اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن والعجز والكسل والبخل والجبن وضلع

حصن المسلم | دعاء الهم والحزن | اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن والعجز والكسل والبخل والجبن وضلع

اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ، وَالْعَجْزِ وَالْكَسَلِ، وَالْبُخْلِ وَالْجُبْنِ، وَضَلَعِ الدَّيْنِ، وَغَلَبَةِ الرِّجَالِ (1).

Allahumma innee aAAoothu bika minal-hammi walhuzn, walAAajzi walkasali walbukhli waljubn, wadalAAid-dayni waghalabatir-rijal.
‘O Allah, I take refuge in You from anxiety and sorrow, weakness and laziness, miserliness and cowardice, the burden of debts and from being over powered by men.


(1) البخاري، 7/ 158، برقم: 2893، كان الرسول × يكثر من هذا الدعاء. انظر: البخاري مع الفتح، 11/173.

شرح معنى اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن والعجز والكسل والبخل والجبن وضلع

لفظ الحديث الذي ورد فيه:

416- عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِأَبِي طَلْحَةَ رضي الله عنه: «الْتَمِسْ غُلَامًا مِنْ غِلْمَانِكُمْ يَخْدُمُنِي حَتَّى أَخْرُجَ إِلَى خَيْبَرَ»، فَخَرَجَ بِي أَبُو طَلْحَةَ مُرْدِفِي وَأَنَا غُلَامٌ رَاهَقْتُ الْحُلُمَ، فَكُنْتُ أَخْدُمُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا نَزَلَ، فَكُنْتُ أَسْمَعُهُ كَثِيرًا يَقُولُ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْهَمِّ، وَالْحَزَنِ، وَالْعَجْزِ، وَالْكَسَلِ، وَالْبُخْلِ، وَالْجُبْنِ، وَضَلَعِ الدَّيْنِ، وَغَلَبَةِ الرِّجَالِ»، ثُمَّ قَدِمْنَا خَيْبَرَ، فَلَمَّا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْحِصْنَ، ذُكِرَ لَهُ جَمَالُ صَفِيَّةَ بِنْتِ حُيَيِّ بْنِ أَخْطَبَ، وَقَدْ قُتِلَ زَوْجُهَا، وَكَانَتْ عَرُوسًا، فَاصْطَفَاهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِنَفْسِهِ، فَخَرَجَ بِهَا حَتَّى بَلَغْنَا سَدَّ الصَّهْبَاءِ، حَلَّتْ، فَبَنَى بِهَا، ثُمَّ صَنَعَ حَيْسًا فِي نِطَعٍ صَغِيرٍ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «آذِنْ مَنْ حَوْلَكَ»، فَكَانَتْ تِلْكَ وَلِيمَةَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى صَفِيَّةَ، ثُمَّ خَرَجْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ، قَالَ: فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُحَوِّي لَهَا وَرَاءَهُ بِعَبَاءَةٍ، ثُمَّ يَجْلِسُ عِنْدَ بَعِيرِهِ، فَيَضَعُ رُكْبَتَهُ، فَتَضَعُ صَفِيَّةُ رِجْلَهَا عَلَى رُكْبَتِهِ، حَتَّى تَرْكَبَ، فَسِرْنَا، حَتَّى إِذَا أَشْرَفْنَا عَلَى الْمَدِينَةِ، نَظَرَ إِلَى أُحُدٍ فَقَالَ: «هَذَا جَبَلٌ يُحِبُّنَا وَنُحِبُّهُ»، ثُمَّ نَظَرَ إِلَى الْمَدِينَةِ فَقَالَ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أُحَرِّمُ مَا بَيْنَ لَابَتَيْهَا بِمِثْلِ مَا حَرَّمَ إِبْرَاهِيمُ مَكَّةَ، اللَّهُمَّ بَارِكْ لَهُمْ فِي مُدِّهِمْ وَصَاعِهِمْ»(1) .
417- ولفظ البخاري في الأدب المفرد عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه, أَنَّهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَثِيرًا مَا يَدْعُو بِهَؤُلاَءِ الْكَلِمَاتِ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ , وَالْعَجْزِ وَالْكَسَلِ, وَالْبُخْلِ وَالْجُبْنِ، وَظَلَعِ الدَّيْنِ, وَغَلَبَةِ الرِّجَالِ»(2) .
418- وفي لفظ للنسائي في الكبرى، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا دَعَا قَالَ: «اللهُمَّ أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ، وَالْعَجْزِ وَالْكَسَلِ، وَالْبُخْلِ وَالْجُبْنِ، وَفَضَحِ الدَّيْنِ، وَقَهْرِ الرِّجَالِ»(3) .

شرح مفردات الحديث:

1- قوله: «اللَّهم إني أعوذ بك»: «اللَّهُمَّ بِمَعْنَى: يَا أَلله، ... الْمِيمَ فِي آخِرِ الْكَلِمَةِ بِمَنْزِلَةِ يَا فِي أَولها، وَالضَّمَّةُ الَّتِي هِيَ فِي الْهَاءِ هِيَ ضَمَّةُ الِاسْمِ الْمُنَادَى الْمُفْرَدِ »(4) ، والعوذ: الالتجاء إلى الغير، والتعلق به.... وأعذته باللَّه أعيذه، أي: ألتجئ إليه، وأستنصر به أن أفعل ذلك (5) ، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : فَإِنَّ الْمُسْتَعَاذَ مِنْهُ نَوْعَانِ: فَنَوْعٌ مَوْجُودٌ يُسْتَعَاذُ مِنْ ضَرَرِهِ ... وَنَوْعٌ مَفْقُودٌ يُسْتَعَاذُ مِنْ وُجُودِهِ؛... ويُسْتَعَاذُ مِنْ الشَّرِّ الْمَوْجُودِ أَنْ لَا يُضَرَّ، وَيُسْتَعَاذُ مِنْ الشَّرِّ الضَّارِّ الْمَفْقُودِ أَنْ لَا يُوجَدَ»(6) .
2- قوله: «من الهمّ»: يكون في الأمر المتوقع حدوثه، قال العيني رحمه الله: «الهمّ إنما يكون في الأمر المتوقع، والحزن فيما قد وقع، والهمّ هو الحزن الذي يذيب الإنسان، يقول: همّني الشيءُ، أي: أذابني، وسنام مهموم، أي: مذاب، ويقال: أهمّني إذا طرح في قلبه الهمّ، وفي المثل: همُّك ما أهمَّك، كما تقول: شُغلُك ما شَغلَك»(7) .
3- قوله: «والحزن»: يكون في أمر قد وقع من الأمور(8) .
4- قوله: «والعجز»: هو عدم القدرة على الفعل أصلًا، قال العيني رحمه الله: «العجز هو ضد القدرة، وقال ابن بطال: اختُلف في معنى العجز، فأهل الكلام يجعلونه ما لا استطاعة لأحد على ما يعجز عنه؛ لأنها عندهم مع الفعل، وأما الفقهاء فيقولون: إنه هو ما يستطيع أن يعمله إذا أراد؛ لأنهم يقولون: إن الحج ليس على الفور، ولو كان على المهلة عند أهل الكلام لم يصحّ معناه؛ لأن الاستطاعة لا تكون إلا مع الفعل، والذين يقولون بالمهملة يجعلون الاستطاعة قبل الفعل»(9) .
5- قوله: «والكسل»: ترك الشيء مع القدرة على الأخذ في عمله(10) .
6- قوله: «والبخل»: منع إنفاق المال الذي آتاه اللَّه من فضله مع محبته الشديدة وإمساكه، قال الراغب الأصفهاني رحمه الله: «البخل: إمساك المقتنيات عما لا يحق حبسها عنه، ويقابله الجود، يقال: بخل فهو باخل، وأما البخيل فالذي يكثر منه البخل، كالرحيم من الراحم، البخل ضربان: بخل بقنيات نفسه، وبخل بقنيات غيره، وهو أكثرها ذما»(11) .
7- قوله: «والجبن»: ضد الشجاعة وهو الخوف وضعف القلب، ووهن النفس، قال الراغب الأصفهاني رحمه الله: «الجبن: ضعف القلب عما يحق أن يقوى عليه»(12) .
8- قوله: «وضلع الدين» أي: ثقل الدين وشدته ولاسيما مع المطالبة والعجز عن الوفاء، قال الطيبي رحمه الله: «يعني: ثقله حتى يميل صاحبه عن الاستواء، والاعتدال، والضلع الاعوجاج»(13) .
9- قوله: «وظلع»: «قَالَ الطِّيبِيُّ الْهَمُّ فِي الْمُتَوَقَّعِ وَالْحُزْنُ فِيمَا فَاتَ «وَظَلَعِ الدَّيْنِ» بِالظَّاءِ الْمُعْجَمَةِ بِفَتْحَتَيْنِ فِي أَكْثَرِ النُّسَخِ أَيِ الضَّعْفِ لِحَقٍّ بِسَبَبِ الدَّيْنِ»(14) .
10- قوله: «وغلبة الرجال» أي: شدة تسلطهم والحكمة في التعوذ لما في ذلك من الوهن في النفس، والمعاش(15) .
11- قوله: «التمس»: أي: ابحث لي عن غلام، فالتمس: اطلب، واستعار له اللمس(16) .
12- قوله: «مردفي»: أي أركبته خلفي على الدابة، «الرَّدِيفُ: الذي تحمله خلفك على ظهر الدابة، تقول: (أَرْدَفْتُهُ)، (إِرْدَافًا)، و(ارْتَدَفْتُهُ)... و(رَدِفْتَ) الرَّجُل – بالكسر- إذا ركبت خلفه، و(أَرْدَفْتَهُ) إذا أركبته خلفك»(17) .
13- قوله: «راهقت الحلم»: أي: دنوت واقتربت من البلوغ، ... ومنه قولهم: (غلام مُراهِق) أي مُقارب للحُلُم(18) .
14- قَوله:«حَلَّت»: أَي طَهُرَت مِنَ الحَيض(19) .
15- قوله: «سد الصهباء»: قال الحافظ: «الصَّهباء قَرِيبَة مِن خَيبَر، وبَيَّنَ ابن سَعد فِي حَدِيث ذَكَرَهُ فِي تَرجَمَتِها أَنَّ المَوضِع الَّذِي بَنَى بِها فِيهِ بَينه وبَين خَيبَر سِتَّة أَميال ، وقَد ذَكَرَ فِي الطَّرِيق الَّتِي قَبل هَذِهِ أَنَّهُ صلى الله عليه وسلم أَعرَسَ بِصَفِيَّة بِسَدِّ الصَّهباء»(19) .
16- قوله: «آذن من حولك»: أي: أخبر، وأعلم من حولك، قال في القاموس المحيط: «أذن بالشيء كسمع أذناً بالكسر، ويحرك، وأذانا، وأذانة: علم به، فأذنوا بحرب أي: كونوا على علم، وآذنه الأمر، وبه: أعلمه، وأذّن تأذيناً: أكثر الإعلام»(20) .
17- قوله: «حيساً»: الحيس: طعام مخلوط، فهو تمر يخلط بسمن وأقط، فيعجن شديداً، ثم يندر منه نواه، وربما جعل فيه سويق، وقد حاسه يحيسه(21) .
18- قوله: «نطع»: «النطع بالكسر، وبالفتح، وبالتحريك، وكعنب: بساط من الأديم، جمعه: أنطاع ونطوع»(22) .
19- قوله: «فضح الدين»: أي: أن الدين يؤدي إلى إظهار الرجل في منظر معيب، ويهتك ستره، قال في اللسان: «فضَحَ الشيءَ يَفْضَحُه فَضْحاً، فافْتَضَح، إِذا انْكَشَفَتْ مَسَاوِيهِ، وَالِاسْمُ الفَضاحَة، والفُضُوحُ، والفُضُوحَة، والفَضِيحة، وَرَجُلٌ فَضَّاحٌ وفَضُوح: يَفْضَحُ الناسَ»(23) .

ما يستفاد من الحديث:

1- المسلم دائم اللجوء إلى ربه كي يصرف عنه أنواع الشرور.
2- التحذير من هذه الصفات الذميمة، وتدريب النفس على الأخذ بأسباب صرفها، وعدم الوقوع فيها.
3- هذا الدعاء من جوامع كلمه صلى الله عليه وسلم وهو في غاية الترتيب والتناسق؛ فإن المهموم، والمحزون، يعجز ويكسل وهذا يجره إلى كونه بخيلًا جبانًا ثم يترتب على ذلك طلب الدين ومع عجزه وكسله يغلبه الرجال.
4- قال الإمام النووي رحمه الله: «وأما استعاذته صلى الله عليه وسلم من الجبن والبخل، فلِما فيهما من التقصير عن أداء الواجبات، والقيام بحقوق اللَّه تعالى، وإزالة المنكر، والإغلاظ على العصاة؛ ولأنه بشجاعة النفس، وقوتها المعتدلة، تتم العبادات، ويقوم بنصر المظلوم، وبالسلامة من البخل يقوم بحقوق المال، وينبعث الإنفاق والجود، ولمكارم الأخلاق، ويمتنع عن الطمع»(24) .

1 البخاري، برقم 2893
2 البخاري في الأدب المفرد، ص 234، برقم 672، والبيهقي في الدعوات الكبير، 1/ 454، وفي السنن الكبرى، 9/ 125، وصححه الألباني في صحيح الأدب المفرد، ص 251، برقم 522، وقال: « أي: ثقله وشدته. ووقع في المطبوع، والهندية والشرح «ظلع»! وهو خطأ عجيب وتتابع غريب»
3 النسائي في الكبرى، كتاب الاستعاذة، الاستعاذة من الهم، برقم 7884، وقال الحافظ المزي في تهذيب الكمال، 10/ 479: «وروى له النسائي حديثه، عن عمرو بن أبي عمرو، عن عبد اللَّه بن المطلب، عن أنس في الاستعاذة من العجز والكسل، ورواه غيره عن عمرو، عن أنس، لم يذكر بينهما أحداً، وهو المحفوظ، واللَّه أعلم»
4 لسان العرب، 13/ 470، مادة (أله)
5 انظر: مفردات ألفاظ القرآن، للراغب الأصفهاني، 2/ 136
6 انظر: مجموع الفتاوى، لشيخ الإسلام ابن تيمية : 18/ 288
7 شرح أبي داود للعيني، 5/ 465
8 العلم الهيب للعيني، ص 335
9 عمدة القاري شرح صحيح البخاري، 21/ 253
10 فتح الباري، 6/ 45
11 مفردات ألفاظ القرآن، 1/ 71، مادة (بخل)
12 مفردات ألفاظ القرآن، 1/ 170، مادة (جبن)
13 شرح المشكاة للطيبي: الكاشف عن حقائق السنن،(6/ 1912
14 عون المعبود وحاشية ابن القيم، 4/ 281
15 انظر: العلم الهيب، ص122، وص 197
16 انظر: النهاية في غريب الحديث والأثر، 4/ 269, مادة (لمس)
17 المصباح المنير في غريب الشرح الكبير للفيومي، 1/ 224، مادة (ردف)
18 النهاية في غريب الحديث والأثر، 2/ 282, مادة (رهق)
19 فتح الباري، لابن حجر، 7/ 480
20 القاموس المحيط، ص: 1516،مادة (أذن)
21 القاموس المحيط، ص: 991، مادة (نطع)
22 انظر: القاموس المحيط، ص: 696، مادة (حيس)
23 لسان العرب لابن منظور، 2/ 545، مادة: (فضح)
24 شرح النووي على صحيح مسلم، 17/ 32


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Sunday, August 10, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب