جواز غسل الرجل والمرأة ووضوئهما في إناء واحد - الأحاديث الصحيحة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الكتب الستة

باب جواز غسل الرجل والمرأة ووضوئهما في إناء واحد

عن عائشة أن رسول الله ﷺ كان يَغْتَسِلُ من إناء - هو الفَرَقُ - من الجنابة.
وفي رواية قالت: كنت أغتسل أنا والنبي ﷺ من إناء واحد من قدح، يقال له الفَرَقُ.

متفق عليه: الرواية الأولي رواها مالك في الطهارة (٦٨) وعنه مسلم في الحيض (٣١٩) وسيأتي ذكرها في باب: القدر المستحب من الماء للغُسْل والوُضوء. والرواية الثانية أخرجها البخاري في الغسل (٢٥٠) ومسلم في الحيض (٣١٩) كلاهما من طريق الزهري، عن عروة، عن عائشة، فذكرت الحديث. ثم روى مسلم من طرق أخرى عن عائشة ومنها قولها: «تختلف أيدينا فيه من الجنابة». ومنها قولها: «كنت أغتسلُ أنا ورسولُ الله ﷺ من إناء - بيني وبينه - واحدٍ، فيُبادرني، حتى أقولَ: دع لي، دع لي، قالت: وهما جُنبان». وفي رواية عنده (٣٢٠) عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال: دخلت على عائشة أنا وأخوها من الرضاعة، فسألَها عن غُسْل النبي ﷺ من الجنابة؟ فدعتُ بإناءٍ قدرَ الصاعِ، فاغتسلتْ، وبيننا وبينها سِتر، وأفْرَغَتْ على رأسها ثلاثًا، قال: وكان أزواج النبي ﷺ يأخذنَ من رؤوسِهن حتى تكون كالوفْرةِ«، وذكره أيضًا البخاري مختصرا (٣٥١). وفي رواية عنده (٢٩٩): «كنت أغتسل أنا والنبي ﷺ من إناء واحد، وكانا جنب».
والفَرَقُ - بفتح الراء وسكونها -: قدح بسعُ ستةَ عشر رطلا. وقال سفيان: والفَرَق ثلاثةُ آصع.
وقوله: «يأخذنَ من رؤوسهن حتى تكونَ كالوفرة» أي: يأخذنَ من شَعرِ رؤوسِهن ويُخففنَ من شعورهن حتى تكون كالوفرة، وهي من الشَّعر ما كان إلى الأذنين ولا يجاوزهما.
عن أنس قال: كان النبي ﷺ، والمرأة من نسائه يُغْتَسِلانِ من إناءٍ واحدٍ. وزاد مسلم (أي ابن إبراهيم) ووهب، عن شعبة: من الجنابة.

صحيح: رواه البخاري في الغسل (٢٦٤)، عن أبي الوليد (هو ابن جرير بن حازم)، قال: حدَّثنا شعبة، عن عبد الله بن عبد الله بن جبرٍ، قال: سمعت أنس بن مالكٍ يقول فذكر الحديث.
عن زينبَ بنت أم سلمة قالت: إن أمها أم سلمة حدَّثَهْا قالت: كانتْ هي ورسولُ الله ﷺ يَغْتَسِلان في الإناء الواحدِ من الجنابة.

متفق عليه: أخرجه البخاري في الحيض (٣٢٢)، ومسلم في الحيض (٣٢٤)، كلاهما من طريق أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن زينب ابنة أبي سلمة، عن أمها فذكرت الحديث. وفيه قصَّة، انظر كتاب الحيض، باب الاضطجاع مع الحائض في لحافٍ واحدٍ.
عن ابن عباس قال: أخبرتني ميمونة: أنها كانت تغتسل هي والنبيُّ ﷺ في إناء واحد.

متفق عليه: رواه مسلم في الحيض (٣٢٢) عن عمرو بن دينار، عن أبي الشعثاء، عن ابن عباس، فذكر مثله. وفي رواية عنده عن عمرو بن دينار، قال: أكبر علمي، والذي يخطر على بالي أن أبا الشعثاء أخبرني، أن ابن عباس أخبره أن رسولَ الله ﷺ كان يغتسل بفَضْلِ ميمونة (٣٢٣).
فجعل الحديث من مسند ابن عباس. ورواه البخاري في الغُسْل (٢٥٣) عن ابن عباس أن النبي ﷺ وميمونة كانا يغتسلان من إناء واحد؛ فجعل الحديث من مسند ابن عباس، هكذا رواه البخاري عن شيخه أبي نعيم قال: حدثنا ابن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن جابر بن زيد، عن ابن عباس. ثم قال البخاري: كان ابن عيينة يقول أخيرًا: «عن ابن عباس عن ميمونة». والصحيح ما روى أبو نعيم.
وهذا يدل على تردّد ابن عيينة في كون الحديث من مسند ابن عباس، أم من مسند ميمونة، والنتيجة واحدة؛ فإن ابن عباس لا يطلع على النبي ﷺ في حالة اغتساله مع ميمونة، فيدل على أنه أخذه عنها.
عن عبد الله بن عمر أنه كان يقول: كان الرجال والنساء يتوضَّؤُون في زمان النبي ﷺ جميعًا.

صحيح: رواه مالك في الطهارة (١٥) عن نافع، عن عبد الله بن عمر فذكر مثله، وعنه البخاري في الوضوء (١٩٣).
وزاد أبو داود (٧٩، ٨٠): «من إناء واحد». وفي رواية: «نُدلي فيه أيدينا».
والصحابي إذا أضاف الفعل إلى زمن رسولِ الله ﷺ يكون حكمهُ الرفع على القول الصحيح، وهو اختبار البخاري؛ ولذا أَخْرج هذا الحديثَ في صحيحه.
عن أم صُبَيَّة الجهنية قالت: اختلفت يدي ويد رسول الله ﷺ في إناء واحد.

حسن: رواه الإمام أحمد (٢٧٠٦٧) عن عبد الرحمن بن مهدي، قال: حدَّثني خارجة بن الحارث، قال: حدَّثني سالم بن سَرْج، قال: سمعت أم صُبَيَّة الجُهنية .. فذكرت مثله. وإسناده حسن لأجل خارجة بن الحارث، وهو: ابن رافع بن مَكِيث الجُهَني، فإنَّه صدوق.
وهذا أصحُّ ما رُوِي به هذا الحديث. وأمَّا ما رواه أبو داود (٧٨)، وابن ماجه (٣٨٢) من طريق أسامة بن زيد، عن سالم أبي النعمان - هو ابن سرج، عن أمَّ صُبَيَّة .. فذكرت الحديث، ففيه أسامة ابن زيد، وهو الليثي، قال فيه النسائي: ليس بالقوي. إلَّا أنَّه توبع، وفي»التقريب«: «صدوق بهم، غير أنَّه لم يهم في هذا الحديث؛ لمتابعة خارجة بن الحارث له.
وسالم بن سَرْج هو: أبو النعمان المدني، يقال له: ابن خَرَّبوذ - بفتح المعجمة، ثمَّ راء ثقيلة -، وهو مولي أمُّ صُبَيَّة.
وأمُّ صُبَيَّة هي: خولة بنت قيس، جدة خارجة بن الحارث، هكذا قال البخاري في الأدب المفرد (١٠٥٤)، وأخرج الحديث عن إسماعيل بن أبي أويس، قال: حدثني خارجة بن الحارث، غير أنَّه لم يذكر فيه: «الوضوء» وإنما اكتفى بقوله: «اختلفت يدي ويد رسول الله ﷺ في إناء واحد».
وبوَّب عليه: باب أكل الرجل مع امرأته. وأخرج فيه هذا الحديث، وحديث عائشة، قالت: كنت آكل مع النبي ﷺ حيًا، فمرَّ عمر، فدعاه فأكل. فأصابت يده إصْبَعي فقال: «حَسَّن! لو أُطاعُ فيكُنَّ ما رأتكنَّ عينٌ. فنزل الحجاب» وكذلك وضوء النبي ﷺ مع أم صبية كان قبل نزول الحجاب، والله أعلم.
وسيأتي هذا الحديث في كتاب الأدب.
تنبيهٌ هامٌّ: تحرَّفت أمُّ صُبَيَّة إلى «أمَّ حبيبة» في الأدب المفرد.

أبواب الكتاب

معلومات عن حديث: جواز غسل الرجل والمرأة ووضوئهما في إناء واحد

  • 📜 حديث عن جواز غسل الرجل والمرأة ووضوئهما في إناء واحد

    أحاديث نبوية شريفة تتعلق بـ جواز غسل الرجل والمرأة ووضوئهما في إناء واحد من مصادر موثوقة.

  • 🔍 صحة حديث جواز غسل الرجل والمرأة ووضوئهما في إناء واحد

    تحقق من درجة أحاديث جواز غسل الرجل والمرأة ووضوئهما في إناء واحد (صحيح، حسن، ضعيف).

  • 📖 تخريج حديث جواز غسل الرجل والمرأة ووضوئهما في إناء واحد

    تخريج علمي لأسانيد أحاديث جواز غسل الرجل والمرأة ووضوئهما في إناء واحد ومصادرها.

  • 📚 أحاديث عن جواز غسل الرجل والمرأة ووضوئهما في إناء واحد

    مجموعة شاملة من الأحاديث النبوية في موضوع جواز غسل الرجل والمرأة ووضوئهما في إناء واحد.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Friday, August 22, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب