اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر وأعوذ بك من فتنة المسيح

حصن المسلم | الدعاء بعد التشهد الأخير قبل السلام | اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر وأعوذ بك من فتنة المسيح

اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ. اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْمَأْثَمِ وَالْمَغْرَمِ (1).

Allahumma innee aAAoothu bika min AAathabil-qabr, wa-aAAoothu bika min fitnatil-maseehid-dajjal, wa-aAAoothu bika min fitnatil-mahya walmamat. Allahumma innee aAAoothu bika minal-ma/thami walmaghram.
‘O Allah, I take refuge in You from the punishment of the grave, and I take refuge in You from the temptation and trial of Al-Maseeh Ad-Dajjal, and I take refuge in You from the trials and tribulations of life and death. O Allah, I take refuge in You from sin and debt.


(1) البخاري، 1/ 202، برقم 832، ومسلم، 1/ 412، برقم 587.

شرح معنى اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر وأعوذ بك من فتنة المسيح

لفظ الحديث الذي ورد فيه:

212- عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَدْعُو فِي الصَّلاَةِ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ القَبْرِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ المَسِيحِ الدَّجَّالِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ المَحْيَا، وَفِتْنَةِ المَمَاتِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ المَأْثَمِ وَالمَغْرَمِ»، فَقَالَ لَهُ قَائِلٌ: مَا أَكْثَرَ مَا تَسْتَعِيذُ مِنَ المَغْرَمِ؟ فَقَالَ: «إِنَّ الرَّجُلَ إِذَا غَرِمَ، حَدَّثَ فَكَذَبَ، وَوَعَدَ فَأَخْلَفَ» (1) ، وهذا لفظ البخاري.
213- ولفظ مسلم عن عَائِشَةَ رضي الله عنها زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَدْعُو فِي الصَّلَاةِ: «اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَـــــــذَابِ الْقَبْرِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ، اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْمَأْثَمِ وَالْمَغْرَمِ» قَالَتْ: فَقَالَ لَهُ قَائِلٌ: مَا أَكْثَرَ مَا تَسْتَعِيذُ مِنَ الْمَغْرَمِ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ: «إِنَّ الرَّجُلَ إِذَا غَرِمَ، حَدَّثَ فَكَذَبَ، وَوَعَدَ فَأَخْلَفَ» (2) .

شرح مفردات الحديث:

1- قوله: «اللَّهم إني أعوذ بك»: «اللَّهُمَّ بِمَعْنَى: يَا أَلله، ... الْمِيمَ فِي آخِرِ الْكَلِمَةِ بِمَنْزِلَةِ يَا فِي أَولها، وَالضَّمَّةُ الَّتِي هِيَ فِي الْهَاءِ هِيَ ضَمَّةُ الِاسْمِ الْمُنَادَى الْمُفْرَدِ» (3) .
2- قوله: «أعوذ بك»: «العوذ: الالتجاء إلى الغير، والتعلق به.
يقال: عاذ فلان بفلان، ... وأعذته باللَّه أعيذه، أي: ألتجئ إليه، وأستنصر به أن أفعل ذلك، فإن ذلك سوء أتحاشى من تعاطيه (4) ، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية :« فَإِنَّ الْمُسْتَعَاذَ مِنْهُ نَوْعَانِ: فَنَوْعٌ مَوْجُودٌ يُسْتَعَاذُ مِنْ ضَرَرِهِ الَّذِي لَمْ يُوجَدْ بَعْدُ، وَنَوْعٌ مَفْقُودٌ يُسْتَعَاذُ مِنْ وُجُودِهِ؛ فَإِنَّ نَفْسَ وُجُودِهِ ضَرَرٌ،... ويُسْتَعَاذُ مِنْ الشَّرِّ الْمَوْجُودِ أَنْ لَا يُضَرَّ، وَيُسْتَعَاذُ مِنْ الشَّرِّ الضَّارِّ الْمَفْقُودِ أَنْ لَا يُوجَدَ
» (5) .
3- قَولُهُ: «مِن عَذاب القَبر» فِيهِ رَدّ عَلَى مَن أَنكَرَهُ (6) .
4- قَولُهُ: «ومِن فِتنَة المَسِيح الدَّجّال»: الفِتنَة: الامتِحان والاختِبار، قالَ عِياض: واستِعمالها فِي العُرف لِكَشفِ ما يُكرَه، وتُطلَق عَلَى القَتل والإِحراق والنَّمِيمَة وغَير ذَلِكَ، والمَسِيح: يُطلَق عَلَى الدَّجّال وعَلَى عِيسَى ابن مَريَم ؛، لَكِن إِذا أُرِيدَ الدَّجّال قُيِّدَ بِهِ (6) ، واختُلِفَ فِي تَلقِيب الدَّجّال بِذَلِكَ، فَقِيلَ: لأَنَّهُ مَمسُوح العَين، وقِيلَ لأَنَّ أَحَد شِقَّي وجهه خُلِقَ مَمسُوحًا، لا عَين فِيهِ، ولا حاجِب، وقِيلَ لأَنَّهُ يَمسَح الأَرض إِذا خَرَجَ (6) .
5- قوله: «فتنة المحيا والممات»: الفتنة هي الامتحان والاختبار، وفتنة المحيا ما يعرض للإنسان مدة حياته من الافتتان بالدنيا، والشهوات، والجهالات، وأعظمها أمر الخاتمة عند الموت: ويراد بها أمور: الفتنة عند الموت، أو فتنة القبر، أو تشملهما، والسؤال في القبر مع الحيرة (7) .
6- قوله: «المأثم»: هو ما يلحق بالعبد بسبب الوقوع في المعاصي والذنوب.
قال ابن منظور : «الإِثْمُ: الذَّنْبُ، وقيل: هو أَن يعمَل ما لا يَحِلُّ له... وقد أَثِم يأْثَم،... وتأَثَّم الرجل: تابَ من الإِثْم، واستغفر منه، وهو على السَّلْب كأَنه سَلَب ذاته الإِثْم بالتوْبة والاستغفار، أَو رامَ ذلك بهما، وأَثِم فلان بالكسر يأْثَم إثْماً، ومَأْثَماً، أَي: وقع في الإِثْم، فهو آثِم، وأَثِيمٌ، ...أَثَمَه الله يَأْثُمُه عاقَبَه بالإِثْم وقال الفراء أَثَمَه اللَّه يَأْثِمُه إِثْماً وأَثاماً إِذا جازاه جزاء الإِثْم... والأَثامُ والإِثامُ عُقوبة الإِثمِ الأَخيرة» (8) .
7- قوله: «المغرم»: هو كل ما يلزم العبد أداؤه بسبب جناية، أو معاملة، أو غير ذلك، والمغرم يتعلق بحقوق العباد، أما المأثم فهو متعلق بحق اللَّه عز وجل، قال الإمام ابن القيم : «فإن المأثم يوجب خسارة الآخرة، والمغرم يوجب خسارة الدنيا» (9) ، وقال العلامة ابن حجر : «والمَغرَم: أَي: الدَّين، يُقال: غَرِمَ بِكَسرِ الرّاء، أَي: ادّانَ، قِيلَ: والمُراد بِهِ ما يُستَدان فِيما لا يَجُوز، وفِيما يَجُوز، ثُمَّ يَعجِز عَن أَدائِهِ، ويَحتَمِل أَن يُراد بِهِ ما هُو أَعَمّ مِن ذَلِكَ، وقَد استَعاذَ صلى الله عليه وسلم مِن غَلَبَة الدَّين، وقالَ القُرطُبِيّ : «المَغرَم: الغُرم، وقَد نَبَّهَ فِي الحَدِيث عَلَى الضَّرَر اللاَّحِق مِنَ المَغرَم، واللَّهُ أَعلَمُ» (10) .

ما يستفاد من الحديث:

1- خطورة المعصية وأنها من أسباب البوار إذا لم يوفق اللَّه عبده للتوبة النصوح قبل الموت.
2- التحذير من الديون التي هي حق للعباد، وأنها ملازمة للعبد إن لم يؤدها في حياته، أو يؤدها عنه أحد بعد موته، وإلا بقيت في ذمته إلى يوم القيامة.
3- استعاذ النبي صلى الله عليه وسلم من المأثم والمغرم؛ لأن الإنسان إذا غرم حدث فكذب، ووعد فأخلف، فعن عائشة لقالت: فقال له قائل: ما أكثر ما تستعيذ من المغرم يا رسول اللَّه! فقال: «إن الرجل إذا غرم حدث فكذب، ووعد فأخلف» (11) .
ومعنى ذلك أن المدين يتعلل لصاحب الدين بعلل شتى وهو كاذب فيها، وغرضه الدفع أي عن نفسه طلب صاحب المال له بالسداد، وكذلك فإن المدين يعطي موعدًا للسداد فيخلف، وهذا من صفات المنافقين، وهو غالب حال من يستدين إلا من رحم اللَّه.
4- قال الإمام ابن قيم الجوزية : «شرع له [أي للعبد] أمام استعطائه كلمات التحيات مقدمة بين يدي سؤاله, ثم يتبعها بالصلاة على من نالت أمته هذه النعمة على يده، وسعادته, فكأن المصلي توسل إلى اللَّه سبحانه بعبودتيه, ثم بالثناء عليه، والشهادة له بالوحدانية، ولرسوله بالرسالة، ثم الصلاة على رسوله، ثم قيل له: تخيَّر من الدعاء أحبه إليك» (12) .
وليكن بخشوع وأدب فإنه لا يستجاب لدعاء من قلب غافل.
5- قال الحافظ ابن حجر رضي الله عنه: وقَد استُشكِلَ دُعاؤُهُ صلى الله عليه وسلم بِما ذُكِرَ مَعَ أَنَّهُ مَعصُوم مَغفُور لَهُ ما تَقَدَّمَ وما تَأَخَّرَ، وأُجِيبَ بِأَجوِبَةٍ: أَحَدها: أَنَّهُ قَصَدَ التَّعلِيم لأُمَّتِهِ.
ثانِيها: أَنَّ المُراد السُّؤال مِنهُ لأُمَّتِهِ فَيَكُون المَعنَى هُنا أَعُوذ بِك لأُمَّتِي.
ثالِثها: سُلُوك طَرِيق التَّواضُع، وإِظهار العُبُودِيَّة، وإِلزام خَوف اللَّه وإِعظامه، والافتِقار إِلَيهِ، وامتِثال أَمره فِي الرَّغبَة إِلَيهِ، ولا يَمتَنِع تَكرار الطَّلَب مَعَ تَحَقُّق الإِجابَة؛ لأَنَّ ذَلِكَ يُحَصِّل الحَسَنات، ويَرفَع الدَّرَجات، وفِيهِ تَحرِيض لأُمَّتِهِ عَلَى مُلازَمَة ذَلِكَ؛ لأَنَّهُ إِذا كانَ مَعَ تَحَقُّق المَغفِرَة لا يَترُك التَّضَرُّع، فَمَن لَم يَتَحَقَّق ذَلِكَ أَحرَى بِالمُلازَمَةِ.
6- وأَمّا الاستِعاذَة مِن فِتنَة الدَّجّال مَعَ تَحَقُّقه أَنَّهُ لا يُدرِكهُ، فَلا إِشكال فِيهِ عَلَى الوجهَينِ الأَوَّلَينِ، وقِيلَ عَلَى الثّالِث: يَحتَمِل أَن يَكُون ذَلِكَ قَبل تَحَقُّق عَدَم إِدراكه، ويَدُلّ عَلَيهِ قَولُهُ فِي الحَدِيث الآخَر عِند مُسلِم: «إِن يَخرُج وأَنا فِيكُم فَأَنا حَجِيجه» الحَدِيث، واللَّهُ أَعلَمُ (13) .

1 البخاري، برقم 832
2 مسلم، برقم 589
3 لسان العرب، 13/ 470، مادة (أله)
4 انظر: مفردات ألفاظ القرآن، للراغب الأصفهاني، 2/ 136
5 انظر: مجموع الفتاوى، لشيخ الإسلام ابن تيمية :، 18/ 288
6 فتح الباري، 2/ 318
7 انظر: فتح الباري، 2/ 319
8 لسان العرب، 1/ 23، مادة (أثم)
9 الفوائد، ص 59
10 فتح الباري، 2/ 319
11 ذكر الحافظ في الفتح رواية عن النسائي أن عائشة هي التي قالت له ذلك. 2/394
12 إشارة إلى قوله عند البخاري: «ثم ليتخير من الدعاء أعجبه إليه، فيدعو» برقم 835. الصلاة وأحكام تاركها، ص 152
13 فتح الباري، 2/ 319، والحديث أخرجه مسلم عن النواس بن سمعان رضي الله عنه في كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب ذكر الدجال وصفته وما معه، برقم 2937

قم بقراءة المزيد من الأذكار والأدعية




قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Sunday, August 10, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب