رب اغفر لي رب اغفر لي

حصن المسلم | دعاء الجلسة بين السجدتين | رب اغفر لي رب اغفر لي

رَبِّ اغْفِرْ لِي، رَبِّ اغْفِرْ لِي (1).

Rabbigh-fir lee, rabbigh-fir lee.
‘My Lord forgive me, My Lord forgive me.


(1) أبو داود، 1/ 231، برقم 874، وابن ماجه، برقم 897، وانظر: صحيح ابن ماجه، 1/ 148.

شرح معنى رب اغفر لي رب اغفر لي

لفظ الحديث الذي ورد فيه:

172- عَنْ حُذَيْفَةَ بن اليمان، أَنَّهُ رَأَى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ، فَكَانَ يَقُولُ: «اللَّهُ أَكْبَرُ - ثَلَاثًا - ذُو الْمَلَكُوتِ وَالْجَبَرُوتِ وَالْكِبْرِيَاءِ وَالْعَظَمَة»، ثُمَّ اسْتَفْتَحَ فَقَرَأَ الْبَقَرَةَ، ثُمَّ رَكَعَ فَكَانَ رُكُوعُهُ نَحْوًا مِنْ قِيَامِهِ، وَكَانَ يَقُولُ فِي رُكُوعِهِ: «سُبْحَانَ رَبِّيَ الْعَظِيمِ، سُبْحَانَ رَبِّيَ الْعَظِيمِ»، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ، فَكَانَ قِيَامُهُ نَحْوًا مِنْ رُكُوعِهِ، يَقُولُ: لِرَبِّيَ الْحَمْدُ، ثُمَّ سَجَدَ، فَكَانَ سُجُودُهُ نَحْوًا مِنْ قِيَامِهِ، فَكَانَ يَقُولُ فِي سُجُودِهِ: «سُبْحَانَ رَبِّيَ الْأَعْلَى»، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ السُّجُودِ، وَكَانَ يَقْعُدُ فِيمَا بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ نَحْوًا مِنْ سُجُودِهِ، وَكَانَ يَقُولُ: «رَبِّ اغْفِرْ لِي، رَبِّ اغْفِرْ لِي»، فَصَلَّى أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ، فَقَرَأَ فِيهِنَّ الْبَقَرَةَ، وَآلَ عِمْرَانَ، وَالنِّسَاءَ، وَالْمَائِدَةَ، أَوِ الْأَنْعَامَ، شَكَّ شُعْبَةُ.
هذا لفظ أبي داود، وابن ماجه (1) .
173- ولفظ ابن خزيمة: عَنْ حُذَيْفَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ اللَّيْلِ يُصَلِّي، فَجِئْتُ فَقُمْتُ إِلَى جَنْبِهِ، فَافْتَتَحَ الْبَقَرَةَ، فَقُلْتُ يُرِيدُ الْمِئَةَ، فَجَاوَزَهَا، فَقُلْتُ: يُرِيدُ الْمِائَتَيْنِ، فَجَاوَزَهَا، فَقُلْتُ: يُخْتِمُ، فَخَتَمَ ثُمَّ افْتَتَحَ النِّسَاءَ، فَقَرَأَهَا، ثُمَّ قَرَأَ آلَ عِمْرَانَ، ثُمَّ رَكَعَ قَرِيبًا مِمَّا قَرَأَ، ثُمَّ رَفَعَ فَقَالَ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ، قَرِيبًا مِمَّا رَكَعَ، ثُمَّ سَجَدَ نَحْوًا مِمَّا رَفَعَ، ثُمَّ رَفَعَ فَقَالَ: «رَبِّ اغْفِرْ لِي» نَحْوًا مِمَّا سَجَدَ، ثُمَّ سَجَدَ نَحْوًا مِمَّا رَفَعَ، ثُمَّ قَامَ فِي الثَّانِيَةِ، قَالَ: الأَعْمَشُ: فَكَانَ لاَ يَمُرُّ بِآيَةِ تَخْوِيفٍ إِلاَّ اسْتَعَاذَ، أَوِ اسْتَجَارَ، وَلاَ آيَةِ رَحْمَةٍ إِلاَّ سَأَلَ، وَلاَ آيَةِ، يَعْنِي تَنْزِيهٍ إِلاَّ سَبَّحَ» (2) .

شرح مفردات الحديث:

1- قوله: « فَكَانَ رُكُوعُهُ نَحْوًا مِنْ قِيَامِهِ»: قال الشيخ ابن عثيمين : صلى فيجعل الصلاة متناسبة، إذا أطال القيام أطال الركوع والسجود، والقيام الذي بعد الركوع، والجلوس الذي بين السجدتين، وإذا خفف القراءة خفف الركوع والسجود، والقيام من أجل أن تكون الصلاة متناسبة، وهذا فعله صلوات اللَّه وسلامه عليه في الفرض، وفي النفل أيضاً، فكان صلى الله عليه وسلم يجعل صلاته متناسبة (3) .
2- قوله: «رب اغفر لي»: أي استرني بمحو ذنوبي مع التجاوز عن المؤاخذة ومناقشة الحساب، قال ابن منظور: «أَصل الغَفْرِ: التَّغْطِيَةُ، وَالسَّتْرُ، غَفَرَ اللَّهُ ذُنُوبَهُ: أَي: سَتَرَهَا... وَكُلُّ شَيْءٍ سَتَرْتَهُ، فَقَدْ غَفَرْته؛ ... وَمِنْهُ: غَفَرَ اللَّهُ ذُنُوبَهُ أَي سَتَرَهَا... والغَفْرُ، والمَغْفِرةُ: التَّغْطِيَةُ عَلَى الذُّنُوبِ، والعفوُ عَنْهَا» (4) .

ما يستفاد من الحديث:

1- إعظام الرغبة بأن اللَّه يغفر الذنوب جميعًا، ما علمه العبد وما نسيه، وقد أحصاه اللَّه.
2- الاستغفار ليس نطقًا باللسان فقط بل يصحبه عدم الإصرار على مقارفة الذنوب؛ لقوله سبحانه وتعالى: ﴿وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ﴾ (5) .
وهذا هو المانع من العقوبة؛ لقوله عز وجل: ﴿وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ﴾ (6) .
3- إثبات صفة المغفرة لله عز وجل، وآثار هذه المغفرة جليَّة واضحة لكل ذي لب ولذلك ورد اسم الغفور في القرآن في إحدى وتسعين آية.
4- اتصاف اللَّه بصفة المغفرة، هو محض فضل منه ونعمة، علمًا بأن اللَّه تعالى لا ينتفع بالمغفرة لعباده، ولا يغفر لهم خوفًا منهم بل هو لا يضره كفرهم أصلًا.
5- من بركات الاستغفار سعة الأرزاق؛ لقوله سبحانه وتعالى: ﴿فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا﴾ (7) .
6- من استشعر لذة الاستغفار لنفسه دفعه ذلك إلى الاستغفار لأهل الإيمان، قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: «من استغفر للمؤمنين والمؤمنات كتب اللَّه له بكل مؤمن ومؤمنة حسنة» (8) .
7- جاء في هذا الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى أربع ركعات: بالبقرة، وآل عمران، والنساء، والمائدة، أو الأنعام شك شعبة وكان ركوعه نحوًا من قيامه، وسجوده نحوًا من قيامه، وكان يقول بين السجدتين: «رب اغفر لي رب اغفر لي» نحوًا من سجوده، وكان هذا في صلاة الليل، أي أنه كان يكرر هذا الدعاء بين السجدتين لا أن يقوله مرتين فقط( ).

1 أبو داود، برقم 874، وابن ماجه، برقم 897
2 ابن خزيمة، برقم 684
3 شرح رياض الصالحين، لابن عثيمين،(ص: 121)
4 لسان العرب، 5/ 25، مادة (غفر)
5 سورة آل عمران، الآية: 135
6 سورة الأنفال، الآية: 33
7 سورة نوح، الآيات: 10 – 12
8 رواه الطبراني في مسند الشاميين، 3/ 234، وصححه الألباني في صحيح الجامع، برقم 6026 من حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Saturday, August 9, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب