حجاب بين الجن والإنس

حصن المسلم | ماذا يقول إذا خلع ثيابه | حجاب بين الجن والإنس

بِسْمِ اللَّهِ (1).

Bismil-lah ‘In the name of Allah.


(1) الترمذي، 2/ 505، برقم 606، وغيره، وانظر: إرواء الغليل، برقم 50، وصحيح الجامع، 3/203 .

شرح معنى حجاب بين الجن والإنس

لفظ الحديث الذي ورد فيه:

44- لفظ الطبراني: عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «سَتْرُ مَا بَيْنَ أَعْيُنِ الْجِنِّ وَعَوْرَاتِ بَنِي آدَمَ إِذَا وَضَعُوا ثِيَابَهُمْ - أَنْ يَقُولُوا: بِسْمِ اللَّهِ» (1) .
45- وعَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه (2) ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «سَتْرُ مَا بَيْنَ أَعْيُنِ الجِنِّ وَعَوْرَاتِ بَنِي آدَمَ: إِذَا دَخَلَ أَحَدُهُمُ الخَلاَءَ، أَنْ يَقُولَ: بِسْمِ اللَّهِ» (3) .
46- ولفظ ابن ماجه: عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «سِتْرُ مَا بَيْنَ الْجِنِّ وَعَوْرَاتِ بَنِي آدَمَ إِذَا دَخَلَ الْكَنِيفَ أَنْ يَقُولَ بِسْمِ اللَّهِ» (4) .

شرح مفردات الحديث:

1- قوله: «بسم اللَّه»: قال السعدي : «أي: أبتدئ بكل اسم لله تعالى، لأن لفظ «اسم» مفرد مضاف، فيعم جميع الأسماء الحسنى» (5) .
2- قوله: «ستر»: الستر هو الحجاب والمانع، قال الشوكاني : «بالكسر: الحجاب، وبالفتح مصدر سترت الشيء أستره: إذا غطيته» (6) .
3- قوله: «وَعَوْرَاتِ بَنِي آدَمَ»، «بِسُكُونِ الْوَاوِ، (إِذَا دَخَلَ أَحَدُهُمُ الْخَلَاءَ) أَيْ وَقْتَ دُخُولِ أَحَدِ بَنِي آدَمَ الْخَلَاءَ (أَنْ يَقُولَ بِسْمِ اللَّهِ) خَبَرٌ لِقَوْلِهِ سَتْرُ مَا بَيْنَ أَعْيُنِ الْجِنِّ، قَالَ الْمُنَاوِيُّ: وَذَلِكَ لِأَنَّ اسْمَ اللَّهِ تَعَالَى كَالطَّابَعِ عَلَى بَنِي آدَمَ، فَلَا يَسْتَطِيعُ الْجِنُّ فَكَّهُ، وَقَالَ: قَالَ بَعْضُ أَئِمَّتِنَا الشَّافِعِيَّةِ: وَلَا يَزِيدُ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ؛ لِأَنَّ الْمَحَلَّ لَيْسَ مَحَلَّ ذِكْرٍ، وَوُقُوفًا مَعَ ظَاهِرِ هَذَا الْخَبَرِ انْتَهَى» (7) .
4- قوله: «الكنيف»: هو موضع قضاء الحاجة، قال الصنعاني : «محل قضاء الحاجة سمي به لما فيه من الستر إذ معنى الكنيف الساتر» (8) .
5- قوله: «الخلاء»: قال ابن منظور: «يقال لموضع قضاء الحاجة الخلاء بالمد وأصله المكان الخالي، ثم نقل إلى موضع قضاء الحاجة» (9) .
6- قوله: «إذا وضعوا ثيابهم»: الوَضْعُ: الإلقاء والرمي، قال ابن منطور: «الوضعُ: ضِدُّ الرَّفْعِ، وضَعَه يَضَعُه وَضْعاً ومَوْضُوعاً... وضَعَ الشيءَ مِنْ يَدِهِ يَضَعُه وَضْعاً إِذا أَلقاه... وَقَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُناحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجاتٍ بِزِينَةٍ﴾ سورة النور، الآية: 60 ، قَالَ الزَّجَّاجُ: قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ مَعْنَاهُ أَن يَضَعْنَ المِلْحَفةَ والرِّداءَ (10) .
7- قوله: «أعين الجن
»: قال المناوي : «عنى الشيء الذي يحصل به عدم قدرتهم على النظر إليها» (11) .

ما يستفاد من الحديث:

1- مشروعية قول هذا الذكر عند إرادة دخول الكنيف، وعند رفع الثوب لقضاء الحاجة في الخلاء، كما في حديث علي رضي الله عنه، والحكمة من ذلك هو الاستعانة باللَّه؛ كي لا يطلع الشيطان على عورة العبد حال قضائه لحاجته.
2- المسلم عبد للَّه في كل أحواله، وهذا من كمال هذا الشرع الحنيف، فحري للمسلم أن يتعلم آداب هذا الدين الذي تستوعب سنته الليل والنهار.
3- إثبات وجود الجن والشياطين وأنهم يطلعون على بني آدم وبنو آدم لا يرونهم قال اللَّه تعالى: ﴿إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ﴾ سورة الأعراف، الآية: 27.. 4- ويقال هذا الذكر عند وضع الثوب كما في حديث أنس رضي الله عنه .

1 الطبراني في الأوسط، 3/ 67، برقم 2504، و7/128، برقم 7066، وأبو الشيخ في العظمة، 5/1667، وابن عدي في الكامل، 3/ 198، برقم 699، وتمام في فوائده، 2/268، برقم 1710، والبيهقي في الدعوات الكبير، 1/ 113، برقم 53، وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير وزياداته، 2/ 122، برقم 3610
2 علي بن أبي طالب رضي الله عنه ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم: أمير المؤمنين ورابع الخلفاء الراشدين أبو الحسن القرشي الهاشمي ويكنى أيضًا بأبي تراب وهو أحب إليه من غيره، وذلك لأنه لما كان بينه وبين زوجته فاطمةشيء، ذهب إلى المسجد ونام فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم وقال له: «قم أبا تراب» البخاري، كتاب الصلاة، باب نوم الرجال في المسجد، برقم 441؛ لأنه كان نائمًا على التراب فلصق بجنبه رضي الله عنه، ومناقبه تطول منها أنه يحب اللَّه ورسوله ويحبه اللَّه ورسوله وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عليًّا بذلك يوم خيبر البخاري، كتاب فضائل الصحابة، باب مناقب علي بن أبي طالب رضي الله عنه، برقم 3702، وقوله صلى الله عليه وسلم: «أنت مني وأنا منك» البخاري، كتاب المغازي، باب عمرة القضاء، برقم 4251. وقوله صلى الله عليه وسلم: «أَلَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى إِلَّا أَنَّهُ لَيْسَ نَبِيٌّ بَعْدِي» البخاري، كتاب المغازي، باب غزوة تبوك، وهي غزوة العشيرة، برقم 4415، ومسلم، كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل علي رضي الله عنه، برقم 2404. قتله الخارجي عبد الرحمن بن ملجم سنة 40 هـ. انظر: الاستيعاب لابن عبد البر، 1/348، وسير أعلام النبلاء طبعة بيت الأفكار الدولية، 1/ 431، ترجمة رقم 40، والإصابة لابن حجر، 1/ 300
3 الترمذي، برقم 606، وصححه الألباني في صحيح الجامع، برقم 3610
4 ابن ماجه، برقم 297، وصححه الألباني في صحيح الجامع، برقم 3610
5 تفسير السعدي، ص 39.
6 تحفة الذاكرين بعدة الحصن الحصين للشوكاني، ص 268
7 تحفة الأحوذي، 3/ 184
8 التنوير شرح الجامع الصغير، 8/ 382
9 تاج العروس، للزبيدي، 38/ 13، مادة (خلو)
10 لسان العرب، لابن منظور، 8/ 396، مادة (وضع)
11 فيض القدير شرح الجامع الصغير، 4/ 128


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Saturday, August 9, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب