حديث: اقرأ القرآن في أربعين ثم في شهر ثم في عشرين ثم في خمسة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب في كم يُقرأ القرآن

عن عمرو بن شعيب، عن أبيه حدّث بحديث عبد اللَّه بن عمرو قال: أمره النبي ﷺ أن يقرأ في أربعين، ثم في شهر، ثم في عشرين، ثم في خمسة عشر، وفي عشر، ثم في سبع قال: انتهى إلى سبع.

حسن: رواه النسائيّ في الكبرى (٨٠١٥) عن زكريا بن يحيى، قال: حدّثنا محمد بن عبيد بن حساب قال: حدّثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن سماك بن الفضل، عن وهب بن منبه، عن عمرو ابن شعيب فذكره.

عن عمرو بن شعيب، عن أبيه حدّث بحديث عبد اللَّه بن عمرو قال: أمره النبي ﷺ أن يقرأ في أربعين، ثم في شهر، ثم في عشرين، ثم في خمسة عشر، وفي عشر، ثم في سبع قال: انتهى إلى سبع.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله تعالى أن ينفعنا وإياك بالعلم النافع والعمل الصالح.
هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وأبو داود في سننه، وغيرهما، عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، وفيه قصة نزوله من أجل الاجتهاد في العبادة.

أولاً. شرح المفردات:


● أمره النبي ﷺ: أي نهاه وحثه على التخفيف والتيسير على نفسه.
● أن يقرأ: المقصود به أن يختم القرآن الكريم.
● في أربعين: أي في أربعين يوماً.
● ثم في شهر: أي في ثلاثين يوماً.
● ثم في عشرين: أي في عشرين يوماً.
● ثم في خمسة عشر: أي في خمسة عشر يوماً.
● ثم في عشر: أي في عشر ليالٍ (أي أيام).
● ثم في سبع: أي في سبعة أيام.
● انتهى إلى سبع: أي استقر الأمر وأُمر ألا يختم في أقل من سبعة أيام.

ثانياً. شرح الحديث:


يحكي عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم نهاه عن الإفراط في العبادة والتشدد على النفس. فقد كان عبد الله رضي الله عنه يصوم الدهر كله ويقوم الليل كله ويختم القرآن في مدة قصيرة جداً، مما أثر على صحته وأهله.
فجاءه النبي صلى الله عليه وسلم ينصحه ويأمره بالتخفيف والتوسط في العبادة، حتى لا يملّ أو يتركها بالكلية. فبدأ النبي صلى الله عليه وسلم يأمره بأن يختم القرآن في مدة أطول، فبدأ بأربعين يوماً، ثم نقصها تدريجياً إلى أن استقر الأمر على ألا يختم في أقل من سبعة أيام، فهذا هو الحد الأدنى الذي لا يجوز للمسلم أن يختم القرآن في أقل منه، ليكون ذلك أدعى للتدبر والفهم، وأبعد عن العجلة والهذرمة.
وفي رواية أخرى عند أبي داود: (لا يفقه من قرأ القرآن في أقل من ثلاث)، ولكن الاستقرار النهائي كان على سبعة أيام كحد أدنى، وجاء في بعض الروايات أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: (اقرأه في سبع ولا تزد على ذلك).

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- التوسط والاعتدال في العبادة: الإسلام دين الوسطية، يرفض الغلو والتشدد، كما يرفض التقصير والتفريط. فخير الأمور أوسطها.
2- مراعاة حال الإنسان وصحته: لا يجوز للإنسان أن يرهق نفسه في العبادة حتى تؤثر على صحته أو واجباته الأخرى.
3- التدبر في قراءة القرآن: المقصود من القراءة ليس مجرد إتمام الختمات بسرعة، بل المقصود الفهم والتدبر والعمل. والقراءة في سبعة أيام هي المدة المناسبة للتدبر والفهم، كما جاء في حديث آخر: (من قرأ القرآن في أقل من ثلاث لم يفقهه).
4- رفق النبي صلى الله عليه وسلم بأمته: حيث كان يرشدهم إلى ما هو أصلح لهم وأوفق لطبيعتهم.
5- استحباب ختم القرآن في سبعة أيام: وهذا هو الأمر المستقر في نهاية الحديث، وهو مقدار ما كان يختم فيه كثير من السلف الصالح، وهو أمر مستحب وليس واجباً.

رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:


- الحديث يدل على أن أقل مدة يجوز ختم القرآن فيها هي سبعة أيام، فلا ينبغي للمسلم أن يختم في أقل من ذلك إلا لحاجة أو ضرورة.
- يستحب للمسلم أن يختم القرآن مرة في الشهر على الأقل، وذلك بأن يقرأ كل يوم جزءاً واحداً (حزبين).
- الأفضل والأكمل أن يختمه في سبعة أيام، وذلك بأن يقرأ كل يوم ما يقارب أربعة أرباع (أجزاء) من القرآن.
- يجوز أن يختم في ثلاثة أيام لمن كان له همة عالية ولم يشغله ذلك عن التدبر، ولكن لا ينبغي المداومة على ذلك، لئلا يفوت المقصود من القراءة وهو التدبر.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه النسائيّ في الكبرى (٨٠١٥) عن زكريا بن يحيى، قال: حدّثنا محمد بن عبيد بن حساب قال: حدّثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن سماك بن الفضل، عن وهب بن منبه، عن عمرو ابن شعيب فذكره.
وإسناده حسن من أجل عمرو بن شعيب.
ورواه أيضًا أبو داود (١٣٩٥)، والترمذي (٢٩٤٧) كلاهما من طريق معمر، عن سماك بن الفضل، عن وهب بن منبه، عن عبد اللَّه بن عمرو فذكر نحوه. إلا أن الترمذيّ اقتصر على قوله: «اقرأ القرآن في أربعين». وقال: هذا حديث حسن غريب، وروى بعضهم عن معمر، عن سماك ابن الفضل، عن وهب بن منبه: أن النبي ﷺ أمر عبد اللَّه بن عمرو أن يقرأ القرآن في أربعين.
قال الأعظمي: هذا الإسناد فيه انقطاع؛ فإن وهب بن منبه لم يسمعه من عبد اللَّه بن عمرو كما قال النسائيّ في الكبرى، ثم رواه بواسطة عمرو بن شعيب فاتصل إسناده وهو حسن كما قلت.
ذهب كثير من السلف إلى كراهة ختم القرآن في أقل من ثلاث، وفي سنن سعيد بن منصور (٢/ ٤٤٢) عن ابن مسعود موقوفًا: لا تقرؤوا القرآن في أقل من ثلاث، وكان عبد اللَّه بن مسعود يختم القرآن في كل ثلاث، وقلَّ ما يستعين بالنهار، وكان أبي بن كعب يختم القرآن في ثمان، وكان معاذ يكره أن يقرأ القرآن في أقل من ثلاث، وكذلك قال به كثير من التابعين وهو اختيار أحمد وإسحاق وغيرهما، وقد ذمّتْ عائشة من قرأ القرآن في الليلة مرة أو مرتين كما في الحديث الآتي: عن مسلم بن مخراق قال: قلت لعائشة: يا أم المؤمنين إن ناسا يقرأ أحدهم القرآن في ليلة مرتين، أو ثلاثًا، فقالت: أولئك قرءوا، ولم يقرءوا، كان رسول اللَّه ﷺ، يقوم الليلة التمام، فيقرأ سورة البقرة، وسورة آل عمران، وسورة النساء، ثم لا يمر بآية فيها استبشار إلا دعا اللَّه عز وجل ورَغِبَ، ولا يمر بآية فيها تخويف إلا دعا اللَّه عز وجل واستعاذ.
حسن: رواه أحمد (٢٤٨٧٥) عن علي بن إسحاق، قال: أخبرنا عبد اللَّه، قال: أخبرنا ابن لهيعة، عن الحارث بن يزيد، عن زياد بن نعيم الحضرمي، عن مسلم بن مخراق فذكره.
وإسناده حسن من أجل ابن لهيعة لرواية عبد اللَّه بن المبارك عنه، ومن أجل مسلم بن مخراق وهو مولى عائشة وإن لم يوثقه غير ابن حبان، ثم لحديثه شواهد صحيحة في تطويل القراءة في صلاة الليل وهي مخرجة في مواضعها، إلا أن بعض أهل العلم رخّصوا ختم القرآن في ليلة، وقراءته في ركعة واحدة كما رُوي ذلك عن عثمان بن عفان. رواه ابن أبي شيبة في مصنفه (٨٦٧٨) عن يزيد بن هارون، عن محمد بن عمرو، عن محمد بن إبراهيم، عن عبد الرحمن بن عثمان، قال: قمت خلف المقام أصلي وأنا أريد أن لا يغلبني عليه أحد تلك الليلة، فإذا رجل من خلفي يغمزني فلم ألتفت إليه، ثم غمزني فالتفت، فإذا هو عثمان بن عفان فتنحيت وتقدم فقرأ القرآن كله في ركعة، ثم انصرف. وإسناده حسن.
وروي أيضًا عن تميم الداري مثله كما عند ابن أبي شيبة (٨٦٧٧) وفي إسناده انقطاع.
ولعل عثمان بن عفان رضي الله عنه فعل ذلك مرة أو مرتين لأن الأصل أنه لا يجوز ختم القرآن في أقل من ثلاث.
وأما أقصى مدة لختم القرآن فذهب أبو حنيفة إلى أن من قرأ القرآن في كل سنة مرتين فقد أدّى حقّه؛ لأن النبي ﷺ عرض على جبريل في السنة التي توفي فيها مرتين.
وقال أحمد: أكثر ما سمعت أن يختم القرآن في أربعين لأن تأخيره أكثر من ذلك يُفضي إلى نسيان القرآن، والتهاون به فكان ما ذكرنا أولى، وهذا إذا لم يكن عذر، فأما مع العذر فواسع له. المغني (٢/ ٦١١ - ٦١٢). يعني المشغول في الحكم والقضاء والعلم وغيرها. فله أن يُقلّل هذه المدة أو يكثرها وكلها صحيح.
وأما الاجتماع والدعاء عند ختم القرآن فأجازه بعض السلف: أخرج الطبرانيّ في الكبير (١/ ٢٤٢) بإسناده عن أنس أنه كان إذا ختم القرآن جمع أهله ودعا.
قال الهيثمي في «المجمع» (٧/ ١٧٢): «رجاله ثقات».
قال الأعظمي: وروي عن قتادة عن أنس مرفوعًا وهو وهمٌ، وفي إسناده مجاهيل كما قال البيهقي في شعب الإيمان (٣/ ٤٢٢).
وعن مجاهد قال: كانوا يجتمعون عند ختم القرآن، ويقولون: عنده تنزل الرحمة.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 58 من أصل 118 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: اقرأ القرآن في أربعين ثم في شهر ثم في عشرين ثم في خمسة

  • 📜 حديث: اقرأ القرآن في أربعين ثم في شهر ثم في عشرين ثم في خمسة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: اقرأ القرآن في أربعين ثم في شهر ثم في عشرين ثم في خمسة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: اقرأ القرآن في أربعين ثم في شهر ثم في عشرين ثم في خمسة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: اقرأ القرآن في أربعين ثم في شهر ثم في عشرين ثم في خمسة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب