Barakal-lahu laka fee ahlika wamalik. ‘May Allah bless for you, your family and wealth.
(1)البخاري مع الفتح، 4/ 288، برقم 2049.
شرح معنى بارك الله لك في أهلك ومالك
لفظ الحديث الذي ورد فيه:
690- لفظ البخاري عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: قَدِمَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ الْمَدِينَةَ، فَآخَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بَيْنَهُ وَبَيْنَ سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ الْأَنْصَارِيِّ، وَكَانَ سَعْدٌ ذَا غِنًى، فَقَالَ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ: أُقَاسِمُكَ مَالِي نِصْفَيْنِ، وَأُزَوِّجُكَ، قَالَ: بَارَكَ اللَّهُ لَكَ فِي أَهْلِكَ وَمَالِكَ، دُلُّونِي عَلَى السُّوقِ، فَمَا رَجَعَ حَتَّى اسْتَفْضَلَ أَقِطًا وَسَمْنًا، فَأَتَى بِهِ أَهْلَ مَنْزِلِهِ، فَمَكَثْنَا يَسِيرًا، أَوْ مَا شَاءَ اللَّهُ، فَجَاءَ وَعَلَيْهِ وَضَرٌ مِنْ صُفْرَةٍ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَهْيَمْ!» قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، تَزَوَّجْتُ امْرَأَةً مِنْ الْأَنْصَارِ، قَالَ: «مَا سُقْتَ إِلَيْهَا؟» قَالَ: نَوَاةً مِنْ ذَهَبٍ، أَوْ وَزْنَ نَوَاةٍ مِنْ ذَهَبٍ، قَالَ: «أَوْلِمْ وَلَوْ بِشَاةٍ» (1). 691- ولفظ ثانٍ للبخاري: عَنْ عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه (2) قَالَ: لَمَّا قَدِمُوا الْمَدِينَةَ آخَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ وَسَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ، قَالَ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ: إِنِّي أَكْثَرُ الْأَنْصَارِ مَالًا، فَأَقْسِمُ مَالِي نِصْفَيْنِ، وَلِي امْرَأَتَانِ، فَانْظُرْ أَعْجَبَهُمَا إِلَيْكَ فَسَمِّهَا لِي أُطَلِّقْهَا، فَإِذَا انْقَضَتْ عِدَّتُهَا فَتَزَوَّجْهَا، قَالَ: بَارَكَ اللَّهُ لَكَ فِي أَهْلِكَ وَمَالِكَ، أَيْنَ سُوقُكُمْ، فَدَلُّوهُ عَلَى سُوقِ بَنِي قَيْنُقَاعَ، فَمَا انْقَلَبَ إِلَّا وَمَعَهُ فَضْلٌ مِنْ أَقِطٍ وَسَمْنٍ، ثُمَّ تَابَعَ الْغُدُوَّ، ثُمَّ جَاءَ يَوْمًا وَبِهِ أَثَرُ صُفْرَةٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَهْيَمْ؟» قَالَ: تَزَوَّجْتُ, قَالَ: «كَمْ سُقْتَ إِلَيْهَا؟»، قَالَ: نَوَاةً مِنْ ذَهَبٍ، أَوْ وَزْنَ نَوَاةٍ مِنْ ذَهَبٍ، شَكَّ إِبْرَاهِيمُ» (3). 692- ولفظ ثالث للبخاري: عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: قَدِمَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ الْمَدِينَةَ، فَآخَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بَيْنَهُ وَبَيْنَ سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ الْأَنْصَارِيِّ، فَعَرَضَ عَلَيْهِ أَنْ يُنَاصِفَهُ أَهْلَهُ وَمَالَهُ، فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: بَارَكَ اللَّهُ لَكَ فِي أَهْلِكَ وَمَالِكَ، دُلَّنِي عَلَى السُّوقِ، فَرَبِحَ شَيْئًا مِنْ أَقِطٍ وَسَمْنٍ، فَرَآهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بَعْدَ أَيَّامٍ، وَعَلَيْهِ وَضَرٌ مِنْ صُفْرَةٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَهْيَمْ يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ!» قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ تَزَوَّجْتُ امْرَأَةً مِنْ الْأَنْصَارِ، قَالَ: «فَمَا سُقْتَ فِيهَا؟» فَقَالَ: وَزْنَ نَوَاةٍ مِنْ ذَهَبٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «أَوْلِمْ وَلَوْ بِشَاةٍ» (4). 693- ولفظ آخر للبخاري: عن أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: قَدِمَ عَبْدُالرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ، فَآخَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بَيْنَهُ وَبَيْنَ سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ الْأَنْصَارِيِّ، وَعِنْدَ الْأَنْصَارِيِّ امْرَأَتَانِ، فَعَرَضَ عَلَيْهِ أَنْ يُنَاصِفَهُ أَهْلَهُ وَمَالَهُ، فَقَالَ: بَارَكَ اللَّهُ لَكَ فِي أَهْلِكَ وَمَالِكَ، دُلُّونِي عَلَى السُّوقِ، فَأَتَى السُّوقَ فَرَبِحَ شَيْئًا مِنْ أَقِطٍ، وَشَيْئًا مِنْ سَمْنٍ، فَرَآهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بَعْدَ أَيَّامٍ وَعَلَيْهِ وَضَرٌ مِنْ صُفْرَةٍ، فَقَالَ: «مَهْيَمْ يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ!» فَقَالَ: تَزَوَّجْتُ أَنْصَارِيَّةً، قَالَ: «فَمَا سُقْتَ إِلَيْهَا؟» قَالَ: وَزْنَ نَوَاةٍ مِنْ ذَهَبٍ، قَالَ: «أَوْلِمْ وَلَوْ بِشَاةٍ» (5). 694- ولفظ آخر للبخاري: عن أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: لَمَّا قَدِمُوا الْمَدِينَةَ، نَزَلَ الْمُهَاجِرُونَ عَلَى الْأَنْصَارِ، فَنَزَلَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ عَلَى سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ، فَقَالَ: أُقَاسِمُكَ مَالِي، وَأَنْزِلُ لَكَ عَنْ إِحْدَى امْرَأَتَيَّ، قَالَ: بَارَكَ اللَّهُ لَكَ فِي أَهْلِكَ وَمَالِكَ، فَخَرَجَ إِلَى السُّوقِ، فَبَاعَ وَاشْتَرَى، فَأَصَابَ شَيْئًا مِنْ أَقِطٍ وَسَمْنٍ فَتَزَوَّجَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «أَوْلِمْ وَلَوْ بِشَاةٍ» (5). 695- ولفظ الشافعي: عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، أَنّ رَسُولَ اللَهِ صلى الله عليه وسلم لَمَّا قَدِمَ الْمَدِينَةَ أَسْهَمَ النَّاسُ الْمَنَازِلَ، فَطَارَ سَهْمُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ عَلَى سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ، فَقَالَ لَهُ سَعْدٌ: تَعَالَ حَتَّى أُقَاسِمَكَ مَالِي، وَأَنْزِلَ لَكَ عَنْ أَيِّ امْرَأَتَيَّ شِئْتَ، وَأَكْفِيَكَ الْعَمَلَ، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: بَارَكَ اللَّهُ لَكَ فِي أَهْلِكَ وَمَالِكَ، دُلُّونِي عَلَى السُّوقِ، فَخَرَجَ إِلَيْهِ فَأَصَابَ شَيْئًا، فَخَطَبَ امْرَأَةً فَتَزَوَّجَهَا، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «عَلَى كَمْ تَزَوَّجْتَهَا يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ؟» قَالَ: عَلَى نَوَاةٍ مِنْ ذَهَبٍ، فَقَالَ: «أَوْلِمْ وَلَوْ بِشَاةٍ» (6).
شرح مفردات الحديث:
1- قوله: «لما قدم المدينة»: أي مهاجرًا من مكة إلى اللَّه ورسوله صلى الله عليه وسلم. قال ابن حزم : «ثم قدم المدينة ابن عبيد الله، فنزل هو وصهيب بن سنان، على خبيب ابن إسافن في بني الحارث بن الخزرج بالسنح ، ويقال: بل نزل عبد الرحمن بن عوف في رجال من المهاجرين على سعد بن الربيع في بني الحارث بن الخزرج» (7). 2- قوله: «آخى»: قال ابن الملقن : «والمؤاخاة: مفاعلة من الأخوة، ومعناها: أن يتعاقد الرجلان عَلَى التناصر والمواساة حَتَّى يصيرا كالأخوين نسبًا» (8). 3- قوله: «وكان ذا غنًى»: قال ابن الملقن : «أي: المال، وكانوا يستكثرون منه للمواساة، ونعم الغبط عليه» (8). 4- قوله: «وأزوجك»: يريد إحدى زوجتيه، جاء عند البخاري «ولي امرأتان فانظر أعجبهما إليك فأطلقهما حتى إذا حلت تزوجتها» (9) ، وكان هذا قبل نزول آية الحجاب واستقرار التشريع. 5- قوله: «بارك اللَّه لك في أهلك ومالك»: أي: زادك نماءً في مالك وجعل البركة في أهلك وولدك، أي: في زوجك، وولدك، ومالك، وعمرك، وقال الطيبي : «لأنه المدعو أصالة، أي: بارك لك في هذا الأمر» (10). 6- قوله: «دلوني على السوق»: يريد ليخرج إليها ويكسب فيها ويبيع ويشتري» (11). 7- قوله: «سوق بني قينقاع»: قال ابن الملقن : «مثلث النون، شعب من يهود المدينة، أضيف إليهم السوق، أجلاهم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كانوا أرادوا أن يلقوا عليه رحى» (12). 8 - وقوله: «مَهْيَم»: قال ابن الملقن : «أي: ما أمرك؟ كلمة يمانية» (12)، وقال ابن بطال : «كلمة موضوعة للاستفهام ، ومعناها ما شأنك وما أمرك؟» (13)، وقال ابن الأثير : «كلمة يمانية ، بمعنى ، ما أمرك ، وما شأنك؟» (14). 9- قوله: «أولم ولو بشاة»: قال الطيبي : «أي: اتخذ وليمة» (15)، وقال : «الوليمة هي الطعام الذي يصنع عند العرس...» (16)، وقال ابن الأثير : «أولم الرجل على زوجته: إذا عمل للعرس طعاما» (17). 10- قوله: «أثر صفرة»: قال ابن منظور : «الصُّفْرة مِنَ الأَلوان: مَعْرُوفَةٌ تَكُونُ فِي الْحَيَوَانِ وَالنَّبَاتِ» (18)، وقال الحافظ ابن حجر : «والمُراد بِالصُّفرَةِ سُفرَة الخَلُوق والخَلُوق طِيب يُصنَع مِن زَعفَران وغَيره» (19)، وقال السيوطي : «معناه: أنه تعلق به أثر من الزعفران، أو غيره من طيب العروس» (20). 11- قوله: «على وزن نواة من ذهب»: قال الطيبي : «أي: على مقدار خمسة دراهم وزناً من الذهب، يعني ثلاثة مثاقيل ونصفاً ذهباً، وقيل معناه على ذهب تساوي قيمته خمسة دراهم» (21)، وقال ابن الأثير : «وزن نواة: النواة: اسم لما وزنه خمسه دراهم...، وقيل: إنه إنما تزوجها على ذهب قيمته خمسة دراهم، أن ذلك الذهب كان مقدار نواة، ويجوز أن يكون أراد وزن نواة» (22)، وقال السيوطي : «على وزن نواة: هي اسم لمقدار كان معروفاً عندهم، فُسِّرت بخمسة دراهم، وقيل ثلاثة دراهم وثلث، وقيل نواة التمر أي: وزنها» (23). 12- قوله: «وضر»: قال ابن الأثر : «الوضر: أثر من خلوقٍ، أو طيبٍ، ولطخ منه، وذلك من عادة العرس إذا بنى بأهله، والوضر: الوسخ، واللوث، ويكون الوضر من الصفرة والحمرة والطيب» (22). 13- قوله: «أسهم الناس المنازل»: قال ابن الأثير : «أي: أقرع بينهم، تقول ساهمت فلانًا أي: قارعته...، واستهموا: اقترعوا، فكان معنى «أسهم الناس» أي: حملهم على المساهمة، وجعل لهم في المنازل سهمًا، وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم لما هاجر إلى المدينة، وهاجر المسلمون إليه، لم يكن لهم بها منازل يسكنونها، ويأوون إليها، فاستهم الأنصار فيما بينهم أن يسكنوهم في منازلهم معهم، فاقترعوا على المهاجرين، فوقع كل واحد من المهاجرين عند أنصاري، فكان عبد الرحمن بن عوف من المهاجرين في سهم سعد بن الربيع الأنصاري» (24). 14- قوله: «فطار سهم عبد الرحمن» قال ابن الأثير : «أي: خرج؛ تقول: اقتسموا دارًا فطار سهم فلان كيت وكيت، أي: خرج وجرى فيها سهمه، قال الأزهري: العرب تقول: أطرت المال، وطيرته بين القوم، فطار لكل منهم سهم. أي: صار له وخرج بسهمه» (11). 15- وقوله: «فأصاب شيئًا»: قال ابن الأثير : «أي: ربح، وجُعل له كسب» (11). 16- قوله: «أنزل لك عن أي امرأتيَّ شئت»: قال ابن الأثير : «أي: أطلّقها لأجلك فتنكحها، فكني عن الطلاق بالنزول؛ لأنه بعقد نكاحها مسْتعلٍ عليها، متمكن منها، فإذا طلقها فقد نزل عنها بزوال سبب الاستعلاء» (11).
ما يستفاد من الحديث:
1- استحباب قول هذا الدعاء لمن عرض على أخيه المساعدة بالمال أو ما يقوم مقامه من مسكن أو مركب أو غير ذلك. 2- ما كان عليه الصحابة رضي الله عنهم من التضحية والفداء لدين اللَّه وترك الأوطان والأهل والضيعات لنصرة الإسلام. 3- فيه منقبة كبيرة لسعد بن الربيع في إيثار عبد الرحمن بن عوف على نفسه لما ذكر وما كان عليه ابن عوف من التعفف والرغبة في أن يكسب من عمل يده. قال ابن التين: وقد كان هذا القول من سعد قبل أن يطلب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم من الأنصار أن يكفوا المهاجرين عن العمل ويعطوهم نصف الثمرة (25). 4- ما كان للمؤاخاة بين المهاجرين والأنصار في صدر الدعوة من أثر عظيم في تقوية أواصر الإيمان والأخوة في اللَّه. 5- قال ابن الملقن : «فيه: تنزه الرجل عما يبذل له، ويعرض عليه من المال وغيره، والأخذ بالشدة على نفسه في أمر معاشه» (26). 6- وقال أيضاً: وفيه: أن العيش من متجر أو صناعة أولى بنزاهة الأخلاق من العيش من الصدقات والهبة وشبهها، وفيه: مباشرة الفضلاء للتجارات بأنفسهم، وتصرفهم في الأسواق في معايشهم، وليس ذلك بنقص لهم» (27). 7- وقال ابن بطال : «في هذا الحديث ما كان عليه الصدر الأول من هذه الأمة من الإيثار على أنفسهم، وبذل النفيس لإخوانهم، كما وصفهم اللَّه في كتابه... وفيه: المواعدة بطلاق امرأة لمن يحب أن يتزوجها، وفيه تنزه الرجل عما يبذل له، ويعرض عليه من المال وغيره، والأخذ بالشدة على نفسه في أمر معاشه، وفيه: أن العيش من [تجارة] أو صناعة أولى بنزاهة الأخلاق من العيش من الصدقات والهبات وشبهها، وفيه: مباشرة الفضلاء للتجارات بأنفسهم وتصرفهم في الأسواق في معايشهم وليس ذلك نقص لهم، وفيه: سؤال الرجل عن من تزوج وما نقد ليعينه الناس على وليمته ومؤنته» (13). 8- قال ابن الملقن : «وفي حديث عبد الرحمن: استحبابُ الذبح في الولائم لمن وجد ذَلِكَ، وفيه: أن الوليمة قد تكون بعد البناء؛ لأن قوله: «أَوْلِمْ وَلَوْ بِشَاةٍ» كان بعد البناء، وروى أشهب عن مالك أنه لا بأس بالوليمة بعد البناء، وإنما معنى الوليمة اشتهار النكاح، وإعلانه إذ قد تهلك البينة، قاله ربيعة ومالك، فكيفما وقع به الاشتهار جاز النكاح» (28).
2
عبد الرحمن بن عوف: أبو محمد القُرَشِيُّ، الزُّهْرِيُّ، حرم الخمر في الجاهلية، وأسلم قبل أن يدخل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم دار الأرقم، وأَحَدُ العَشْرَةِ، وَأَحَدُ السِّتَّةِ أَهْلِ الشُّوْرَى، وَأَحَدُ السَّابِقِيْنَ البَدْرِيِّيْنَ، وَهُوَ أَحَدُ الثَّمَانِيَةِ الَّذِيْنَ بَادَرُوا إِلَى الإِسْلاَمِ، وقد كان رضي الله عنه شديد الإحسان إلى زوجات النبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاته، فباع حديقة كانت له بأربع مائة ألف، فقسمها عليهن رضي اللَّه عنهن [الترمذي، برقم 3750، وحسنه الألباني في المشكاة برقم 6121]، مات عبد الرحمن رضي الله عنه في سنة اثنتين وثلاثين وعمره خمس وسبعون سنة، ودفن بالبقيع. انظر: الاستيعاب، لابن عبد البر، 2/ 844، وسير أعلام النبلاء، ترجمة رقم (4)، والإصابة في تمييز الصحابة، 4/ 346.
تم تأسيس موقع سورة قرآن كبادرة متواضعة بهدف خدمة الكتاب العزيز و السنة المطهرة و الاهتمام بطلاب العلم و تيسير العلوم الشرعية على منهاج الكتاب و السنة , وإننا سعيدون بدعمكم لنا و نقدّر حرصكم على استمرارنا و نسأل الله تعالى أن يتقبل منا و يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم .