Jabir (Peace Be Upon Him) said: While ascending, we would say: Allahu akbar. ‘Allah is the greatest.’ …and when descending, we would say: Subhanal-lah. ‘How perfect Allah is.
(1) البخاري مع الفتح، 6/ 135، برقم 2993.
شرح معنى قال جابر رضي الله عنه كنا إذا صعدنا كبرنا وإذا نزلنا سبحنا
لفظ الحديث الذي ورد فيه:
745- لفظ البخاري عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: «كُنَّا إِذَا صَعِدْنَا كَبَّرْنَا وَإِذَا نَزَلْنَا سَبَّحْنَا» (1). 746- ولفظ آخر للبخاري عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ: «كُنَّا إِذَا صَعِدْنَا كَبَّرْنَا وَإِذَا تَصَوَّبْنَا سَبَّحْنَا» (2). 747- ولفظ أحمد عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: «كُنَّا نُسَافِرُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَإِذَا صَعِدْنَا كَبَّرْنَا، وَإِذَا هَبَطْنَا سَبَّحْنَا» (3). 748- ولفظ النسائي قَالَ جَابِرٌ رضي الله عنه: «كُنَّا إِذَا كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ، فَصَعِدْنَا كَبَّرْنَا، وَإِذَا انْحَدَرْنَا سَبَّحْنَا» (4).
شرح مفردات الحديث:
1- قوله: «كنا إذا صعدنا»: أي: علونا على مكان مرتفع من الأرض، وقال ابن الأثير : «يُقَالُ صَعِدَ إِلَى فَوْق صُعُوداً إِذَا طَلَعَ، وأَصْعَدَ فِي الْأَرْضِ إِذَا مَضَى وَسَارَ... والصُّعُد- بضمَّتَين-: جَمْعُ صُعُود، وَهُوَ خِلَافُ الهَبُوط، وَهُوَ بِفَتْحَتَيْنِ خِلَافَ الصَّبَب» (5)، وقال ابن منظور: «صَعِدَ المكانَ وَفِيهِ صُعُوداً وأَصْعَدَ وصَعَّدَ: ارْتَقَى مُشْرِفاً» (6)، وقال ابن الجوزي : «إذا صعدنا كبرنا، وإذا نزلنا سبحنا؛ لمّا كان الصعود ارتفاعاً ناسبه التكبير» (7). 2- قوله: «كبرنا»: قلنا: اللَّه أكبر ثلاث مرات (8)، قال ابن منظور : «وكَبَّرَ: قَالَ: اللَّهُ أَكبر. وَالتَّكْبِيرُ: التَّعْظِيمُ» (9)، وقال ابن الجوزي: «أي: أن اللَّه سبحانه أكبر من كل كبير، وأعلى من كل رفيع» (7). 3- قوله: «وإذا نزلنا»: أي إلى مكان منخفض كواد أو نحوه، قال ابن الجوزي: «لما كان النزول انهباطاً ناسبه التنزيه لمن لا يوصف بما ينافي العلو» (7)، وقال ابن منظور : نزلنا: نَزَلْتُ عَنِ الأَمر إِذا تركتَه كأَنك كُنْتَ مُسْتَعْلِيًا عَلَيْهِ مُسْتَوْلِيًا، وَمَكَانٌ نَزِل: يُنْزَل فِيهِ كَثِيرًا؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. ونَزَلَ مِنْ عُلْوٍ إِلى سُفْل: انْحَدَرَ» (10). 4- قوله: «سبحنا»: أي: قلنا سبحان اللَّه، قال ابن الملقن: «التسبيح في اللغة: تنزيه اللَّه تعالى من النقائص: كالولد، والشريك، والصاحبة، فسبحان اللَّه: براءته من ذلك» (11)، قال النووي : «فَسُبْحَان اللَّه مَعْنَاهُ بَرَاءَة وَتَنْزِيهًا لَهُ مِنْ كُلّ نَقْص» (12)، وقال الحافظ الزين العراقي : «ويحتمل أن يكون سبب التسبيح في الانهباط أن الانخفاض محل الضيق والتسبيح سبب للفرج» (13). 5- قوله: «تصوبنا»: قال الحافظ ابن حجر : «وإِذا تَصَوَّبنا سَبَّحنا أَي: انحَدَرنا والتَّصوِيب النُّزُول» (14)، وقال ابن منظور: «التَّصَوُّبُ: حَدَبٌ فِي حُدُورٍ، والتَّصَوُّبُ: الِانْحِدَارُ. والتَّصْويبُ: خِلَافُ التَّصْعِيدِ» (15). 6- قوله: «الهُبُوطُ»: قال ابن منظور : «نقِيضُ الصُّعُود، هبطَ يهْبِط ويهبُطُ هُبُوطاً إِذا انْهَبط فِي هَبُوط مِنْ صَعُود، وهَبَطَ هُبوطاً: نَزَلَ، وهَبَطْته وأَهْبَطْتُه فانْهَبطَ؛ ... وهَبَطه أَي: أَنزله» (16). 7- قوله: «انحدرنا»: قال ابن منظور: «الحَدْرُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ تَحْدُرُه مِنْ عُلْوٍ إِلى سُفْلٍ، ...وَكَذَلِكَ الحَدُورُ فِي سَفْحِ جَبَلٍ وَكُلِّ مَوْضِعٍ مُنْحَدِرٍ، ... حَدَرَ الشيءَ يَحْدِرُه ويَحْدُرُه حَدْراً وحُدُوراً فانَحَدَرَ: حَطَّهُ مِنْ عُلْوٍ إِلى سُفْلٍ... وَكُلُّ شَيْءٍ أَرسلته إِلى أَسفل، فَقَدْ حَدَرْتَه حَدْراً وحُدُوراً» (17).
ما يستفاد من الحديث:
1- دوام ملازمة المسلم لذكر اللَّه عز وجل في جميع الأحوال، فالكون كله دال على توحيد اللَّه، وتمجيده. 2- السنة في التكبير والتسبيح هي عدم رفع الصوت بذلك، يقول أبو موسى الأشعري رضي الله عنه: كنا مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فكنا إذا أشرفنا على وادٍ هللنا وكبرنا، ارتفعت أصواتنا، فقال صلى الله عليه وسلم: «يا أيها الناس أربعوا على أنفسكم فإنكم لا تدعون أصم، ولا غائبًا، إنه معكم إنه سميع قريب تبارك اسمه وتعالى جده» (18) ومعنى أربعوا: أي أرفقوا. 3- قال الحافظ في الفتح: ومناسبة التكبير عند الصعود إلى المكان المرتفع أن الاستعلاء والارتفاع محبوب للنفوس لما فيه من استشعار الكبرياء، فشرع لمن تلبس به أن يذكر كبرياء اللَّه تعالى وأنه أكبر من كل شيء، فيكبره ليشكر له ذلك فيزيده من فضله، ومناسبة التسبيح عند الهبوط لكون المكان المنخفض محل ضيق فيشرع فيه التسبيح؛ لأنه من أسباب الفرج كما وقع في قصة يونس عليه السلام حين سبح في الظلمات فنجاه اللَّه من الغم (19)، والأهم من ذلك: تنزيه اللَّه عن النقائص، والعيوب، ومنها: السفول، فإنه سبحانه وتعالى في العلو مستوٍ على عرشه استواءً يليق بجلاله، فالاستواء معلوم، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة. 4- قال ابن الملقن : «وتكبيره صلى الله عليه وسلم عند إشرافه على الجبال استشعارٌ لكبرياء اللَّه، عندما تقع عليه العين من عظيم خلقه، أنه أكبر من كل شيء كما سلف قريبًا» (20). 5- وقال الحافظ ابن حجر : «وتَسبِيحه فِي بُطُون الأَودِيَة مُستَنبَط مِن قِصَّة يُونُس فَإِنَّ بِتَسبِيحِهِ فِي بَطن الحُوت نَجّاهُ الله مِنَ الظُّلُمات فَسَبَّحَ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فِي بُطُون الأَودِيَة لِيُنجِيَهُ الله مِنها» (14). وقال ابن الملقن : «وأما تسبيحه في بطون الأودية فهو مستنبط من قصة يونس عليه السلام وتسبيحه في بطن الحوت... فنجاه اللَّه تعالى بذلك من الظلمات، فامتثل الشارع هذا التسبيح في بطون الأودية؛ لينجيه اللَّه منها، ومن أن يدركه عدو، وقيل: إن تسبيح يونس صلاة قبل أن يلتقمه الحوت، فروعي فيه فضلها، والأول أولى بدليل التسبيح من الشارع في بطون الأودية، وكل منخفض، وقيل: معنى تسبيحه هنا في ذَلِكَ، أنه لما كان التكبير للَّه تعالى عند رؤية عظيم مخلوقاته، وجب أن يكون فيما انخفض من الأرض تسبيح للَّه تعالى؛ لأن التسبيح في اللغة: تنزيه اللَّه تعالى من النقائص: كالولد، والشريك، والصاحبة، فسبحان اللَّه: براءته من ذلك» (20).
تم تأسيس موقع سورة قرآن كبادرة متواضعة بهدف خدمة الكتاب العزيز و السنة المطهرة و الاهتمام بطلاب العلم و تيسير العلوم الشرعية على منهاج الكتاب و السنة , وإننا سعيدون بدعمكم لنا و نقدّر حرصكم على استمرارنا و نسأل الله تعالى أن يتقبل منا و يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم .