‘AAa-isha رضي الله عنها narrated that the Messenger of Allah (Peace Be Upon Him) used to say at night if he turned during sleep: La ilaha illal-lahul-wahidul-qahhar, rabbus-samawati wama baynahuma, alAAazeezul-ghaffar. ‘None has the right to be worshipped except Allah, The One, AL-Qahhar.Lord of the heavens and the Earth and all between them, The Exalted in Might, The Oft-Forgiving.’ AL-Qahhar:The One Who has subdued all of creation and Whom all of creation are subservient to. All movements occur by His will.
(1) يقول ذلك إذا تقلب من جنب إلى جنب في الليل. أخرجه الحاكم، وصححه ووافقه الذهبي، 1/540، والنسائي في عمل اليوم والليلة، برقم 202، وابن السني، برقم 757، وانظر: صحيح الجامع 4/213 .
شرح معنى لا إله إلا الله الواحد القهار رب السماوات والأرض وما بينهما العزيز
لفظ الحديث الذي ورد فيه:
383- عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، أَنّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا تَضَوَّرَ مِنَ اللَّيْلِ قَالَ: «لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ، رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ، وَمَا بَيْنَهُمَا الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ»(1) . 384- ولفظ ابن السني: عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، أَنّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إذا تعارّ من الليل قال : «لا إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ الوَاحِدُ القَهَّارُ، رَبُّ السَّمَوَاتِ والأرْضِ، وَما بَيْنَهُما العَزِيزُ الغَفَّارُ»(2) .
شرح مفردات الحديث:
1- قوله:«لا إله إلا اللَّه»: قال العلامة ابن عثيمين : «يعني: لا معبود بحق إلا اللَّه سبحانه وتعالى، وألوهية اللَّه فرع عن ربوبيته؛ لأن من تأله للَّه فقد أقر بالربوبية؛ إذ إن المعبود لابد أن يكون رباً، ولا بد أن يكون كامل الصفات؛ ...، حتى يعبد بمقتضى هذه الصفات؛ ولهذا قال اللَّه تعالى: ﴿وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا﴾(3) ، أي: تعبّدوا له، وتوسّلوا بأسمائه إلى مطلوبكم»(4) . 2- قوله: «الواحد»: أي: الفرد الذي لم يزل وحده، ولم يكن معه آخر، ولم يسبقه في أوليته شيء، لا شريك، ولا ندَّ، ولا نظير، ولا مثيل له(5) . 3- قوله: «القهار»: أي: كثير القهر الذي قهر الخلق بسلطانه، والقهار أبلغ من القاهر، وهو الذي لا يطاق انتقامه، قال الزجاج : «القهار : الْقَهْر فِي وضع الْعَرَبيَّة: الرياضة والتذليل، يُقَال: قهر فلَان النَّاقة إِذا راضها وذللها... وَاللَّه تَعَالَى قهر المعاندين بِمَا أَقَامَ من الْآيَات، والدلالات على وحدانيته، وقهر جبابرة خلقه بعز سُلْطَانه، وقهر الْخلق كلهم بِالْمَوْتِ»(6) ، وقال حافظ الحكمي : «الْقَهَّارُ الَّذِي قَصَمَ بِسُلْطَانِ قَهْرِهِ كُلَّ مَخْلُوقٍ وَقَهَرَهُ»(7) . 4- قوله: «رب السموات والأرض»: قال العيني : «خصهما بالذكر لأنهما من أعظم المشاهدات، ومعنى الرب في اللغة يطلق على: المالك، والسيد، والمدبر، والمربي، والمتمم، والمنعم، ولا يطلق غير مضاف إلا على اللَّه تعالى»(8) . 5- قوله: «وما بينهما»: أي: من العوالم التي لا يعلمها إلا اللَّه، وهي غير ظاهرة لنا. 6- قوله: «تضوَّر»: أي: تلوَّى وتقلَّب ظهرًا لبطن، قال ابن الأثير : «أَيْ: تَتلوَّى، وتضجُّ، وتتقلَّبُ ظَهْرًا لِبَطْنٍ، وَقِيلَ تَتَضَوَّرُ: تُظهِر الضَّوْرَ بِمَعْنَى الضُّرّ، يُقَالُ ضَارَهُ يَضُورُهُ ويَضِيرُهُ»(9) ، وقال ابن منظور : «التَّضَوُّرُ: التَّلَوِّي والصِّياحُ مِنْ وَجَعِ الضَّرْب، أَو الجُوعِ، وَهُوَ يَتَلَعْلَعُ مِنَ الْجُوعِ أَي: يَتَضَوَّرُ... وَهِيَ تَضَوَّرُ مِنْ شِدَّةِ الحُمَّى: أَي: تَتَلَوَّى، وتَضِجُّ، وتَتَقَلَّبُ ظَهْراً لبَطْنٍ»(10) . 7- قوله: «تعارَّ من الليل»: تقلب على فراشه مع كلام، وقيل: استيقظ من نومه(11) . 8- قوله: «العزيز»: اسم من أسماء اللَّه تعالى الحسنى، يدل على القوة، والغلبة، والرفعة، والامتناع، قال الشاعر: أنت العزيز ولا عزيز سواكا كل الخلائق يطلبون رضاكا(12) 9- قوله: «الغفار»: اسم من أسماء اللَّه عز وجل الحسنى، أي: كثير الغفران، يغفر الذنوب جميعًا إلا الشرك به إذا مات عليه العبد؛ لحديث: «كُلُّ ذَنْبٍ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَغْفِرَهُ، إِلَّا الرَّجُلُ يَمُوتُ كَافِرًا، أَوِ الرَّجُلُ يَقْتُلُ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا»(13) ؛ ولقول اللَّه تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ﴾(14) ، قال الزجاج : «الْغفار: أصل الغفر فِي الْكَلَام: السّتْر والتغطية، يُقَال: اصبغ ثَوْبك فَهُوَ أَغفر للوسخ، أَي: أحمل لَهُ، وأستر، وَمعنى الغفر فِي اللَّه سُبْحَانَهُ هُوَ الَّذِي يستر ذنُوب عباده، ويغطيهم بستره»(15) ، وقال حافظ الحكمي : « الْغَفَّارُ الَّذِي لَوْ أَتَاهُ الْعَبْدُ بِقُرَابِ الْأَرْضِ خَطَايَا، ثُمَّ لَقِيَهُ لَا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا، لَأَتَاهُ بِقُرَابِهَا مَغْفِرَةً»(7) .
ما يستفاد من الحديث:
1- المسلم إذا تعلق قلبه بربه وفقه اللَّه لذكره في كل أحواله. 2- تقرير أن من أسماء اللَّه الحسنى، وصفاته العلا: «الواحد» وهو واحد في ذاته، واحد في صفاته، واحد في أفعاله ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾(16) فلا يُصرفُ أي نوع من العبادات الظاهرة والباطنة، ومن أعمال القلوب إلا له وحده عز وجل. 3- تقرير أن اللَّه هو الذي يَقهر ولا يُقهر. قال اللَّه تعالى: ﴿وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ﴾(17) وأنه لا يستطيع أحد مهما علا شأنه، وعظم ملكه، أن يدفع عن نفسه ملك الموت. قال ابن القيم: وكذلك القهار من أوصافه فالخلق مقهورون بالسلطان(18) 4- من تدبر اسم اللَّه: «العزيز» دفعه ذلك إلى الحياة الكريمة؛ لأن أعز الخلق هم الرسل الكرام، ومن نهج نهجهم، وسار على دربهم ﴿وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ﴾(19) . 5- من تأمل اسم اللَّه «الغفور» سارع إلى التوبة، وفعل أسباب المغفرة، ولم يتجرأ أن يكون ربه ناظراً إليه، وهو مقيم على معصية، أو واقع في ذلة، أو أنه يحيا حياة أهل الغفلة. 6- صفة القهر في حق اللَّه صفة كمال وعظمة؛ لأنها تدل على علو اللَّه على خلقه، وهذا يشمل علو الذات، وعلو القدر، وعلو القهر، أما صفة القهر في حق الخلق، فهي مذمومة؛ لأنها قائمة على الظلم، والطغيان، والتسلط على الضعفاء، قال اللَّه ذاكرًا عن فرعون: ﴿سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءَهُمْ وَنَسْتَحْيِ نِسَاءَهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ﴾(20) . 7- قال ابن كثير :: «كثيرًا ما اقترن اسم العزيز مع الرحيم، كما في سورة الشعراء وغيرها، فاللَّه عزيز في رحمته، رحيم في عزته، وهذا هو الكمال، العزة مع الرحمة، والرحمة مع العزة، فهو رحيم بلا ذل»(21) .
1
النسائي في الكبرى، برقم 7688، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة، برقم 7688
2
ابن السني، برقم 757، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة، برقم 7688
تم تأسيس موقع سورة قرآن كبادرة متواضعة بهدف خدمة الكتاب العزيز و السنة المطهرة و الاهتمام بطلاب العلم و تيسير العلوم الشرعية على منهاج الكتاب و السنة , وإننا سعيدون بدعمكم لنا و نقدّر حرصكم على استمرارنا و نسأل الله تعالى أن يتقبل منا و يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم .