‘ the most beloved words to Allah are four: Subhanal-lah, walhamdu lillah, wala ilaha illal-lah, wallahu akbar. ‘ How perfect Allah is, all praise is for Allah. None has the right to be worshipped except Allah and Allah is the greatest.’ ….it does not matter which of them you start with.
(1) وقال صلى الله عيه وسلم: \"أحبُّ الكلام إلى الله أربع: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، لا يضرك بأيهنَّ بدأت\"، مسلم، 3/ 1685، برقم 2137.
شرح معنى فضل قول سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر
لفظ الحديث الذي ورد فيه:
1047- لفظ مسلم عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدَبٍ رضي الله عنه (1)، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم: «أَحَبُّ الْكَلَامِ إِلَى اللَّهِ أَرْبَعٌ: سُبْحَانَ اللَّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ. لَا يَضُرُّكَ بِأَيِّهِنَّ بَدَأْتَ، وَلَا تُسَمِّيَنَّ غُلَامَكَ يَسَارًا، وَلَا رَبَاحًا، وَلَا نَجِيحًا، وَلَا أَفْلَحَ، فَإِنَّكَ تَقُولُ: أَثَمَّ هُوَ؟ فَلَا يَكُونُ فَيَقُولُ: لَا» إِنَّمَا هُنَّ أَرْبَعٌ فَلَا تَزِيدُنَّ عَلَيَّ» (2). 1048- ولمسلم في حديث آخر عَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «أَلَا أُخْبِرُكَ بِأَحَبِّ الْكَلَامِ إِلَى اللَّهِ؟» قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَخْبِرْنِي بِأَحَبِّ الْكَلَامِ إِلَى اللَّهِ، فَقَالَ: «إِنَّ أَحَبَّ الْكَلَامِ إِلَى اللَّهِ: سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ» (3). 1049- ولفظ البخاري في الأَدب المفرد عَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «أَحَبُّ الْكَلَامِ إِلَى اللَّهِ: سُبْحَانَ اللَّهِ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ» (4). 1050- ولفظ الترمذي عَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَادَهُ، أَوْ أَنَّ أَبَا ذَرٍّ عَادَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ الكَلاَمِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ عز وجل؟ قَالَ: «مَا اصْطَفَى اللَّهُ لِمَلاَئِكَتِهِ: سُبْحَانَ رَبِّي وَبِحَمْدِهِ ، سُبْحَانَ رَبِّي وَبِحَمْدِهِ» (5). 1051- وعَنْ عَبْدِ اللهِ بن مسعود رضي الله عنه، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ أَحَبَّ الْكَلاَمِ إِلَى اللَّهِ أَنْ يَقُولَ الْعَبْدُ: سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ، وَبِحَمْدِكَ، وَتَبَارَكَ اسْمُكَ، وَتَعَالَى جَدُّكَ، وَلاَ إِلَهَ غَيْرَكَ، وَإِنَّ أَبْغَضَ الْكَلاَمِ إِلَى اللَّهِ أَنْ يَقُولَ الرَّجُلُ لِلرَّجُلِ: اتَّقِ اللَّهَ، فَيَقُولُ: عَلَيْكَ نَفْسَكَ» (6). 1052- ولفظ النسائي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «خُذُوا جُنَّتَكُمْ» قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَمِنْ عَدُوٍّ قَدْ حَضَرَ؟ قَالَ: «لاَ، وَلَكِنْ جُنَّتُكُمْ مِنَ النَّارِ قَوْلُ: سُبْحَانَ اللَّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، فَإِنَّهُنَّ يَأْتِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: مُجَنِّبَاتٍ، وَمُعَقِّبَاتٍ، وَهُنَّ الْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ» (7). 1053- وعنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَرَّ بِشَجَرَةٍ يَابِسَةِ الوَرَقِ، فَضَرَبَهَا بِعَصَاهُ، فَتَنَاثَرَ الوَرَقُ، فَقَالَ: «إِنَّ الحَمْدُ لِلَّهِ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ لَتُسَاقِطُ مِنْ ذُنُوبِ العَبْدِ كَمَا تَسَاقَطَ وَرَقُ هَذِهِ الشَّجَرَةِ» (8). 1054- وعنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه، وَأَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى مِنَ الْكَلَامِ أَرْبَعًا: سُبْحَانَ اللَّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، فَمَنْ قَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ، كَتَبَ اللَّهُ لَهُ عِشْرِينَ حَسَنَةً، أَوْ حَطَّ عَنْهُ عِشْرِينَ سَيِّئَةً، وَمَنْ قَالَ: اللَّهُ أَكْبَرُ، فَمِثْلُ ذَلِكَ، وَمَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، فَمِثْلُ ذَلِكَ، وَمَنْ قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، مِنْ قِبَلِ نَفْسِهِ، كُتِبَتْ لَهُ ثَلَاثُونَ حَسَنَةً، أَوْ حُطَّ عَنْهُ ثَلَاثُونَ سَيِّئَةً» (9). 1055- وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ رضي الله عنه، أَنَّ نَفَرًا مِنْ بَنِي عُذْرَةَ ثَلَاثَةً، أَتَوْا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَأَسْلَمُوا، قَالَ: فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ يَكْفِينِيهِمْ؟» قَالَ طَلْحَةُ: أَنَا. قَالَ: فَكَانُوا عِنْدَ طَلْحَةَ، فَبَعَثَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بَعْثًا، فَخَرَجَ فيه أَحَدُهُمْ فَاسْتُشْهِدَ، قَالَ: ثُمَّ بَعَثَ بَعْثًا فَخَرَجَ فِيهِ آخَرُ فَاسْتُشْهِدَ، قَالَ: ثُمَّ مَاتَ الثَّالِثُ عَلَى فِرَاشِهِ، قَالَ طَلْحَةُ: فَرَأَيْتُ هَؤُلاءِ الثَّلاثَةَ الَّذِينَ كَانُوا عِنْدِي فِي الْجَنَّةِ، فَرَأَيْتُ الْمَيِّتَ عَلَى فِرَاشِهِ أَمَامَهُمْ، وَرَأَيْتُ الَّذِي اسْتُشْهِدَ أَخِيرًا يَلِيهِ، وَرَأَيْتُ الَّذِي اسْتُشْهِدَ أَوَّلَهُمِ آخِرَهُمْ، قَالَ: فَدَخَلَنِي مِنْ ذَلِكَ، قَالَ: فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «وَمَا أَنْكَرْتَ مِنْ ذَلِكَ لَيْسَ أَحَدٌ أَفْضَلَ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ مُؤْمِنٍ يُعَمَّرُ فِي الْإِسْلامِ لِتَسْبِيحِهِ وَتَكْبِيرِهِ وَتَهْلِيلِهِ» (10). 1056- وعَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لَقِيتُ إِبْرَاهِيمَ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، أَقْرِئْ أُمَّتَكَ مِنِّي السَّلَامَ، وَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ الجَنَّةَ طَيِّبَةُ التُّرْبَةِ، عَذْبَةُ المَاءِ، وَأَنَّهَا قِيعَانٌ، وَأَنَّ غِرَاسَهَا سُبْحَانَ اللَّهِ، وَالحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ» (11).
شرح مفردات الحديث:
1- قوله: «أحب الكلام إلى اللَّه»: أي: من كلام الآدميين، وإلا فالقرآن أفضل من التسبيح، والتهليل المطلق، قال الإمام النووي : « هَذَا مَحْمُولٌ عَلَى كَلَامِ الْآدَمِيِّ، وَإِلَّا فَالْقُرْآنُ أَفْضَلُ، وَكَذَا قِرَاءَةُ الْقُرْآنِ أَفْضَلُ مِنَ التَّسْبِيحِ، وَالتَّهْلِيلِ الْمُطْلَقِ، فَأَمَّا الْمَأْثُورُ فِي وَقْتٍ، أَوْ حَالٍ، وَنَحْوِ ذَلِكَ، فَالِاشْتِغَالُ بِهِ أَفْضَلُ، وَاَللَّهُ أَعْلَمُ» (12). 2- قوله: «سبحان اللَّه »: قال ابن الملقن : «التسبيح في اللغة: تنزيه اللَّه تعالى من النقائص: كالولد، والشريك، والصاحبة، فسبحان اللَّه: براءته من ذلك» (13)، قال النووي : «فَسُبْحَان اللَّه مَعْنَاهُ بَرَاءَة وَتَنْزِيهًا لَهُ مِنْ كُلّ نَقْص» (14). 3- قوله: «والحمد للَّه»: قال الإمام ابن القيم : «الحمد، هو: الإخبار بمحاسن المحمود على وجه المحبة له» (15)، وقال الطيبي : «الحمد: الثناء على قدرته؛ ... فيشكر على ما أولى العباد بسبب الانتقال من النعم الدينية، والدنيوية ما لا يحصى» (16). 4- قوله: «ولا إله إلا اللَّه»: قال الباجي : «وَقَوْلُهُ صلى الله عليه وسلم: «لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ» إظْهَارٌ لِلتَّوْحِيدِ، وَإِعْلَامٌ بِهِ، وَاسْتِدَامَةٌ لِلْإِيمَانِ بِهِ» (17)، وقال الحافظ ابن حجر : «... وفِي تَعقِيب التَّكبِير بِالتَّهلِيلِ إِشارَة إِلَى أَنَّهُ المُتَفَرِّد بِإِيجادِ جَمِيع المَوجُودات، وأَنَّهُ المَعبُود فِي جَمِيع الأَماكِن» (18)، أي: المعبود بحق، وما سواه من المعبودات من أبطل الباطل، وهو على عرشه مستوٍ، استواء يليق بجلاله، ليس كمثله شيء، وهو السميع البصير. 5- قوله: «واللَّه أكبر»: قال شيخ الإسلام ابن تيمية : «اللَّهُ أَكْبَرُ: إثْبَاتُ عَظَمَتِهِ؛ فَإِنَّ الْكِبْرِيَاءَ تَتَضَمَّنُ الْعَظَمَةَ، وَلَكِنَّ الْكِبْرِيَاءَ أَكْمَلُ» (19). 6- قوله: «لا يضرك بأيهن بدأت»: أي: بأي الكلمات بدأت أولًا (20)، قال ابن علان : «يحتمل أن يكتفي في ذلك بالمعنى، فيكون من اقتصر على بعضها كفي، لأن حاصلها التعظيم والتنزيه، ومن عظمه فقد نزهه، وبالعكس... وفي قوله: «إن أحب الكلام إلى اللَّه سبحان اللَّه»، بناء على أن لفظ أفضل وأحب متساويان، لكن يظهر مع ذلك تفضيل لا إله إلا اللَّه، لأنها ذكرت بالتنصيص عليها بالأفضلية الصريحة، وذكرت مع أخواتها بالأحبية، فحصل لها الفضل تنصيصاً، وانضماماً» (21). 7- قوله: «ولا تسمَّيَنَّ غلامك يسارًا ، ولا رباحًا ، ولا نجيحًا ، ولا أفلح» قال القرطبي : «هذا نهي صحيح عن تسمية العبد بهذه الأسماء، لكنه على جهة التنزيه» (22)، وقال الطيبي : «قال أصحابنا: يكره التسمي بالأسماء المذكورة في الحديث، وما في معناها، وهي كراهة تنزيه، لا تحريم، والعلة فيها ما نبه صلى الله عليه وسلم بقوله: «أثم هو؟» فيقول: «لا» فكره لشناعة الجواب» (23). 8- قوله: «أثم هو؟»: قال الطيبي : «معنى هذا أن الناس يقصدون بهذه الأسماء التفاؤل؛ لحسن ألفاظها، ومعانيها، وربما ينقلب عليهم ما قصدوه إلى الضد، وسألوا، فقالوا: أثم يساراً أو نجيح؟ فقيل: «لا»، فيتطيروا بنفيه، وأضمروا اليأس من اليسر وغيره، فنهاهم عن السبب الذي يجلب سوء الظن، والإياس من الخير، ... فإذا ابتلي رجل في نفسه، أو أهله ببعض هذه الأسماء فليحوله إلى غيره، فإن لم يفعل، وقيل: أثم، أو بركة؟ فإن من الأدب أن يقال: كل ما هنا يسر وبركة والحمدللَّه، ويوشك أن يأتي الذي تريده. ولا يقال: «ليس هنا»، ولا «خرج»،واللَّه أعلم» (23). 9- قوله: «إنما هن أربع، فلا تزيدن علي»: قال القرطبي : « قوله: فلا تزيدن عليَّ، إنما هو من قول سمرة بن جندب، وإنما قال ذلك ليحقق: أن الذي سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم إنما هي الأربع، لا زيادة عليها؛ تحقيقاً لما سمع، ونفيًا لأن يقول ما لم يقل، ولئن سُلِّم أن ذلك من قول النبي صلى الله عليه وسلم؛ فليس معناه المنع من القياس، بل: عن أن يقول اسمًا لم يقله، فإنَّ الفرع ملحق بأصله في الحكم، لا في القول» (24). 10- قوله: «ألا أخبرك»: ألا: للتّنْبِيه، فتدل على تحقق مَا بعْدهَا، وَتدْخل على الجملتين ... وإِذا دخلت على النَّفْي أفادت التَّحْقِيق» (25)، «وأخبرك»: قال الفيومي : «اسم ما يُنقَل، ويُتحدَّث به (خَبَرٌ)، والجمع أَخْبَارٌ، وأَخْبَرَنِي فلان بالشيء، فَخَبَرْتُهُ» (26). 11- قوله: «لا شريك له»: قال المناوي: «لا شريك له عقلاً ونقلاً، وأما الأول: فلأن وجود إلهين محال، كما تقرر في الأصول، وأما الثاني: فلقوله تعالى: (أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ)(27)» (28). 12- قَوْلُهُ: «لَهُ الْمُلْكُ»: تَخْصِيصٌ لَهُ بِالْمُلْكِ، وَالْحَمْدِ، ...؛ لِأَنَّهُ لَا مُلْكَ لِأَحَدٍ عَلَى الْحَقِيقَةِ إِلَّا لَهُ» (29). 13- قوله: «وهو على كل شيء قدير»: قال ابن جرير: «وهو على كل شيء ذو قدرة، لا يتعذّر عليه شيء أراده، من إحياء وإماتة، وإعزاز وإذلال، وغير ذلك من الأمور» (30). 14- قوله: «لا حول ولا قوة إلا باللَّه»: قال ابن رجب : «لا تحول للعبد من حال إلى حال، ولاقوة له على ذلك إلا باللَّه، ... فالعبد محتاج إلى الاستعانة باللَّه في فعل المأمورات، وترك المحظورات، والصبر على المقدورات كلها ... فمن حقق الاستعانة عليه في ذلك كله أعانه» (31). 15- قوله: «عاده»: أي: زار المريض، «وكلُّ مَن أتاك مرًّة بعد أُخْرى، فهو عائِد، وإن اشْتَهر ذلك في عيِاَدة المريض، حتى صار كأنَّه مُخْتَصٌّ به، وقد تكررت الأحاديث في عِيادة المريض» (32). 16- قوله: «بأبي أنت وأمي»: قال القاري : «أي: أفديك بهما، وأجعلهما فداءك، فضلاً عن غيرهما» (33) 17- قوله: «مَا اصْطَفَى اللَّهُ لِمَلاَئِكَتِهِ»: قال ابن الجوزي : «الْمَعْنى: اخْتَار، وصفوة الشَّيْء: خالصه... قَالَ الزّجاج: اصْطفى فِي اللُّغَة بِمَعْنى اخْتَار» (34). 18- قوله: «تبارك اسمك»: أي: كثرت بركته في السموات والأرض؛ فبه تجلب النعم وترفع النقم، فـ«يراد به أن البركة في اسمك وفيما سمي عليه يدل على أن ذلك صفة لمن تبارك فإن بركة الاسم تابعة لبركة المسمى ولهذا كان قوله تعالى: «فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ» (35) دليلاً على أن الأمر بتسبيح الرب بطريق الأولى فإنَّ تنزيه الاسم من توابع تنزيه المسمى» (36). 19- قوله: «وتعالى جدّك»: قال الإمام النووي : «مفتوح الجيم، أي: ارتفعت عظمتك، وقيل المراد بالجدّ: الغِنى، وكلاهما حسن، ولم يذكر الخطابي إلا العظمة، ومنه قوله تعالى إخبارًا عن الجن: (وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا)(37)، أي عظمته» (38). 20- قوله: «أبغض الكلام إلى اللَّه»: قال الفيومي : «الْبُغْضُ: ضِدُّ الْحُبِّ، وَقَدْ بَغُضَ الرَّجُلُ أَيْ: صَارَ بَغِيضًا، وَبَغَّضَهُ اللَّهُ إِلَى النَّاسِ تَبْغِيضًا، فَأَبْغَضُوهُ، أَيْ: مَقَتُوهُ فَهُوَ مُبْغَضٌ، وَالْبَغْضَاءُ: شَدَّةُ الْبُغْضِ» (39). 21- قوله: «اتق اللَّه»: قال الإمام ابن كثير : «أَيْ: إِذَا وُعظ ... فِي مَقَالِهِ وَفِعَالِهِ، وَقِيلَ لَهُ: اتَّقِ اللَّهَ، وَانْزَعْ عَنْ قَوْلِكَ وَفِعْلِكَ، وَارْجِعْ إِلَى الْحَقِّ امْتَنَعَ وَأَبَى» (40)، وقال العلامة السعدي : «هذا المفسد في الأرض بمعاصي اللَّه، إذا أمر بتقوى اللَّه تكبر وأنف، و(أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإثْمِ) فيجمع بين العمل بالمعاصي، والكبر على الناصحين» (41). 22- قوله: «عليك نفسك»: قال ابن عاشور : «وعَلَيْكُمْ اسْمُ فِعْلٍ بِمَعْنَى الْزَمُوا، وَذَلِكَ أَنَّ أَصْلَهُ أَنْ يُقَالَ: عَلَيْكَ أَنْ تَفْعَلَ كَذَا... فَقَوْلُهُ تَعَالَى: (عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ) هُوَ- بِنَصْبِ أَنْفُسَكُمْ- أَيِ: الْزَمُوا أَنْفُسَكُمْ، أَيِ: احْرِصُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ» (42).
ما يستفاد من الحديث:
1- بيان فضل هذه الكلمات لاشتمالها على التنزيه والتحميد والتوحيد والتمجيد، وكل هذا من محاب اللَّه التي تجلب رضا اللَّه عن قائلها. 2- عدم اشتراط ترتيب هذه الكلمات فتارة يقدم التحميد على التسبيح، وتارة يقدم التكبير وتارة يؤخر وكله جائز؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «لا يضرك بأيهن بدأت» (2). 3- قال المناوي : «سبحان اللَّه، والحمد للَّه، ولا إله إلا اللَّه، واللَّه أكبر؛ لأنها جامعة لجميع معاني أنواع الذكر من توحيد، وتنزيه، وصنوف أقسام الحمد والثناء، ومشيرة إلى جميع الأسماء الحسنى؛ لأنها إما ذاتية كاللَّه، أو جمالية كالمحسن، أو جلالية كالكبير، فأشير للأول بالتسبيح؛ لأنه تنزيه للذات، وللثاني بالتحميد؛ لأنه يستدعي النعم، وللثالث بالتكبير، وذكر التهليل لما قيل إنه تمام المئة في الأسماء، وأنه اسم اللَّه الأعظم، وهو داخل في أسماء الجلال، «لا يضرك» أيها المتكلم بهن في حصول الثواب على الإتيان بهن «بأيهن بدأت» لاستقلال كل واحدة من الجمل، لكن هذا الترتيب حقيق بأن يراعى؛ لأن الناظر المتدرج في المعارف، يعرفه سبحانه أولاً بنعوت الجلال التي هي تنزيه ذاته عما يوجب حاجة، أو نقصاً، ثم بصفات الإكرام، وهي الصفات الثبوتية التي بها استحق الحمد، ثم يعلم أن من هذا شأنه، لا يماثله غيره، ولا يستحق الألوهية سواه، فيكشف له من ذلك أنه أكبر ... قوله لا يضرك بعد إيراده الكلمات على النسق، والترتيب يشعر بأن العزيمة أن يراعى الترتيب والعدول عنه رخصة، ورفع للحرج» (43). 4- قال القرطبي صاحب المفهم : «هذا نهي صحيح عن تسمية العبد بهذه الأسماء، لكنه على جهة التنزيه...يعني: أراد أن ينهى عن ذلك نهي تحريم، وإلا فقد صدر النهي عنه على ما تقدَّم، لكنه على وجه الكراهة التي معناها: أن ترك المنهي عنه أولى من فعله؛ لأنَّ التَّسمية بتلك الأسماء تؤدي إلى أن يسمع الإنسان فألاً ما يكرهه» (22). 5- قال القاضي عياض : «نهانا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: أن نسمى رقيقنا بأربعة أسماء: أفلح، ورباح، ويسار، ونافع، وفي الحديث الآخر: نجيحًا، مكان نافع، وفي حديث جابر: نهانا أن يسمى بيعلى، أو بركة، وأفلح، ويسار، ونافع، ونحو ذلك، وفي بعض نسخ مسلم: يعلى مكان مقبل، والأشبه أنه تصحيف، والمعروف: مقبل... دل اختلاف هذه الروايات مع قوله: «ونحو ذلك» على أنه لم يختص هذه الأسماء المنصوصة، بل في معناها؛ للعلة التي ذكرت في الحديث في كتاب مسلم من قوله: «أثم؟» فلا يكون فيقول: «لا» بينه في غير مسلم، يعني: يقال: أثَمَّ أفلح، أو نجيح؟، فيقال: لا» (44).
1
سَمُرَةُ بنُ جُنْدُبِ بنِ هِلاَلٍ الفَزَارِيُّ رضي الله عنه، مِنْ عُلَمَاءِ الصَّحَابَةِ، نَزَلَ البَصْرَةَ، لَهُ: أَحَادِيْثُ صَالِحَةٌ.، روى عَنْهُ: ابْنُهُ سُلَيْمَانُ، وَأَبُو قِلاَبَةَ الجَرْمِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بنُ بُرَيْدَةَ، وَجَمَاعَةٌ، واستخلفه زياد على البصرة، وكان شديداً على الخوارج، وقتل منهم الكثير، مَاتَ سَمُرَةُ: سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِيْنَ، وَقِيْلَ: سَنَةَ تِسْعٍ وَخَمْسِيْنَ. انظر: الاستيعاب، 2، 653، وسير أعلام النبلاء، 3/ 183، ترجمة رقم (35)، والإصابة 3/ 187.
3
مسلم، كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، باب فضل سبحان اللَّه وبحمده، برقم 2731.
4
البخاري في الأدب المفرد، ص 222، وصححه الألباني في صحيح الأدب المفرد ص 238.
5
الترمذي، كتاب الدعوات، باب أي الكلام أحب إلى اللَّه عز وجل، برقم 3593، وصححه الألباني في صحيح الترمذي، برقم 3593، وفي صحيح الجامع الصغير، برقم 157، وفي صحيح الترغيب والترهيب، برقم 1538.
6
السنن الكبرى للنسائي، كتاب عمل الليوم والليلة، ذِكْرُ اخْتِلَافِ النَّاقِلِينَ لِخَبَرِ سَمُرَةَ فِي ذَلِكَ، برقم 10619، وابن منده في التوحيد، برقم 655، وصححه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة، 6/ 189، برقم 2598، وبرقم 2939.
7
النسائي في الكبرى، برقم 10648، وحسنه الألباني في السلسلة الصحيحة، 6/ 485، وفي صحيح الترغيب والترهيب، 2/ 112، برقم 1567
8
سنن الترمذي، كتاب الدعوات، باب حدثنا محمد بن حميد، برقم 3533، وحسنه الألباني في صحيح الجامع، برقم 1601.
10
أحمد، 3/ 19، برقم 1401، وصححه محققو المسند، 3/ 20، والألباني في السلسلة الصحيحة، برقم 654، وانظر تخريجه أيضاً في الحاشية بعده.
11
الترمذي، كتاب الدعوات، باب حدثنا عبد اللَّه بن أبي زياد، برقم 3462، والطبراني في معاجمه الثلاثة: المعجم الكبير للطبراني، 10/ 173، برقم 10363، والمعجم الأوسط، 4/ 271، برقم 4170، والمعجم الصغير، 1/ 326، برقم 539، وحسنه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة، برقم 105.
تم تأسيس موقع سورة قرآن كبادرة متواضعة بهدف خدمة الكتاب العزيز و السنة المطهرة و الاهتمام بطلاب العلم و تيسير العلوم الشرعية على منهاج الكتاب و السنة , وإننا سعيدون بدعمكم لنا و نقدّر حرصكم على استمرارنا و نسأل الله تعالى أن يتقبل منا و يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم .