اللهم صيبا نافعا

حصن المسلم | الدعاء إذا رأى المطر | اللهم صيبا نافعا

اللَّهُمَّ صَيِّبًا نَافِعًا (1).

Allahumma sayyiban nafiAAa.
‘O Allah, may it be a beneficial rain cloud.


(1) البخاري مع الفتح، 2/ 518، برقم 1032.

شرح معنى اللهم صيبا نافعا

لفظ الحديث الذي ورد فيه:

588- لفظ البخاري: عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها: «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا رَأَى الْمَطَرَ قَالَ: صَيِّبًا نَافِعًا» (1) .
589- ولفظ النسائي عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا أُمْطِرَ قَالَ: «اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ صَيِّبًا نَافِعًا» (2) .
590- ولفظ أبي داود عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا رَأَى نَاشِئًا فِي أُفُقِ السَّمَاءِ تَرَكَ الْعَمَلَ، وَإِنْ كَانَ فِي صَلاَةٍ ثُمَّ يَقُولُ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهَا».
فَإِنْ مُطِرَ قَالَ: «اللَّهُمَّ صَيِّبًا هَنِيئًا» (3) .
591- وفي لفظ آخر لأبي داود عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا رَأَى الْمَطَرَ قَالَ: «اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ صَيِّبًا هَنِيئًا» (4) .
592- ولفظ أحمد.
عَنْ عَائِشَةَ ل، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا رَأَى نَاشِئًا مِنْ أُفُقٍ مِنْ آفَاقِ السَّمَاءِ، تَرَكَ عَمَلَهُ، وَإِنْ كَانَ فِي صَلَاتِهِ، ثُمَّ يَقُولُ: «اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا فِيهِ»، فَإِنْ كَشَفَهُ اللَّهُ، حَمِدَ اللَّهَ، وَإِنْ مَطَرَتْ، قَالَ: «اللهُمَّ صَيِّبًا نَافِعًا» (5) .
593- ولفظ آخر عند أحمد عَنْ عَائِشَةَ ل قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا رَأَى نَاشِئًا فِي السَّمَاءِ سَحَابًا، أَوْ رِيحًا اسْتَقْبَلَهُ مِنْ حَيْثُ كَانَ، وَإِنْ كَانَ فِي الصَّلَاةِ يَتَعَوَّذُ بِاللَّهِ ﻷ مِنْ شَرِّهِ، فَإِذَا أَمْطَرَتْ قَالَ: «اللهُمَّ صَيِّبًا نَافِعًا» (6) .

شرح مفردات الحديث:

1- قوله:«اللَّهم» بِمَعْنَى: يَا أَلله، ... الْمِيمَ فِي آخِرِ الْكَلِمَةِ بِمَنْزِلَةِ يَا فِي أَولها، وَالضَّمَّةُ الَّتِي هِيَ فِي الْهَاءِ هِيَ ضَمَّةُ الِاسْمِ الْمُنَادَى الْمُفْرَدِ» (7) .
2- قوله: «صيبًا»: الصيب هو المطر المنصب بغزارة والذي فيه نفع للعباد والبلاد، قال ابن الأثير : «الصيب : السحاب الذي يهراق ماؤه» (8) .
وقال القاضي عياش : «صيِّباً: - بياء مكسورة مشددة – أي: مطر، ... ويقال: صاب، وأصاب السحاب إذا أمطر، وأصل الإصابة الأخذ، يقال: أصاب من الطعام إذا أكل منه» (9) .
3- قوله: «نافعًا»: لأن الصيب قد يأتي بما يضر، كقوله ﻷ: ﴿ أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ﴾ سورة البقرة، الآية: 19 .
قال الحافظ ابن حجر : «ونافِعًا صِفَة لِلصَّيِّبِ وكَأَنَّهُ اُحتُرِزَ بِها عَن الصَّيِّب الضّارّ» (10) شرح بلوغ المرام للشيخ عطية محمد سالم، 5/ 109 (11) مرقاة المفاتيح، 2/ 249 (12) مرقاة المفاتيح، 2/ 249 (13) انظر: النهاية في غريب الحديث والأثر، 1/ 56، مادة (أفق) (14) النهاية في غريب الحديث والأثر، 5/ 277، مادة (هنأ).
/55 .

ما يستفاد من الحديث:

1- استحباب قول هذا الدعاء عند نزول المطر كما في هذا الحديث ويستحب قوله مرتين أو ثلاثة ولكن يقول: «اللَّهم سيْبًا نافعًا» (15) ، وهي بسكون الياء من سيّب إذا جرى الماء على وجه الأرض من كثرته (16) .
2- وفي لفظ: «اللَّهم اجعله صيبًا هنيًا» (17) .
3- يستحب الدعاء عامة وقت نزول المطر؛ لأنه مظنة الإجابة لقوله صلى الله عليه وسلم: «اطلبوا إجابة الدعاء عند التقاء الجيوش وإقامة الصلاة ونزول المطر» (18) .
4- قال ابن بطال : «فيه: الدعاء في الازدياد من الخير والبركة فيه والنفع به» (19) .
5- كان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم عند نزول المطر أن يحسر، أي: يكشف عن بعض بدنه، ويعرضه للمطر، يقول أنس بن مالك رضي الله عنه: أصابنا ونحن مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم مطر، فحسر عن ثوبه حتى أصابه المطر، فقلنا: يا رسول اللَّه لم صنعت هذا؟ قال: «لأنه حديث عهد بربه» (20) ، قال النووي: أي: بتكوين ربه إياه وأنه رحمة فيتبرك به (21) .

1 البخاري، برقم 1032
2 النسائي، برقم 1523
3 أبو داود، كتاب الأدب، باب ما يقول إذا هاجت الريح، برقم 5102
4 سنن ابن ماجه، برقم 3890، وصححه الشيخ الأرناؤوط في تحقيق سنن ابن ماجه، 5/ 52، وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود، برقم 5099
5 مسند أحمد، برقم 25570، وصححه محققو المسند
6 مسند أحمد، برقم 25864، والأدب المفرد، برقم 686، وصححه الألباني في صحيح الأدب المفرد، ص 252
7 لسان العرب، 13/ 470، مادة (أله)
8 جامع الأصول، لابن الأثير، 4/ 12
9 مشارق الأنوار على صحاح الآثار، للقاضي عياض، 2/ 51
10 فتح الباري، 2/ 518، وقال الشيخ عطية سالم : «و «نافعًا»: تتميم في غاية من الحسن؛ لأن لفظة صيبًا مظنة للضرر والفساد، الصيب: المطر الذي يصوّب، أي: ينزل ويقع: وفيه مبالغات من جهة التركيب والبناء، والتنكير دل على أنه نوع من المطر شديد هائل، فتممه بقوله: «نافعًا» صيانة عن الإضرار والفساد... دعا اللَّه أن يجعله صيباً نافعاً، وذلك مخافة أن يكون صيباً ضاراً؛ لأنه إذا زاد المطر عن مقدار تَحمُّل الخلق، أو الأرض، كان ضرره أكثر من نفعه، ونحن نشاهد، ونسمع بالكوارث والحالات التي يأتيها المطر غزيراً فيهلك الزرع، ويهدم البنيان، ويكسر الطرق والجسور، فالنبي صلى الله عليه وسلم رحمة منه بالأمة حينما يرى المطر يقول: «اللهم صيباً نافعاً»
11 . 4- قوله: «ناشئاً»: قال القاري : «أي: سحاباً خارجاً من السماء، قال التوربشتي: سُمّي السحاب ناشئاً؛ لأنه ينشأ من الأفق، يقال: نشأ، أي: خرج، أو ينشأ في الهواء، أي: يظهر؛ ولأنه ينشأ من الأبخرة المتصاعدة من البحار، والأراضي النزهة، ونحو ذلك تعني أي: تريد عائشة بقولها: ناشئاً: السحاب جملة معترضة لتفسير اللغة من الراوي بين الشرط وجزائه، وهو قولها: ترك – أي: النبي صلى الله عليه وسلم - عمله المشتغل به من الأمور المباحة، واستقبله أي: السحاب»
12 . 5- قوله: «كشفه اللَّه»: قال القاري : «كشفه اللَّه: أي: أذهب اللَّه ذلك السحاب، ولم يمطر، حمد اللَّه أي: على النجاة من شره»
13 . 6- قوله: «أفق من آفاق الأرض»: قال ابن الأثير : آفَاق الْأَرْضِ: جهاتها ونَوَاحِيهَا، وَاحِدُهَا أُفُق
14 . 7- قوله: «هنيئاً»: قال ابن الأثير : «هَنَأَنِي الطَّعامُ يَهْنُؤُنِي، ويَهْنِئُنِي، ويَهْنَأُنِي، وهَنَأْتُ الطَّعام: أَيْ: تَهَنَّأْتُ بِهِ، وكُلُّ أمْرٍ يأتيِك مِنْ غَير تَعَبٍ فَهُوَ هَنِيءٌ، وَكَذَلِكَ الْمَهْنَأُ والْمُهَنَّأُ... إِذَا دَعَا إِنْسَانًا وَأَكَلَ طعامَه «قَالَ: لَكَ الْمَهْنَأُ، وَعَلَيْهِ الوِزْرُ» أَيْ: يَكُونُ أكْلُكَ لَهُ هَنِيئاً، لَا تُؤاخَذُ بِهِ، وَوِزْرُه عَلَى مَنْ كَسَبَهُ»
15 أخرجه النسائي في الكبرى، برقم 1828، وابن حبان، 2/ 275، برقم 994، والبخاري في الأدب المفرد، برقم 686، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة، 6/ 256، في تعليقه الحديث رقم 2757
16 شرح سنن ابن ماجه للسندي، 4/ 294
17 صححه الألباني في صحيح سنن أبي داود، 5099
18 أخرجه الشافعي في الأم، 1/253، والبيهقي في معرفة السنن والآثار، 5/186، وحسنه الألباني بشواهده في السلسلة الصحيحة، برقم 1469
19 شرح صحيح البخاري، لابن بطال، 3/ 22
20 مسلم، كتاب صلاة العيدين، باب الدعاء في الاستسقاء، برقم 898
21 شرح صحيح مسلم للنووي، 6/435


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Saturday, August 9, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب