aAAoothu bikalimatil-lahit-tammat min ghadabih,waAAiqabih, washarri AAibadih, wamin hamazatish-shayateen, wa-an yahduroon. ‘I take refuge in the perfect words of Allah from His anger and punishment, and from the evil of His servants, and from the madness and appearance of devils.
(1) أبو داود، 4/ 12، برقم 3893، والترمذي، برقم 3528، وانظر: صحيح الترمذي، 3/171 .
شرح معنى أعوذ بكلمات الله التامات من غضبه وعقابه وشر عباده ومن همزات الشياطين
لفظ الحديث الذي ورد فيه:
385- عن عبد اللَّه بن عمرو رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إِذَا فَزِعَ أَحَدُكُمْ فِي النَّوْمِ فَلْيَقُلْ: أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّةِ: مِنْ غَضَبِهِ، وَعِقَابِهِ، وَشَرِّ عِبَادِهِ، وَمِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ، وَأَنْ يَحْضُرُونِ، فَإِنَّهَا لَنْ تَضُرَّهُ»(1) . 386- عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ الْوَلِيدِ(2) أَنَّهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي أَجِدُ وَحْشَةً، قَالَ: «إِذَا أَخَذْتَ مَضْجَعَكَ فَقُلْ: أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّةِ: مِنْ غَضَبِهِ، وَعِقَابِهِ، وَشَرِّ عِبَادِهِ، وَمِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ، وَأَنْ يَحْضُرُونِ، فَإِنَّهُ لَا يُضَرُّكَ، وَبِالْحَرِيِّ أَنْ لَا يَقْرَبَكَ»(3) ، قَالَ: وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو يُلَقِّنُهَا مَنْ بَلَغَ مِنْ وَلَدِهِ، وَمَنْ لَمْ يَبْلُغْ مِنْهُمْ كَتَبَهَا فِي صَكٍّ، ثُمَّ عَلَّقَهَا فِي عُنُقِهِ»(4) . 387- عَنْ عبدِ اللَّهِ بنِ عمرٍو رضي الله عنهما، قَالَ: كَانَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ رضي الله عنه(5) رَجُلًا يَفْزَعُ فِي مَنَامِهِ، فَذَكَرَ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِذَا اضْطَجَعْتَ فَقُلْ: بِاسْمِ اللهَّ، أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّةِ: مِنْ غَضَبِهِ، وَعِقَابِهِ، وَشَرِّ عِبَادِهِ، وَمِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ، وَأَنْ يَحْضُرُونِ» فَقَالَهَا فَذَهَبَ ذَلِكَ عَنْهُ(6) . 388- وفي المعجم الأوسط، وعمل اليوم والليلة لابن السني: عن أبي أمامة قال: حدثني خالد بن الوليد: عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عن أهاويل يراها بالليل حالت بينه وبين صلاة الليل، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: «يا خالد بن الوليد، لأعلمك كلمات تقولهن، لا تقولهن ثلاث مرات حتى يُذهب اللَّه ذلك عنك؟» قال: بلى يا رسول اللَّه بأبي أنت وأمي، فإنما شكوت ذاك إليك، رجاء هذا منك، قال: «قل أعوذ بكلمات اللَّه التامة: من غضبه، وعقابه، وشر عباده، ومن همزات الشياطين، وأن يحضرون»، قالت عائشة ل: فلم ألبث إلا ليالي يسيرة، حتى جاء خالد بن الوليد فقال: يا رسول اللَّه بأبي أنت وأمي، والذي بعثك بالحق، ما أتممت الكلمات التي علمتني ثلاث مرات حتى أذهب اللَّه عني ما كنت أجد، ما أبالي لو دخلت على أسد في حبسته بليل»(7) .
شرح مفردات الحديث:
1- قوله: «أعوذ»: أي: ألتجئ، وأتحصن، وأعتصم، وأستجير، قال الراغب الأصفهاني : «والعوذ: الالتجاء إلى الغير... وأعذته باللَّه أعيذه، أي: ألتجئ إليه، وأستنصر به أن أفعل ذلك»(8) ، وقال العلامة السعدي : «أعوذ: أي: ألجأ، وألوذ، وأعتصم»(9) . 2- قوله: «بكلمات اللَّه»: هي القرآن الكريم، وقيل: هي كلماته الكونية القدرية، الكاملة الشاملة الفاضلة وهي أسماؤه وصفاته وآيات كتبه(10) ، والكلمات ههنا محمولة على أسماء اللَّه الحسنى، وكتبه المنزلة؛ لأن الاستعاذة إنما تكون بها(11) . 3- قوله: «التامات»: الكاملة الشاملة الفاضلة(10) ، ووصفها بالتامة لخلوها عن النواقص، والعوارض، بخلاف كلمات الناس؛ فإنهم متفاوتون في كلامهم على حسب تفاوتهم في العلم، واللهجة، وأساليب القول، فما منهم من أحد إلا وقد يوجد فوقه آخر: إما في معنى، أو في معانٍ كثيرة، ثم إن أحدهم قلّما يسلم من معارضة، أو خطأ، أو نسيان، أو العجز عن المعنى الذي يُراد، وأعظم النقائص التي هي مقترنة بها: أنها كلمات مخلوقة، تكلم بها مخلوق مفتقر إلى الأدوات، والجوارح، وهذه نقيصة لا ينفك عنها كلام مخلوق، وكلمات اللَّه تعالى متعالية عن هذه القوادح، فهي لا يسعها نقص، ولا يعتريها اختلال، واحتجّ الإمام أحمد بها على القائلين بخلق القرآن، فقال: لو كانت كلمات اللَّه مخلوقة، لم يُعِذْ بها اللَّه؛ إذ لا يجوز الاستعاذة بمخلوق(11) . 4- قوله: «من غضبه»: الغضب صفة من صفات اللَّه الفعلية، جاءت في الكتاب والسنة، فهو يغضب، ويرضى، ويحب، ويكره، ولكن ليس كأحد من خلقه، فنؤمن بها كما جاءت على الوجه اللائق باللَّه عز وجل، من غير تعطيل، ولا تحريف، ولا تكييف، ولا تمثيل، ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾(12) ، قال العلامة ابن القيم : «فعل ما يحبه [اللَّه عز وجل]، والإعانة عليه، وجزاؤه، وما يترتب عليه من المدح، والثناء من رحمته، وفعل مايكره، وجزاؤهما يترتب عليه من الذم والألم، والعقاب من غضبه، ورحمته سابقة على غضبه، غالبة له، وكل ما كان من صفة الرحمة فهو غالب؛ لما كان من صفة الغضب فانه سبحانه لا يكون إلا رحيماً، ورحمته من لوازم ذاته، كعلمه، وقدرته، وحياته، وسمعه، وبصره، وإحسانه، فيستحيل أن يكون على خلاف ذلك، وليس كذلك غضبه؛ فانه ليس من لوازم ذاته، ولا يكون غضباناً دائماً، غضباً لا يتصور انفكاكه، بل يقول رسوله، وأعلم الخلق به يوم القيامة: «إن ربي قد غضب اليوم غضباً لم يغضب قبله مثله، ولن يغضب بعده مثله»(13) ، ورحمته وسعت كل شيء، وغضبه لم يسع كل شيء، وهو سبحانه كتب على نفسه الرحمة، ولم يكتب على نفسه الغضب، ووسع كل شيء رحمة وعلماً، ولم يسع كل شيء غضباً وانتقاماً، فالرحمة وما كان بها، ولوازمها، وآثارها غالبة على الغضب»(14) . 5- قوله: «وعقابه»: أي الذي توعد به من وقع في مساخطه، وتعدَّى حدوده، ويدخل في ذلك من مات مصرًّا على كبيرة، أو كان صاحب بدعة، وإن كان ذلك تحت مشيئته؛ فإن شاء عاقب، وإن شاء عفا»(15) ، قال الراغب الأصفهاني : «والعُقُوبَةُ والمعاقبة والعِقَاب يختصّ بالعذاب»(16)، وقال ابن منظور : «والعِقابُ والمُعاقَبة أَن تَجْزي الرجلَ بِمَا فَعل سُوءًا؛ والاسمُ العُقُوبة، وعاقَبه بِذَنْبِهِ معاقَبة، وعِقاباً: أَخَذَه بِهِ»(17) . 6- قوله: «وشر عباده»(18) : المراد هنا بالعبودية هي العامة؛ لأن كل المخلوقات مُعبَّدة للَّه، قال اللَّه عز وجل: ﴿إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا﴾(19) ، قال الصنعاني : «عام لإنسهم وجنهم»(20). 7- قوله: «ومن همزات الشياطين»: أي: من وساوسهم، ونخسهم، وأصلُ النَّخْسِ: الدَّفعْ والحَرَكة(21) ، وأصل الهمز: الطعن، قال الطيبي : «يراد بالهمز الوسوسة، لقوله تعالى: ﴿وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزاتِ الشَّياطِينِ﴾(22) ، وهمزات الشياطين خطراتها، وهي جمع الهمزة من الهمز، وفسرت الآية بأن الشياطين يحثون أولياءهم على المعاصي، ويغرونهم عليها... والهمز، وكل شيء دفعته، فقد همزته»(23) . 8- قوله: «وأن يحضرون»: أي أعوذ بك من حضورهم ابتداءً، وإن حضروا فلا دافع لهم عني، ولا صارف لهم إلا أنت، قال اللَّه تعالى: ﴿وَقُل رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ * وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَن يَحْضُرُونِ﴾(24) ، قال الإمام ابن القيم : «قال ابن زيد: في أموري، وقال الكلبي: عند تلاوة القرآن، وقال عكرمة: عند النزع والسياق، فأمره أن يستعيذ من نوعي شر إصابتهم بالهمز، وقربهم، ودنوهم منه»(25)، وقال العلامة السعدي : «أي: أعوذ بك من الشر الذي يصيبني بسبب مباشرتهم، وهمزهم، ومسهم، ومن الشر الذي بسبب حضورهم، ووسوستهم»(26) . 9- قوله: «فإنه لا يضرك»: قال ابن الأثير : « الضَّرُّ: ضِدُّ النَّفْعِ، ضَرَّهُ يَضُرُّه ضَرّاً وضِرَاراً وأَضَرَّ بِهِ يُضِرُّ إِضْرَاراً»(27) . ويرى النووي : أنه لا يصيب ضرر لأَنَّ اللَّه تَعَالَى جَعَلَ هَذَا سَبَبًا لِسَلَامَتِهِ مِنْ مَكْرُوه يَتَرَتَّب عَلَيْهَا(28) ، وقال المباركفوري : «فَإِنَّهَا أَيِ: الْهَمَزَاتِ لَنْ تَضُرَّهُ أَيْ إِذَا دَعَا بِهَذَا الدُّعَاءِ، وَفِيهِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ الْفَزَعَ إِنَّمَا هُوَ مِنَ الشَّيْطَانِ»(29) . 10- قوله: «بالحري ألا يقربك»: أَيْ: جَدِيرٌ، وَخَلِيقٌ، وَالْمُثَقَّلُ يُثَنَّى، وَيُجْمَعُ، وَيُؤَنَّثُ، تَقُولُ: حَرِيَّانِ، وَحَرِيُّونَ، وَحَرِيَّةٌ، وَالْمُخَفَّفُ يَقَعُ عَلَى الْوَاحِدِ، وَالِاثْنَيْنِ، وَالْجَمْعِ، وَالْمُذَكَّرُ، وَالْمُؤَنَّثُ عَلَى حَالَةٍ وَاحِدَةٍ؛ لِأَنَّهُ مَصْدَرٌ(30) . 11- قوله: «يُلَقِّنُهَا» أَيْ: هَذِهِ الْكَلِمَاتِ، وَهُوَ مِنَ التَّلْقِينِ، وَفِي بَعْضِ النُّسَخِ يُعَلِّمُهَا مِنَ التَّعْلِيمِ(31) . 12- قوله: «مَنْ بَلَغَ مِنْ وَلَدِهِ» أَيْ: لِيَتَعَوَّذَ بِهَا(31) . 13- قوله: «فِي صَكٍّ» أَيْ: فِي وَرَقَةٍ(31) . 14- قوله: «ثُمَّ عَلَّقَهَا» أَيْ: عَلَّقَ الْوَرَقَةَ الَّتِي هِيَ فِيهَا(31) . 15- قوله: «فِي عُنُقِهِ» أَيْ: فِي رَقَبَةِ وَلَدِهِ الَّذِي لَمْ يَبْلُغْ(31) ، وهذا من اجتهاد عبد اللَّه بن عمرو ب، وإلا فالصواب أنه لا يجوز تعليق شيء من القرآن، والتعوذات في الأعناق، وقال الإمام ابن باز : «ولأن القول بجواز ما كان من القرآن أو الأدعية المباحة والأذكار الشرعية استثناء بغير حجة ووسيلة إلى تعليق التمائم الأخرى الشركية، ومعلوم أن الأخذ بالعموم متعين، ما لم يرد ما يخصه, كما أن من المعلوم من الشريعة المطهرة وجوب سد الذرائع المفضية إلى الشرك، أو إلى ما دونه من المعاصي؛ ولأنها إذا علقت صارت وسيلة إلى تعلق القلوب بها، والاعتماد عليها، ونسيان الله سبحانه وتعالى, فمن حكمة اللَّه في هذا أنه سبحانه وتعالى نهى عنها حتى تكون القلوب معلقة به سبحانه، لا بغيره, وتعليق القرآن وسيلة لتعليق غيره؛ فلهذا وجب منع الجميع، وأن لا يعلق شيء على المريض, ولا على الصبي، لا من القرآن، ولا من غيره, بل يُعلَّم الدعاء الشرعي، كالتعوذ بكلمات اللَّه التامات من شر ما خلق، وقراءة آية الكرسي، وقراءة سورة الإخلاص، والمعوذتين عند النوم، وبعد الصلوات الخمس»(32) . وقال العلامة ابن عثيمين : «والأصل في مثل هذه الأشياء التوقيف، وهذا القول هو الراجح، وأنه لا يجوز تعليق التمائم، ولو من القرآن الكريم، ولا يجوز أيضاً أن تجعل تحت وسادة المريض، أو تعلق في الجدار، وما أشبه ذلك، وإنما يدعى للمريض، ويقرأ عليه مباشرة، كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعل، القسم الثاني: أن يكون المعلق من غير القرآن الكريم مما لا يفهم معناه؛ فإنه لا يجوز بكل حال؛ لأنه لا يدرى ماذا يكتب، فإن بعض الناس يكتبون طلاسم، وأشياء معقدة، حروف متداخلة، ما تكاد تعرفها، ولا تقرؤها؛ فهذا من البدع، وهو محرم، ولا يجوز بكل حال، واللَّه أعلم»(33) . وقال فضيلة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان: «الصحيح: الرأي الثاني، وهو المنع، والشيخ عبد الرحمن بن حسن، وقبله الشيخ سليمان بن عبداللَّه رجَّحا منعه، وذلك لثلاثة أمور: الأمر الأول: عموم النهي، ولم يَرِد دليل يخصّص ذلك. الأمر الثاني: سدّ الوسيلة المُفضية إلى الشرك؛ لأننا إذا أجزنا تعليق القرآن انفتح الباب لتعليق غيره. الأمر الثالث: أن تعليق القرآن يعرِّضه للامتهان؛ لأنه يعلّق على الصبيان، والصبيان لا يتجنّبون النجاسة، أو الدخول في مواضع القاذورات، وكذلك الجُهّال، لا يحترمون القرآن كما ينبغي، ولا يتنّبهون لذلك، وما كان سبباً لتعريض القرآن للامتهان فهو محرّم»(34) . وفي فتاوى اللجنة الدائمة: «ولا فرق بين كون التميمة من القرآن، أو من غير القرآن في أصح قولي العلماء؛ لعموم الأحاديث، ولسد الذريعة؛ لأن تعليق التمائم من القرآن يفضي إلى تعليقها من غيره»(35) . وفي فتاوى نور على الدرب: «أن تعليق التمائم لا يجوز، ولم يفصّل بين تميمة وتميمة، ولم يقل إلا من القرآن، بل عمم، فدل ذلك على أن التمائم كلها من القرآن، وغير القرآن ممنوعة؛ لأن الرسول عمم في النهي صلى الله عليه وسلم ، وهو المشرع، وهو أنصح الناس للناس، ولو كان في التمائم شيء مستثنى لاستثناه النبي صلى الله عليه وسلم، ثم أيضاً تعليق التمائم من القرآن وسيلة إلى تعليق التمائم الأخرى، فيلتبس الأمر، ويخفى على الناس، وتنتشر التمائم الشركية، وسد الذرائع من أهم مهمات الشريعة الإسلامية، فوجب منع التمائم كلها؛ عملاً بعموم الأحاديث، وسداً لذرائع الشرك»(36) .
ما يستفاد من الحديث:
1- قول هذا الذكر، مع إمراره على قلب قائله، وتدبر معانيه، مع الثقة في صدق الرسول صلى الله عليه وسلم يدفع عن صاحبه بفضل اللَّه ما يصاب به في نومه من وحشةٍ، أو فزعٍ، أو خوفٍ، أو قلقٍ، أو نحو ذلك. 2- أخبر النبي صلى الله عليه وسلم في بعض ألفاظ الحديث أن من قاله – أي هذا الذكر - «فإنها لن تضره»(37) أي: الشياطين، وفي رواية: «لا يقربك»(38) أي: الشيطان. 3- المسلم الصادق لا يلجأ إلاّ لخالقه في كل أحواله، خاصة عند النازلة والبلاء، ولا يذهب إلى دجال، أو مشعْوِذٍ، أو كاهن، أو عرّاف؛ فإن ذلك فساد في الاعتقاد، قال اللَّه عز وجل: ﴿أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ ...﴾(39) . 4- ولا يجوز تعليق التمائم والتعويذات، يقول الإمام العلامة ابن باز : «ويدخل في ذلك الأوراق المكتوب فيها كتابات، حتى ولو كانت من القرآن على الصحيح; لأن الأحاديث عامة ليس فيها استثناء، فالرسول صلى الله عليه وسلم عمم وأطلق, ولم يستثن شيئاً؛ فدل ذلك على أن التمائمم كلها ممنوعة؛ ولأن تعليق ما يكتب من القرآن، أو الدعوات الطيبة، وسيلة لتعليق غيرها من التمائم الأخرى, وقد جاءت الشريعة الكاملة بسد الذرائع المفضية إلى الشرك أو المعاصي»(40) . وقال في موضع آخر: «والعلة في كون تعليق التمائم من الشرك هي، واللَّه أعلم: أن من علقها سيعتقد فيها النفع، ويميل إليها، وتنصرف رغبته عن اللَّه إليها، ويضعف توكله على اللَّه وحده، وكل ذلك كافٍ في إنكارها، والتحذير منها، وفي الأسباب المشروعة والمباحة ما يغني عن التمائم، وانصراف الرغبة عن اللَّه إلى غيره شرك به، أعاذنا اللَّه وإياكم من ذلك»(41) . وفي فتاوى نور على الدرب: «ولا شك أن تعليق التمائم من القرآن، أو من الدعوات المباحة يخالف الأحاديث العامة، والنهي العام، ويسبب فتح باب الشرك، واختلاط الأمور؛ فلهذا كان الصواب منع التمائم كلها من القرآن، وغير القرآن؛ أخذا بعموم الأحاديث وسدا لباب الشرك، واللَّه المستعان»(42) . 5- الرجل – وإن كان صالحًا – فإنه قد يأتيه الشيطان في منامه، فيرى ما يخوفه، أو يزعجه، ولكن هذا يكون نادرًا؛ لقلة تمكن الشيطان من العبد الصالح، وقد جاء أحد الصحابة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم يشكو له أهاويل يراها في المنام، فأرشده إلى قول هذا الذكر(43) . 6- صفات اللَّه على قسمين: الأول: الصفات الذاتية: وهي التي لم يزل ولا يزال متصفًا بها وإنما سمّاها العلماء ذاتية؛ لأنها ملازمة للذات، لا تنفكُّ عنها، وهي نوعان: أ – الصفات الذاتية المعنوية مثل: الحياة، والعلم، والقدرة، والحكمة، وما أشبه ذلك. ب – الصفات الذاتية الخبرية مثل: اليدين، والوجه، والعينين، وما أشبه ذلك. الثاني: الصفات الفعلية: وهي التي تتعلق بالمشيئة دائمًا؛ سمّاها العلماء بهذا الاسم؛ لأنها من فعله عز وجل وهي نوعان: أ – صفات لها سبب معلوم، مثل الرضى، والغضب، والمحبة، والبغض، والكراهية، ونحو ذلك مما صح في الكتاب، والسنة، إذا وجدت أسباب وقوع هذه الصفات الفعلية، مثل قوله: ﴿وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ﴾(44) . ب – صفات ليس لها سبب معلوم، مثل النزول إلى السماء الدنيا؛ حين يبقى ثلث الليل الأخير. - ومن الصفات ما هو صفة ذاتية، وفعلية باعتبارين، فالكلام صفة فعلية باعتبار آحاده، وباعتبار أصله صفة ذاتية؛ لأن اللَّه لم يزل ولا يزال متكلمًا، وهو يتكلم بما شاء متى شاء(45) .
2
الوليد بن الوليد بن المغيرة القرشي المخزومي، أخو خالد بن الوليد، أُسر يوم بدر كافراً، فلما افتكه أخواه أسلم، فلما افتدي أسلم، وعاتبوه في ذلك، فقال: كرهت أن يظنوا بي أني جزعت من الأسر، فلما أسلم حبسه أخواله بمكة، فكان رسول اللَّه يدعو له فيمن دعا له من مستضعفي المؤمنين بمكة، وشهد عمرة القضية، وكتب إلى أخيه خالد فوقع الإسلام في قلب خالد وكان سبب هجرته. انظر: الاستيعاب، 4/ 1558، الإصابة، 6/ 619
3
مسند أحمد، 27/ 108، برقم 16573، وقال محققو المسند: قابل للتحسين، وقال البيهقي في الأسماء والصفات، 1/ 432، برقم 396: «هذا مرسل، وشاهده الحديث الموصول»، وبرقم 23839، ولفظه: «بكلمات اللَّه التامات»، قال عنه البوصيري في إتحاف الخيرة المهرة، 6/ 402، برقم 6094: «هَذَا حَدِيث رجاله ثِقَاتٌ»، ومصنف عبد الرزاق، 11/ 35، برقم 19831
5
خالد بن الوليد بن المغيرة القرشي المخزومي، سيف اللَّه، كان أحد أشراف قريش في الجاهلية، وكان إليه أعنة الخيل في الجاهلية، وشهد مع كفار قريش الحروب إلى عمرة الحديبية، كما ثبت في الصحيح أنه كان على خيل قريش طليعة، ثم أسلم في سنة سبع بعد خيبر، وقيل قبلها، وشهد غزوة مؤتة، وشهد مع رسول اللَّه فتح مكة، فأبلى فيها، ثم شهد حنيناً والطائف في هدم العزى، وله رواية عن النبي في الصحيحين وغيرهما، وأرسله أبو بكر إلى قتال أهل الردة فأبلى في قتالهم بلاء عظيماً، ثم ولاه حرب فارس والروم فأثر فيهم تأثيراً شديداً، وفتح دمشق، واستخلفه أبو بكر على الشام إلى أن عزله عمر، وروى أبو يعلى ورفعه 13/ 111، برقم 7188، وتاريخ دمشق، 16/ 242، وصححه الهيثمي في مجمع الزوائد ومنبع الفوائد، 9/ 349،: «لا تسبوا خالداً، فإنه سيف من سيوف اللَّه، صبَّه اللَّه على الكفار»، مات خالد بن الوليد بمدينة حمص سنة إحدى وعشرين، وقيل توفي بالمدينة النبوية، ولكن الأكثر على أنه مات بحمص، واللَّه أعلم. انظر: الاستيعاب، 2/ 427، والإصابة في تمييز الصحابة، 2/ 251
6
النسائي في الكبرى، كتاب عمل اليوم والليلة، وما يقول من يفزع في منامه، برقم 10534، والموطأ مرسلاً، 2/ 950، برقم 9، وحسنه العلامة الألباني في صحيح الترغيب والترهيب، 2/ 120، برقم 1601، وفي سلسلة الأحاديث الصحيحة، 2/ 163، برقم 264،
7
المعجم الأوسط، للطبراني، 1/ 285، برقم 931، وابن السني في عمل اليوم والليلة، برقم 740، وذكر الشيخ الألباني أنه موضوع في ضعيف الترغيب والترهيب، 1/ 237، برقم 992، وحسنه الألباني في السلسلة الصحيحة، برقم 264، دون ذكر الصحابي خالد بن الوليد رضي الله عنه
تم تأسيس موقع سورة قرآن كبادرة متواضعة بهدف خدمة الكتاب العزيز و السنة المطهرة و الاهتمام بطلاب العلم و تيسير العلوم الشرعية على منهاج الكتاب و السنة , وإننا سعيدون بدعمكم لنا و نقدّر حرصكم على استمرارنا و نسأل الله تعالى أن يتقبل منا و يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم .