٨٤) كلاهما من طريق شيبان، عن يحيى (هو ابن أبي كثير)، عن محمد بن عبد الرحمن مولى بني زهرة، عن أبي سلمة -قال: (القائل: هو يحيى بن أبي كثير)، وأحسبني قال: سمعت أنا من أبي سلمة- عن عبد اللَّه بن عمرو، فذكره.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 55 من أصل 118 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: اقرأ القرآن في سبع ولا تزد على ذلك

📜 حديث: اقرأ القرآن في سبع ولا تزد على ذلك

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: اقرأ القرآن في سبع ولا تزد على ذلك

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: اقرأ القرآن في سبع ولا تزد على ذلك

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: اقرأ القرآن في سبع ولا تزد على ذلك

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية