وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا

حصن المسلم | أذكار الأذان | وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا

وَأَنَا أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، رَضِيتُ بِاللَّهِ رَبًّا، وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولًا، وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا(1) يَقُولُ ذَلِكَ عَقِبَ تَشَهُّدِ الْمُؤَذِّنِ(2).

Immediately following the declaration of faith called by the mu-aththin, one says: Wa-ana ashhadu an la ilaha illal-lahu wahdahu la shareeka lah, wa-anna Muhammadan AAabduhu warasooluh, radeetu billahi rabban wabimuhammadin rasoolan wabil-islami deena.
‘And I too bear witness that none has the right to be worshipped except Allah, alone, without partner, and that Muhammad is His salve and Messenger. I am pleased with Allah as a Lord, and Muhammad as a Messenger and Islam as a religion.


(1) مسلم، 1/ 290، برقم 386.
(2) ابن خزيمة، 1/220 .

شرح معنى وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا

لفظ الحديث الذي ورد فيه:

96- عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ رضي الله عنه (1) ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: «مَنْ قَالَ حِينَ يَسْمَعُ الْمُؤَذِّنَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، رَضِيتُ بِاللهِ رَبًّا وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولًا، وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا، غُفِرَ لَهُ ذَنْبُهُ» قَالَ ابْنُ رُمْحٍ فِي رِوَايَتِهِ:«مَنْ قَالَ حِينَ يَسْمَعُ الْمُؤَذِّنَ: وَأَنَا أَشْهَدُ»، هذا لفظ مسلم (2) .
97- ولفظ ابن خزيمة: عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ رضي الله عنه، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: «مَنْ قَالَ حِينَ يُسْمَعُ الْمُؤَذِّنَ: وَأَنَا أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، رَضِيتُ بِاللَّهِ رَبًّا، وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولاً، وَبِالإِسْلاَمِ دِينًا، غُفِرَ لَهُ ذَنْبُهُ» (3) .
98- ولفظ آخر لابن خزيمة أيضاً: عن سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَنْ سَمِعَ الْمُؤَذِّنَ يَتَشَهَّدُ فَالْتَفَتَ فِي وَجْهِهِ، فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، رَضِيتُ بِاللَّهِ رَبًّا، وَبِالإِسْلاَمِ دِينًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ» (4) .

شرح مفردات الحديث:

1- قوله: وأنا أشهد أن لا إله إلا اللَّه: مَعْنَاهُ، أَعْلَمُ وَأُبَيِّنُ، وَمِنْ ذَلِكَ شَهِدَ الشَّاهِدُ عند الحاكم، معناه: قدبيّن لَهُ، وَأَعْلَمَهُ الْخَبَرَ الَّذِي عِنْدَهُ، وَقَالَ أَبُو عبيدة: معناه أقضي كما في شهداللَّه مَعْنَاهُ قَضَى اللَّهُ، وَقَالَ الزَّجَّاجُ لَيْسَ كَذَلِكَ وَإِنَّمَا حَقِيقَةُ الشَّهَادَةِ هُوَ تَيَقُّنُ الشَّيْءِ وَتَحَقُّقُهُ مِنْ شَهَادَةِ الشَّيْءِ أَيْ حُضُورِهِ (5) ، ومعناها: لا معبود بحق إلا اللَّه.
2- قوله: «وحده لا شريك له»: قال فضيلة الشيخ العلامة ابن عثيمين : هذا من باب التأكيد؛ تأكيد وحدانيته جل وعلا، وأنه لا مشارك له في ألوهيته (6) .
3- قوله: وأن محمداً عبده ورسوله : قال العلامة ابن عثيمين : فهو عبد كغيره من العباد مربوب، واللَّه هو المعبود، وهو الرب، إذاً نقول لهؤلاء الذين نجدهم يغلون برسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ، وينزلونه فوق منزلته التي أنزله اللَّه، نقول لهم: إنكم لم تحققوا لا شهادة أن لا إله إلا اللَّه، ولا شهادة أن محمداً رسول اللَّه، فالمهم أن هاتين الشهادتين عليهما كل الإسلام؛ لذلك لو أراد الإنسان أن يتكلم على ما يتعلق بهما منطوقاً، ومفهوماً، ومضموناً، وإشارة، لاستغرق أياماً، ولكن نحن أشرنا إشارة إلى ما يتعلق بهما، ونسأل اللَّه أن يجعلنا وإياكم ممن يحققهما عقيدة، وقولاً، وفعلاً (7) .
4- قوله: ﴿رضيت باللَّه ربًّا﴾ أي: متفردًا بالخلق والرزق والتدبير والإحياء والإماتة، لا منازع له في ذلك كله، وهو المستحق للعبادة وحده، قال الإمام النووي : «مَعْنَى رَضِيت بِالشَّيْءِ قَنَعْت بِهِ، وَاكْتَفَيْت بِهِ، وَلَمْ أَطْلُب مَعَهُ غَيْره، فَمَعْنَى الْحَدِيث لَمْ يَطْلُب غَيْر اللَّه تَعَالَى» (8) ، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : «والرضا بربوبية اللَّه تتضمن الرضا بعبادته وحده، لا شريك له، وبالرضا بتدبيره للعبد، واختياره له» (9) .
5- قوله: «وبالإسلام دينًا» أي: دينًا قيمًا ارتضاه اللَّه لصلاح الخلق في كل زمان ومكان، قال الإمام النووي : «وَلَمْ يَسْلُك إِلَّا مَا يُوَافِق شَرِيعَة مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم ، وَلَا شَكَّ فِي أَنَّ مَنْ كَانَتْ هَذِهِ صِفَته، فَقَدْ خَلَصَتْ حَلَاوَة الْإِيمَان إِلَى قَلْبه، وَذَاقَ طَعْمه، وَقَالَ الْقَاضِي عِيَاض : مَعْنَى الْحَدِيث صَحَّ إِيمَانه، وَاطْمَأَنَّتْ بِهِ نَفْسه، وَخَامَرَ بَاطِنه؛ لِأَنَّ رِضَاهُ بِالْمَذْكُورَاتِ دَلِيل لِثُبُوتِ مَعْرِفَته، وَنَفَاذ بَصِيرَته، وَمُخَالَطَة بَشَاشَته قَلْبه؛ لِأَنَّ مَنْ رَضِيَ أَمْرًا سَهُلَ عَلَيْهِ، فَكَذَا الْمُؤْمِن إِذَا دَخَلَ قَلْبه الْإِيمَان سَهُلَ عَلَيْهِ طَاعَات اللَّه تَعَالَى، وَلَذَّتْ لَهُ، وَاَللَّه أَعْلَم» (8) .
6- قوله: «وبمحمد رسولًا» أي: للإنس والجن وخاتمًا للرسل لا نبي بعده صلى الله عليه وسلم ، وأنه ما مات إلا وقد أتم اللَّه به الدين، وقال ابن رجب الحنبلي : «الرضا بمحمد رسولاً يتضمن الرضا بجميع ما جاء به من عند اللَّه، وقبول ذلك بالتسليم والانشراح» (10) .
قوله: «يقول ذلك عقب تشهد المؤذن»: فال العلامة ابن عثيمين : «دليلٌ على أنه يقولها عقب قول المؤذِّن: «أشهد أنْ لا إله إلا الله»، لأنَّ الواو حرف عطف، فيعطف قولَه على قولِ المؤذِّن.
فإذاً؛ يوجد ذِكْرٌ مشروع أثناء الأذان» (11) .

ما يستفاد من الحديث:

1- من لوازم الرضا باللَّه ربًّا تحقيق العبودية له وحده في: الأقوال، والأفعال، والمعتقدات.
2- حقيقة دين الإسلام: هو الاستسلام للَّه بالتوحيد، والانقياد له بالطاعة، مع الخلوص من الشرك الأكبر والأصغر، وأهله.
3- من تمام الإيمان بالرسول محمد صلى الله عليه وسلم هو طاعته في كل ما جاء به، وتحكيمه فيما يشجر من خلاف مع التسليم لحكمه بانشراح الصدر وطمأنينة النفس والانقياد ظاهرًا وباطنًا، قال اللَّه تعالى: ﴿فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾سورة النساء، الآية: 65، (12) .
4- من بركة قول هذا الذكر هو مغفرة ذنوب قائله كما جاء في نهاية الحديث وهذه الذنوب يراد بها الصغائر أما الكبائر فتحتاج إلى توبة أو إقامة الحدود.
5- الحكمة من قول هذا الدعاء أثناء الأذان: أن الأذان مشتمل على معانٍ عظام فأوله اعتراف بعظمة اللَّه، وأنه يصغر دون جلاله كل كبير، ثم الشهادتين اللتين هما مفتاح كل خير ومغلاق كل شر، ثم الدعوة إلى الصلاة التي شرعت لذكر اللَّه، ثم الدعوة إلى الفلاح والفوز بالمطلوب والنجاة من المرهوب، ثم ختمت بالتكبير وإظهار التوحيد الخالص، واللَّه تعالى أعلم.

1 سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه؛ أبو إسحاق القرشي: أحد العشرة المبشرين بالجنة وآخرهم موتًا، وأحد السابقين الأولين، وأحد الستة أصحاب الشورى، وأحد من شهد بدرًا والحديبية، ومن مناقبه أن فتح العراق كان على يديه واستأصل اللَّه به الأكاسرة يوم جلولاء، وهو أول من رمى بسهم في سبيل اللَّه البخاري، كتاب فضائل الصحابة، باب مناقب سعد بن أبي وقاص الزهري، برقم 3728، وفداه رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بأبويه يوم أحد البخاري، كتاب فضائل الصحابة، باب مناقب سعد بن أبي وقاص الزهري، برقم 3725، وكان مستجاب الدعوة ابن حبان، 15/ 450، برقم 6990، وطبقات ابن سعد، 3/ 142، والحاكم، 3/ 499، وصححه، وصحح إسناده محقق صحيح ابن حبان، وصححه الألباني في التعليقات الحسان،برقم 6951، وفيه نزلت: ﴿وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا...﴾ سورة العنكبوت، الآية: 8، وهو عند مسلم، كتاب فضائل الصحابة ش، باب في فضل سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، برقم 1748، وقوله: ﴿وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ ...﴾ سورة الأنعام: 52، وانظر: صحيح مسلم، كتاب فضائل الصحابة ش، باب في فضل سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، برقم 2413، وكان ممن اعتزل الفتنة، توفي عام 55 هـ ، وكان آخر من مات من المهاجرين. سير أعلام النبلاء، 1/ 92، ترجمة رقم (5)
2 مسلم، برقم 386
3 ابن خزيمة، برقم 421، وجوّد إسناده محقق ابن خزيمة
4 ابن خزيمة، 1/ 220، برقم 422، وقال محقق ابن خزيمة: «إسناده جيد»
5 عون المعبود وحاشية ابن القيم، 2/ 120
6 شرح رياض الصالحين، الحديث رقم 1417
7 شرح رياض الصالحين، الحديث رقم 60
8 شرح النووي على صحيح مسلم، 2/ 2
9 كتاب الإيمان الأوسط لابن تيمية، ص 59
10 جامع العلوم والحكم، 1/ 33
11 الشرح الممتع على زاد المستقنع، 2/ 70
12 وراجع تفسير السعدي، ص 70

قم بقراءة المزيد من الأذكار والأدعية




قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Saturday, August 9, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب