Allahumma rabba hathihid-daAAwatit-tammah, wassalatil-qa-imah ati Muhammadan alwaseelata wal-fadeelah, wabAAath-hu maqaman mahmoodan allathee waAAadtah, innaka la tukhliful-meeAAad. ‘O Allah, Owner of this perfect call and Owner of this prayer to be performed, bestow upon Muhammad al-waseelah and al-fadeelah and send him upon a praised platform which You have promised him. Verily, You never fail in Your promise.’ al-waseelah: A station in paradise. al-fadeelah: A rank above the rest of creation. praised platform: One in which all of creation will praise him on, in order to bring about the account quickly and be relieved from the lengthy standing or the role of intercession.
(1) البخاري، 1/ 152، برقم 614، وما بين المعقوفين للبيهقي، 1/410، وحسَّن إسناده العلامة عبد العزيز بن باز ‘ في تحفة الأخيار، ص38.
شرح معنى اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمدا الوسيلة والفضيلة وابعثه
لفظ الحديث الذي ورد فيه:
100- عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه : أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَنْ قَالَ حِينَ يَسْمَعُ النِّدَاءَ: اللَّهُمَّ رَبَّ هَذِهِ الدَّعْوَةِ التَّامَّةِ، وَالصَّلاَةِ القَائِمَةِ آتِ مُحَمَّدًا الوَسِيلَةَ وَالفَضِيلَةَ، وَابْعَثْهُ مَقَامًا مَحْمُودًا الَّذِي وَعَدْتَهُ، حَلَّتْ لَهُ شَفَاعَتِي يَوْمَ القِيَامَةِ»، هذا لفظ البخاري (1) . 101- ولفظ البيهقي: عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ قَالَ حِينَ يَسْمَعُ النِّدَاءَ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِحَقِّ هَذِهِ الدَّعْوَةِ التَّامَّةِ, وَالصَّلاَةِ الْقَائِمَةِ, آتِ مُحَمَّدًا الْوَسِيلَةَ وَالْفَضِيلَةَ, وَابْعَثْهُ الْمَقَامَ الْمَحْمُودَ الَّذِي وَعَدْتَهُ, إِنَّكَ لاَ تُخْلِفُ الْمِيعَادَ ، حَلَّتْ لَهُ شَفَاعَتِي» (2) .
شرح مفردات الحديث:
1- قوله: «اللَّهُمَّ رَبَّ»: الرب هنا بمعنى صاحب الدعوة التي شرعها؛ لأنها لو جاءت بمعنى خالق أشكل علينا؛ لأن هذه الدعوة فيها أسماء اللَّه، وهي غير مخلوقة؛ لأنها من الكلام الذي أخبر به عن نفسه وكلامه غير مخلوق (3) . 2- قوله: «هذه الدعوة»: هي دعوة التوحيد، وقيل: إنها كلمات الأذان، قال ابن الملقن : «والمراد بالدعوة التامة: دعوة الأذان؛ سميت بذلك؛ لكمالها وعظم موقعها، فلا نقص فيها ولا عيب؛ لانتفاء الشركة فيه» (4) . 3- قوله: «التامة»: لأن فيها أتم القول وهي الشهادتان وتعظيم اللَّه والدعوة إلى الخير، قال الطيبي : «إنما وصف الدعوة بالتمام؛ لأنها ذكر اللَّه عز وجل يدعى بها إلى عبادته، وهذه الأشياء وما والاها هي التي تستحق صفة الكمال والتمام، وما سوى ذلك من أمور الدنيا يعرض النقص والفساد، ويحتمل أنها وصفت بالتمام؛ لكونها محمية عن النسخ والإبدال، باقية إلي يوم التناد» (5) . 4- قوله: «والصلاة القائمة» أي: التي ستقام فهي قائمة باعتبار ما سيكون وقيل أي الدائمة التي لا تتغير ولا تنسخ، قال ابن الملقن : «أي: التي تقوم، أي: تقام وتفعل بصفاتها، وقيل: إنها الدعاء بالنداء؛ لأن الدعاء يُسمى صلاة» (4) . 5- قوله: «آت» أي: أعط فضلًا منك ونعمة، قال العيني : «آتِ: - بفتح الهمزة- أمرٌ من آتى يؤتي إيتاء، كأعطى يعطي إعطاء؛ وأصله: «أت»؛ لأنه من تُوأتي بهمزتين، فحذفت حرف الخطاب علامة للأمر، وحذفَت الياء علامة للجزم» (6) . 6- قوله: «محمداً»: قال العيني : «اسم مأخوذ من الحمد، يقال: حمدت الرجل فأنا أحمده إذا أثنيت عليه بجلائل خصاله، وأحمدته، وحمدته محموداً، ويقال: رجل محمود، فإذا بلغ النهاية في ذلك وتكامل فيه المناقب والمحاسن فهو محمد، وهذا البناء أبداً يدل على الكثرة، وبلوغ النهاية» (7) ، وقال الطيبي : «طلب صلى الله عليه وسلم من أمته الدعاء له بطلب الوسيلة افتقاراً إلى اللَّه، وهضماً لنفسه؛ أو لتنفع أمته، وتثاب به، أو يكون إرشاداً لهم في أن يطلب كل منهم من صاحبه الدعاء له» (8) . 7- قوله: الوسيلة : هي أعلى منزلة في الجنة، أعطاها اللَّه لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم، قال ابن الملقن :«والوسيلة: القربة... منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد اللَّه...وقيل: إنها الشفاعة، وقيل: القرب من اللَّه تعالى» (9) . 8- قوله: «والفضيلة» أي: المرتبة الزائدة على سائر الخلائق، ويحتمل أن تكون تفسير للوسيلة (10). 9- قوله: «وابعثه»: قال القاري : «وابعثه: أي: أرسله، وأوصله مقاماً محموداً، أي مقام الشفاعة الذي وعدته» (11) . 10- قوله: «مقامًا محمودًا الذي وعدته»: فسره النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: «هي الشفاعة» (12) ، وإنما وصف بأنه محمود؛ لأن القائم فيه يحمده الأولون والآخرون، وإنما نكر للتفخيم وهذا إشارة إلى قوله: ﴿عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا﴾سورة الإسراء، الآية: 79 ، وقال العيني : «يعني: المقام المحمود الذي يحمدُه القائم فيه، وكل من رآه وعرفه؛ وهو مطلق في كل ما يجلب الحمد من أنواع الكرامات، وقيل: المرادُ: الشفاعة؛ وهي نوعٌ مما يتناوله... مقاماً يحمدك فيه الأولون والآخرون، وتشرف فيه على جميع الخلائق تسأل فتُعطَى، وتشفَعُ فتُشَفّعُ، ليس أحد إلا تحت لوائك» (13) . 11- قوله: إنك لا تخلف الميعاد: قال الشيخ ابن عثيمين : فهو جل وعلا لا يخلف الميعاد؛ لكمال صدقه، وكمال قدرته جل وعلا، وإخلاف الوعد إما أن يكون عن كذب من الوعد، وإما أن يكون عن عجز منه، واللَّه جل وعلا أصدق القائلين، وأقدر القادرين، فهو سبحانه وتعالى وعد نبيه في قوله: ﴿عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا﴾، وهو جل وعلا صادق في وعده، قادر على تنفيذه (14) .
ما يستفاد من الحديث:
1- استحباب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بعد الأذان وسؤال اللَّه له الوسيلة لما في ذلك من الأجر العظيم، وهو حلول شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم له، وذلك ثابت بالوعد الصادق. 2- رسولنا الكريم مع كونه سيد ولد آدم ولا فخر إلا أنه لا يملك لنفسه نفعًا ولا ضرًّا ولذلك حثنا بالدعاء له، فهو لا يُدعى مع اللَّه ﻷ. 3- قولنا بعد الأذان: «آت محمدًا» وليس آت رسول اللَّه لا يعارض قول اللَّه: ﴿لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا﴾ لأن ذلك من باب الإخبار، أما مفهوم الآية فهو على قولين: أ – لا تنادوه باسمه كما ينادي بعضكم بعضًا. ب – أنه إذ دعاكم يجب إجابته ولا خيار لكم في ذلك (15) . 4- معنى: «اللَّهم ربَّ» الرب هنا بمعنى صاحب الدعوة التي شرعها؛ لأنها لو جاءت بمعنى خالق أشكل علينا؛ لأن هذه الدعوة فيها أسماء اللَّه وهي غير مخلوقة؛ لأنها من الكلام الذي أخبر به عن نفسه وكلامه غير مخلوق (15) . 5- شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة لا تكون إلا بإذن اللَّه لقوله عز وجل : ﴿وَلَا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِندَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ﴾سورة سبأ، الآية: 23 . 6- من أنواع الشفاعات للنبي: أ – الشفاعة العظمى، وهي المقام المحمود، وهي خاصة بالنبي صلى الله عليه وسلم، لا يشاركه فيها أحد، وتقدمت أدلتها. ب- الشفاعة في استفتاح باب الجنة فيكون هو أول من يدخلها (16) ، وهذه الشفاعة خاصة به صلى الله عليه وسلم. ج – شفاعته في تخفيف العذاب عن عمه أبي طالب (16) ، وهذه خاصة به صلى الله عليه وسلم. وهذه الثلاث الشفاعات السابقة خاصة بالنبي صلى الله عليه وسلم، وأما الشفاعات الآتية، فيشاركه فيها غيره صلى الله عليه وسلم. د - شفاعته في رفع درجات أقوام من أمته (16) . هـ – شفاعته للعصاة من أهل التوحيد من أمته ولا يكون ذلك دفعة واحدة (16) ، بل أربع مرات، ويشاركه في الشفاعة العامة: الأنبياء، والملائكة، والصالحون، والأفراط وغيرهم. 7- قول بعضهم في هذا الدعاء آت سيدنا محمدًا وقولهم بعد آت محمدًا الوسيلة والفضيلة والدرجة الرفيعة أو العالية الرفيعة لم يثبت فيه شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم (17) .
12
انظر: سنن الترمذي، كتاب تفسير القرآن، باب ومن سورة بني إسرائيل، برقم 3137، وابن جرير في التفسير موقوفاً على سلمان، 17/ 528، وحسنه الزيلعي في تخريج الكشاف، 2/ 285، وقال الألباني في السلسلة الصحيحة: «قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي، وهو كما قالا»، برقم 2639، و2370
16
انظر كتاب 200 سؤال وجواب في العقيدة للحكمي – أبواب الشفاعة وكلها في الصحيحين
17
الترمذي، كتاب الدعوات، باب في العفو والعافية، برقم 3594، ورقم 3595، وأبو داود، كتاب الصلاة، باب باب ما جاء في الدعاء بين الأذان والإقامة، برقم 521، وأحمد، 19/ 234، برقم 12200، وصححه الألباني في: إرواء الغليل، 1/262، وصحيح الترمذي، برقم 212، و2843
تم تأسيس موقع سورة قرآن كبادرة متواضعة بهدف خدمة الكتاب العزيز و السنة المطهرة و الاهتمام بطلاب العلم و تيسير العلوم الشرعية على منهاج الكتاب و السنة , وإننا سعيدون بدعمكم لنا و نقدّر حرصكم على استمرارنا و نسأل الله تعالى أن يتقبل منا و يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم .