الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وكفانا وآوانا فكم ممن لا كافي له

حصن المسلم | أذكار النوم | الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وكفانا وآوانا فكم ممن لا كافي له

الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَطْعَمَنَا وَسَقَانَا، وَكَفَانَا وَآوَانَا، فَكَمْ مِمَّنْ لَا كَافِيَ لَهُ وَلَا مُؤْوِيَ (1).

Alhamdu lillahil-lathee atAAamana wasaqana, wakafana, wa-awana, fakam mimman la kafiya lahu wala mu/wee.
‘All praise is for Allah, Who fed us and gave us drink, and Who is sufficient for us and has sheltered us, for how many have none to suffice them or shelter them.


(1) مسلم، 4/ 2085، برقم 2715.

شرح معنى الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وكفانا وآوانا فكم ممن لا كافي له

لفظ الحديث الذي ورد فيه:

372- عنْ أَنَسٍ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، كَانَ إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ، قَالَ: «الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَطْعَمَنَا، وَسَقَانَا، وَكَفَانَا، وَآوَانَا، فَكَمْ مِمَّنْ لَا كَافِيَ لَهُ، وَلَا مُؤْوِيَ»(1) .
373- وعند أبي داود عن ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ إِذَا أَخَذَ مَضْجَعَهُ: «الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي كَفَانِي، وَآوَانِي، وَأَطْعَمَنِي، وَسَقَانِي، وَالَّذِي مَنَّ عَلَيَّ فَأَفْضَلَ، وَالَّذِي أَعْطَانِي فَأَجْزَلَ، الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى كُلِّ حَالٍ، اللَّهُمَّ رَبَّ كُلِّ شَيْءٍ وَمَلِيكَهُ، وَإِلَهَ كُلِّ شَيْءٍ، أَعُوذُ بِكَ مِنَ النَّارِ»(2)

شرح مفردات الحديث:

1- قوله: «الحمد للَّه»: قال الإمام ابن القيم : «الحمد، هو: الإخبار بمحاسن المحمود على وجه المحبة له»(3) ، وقال الطيبي : «الحمد: الثناء على قدرته؛ فإن مثل هذا الإذهاب العجيب، وهذا المجيء لا يقدر عليه أحد إلا اللَّه، أو يراد به الشكر، فيشكر على ما أولى العباد بسبب الانتقال من النعم الدينية، والدنيوية ما لا يحصى»(4) .
2- قوله: «الذي أطعمنا وسقانا»: قال العلامة ابن عثيمين : «فتحمد الله الذي أطعمك، وسقاك»(5) ، وقال القاري : «ذَكَرَهُمَا لِأَنَّ الْحَيَاةَ لَا تَتِمُّ بِدُونِهِمَا كَالنَّوْمِ، فَالثَّلَاثَةُ مِنْ وَادٍ وَاحِدٍ، فَكَانَ ذِكْرُهُ مُسْتَدْعِيًا لِذِكْرِهِمَا، وَأَيْضًا النَّوْمُ فَرْعُ الشِّبَعِ، وَالرِّيِّ، وَفَرَاغِ الْخَاطِرِ عَنِ الْمُهِمَّاتِ، وَالْأَمْنِ مِنَ الشُّرُورِ، وَالْآفَاتِ»(6) .
3- قوله: «وكفانا»: أي: دفع عنا الشرور، وأعطانا من فضله، وقنّعنا بذلك، قال العظيم أبادي : «أَيْ: دَفَعَ عَنَّا شَرَّ الْمُؤْذِيَاتِ، أَوْ كَفَى مُهِمَّاتِنَا، وَقَضَى حَاجَتَنَا»(7) .
4- قوله: «وآوانا»: أي: رزقنا مكانًا نأوي إليه، ولم يجعلنا كالحيوانات ليس لها مأوى دائم، وهذه من جميل رحمته بالإنسان؛ ولذا قال النووي: آوانا أي: رحمنا(8) ، وقال ابن الأثير : «وآوانا: أي: جمعنا، وضمنا إليه، وأويت إلى المنزل: إذا رجعت إليه ودخلته»(9) .
5- قوله: «فكم ممن لا كافي له»: أي: في كافة شؤونه العامة والخاصة، قال الطيبي : «الكافي، والمؤوي، هو اللَّه تعالى، يكفي شر بعض الخلق عن بعض، ويهيئ لهم المأوى، والسكن، فالحمد للَّه الذي جعلنا منهم، فكم من خلق لا يكفيهم اللَّه شر الأشرار؟ بل تركهم وشرهم، وكم من خلق لم يجعل اللَّه لهم مأوى؟، بل تركهم يهيمون في البوادي»(10) ، وقال المناوي : «أي: كثير من خلق اللَّه لا يكفيهم اللَّه شر الأشرار، ولا يجعل لهم مسكناً، بل تركهم يتأذون في الصحارى بالبرد والحر، وقيل: معناه: كم من مُنْعَمٍ عليه لم يعرف قدر نعمة اللَّه، فكفر بها»(11) .
6- قوله: «ولا مؤوي»: أي: لا راحم له ولا عاطف عليه، وقيل: معناه: لا وطن له، ولا مسكن يأوي إليه(11) ، ويدفع عنه البرد والحر.
7- قوله: «كان إِذا أَوى إِلَى فِراشه»: قال الحافظ ابن حجر : «أَي دَخَلَ فِيهِ»(12) ، وقال العلامة ابن عثيمين : «يعني إذا ذهب إلى فراشه، وأراد أن ينام»(13) .
8- قوله: «منَّ عليَّ فأفضل»: قال الشيخ عبد المحسن العباد: «منَّ عليه وتفضل عليه بالعطاء، فحصل منه المن والتفضل»(14) .
9- قوله: «الذي أعطاني فأجزل»: ومعنى فأفضل: أي زاد، وأكثر، وأجزل، وقال الشيخ العباد: «أعطاه وأكثر له من العطاء»(14) .
10- قوله: «والحمد للَّه على كل حال»: «يعني: اللَّه تعالى هو المحمود سبحانه وتعالى في جميع الأحوال، سواء كان الحال حسناً، أو كان غير حسن؛ لأن اللَّه تعالى هو المقدر لكل شيء، وهو الذي بيده ملكوت كل شيء، فهو سبحانه الذي يحمد على كل حال بدون استثناء حالٍ من الأحوال، بخلاف غيره، فإنما يحمد، ويمدح، ويثنى عليه إذا حصل منه ما يقتضي ذلك محبوب، ومما هو مرغوب، وهذا يدل على أن هذا الدعاء يؤتى به في المكروهات وغير المكروهات، ولا يقال إنه خاص بالأمور المكروهة»(14)

ما يستفاد من الحديث:

1 – شُكرُ اللَّه على النعم يكون بالقول، والفعل، وهذا الشكر هو سبيل زيادة النعم، وإدامتها.
2 – المسلم لا ينظر إلى من فوقه في النعم، ولكن ينظر إلى من هو دونه؛ لأن ذلك سبيل الرضا والحمد.
3 – الكفاية يراد بها كفاية الهداية إلى الإسلام، وكفاية الهداية إلى شكر واهب النعم، ومسيِّرها.
5- من جملة النعم التي يغفل كثير من الناس عن شكرها: نعمة المسكن، وقد امتنّ اللَّه على الناس بهذا في قوله: ﴿وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُم مِّن بُيُوتِكُمْ سَكَنًا﴾(15) ، وجعل أي أوجد، وهذا شروع في تعداد النعم التي أنعم بها الخالق عز وجل على العباد، والمنة في كونه تعالى جعل الإنسان يسكن، ويتحرك، ولو شاء لجعله متحركًا دائمًا كالأفلاك في السماء، أو جعله كالأرض ساكنًا أبدًا(16) .

1 مسلم، برقم 2715
2 سنن أبي داود، كتاب الأدب، باب ما يقول عند النوم، برقم 5058، وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود، برقم 5058
3 بدائع الفوائد، 2/537
4 شرح المشكاة للطيبي: الكاشف عن حقائق السنن، 6/ 1909
5 شرح رياض الصالحين، شرح الحديث رقم 1464
6 جمع الوسائل في شرح الشمائل، 1/77
7 عون المعبود، 13/ 268
8 شرح النووي على صحيح مسلم ، 17/ 36
9 جامع الأصول، 4/ 258
10 شرح المشكاة للطيبي: الكاشف عن حقائق السنن، 6/ 1875
11 فيض القدير شرح الجامع الصغير، 5/ 141
12 فتح الباري، 11/ 113
13 شرح رياض الصالحين، شرح الحديث رقم 1446
14 شرح سنن أبي داود للعباد، 1/ 574
15 سورة النحل، الآية: 80
16 تفسير الجزائري، ص 901

قم بقراءة المزيد من الأذكار والأدعية




قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Saturday, August 9, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب