Alhamdu lillahil-lathee AAafanee fee jasadee waradda AAalayya roohee wa-athina lee bithikrih. ‘All praise is for Allah who restored to me my health and returned my soul and has allowed me to remember Him.
(1) الترمذي، 5/ 473، برقم 3401، وانظر: صحيح الترمذي، 3/144.
شرح معنى الحمد لله الذي عافاني في جسدي ورد علي روحي وأذن لي بذكره
1- قوله: «الحمد للَّه»: قال النووي : «التَّحْمِيد: الثَّنَاء بِجَمِيلِ الْفِعَال، وَالتَّمْجِيد الثَّنَاء بِصِفَاتِ الْجَلَال، وَيُقَال: أَثْنَى عَلَيْهِ فِي ذَلِكَ كُلّه» (3) . 2- قوله: «الذي عافاني في جسدي» أي: كتب لي العافية من الأوجاع والأسقام، وحفظني في فراشي من لسع حية أو لدغ عقرب أو غيره من المهلكات. 3- قوله: «ورد علي روحي»: قال المناوي: «رد عليّ روحي: إحساسي وشعوري، والنوم أخو الموت، قال اللَّه تعالى: ﴿اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا﴾سورة الزمر، الآية: 42 الآية، ومن ثم قيل النوم موت خفيف والموت نوم ثقيل» (4) . 4- قوله: «أذن لي بذكره» أي: قدره، ويسره لي فضلًا منه ونعمة، والإذن هو الرخصة والإباحة بالشيء «أَذِنَ بالشيء إذْناً، وأَذَناً، وأَذانةً، عَلِم ... وآذَنَه الأَمرَ، وآذَنه به أَعْلَمَه...وأَذِنَ له في الشيءِ إِذْناً، أَباحَهُ له، واسْتَأْذَنَه طَلَب منه الإذْنَ، وأَذِنَ له عليه أَخَذَ له منه الإذْنَ» (5) ، وقال العلامة الشوكاني: «رَخَّصَ لَنَا عَنْ أَذِنَ لَا أَنَّهُ أَرَادَ الرُّخْصَةَ الِاصْطِلَاحِيَّةَ الْحَادِثَةَ بَعْدَ زَمَنِ الصَّحَابَةِ , فَلَا فَرْقَ بَيْنَ الْعِبَارَتَيْنِ (أَذِنَ) وَ (رَخَّصَ) فِي لِسَانِ الصَّحَابَةِ» (6) . 5- قوله: «فلينفضه»: النَّفْضُ: مَصْدَرُ نفَضْتُ الثوبَ والشجَرَ وَغَيْرَهُ، أَنْفُضُه نَفْضاً إِذا حرَّكْتَه ليَنْتَفِضَ، ونَفَّضْتُه شُدِّد لِلْمُبَالَغَةِ، والنَّفَضُ – بِالتَّحْرِيكِ-: مَا تَساقَط مِنَ الْوَرَقِ والثَّمَر، وَهُوَ فَعَلٌ بِمَعْنَى مفْعُول، كالقَبَضِ بِمَعْنَى المَقْبُوضِ، والنَّفَضُ: مَا وقَع مِنَ الشَّيْءِ إِذا نَفَضْتَه. والنَّفْضُ: أَن تأْخذ بِيَدِكَ شَيْئًا فتَنْفُضَه: تُزَعْزِعُه، وتُتَرْتِرُه، وتَنْفُضُ التُّرَابَ عَنْهُ (7) . 6- قوله: «بصنفة إزاره»: صنِفة الإزارِ - بكسر النون -: طَرَفه مَّما يَلِي طُرَّته (8) ، وقال ابن منظور: «وصَنِفَةُ الإِزارِ - بِكَسْرِ النُّونِ -: طُرَّتُه الَّتِي عَلَيْهَا الهُدْبُ، وَقِيلَ: هِيَ حَاشِيَتُهُ، أَيَّةً كَانَتْ، الْجَوْهَرِيُّ: صِنْفَةُ الإِزارِ – بِالْكَسْرِ-: طُرَّتُه، وَهِيَ جَانِبُهُ الَّذِي لَا هُدْبَ لَهُ، وَيُقَالُ: هِيَ حَاشِيَةُ الثَّوْبِ، أَيَّ جَانِبٍ كَانَ. وَفِي الْحَدِيثِ: «فليَنْفُضْه بِصَنِفَةِ إِزَارِهِ فَإِنَّهُ لَا يَدْرِي مَا خَلَفَه عَلَيْهِ»، وصَنِفَةُ الثَّوْبِ: زَاوِيَتُهُ، وَالْجَمْعُ صَنِفٌ، وَلِلثَّوْبِ أَربع صَنِفاتٍ، وسُمِّي الإِزارُ إِزَارًا لِحِفْظِهِ صاحِبَه وصِيانتِه جَسَده، أُخذَ مِنْ آزَرْتُه أَي عاوَنْتُه، وَيُقَالُ إِزَارٌ وإزارةٌ. اللَّيْثُ: الصَّنِفَةُ والصِّنْفَةُ قِطعةٌ مِنَ الثَّوْبِ» (9) . 7- قوله: «فإنه لا يدري ما خلفه عليه بعد»: قال الطيبي : «ما خلفه: ما: مبتدأ، ويدري معلق عنه لتضمنه معنى الاستفهام، خلفه: أي: أقام مقامه بعده على الفراش، يعني لا يدري ما وقع في فراشه بعد ما خرج هو منه، من: تراب، أو قذاة، أو هوام» (10) . 8- قوله: «اضطجع»: الاضْطِجاع: وهو النَّوم، كالجِلْسة من الجُلُوس، وبفتحها المرَّةُ الواحدةُ (11) ، وقال ابن منظور : «واضْطَجَع: نَامَ، وَقِيلَ: اسْتَلْقَى، وَوَضَعَ جَنْبَهُ بالأَرض... والمَضاجِعُ: جَمْعُ المَضْجَعِ؛ قَالَ اللَّهُ عز وجل: ﴿تَجافى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضاجِعِ﴾سورة السجدة، الآية: 16 ؛ أَي: تَتَجافى عَنْ مضاجِعِها الَّتِي اضْطَجَعَتْ فِيهَا» (12) . 9- قوله: «باسمك ربي وضعت جنبي»: «بإقدارك إياي على وضع جنبي وضعته، وبإقدارك إياي على رفعه أرفعه... ثم قال: «وبك أرفعه»، فذكر الاسم مرة، ولم يذكره أخرى، فدلّ أن معنى قوله: باسمك معنى قوله: بك» (13) . 10- قوله: «وضعت جنبي وبك أرفعه» قالَ ابن بَطّال: أَضافَ الوضع إِلَى الاسم، والرَّفع إِلَى الذّات، فَدَلَّ عَلَى أَنَّ المُراد بِالاسمِ الذّات، وبِالذّاتِ يُستَعان فِي الرَّفع والوضع، لا بِاللَّفظِ (14) . 11- قوله: «أمسكت نفسي فارحمها»: أي: لَا أَسْتَغْنِي عَنْكَ بِحَالٍ؛ فَإِنْ أَمْسَكْتَ نَفْسِي، أَيْ قَبَضْتَ رُوحِي فِي النَّوْمِ (فَارْحَمْهَا) أَيْ بِالْمَغْفِرَةِ وَالتَّجَاوُزِ عَنْهَا (15) . 12- قوله: «وإن أرسلتها فاحفظها»: وَإِنْ أَرْسَلْتَهَا بِأَنْ رَدَدْتَ الْحَيَاةَ إِلَيَّ وَأَيْقَظْتَنِي مِنَ النَّوْمِ فَاحْفَظْهَا أَيْ مِنَ الْمَعْصِيَةِ وَالْمُخَالَفَةِ بِمَا تَحْفَظُ بِهِ أَيْ: مِنَ التَّوْفِيقِ وَالْعِصْمَةِ وَالْأَمَانَةِ (15) . 13- قوله: «بما تحفظ به عبادك الصالحين»: قال الطيبي : «الباء [في كلمة به] مثلها في: كتبت بالقلم، و(ما) موصولة مبهمة، وبيانها ما دل عليه صلتها؛ لأن الله تعالى إنما يحفظ عباده الصالحين من المعاصي، ومن أن لا يهنوا في طاعته، وعبادته، بتوفيقه ولطفه» (16) ، وقال المناوي : «أي: القائمين بحقوقك، وذكر المغفرة للميت، والحفظ عند الإرسال لمناسبته له... لأنه تعالى إنما يحفظ عباده الصالحين من المعاصي، وأن لا يهنوا في طاعته بتوفيقه، وفيه ندب هذه الأذكار عند الأوي إلى الفراش ليكون نومه على ذكر، وتختم يقظته بعبادة» (17) ، وقال الصنعاني : «المراد: إن رددتها فاحفظها عند الرد وبعده من كل آفة من آفات الأبدان، والحديث مشتق من الآية: ﴿اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا﴾سورة الزمر، الآية: 42 . الآية» (18) .
ما يستفاد من الحديث:
1- من علامات التوفيق أن يبدأ المسلم يومه بحمد ربه والإقرار له بالعبودية. 2- الحمد لله أفضل من «حمدًا لله» لأن الإتيان باللام دليل على استحقاق اللَّه للحمد المطلق الكامل (19) . 3- من تمام يقظة العبد وعلو همته أن يستثمر نعمة المعافاة في الجسد فيما ينفعه يوم القيامة. 4- «وأذن لي بذكره» هو الإذن القدري؛ لأن الإذن الوارد في نصوص الكتاب وصحيح السنة على قسمين: أ – الإذن القدري وهو الكوني ويراد به مشيئة اللَّه السابقة وإرادته النافذة التي لا يخرج عنها أحد البتة. دليل ذلك قوله عز وجل : ﴿فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ﴾سورة البروج، الآية: 16 . ب – الإذن الشرعي وهو الديني والذي يتعلق بما يحبه اللَّه ويرضاه. دليل ذلك قوله: ﴿يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾سورة النساء، الآية: 26 .
تم تأسيس موقع سورة قرآن كبادرة متواضعة بهدف خدمة الكتاب العزيز و السنة المطهرة و الاهتمام بطلاب العلم و تيسير العلوم الشرعية على منهاج الكتاب و السنة , وإننا سعيدون بدعمكم لنا و نقدّر حرصكم على استمرارنا و نسأل الله تعالى أن يتقبل منا و يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم .