Allahu akbar, allahumma ahillahu AAalayna bil-amni wal-eeman, wassalamati wal-islam, wattawfeeiqi lima tuhibbu watarda, rabbuna warabbukal-lah. ‘Allah is the greatest. O Allah, let the crescent loom above us in safety, faith, peace, and Islam, and in agreement with all that You love and pleases You. Our Lord and your Lord is Allah.
شرح معنى الله أكبر اللهم أهله علينا بالأمن والإيمان والسلامة والإسلام والتوفيق لما تحب
لفظ الحديث الذي ورد فيه:
599- لفظ الدارمي عَنْ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنه، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم إِذَا رَأَى الْهِلَالَ قَالَ: «اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُمَّ أَهِلَّهُ عَلَيْنَا بِالْأَمْنِ وَالْإِيمَانِ، وَالسَّلَامَةِ وَالْإِسْلَامِ، وَالتَّوْفِيقِ لِمَا يُحِبُّ رَبُّنَا وَيَرْضَى، رَبُّنَا وَرَبُّكَ اللَّهُ» (1) . 600- ورواية الترمذي عن طلحة بن عبيدِ اللَّهِ رضي الله عنه (2) أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا رَأى الهلاَلَ، قَالَ: «اللَّهُمَّ أهِلَّهُ عَلَيْنَا بِالأمْنِ وَالإيمانِ، وَالسَّلاَمَةِ وَالإسْلاَمِ، رَبِّي وَرَبُّكَ اللَّهُ، هِلالُ رُشْدٍ وخَيْرٍ» (3) . 601- ورواية الطبراني في الكبير عَنْ رَافِعِ بن خَدِيجٍ (4) ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا رَأَى الْهِلالَ، قَالَ: «هِلالُ خَيْرٍ وَرُشْدٍ»، ثُمَّ قَالَ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ هَذَا»، ثَلاثًا، «اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ هَذَا الشَّهْرِ، وَخَيْرِ الْقَدَرِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهِ»، ثَلاثَ مَرَّاتٍ (5) .
شرح مفردات الحديث:
1- قوله: «اللَّه أكبر» أي: أكبر من كل كبير، وإنما جاء التكبير في هذا الموضع؛ لأن الهلال آية دالة على مدبر الملكوت، ومسير الأفلاك، فقوله: «اللَّه أكبر»: أي أكبر من كل كبير، وأكبر من أن يعرف كنه (6) كبريائه وعظمته ﴿وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا﴾سورة طه، الآية: 110 ؛ ولذلك نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن التفكر في اللَّه: «تفكروا في آلاء اللَّه، ولا تفكروا في اللَّه عز وجل» (7) . 2- قوله: «أهله علينا» أي: أطلعه علينا وأرنا إياه، قال الطيبي : «قوله: «أهله»: الإهلال في الأصل رفع الصوت، نقل منه إلى رؤية الهلال؛ لأن الناس يرفعون أصواتهم إذا رأوه بالإخبار عنه، ولذلك سمي الهلال هلالاً، ثم نقل منه إلى طلوعه؛ لأنه سبب لرؤيته، ومنه إلى اطلاعه، وفي الحديث بهذا المعنى، أي: أطلعه علينا، وأرنا إياه مقترنا بالأمن والإيمان» (8) . 3- قوله: «بالأمن» أي: مقترنًا بالأمن من المخاوف الدينية والدنيوية، قال الصنعاني : «أي: أطلعه علينا، وأرنا إياه مقترناً: بالأمن والإيمان، قلت أي الصنعاني: ويجوز أن يراد به الزمان نفسه، والمراد: أدخله علينا مصاحباً بالأمن، واليمن، من سرور الدارين، والإيمان بكل ما أمرت بالإيمان به» (9) . 4- قوله: «والإيمان» أي: وفقنا فيه للإيمان القولي، والفعلي، واجعلنا صادقين في ذلك، قال الطيبي : «قوله: «الأمن، والإيمان، والسلامة، والإسلام»: طلب في كل من الفرقتين دفع ما يؤذيه من المضار، وجلب ما يرفقه من المنافع، وعبر بـ«الإيمان، والإسلام» عنها دلالة على أن نعمة الإيمان، والإسلام شاملة للنعم كلها، ومحتوية على المنافع بأسرها، فدل ذلك على عظم شأن الهلال؛ حيث جعله وسيلة لهذا المطلوب... واللطف فيه أنه صلى الله عليه وسلم جمع بين طلب دفع المضار، وجلب المنافع في ألفاظ يجمعها معنى الاشتقاق» (10) . 5- قوله: «والسلامة»: وذلك شامل لسلامة الدين والدنيا معًا، قال الزبيدي : «الأمن من سائر المخاوف، والإيمان الطمأنينة باللَّه، كأنه سأل دوامها، والسلامة والإسلام أن يدوم له الإسلام، ويسلم له شهره، فإن للَّه في كل شهر حكماً وقضاً» (11) . 6- قوله: «والإسلام» أي: اجعلنا في هذا الشهر مستسلمين لك قلبًا وقالبًا. 7- قوله: «والتوفيق لما تحب وترضى»: قال الصنعاني: «لما تحب وترضى من الأعمال الصالحات» (12) . 8- قوله: «ربي وربك اللَّه»: خطاب للهلال الذي استهل، وابتدأ في الظهور، قال الطيبي : «ربي وربك اللَّه: تنزيه للخالق أن يشاركه في تدبير ما خلق شيء، وفيه ردٌّ للأقاويل الداحضة في الآثار العلوية، بأوجز ما يمكن، وفيه تنبيه على أن الدعاء مستحب، لاسيما عند ظهور الآيات، وتقلب أحوال النَّيِّرات، وعلى أن التوجه فيه إلى الرب لا إلى المربوب، والالتفات في ذلك إلى صنع الصانع، لا إلى المصنوع» (10) .
ما يستفاد من الحديث:
1- «في هذا الحديث: مشروعية الدعاء عند رؤية الهلال، وقد ورد في ذلك أدعية مشهورة» (13) . 2- من أعظم منافع الأهلة معرفة العباد مواقيت عبادتهم، ومعيشتهم، ومناسكهم، وتمييز الأشهر والسنين، وغير ذلك من الآيات. 3- استحباب الدعاء عند ظهور الآيات الدالة على بديع صنع اللَّه بما ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم. 4- الإيمان والإسلام ليسا شيئًا واحدًا عندما يجتمعان في الذكر؛ لأن الإيمان يراد به الاعتقادات الباطنة، والإسلام يراد به الأعمال الظاهرة، وأما عند إفراد كل واحد منهما بالذكر؛ فإنه يكون متناولًا لمعنى الآخر (14) . 5- مشروعية التكبير عند الآيات العظام؛ ليستولي على القلب كبرياء اللَّه، وعظمته، فيتحقق للعبد مقصودان: مقصود العبادة بتكبير قلوبهم للَّه، ومقصود الاستعانة بانقياد سائر المطالب لكبريائه (15) . 6- الوقت هو رأس مال العبد الذي يجب أن يتاجر فيه مع ربه بالأعمال الصالحة حتى يرد إليه غير مفلس، قال ابن القيم : «السنة شجرة، والشهور فروعها، والأيام أغصانها، والساعات أوراقها، والأنفاس ثمرها، فمن كانت أنفاسه في طاعة، فثمرة شجرته طيبة، ومن كانت في معصية، فثمرته حنظل، وإنما يكون الجذاذ يوم المعاد، فعند الجِذاذ يتبين حلو الثمار من مرها» (16) . 7- أشار القرآن الكريم إلى عظم آية ظهور الأهلة بقوله تعالى: ﴿وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ﴾سورة يس، الآية: 39 أي: ينزلها، كل ليلة ينزل منها واحدة، إلى أن يصغر جدًّا، فيكون كالعرجون القديم، أي: كعذقة النخل إذا قدم وصغر حجمه، وانحنى ،ثم يُهل في أول الشهر، ويبدأ يزيد شيئًا فشيئًا حتى يتم نوره ويتسق ضياؤه (17) . 8- سمي الهلال هلالًا لأن الناس يرفعون أصواتهم بالإخبار عنه من الإهلال الذي هو رفع الصوت والهلال، يكون أول ليلة، والثانية، والثالثة، ثم بعد ذلك يكون قمرًا (18) . 9- يشرع للمسلم أن يتعوذ باللَّه عند طلوع القمر؛ لقول عائشة رضي الله عنها: أخذ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بيدي، فإذا القمر حين طلع فقال: «تعوذي باللَّه من شر هذا الغاسق إذا وقب» (19) ، أما حديث: «هلال خير ورشد» ثلاث مرات ثم قوله: «آمنت بالذي خلقك» ثلاث مرات، ففي ثبوته نظر (20) . 10- قال الألباني : يستقبل كثير من الناس الهلال عند الدعاء، كما يستقبلون بمثله القبر، وكل ذلك لا يجوز؛ لما تقرر في الشرع أنه لا يستقبل بالدعاء إلا ما يستقبل بالصلاة، ولذلك كان علي رضي الله عنه لا يرفع رأسه عند قوله هذا الدعاء، وكذلك ابن عباس ب كره الانتصاب للهلال (21) .
1
الترمذي، كتاب الدعوات، باب ما يقول عند رؤية الهلال، برقم 3451، والدارمي بلفظه، 1/336، والطبراني في الكبير، 12/ 356، برقم 13330، والحاكم، 4/ 285، وصححه الألباني في صحيح الترمذي، 3/157
2
طلحة بن عبيد اللَّه بن عثمان القرشي التيمي، من أوائل المسلمين، هاجر إلى المدينة، وآخى رسول اللّه صلى الله عليه وسلم بينه وبين كعب بن مالك، وأبلى طلحة يوم أحد بلاء حسناً، ووقى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بنفسه، واتقى النبل عنه بيده حتى شلت إصبعه، وضرب الضربة في رأسه، وحمل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم على ظهره حتى استقل على الصخرة، ثم شهد طلحة المشاهد كلها، وشهد الحديبية، وهو أحد العشرة المشهود لهم بالجنة، وأحد الستة الذين جعل عمر فيهم الشورى، وأخبر أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم توفي وهو عنهم راض، استشهد رضي الله عنه يوم الجمل، سنة ست وثلاثين، وكان عمره يوم قتل ابن أربع وستين سنة، وقيل ابن اثنتين وستين سنة. انظر: الطبقات الكبرى لابن سعد، 3/ 214، والاستيعاب لابن عبد البر، 2/ 765، والإصابة لابن حجر العسقلاني، 3/ 529
4
رافع بن خديج بن رافع بن عدي الأنصاري النجاري الخزرجي، يكنى أبا عبد اللَّه، وقيل أبا خديج، رده رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يوم بدر؛ لأنه استصغره، وأجازه يوم أحد، فشهد أحداً، والخندق، وأكثر المشاهد، وأصابه يوم أحد سهم، وانتقضت جراحته في زمن عبد الملك بن مروان فمات قبل ابن عمر بيسير وهو ابن ست وثمانين سنة بالمدينة سنة أربع وسبعين، وصلَّى عليه ابن عمر ب ثم مات بعده أو مات . انظر: الاستيعاب، 2/ 479، والإصابة في تمييز الصحابة، 2/ 436.
19
أخرجه أحمد، 40/ 378، برقم 24323، والسنن الكبرى للنسائي، 6/ 84، 10138، وحسنه محققو المسند، 40/ 379، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة، الحديث رقم 372
20
سنن أبي داود، كتاب الأدب، باب ما يقول، إذا رأى الهلال، برقم 5092، ولفظه: «عن قتادة، أنه بلغَه: أن النبيَّ كان إذا رأى الهلالَ قال: «هلالُ خَيرٍ ورُشدٍ، هلالُ خَيرٍ ورُشدٍ، هلالُ خَيرٍ ورُشدٍ، آمنتُ بالذي خلقَكَ» ثلاثَ مراتٍ، ثم يقولُ: «الحمدُ للَّهِ الذي ذهبَ بشهرِ كذا، وجاءَ بشهرِكذا»، وحسنه لغيره الأرناؤوط محقق سنن أبي داود، 7/ 423، وضعفه الألباني في ضعيف سنن أبي داود، برقم 1089
تم تأسيس موقع سورة قرآن كبادرة متواضعة بهدف خدمة الكتاب العزيز و السنة المطهرة و الاهتمام بطلاب العلم و تيسير العلوم الشرعية على منهاج الكتاب و السنة , وإننا سعيدون بدعمكم لنا و نقدّر حرصكم على استمرارنا و نسأل الله تعالى أن يتقبل منا و يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم .