Allahumma hawalayna wala AAalayna, allahumma AAalal-akami waththirab, wabutoonil-awdiyah, wamanabitish-shajar. ‘O Allah, let the rain fall around us and not upon us, O Allah, (let it fall) on the pastures, hills, valleys and the roots of trees.
شرح معنى اللهم حوالينا ولا علينا اللهم على الآكام والظراب وبطون الأودية ومنابت الشجر
لفظ الحديث الذي ورد فيه:
598- عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه أَنَّ رَجُلًا دَخَلَ الْمَسْجِدَ يَوْمَ جُمُعَةٍ مِنْ بَابٍ كَانَ نَحْوَ دَارِ الْقَضَاءِ، وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَائِمٌ يَخْطُبُ، فَاسْتَقْبَلَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَائِمًا، ثُمَّ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلَكَتْ الْأَمْوَالُ، وَانْقَطَعْتِ السُّبُلُ، فَادْعُ اللَّهَ يُغِيثُنَا، فَرَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَدَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: «اللَّهُمَّ أَغِثْنَا، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا»، قَالَ أَنَسٌ: وَلَا وَاللَّهِ مَا نَرَى فِي السَّمَاءِ مِنْ سَحَابٍ، وَلَا قَزَعَةً، وَمَا بَيْنَنَا وَبَيْنَ سَلْعٍ مِنْ بَيْتٍ وَلَا دَارٍ، قَالَ: فَطَلَعَتْ مِنْ وَرَائِهِ سَحَابَةٌ مِثْلُ التُّرْسِ، فَلَمَّا تَوَسَّطَتْ السَّمَاءَ انْتَشَرَتْ، ثُمَّ أَمْطَرَتْ، فَلَا وَاللَّهِ مَا رَأَيْنَا الشَّمْسَ سِتًّا، ثُمَّ دَخَلَ رَجُلٌ مِنْ ذَلِكَ الْبَابِ فِي الْجُمُعَةِ، وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَائِمٌ يَخْطُبُ، فَاسْتَقْبَلَهُ قَائِمًا، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَلَكَتْ الْأَمْوَالُ، وَانْقَطَعَتْ السُّبُلُ، فَادْعُ اللَّهَ يُمْسِكْهَا عَنَّا، قَالَ: فَرَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَدَيْهِ ثُمَّ قَالَ: «اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا، وَلَا عَلَيْنَا، اللَّهُمَّ عَلَى الْآكَامِ، وَالظِّرَابِ، وَبُطُونِ الْأَوْدِيَةِ، وَمَنَابِتِ الشَّجَر»، قَالَ: فَأَقْلَعَتْ، وَخَرَجْنَا نَمْشِي فِي الشَّمْسِ، قَالَ شَرِيكٌ: سَأَلْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ: أَهُوَ الرَّجُلُ الْأَوَّلُ؟ فَقَالَ: مَا أَدْرِي» (1) .
شرح مفردات الحديث:
1- قوله: «هلكت الأموال»: هلكت الأموال وانقطعت السبل أي: بسبب غير السبب الأول، والمراد أن كثرة الماء قد انقطع المرعى بسببها، فهلكت المواشي من عدم الرعي، أو لعدم ما يكنها من المطر. قال القرطبي: «قوله: «هلكت الأموال»؛ أي: المواشي، وأصل المال: كل ما يُتَمَوَّل» (2) ، وقال القرطبي: «وقوله: و«انقطعت السبل»؛ أي : الطرق ؛ لهلاك الإبل ، ولعدم ما يؤكل في الطرق» (2) . 2- قوله: «اللَّهم حوالينا»: المراد به صرف المطر عن الأبنية والدور. 3- قوله: «ولا علينا»: فيه بيان للمراد بقوله: «حوالينا» لأنها تشمل الطرق التي حولهم فأراد إخراجها بقوله: «ولا علينا». 4- قوله: «على الآكام»: أي: الأرض المرتفعة وقيل غير ذلك، قوله: «الآكام»: قال الإمام النووي : «... وَهِيَ دُون الْجَبَل وَأَعْلَى مِنَ الرَّابِيَة، وَقِيلَ : دُون الرَّابِيَة» (3) . 5- قوله: «والظراب»: أي: الجبل المنبسط ليس بالعالي، قال القاضي عياض : «الروابي الصغار، واحدها ظَرِبٌ» (4) . 6- قوله: «وبطون الأودية»: المراد بها ما يتحصل فيه الماء لينتفع به (5) ، قال الإمام النووي : «وَكَشْفه عَن الْبُيُوت وَالْمَرَافِق، وَالطُّرُق بِحَيْثُ لَا يَتَضَرَّر بِهِ سَاكِن، وَلَا ابْن سَبِيل، وَسَأَلَ بَقَاءَهُ فِي مَوَاضِع الْحَاجَة بِحَيْثُ يَبْقَى نَفْعه، وَخِصْبه، وَهِيَ بُطُون الْأَوْدِيَة، وَغَيْرهَا مِنْ الْمَذْكُور» (3) . 7- قوله: «وَمَنَابِتُ الشَّجَرِ»: أي: مكان إنباته لينتفع به وتحصل الفائدةقال ابن عبد البر : «مَوَاضِعُ الْمَرْعَى حَيْثُ تَرْعَى الْبَهَائِمُ» (6) . 8- قوله: «أن يغيثنا»: قال ابن الأثير : «يُقَالُ: غِيثَتِ الْأَرْضُ، فَهِيَ مَغِيثَة، وغَاثَ الغَيْثُ الأرضَ إِذَا أَصَابَهَا» (7) . 9- قوله: «ولا قزعة»: قال القاضي عياض : «معناه: قطعة سحاب، وجمعه قَزعٌ، قال أبو عبيد: وأكثر ما يكون في الخريف» (8) . 10- قوله: «مثل الترس» قال القاضي عياض : قال ثابت: لم يرد - واللَّه أعلم - في قدره، لكن في مرحاها واستدارتها» (9) .
ما يستفاد من الحديث:
1- بيان أدبه صلى الله عليه وسلم في الدعاء فإنه لم يسأل رفع المطر من أصله بل سأل رفع ضرره وكشفه عن البيوت والمرافق والطرق بحيث لا يتضرر به ساكن ولا ابن سبيل وسأل بقاءه في مواضع الحاجة (10) . 2- جواز طلب الدعاء من الرجل الصالح الحي القادر، الحاضر؛ فإن هذا من التوسل الجائز كما في قصة العباس وعمر رضي الله عنه (11) ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أقر الرجل على طلبه في الاستسقاء والاستصحاء وأجابه على ما طلبه منه. 3- التوسل خمسة أقسام (12) : القسم الأول: التوسل إلى اللَّه بأسمائه الحسنى وصفاته العلى وهو مشروع لقول اللَّه عز وجل: ﴿وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا﴾سورة الأعراف، الآية: 180 ولقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إن للَّه تسعة وتسعين اسمًا، من أحصاها دخل الجنة» (13) ، وهذا توسل مشروع. القسم الثاني: التوسل إلى اللَّه بعمل صالح للداعي وهو مشروع لقصة أصحاب الغار (14) . القسم الثالث: التوسل بدعاء الرجل الصالح الحي الحاضر، القادر مثل حديثنا هذا وتوسل عمر بالعباس ب، فهذا توسل مشروع أيضاً. القسم الرابع: التوسل بالجاه أو بالحق كأن يقول القائل أتوسل إليك بجاه النبي صلى الله عليه وسلم أو بحق النبي صلى الله عليه وسلم أو بحق فلان، فهذا توسل بدعي، وهو من وسائل الشرك والوسائل لها أحكام ومقاصد ولكنه لا يخرج صاحبه من الإسلام أما ما يُنسب زورًا إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أنه قال: «توسلوا بجاهي فإن جاهي عند اللَّه عظيم» فقد قال شيخ الإسلام: كذب ليس في شيء من كتب المسلمين التي يعتمد عليها أهل الحديث (15) . القسم الخامس: التوسل بالذات وهذا ما يفعله المشركون مع أصنامهم فكانوا يتوسلون بها إلى اللَّه تعالى ويقولون: ﴿مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى﴾(16) ، وهذا شرك المشركين.
تم تأسيس موقع سورة قرآن كبادرة متواضعة بهدف خدمة الكتاب العزيز و السنة المطهرة و الاهتمام بطلاب العلم و تيسير العلوم الشرعية على منهاج الكتاب و السنة , وإننا سعيدون بدعمكم لنا و نقدّر حرصكم على استمرارنا و نسأل الله تعالى أن يتقبل منا و يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم .