دعاء النزول في مكان

حصن المسلم | الدعاء إذا نزل منزلًا في سفر أو غيره | دعاء النزول في مكان

أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ (1).

aAAoothu bikalimatil-lahit-tammati min sharri ma khalaq.
‘I take refuge in Allah’s perfect words from the evil that He has created.


(1) مسلم، 4/ 2080، برقم 2709.

شرح معنى دعاء النزول في مكان

لفظ الحديث الذي ورد فيه:

751- لفظ مسلم عن خَوْلَةَ بِنْتِ حَكِيمٍ السُّلَمِيَّة، قالت: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «مَنْ نَزَلَ مَنْزِلاً ثُمَّ قَالَ: أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ، لَمْ يَضُرَّهُ شَيْءٌ، حَتَّى يَرْتَحِلَ مِنْ مَنْزِلِهِ ذَلِكَ» (1).
752- ولفظ أحمد عَنْ خَوْلَةَ ل قَالَتْ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَنْ نَزَلَ مَنْزِلًا فَقَالَ: أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّةِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ، لَمْ يَضُرَّهُ شَيْءٌ حَتَّى يَظْعَنَ مِنْهُ» (2).
753- ولفظ آخر لأحمد عن خَوْلَةَ بِنْتِ حَكِيمٍ ل قَالَت: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَنْزِلُ مَنْزِلًا فَيَقُولُ حِينَ يَنْزِلُ: أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّةِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ- وَقَالَ يَزِيدُ: ثَلَاثًا - إِلَّا وُقِيَ شَرَّ مَنْزِلِهِ ذَلِكَ حَتَّى يَظْعَنَ مِنْهُ» (3).

شرح مفردات الحديث:

1- قوله: «من نزل منزلاً»: قال المناوي : «في سفره، لنحو: استراحة، أو قيلولة، أو تعريس» (4)، وقال ابن علان : «أي: في مكان من الأمكنة: حضراً، أو سفراً؛ وذكره لأن السفر مظنه التحوّل إلى المنازل» (5).
2- قوله: «أعوذ»: العوذ: الالتجاء إلى الغير، والتعلق به.
يقال: عاذ فلان بفلان، ... وأعذته باللَّه أعيذه، أي: ألتجئ إليه، وأستنصر به أن أفعل ذلك» (6).
3- قوله: «بكلمات اللَّه»: قال القاري : «الكاملة الشاملة الفاضلة، وهي أسماؤه وصفاته، وآيات كتبه.... والكلمات ههنا محمولة على أسماء اللَّه الحسنى، وكتبه المنزلة؛ لأن الاستعاذة إنما تكون بها» (7).
4- قوله: «التامات»: قال ابن الأثير : «وصف كلماته بالتمام، إذ لا يجوز أن يكون شيء من كلامه ناقصاً، ولا فيه عيب، كما يكون في كلام الآدميين، وقيل: معنى التمام هاهنا: أن ينتفع بها المتعوذ، وتحفظه من الآفات (8)، وقال القاري : «ووصفها بالتامة لخلوها عن النواقص، والعوارض، بخلاف كلمات الناس؛ فإنهم متفاوتون في كلامهم على حسب تفاوتهم في العلم، واللهجة، وأساليب القول...، وكلمات اللَّه تعالى متعالية عن هذه القوادح، فهي لا يسعها نقص، ولا يعتريها اختلال» (7).
5- قوله: «من شر ما خلق» أي: من مخلوقات اللَّه عز وجل، قال الشيخ البعلي : «فَأَمَرَهُ أَنْ يَسْتَعِيذَ بِهِ مِنَ الشَّرِّ الَّذِي فِي الْمَخْلُوقِ، فَهُوَ الَّذِي يُعِيذُ مِنْهُ، وَيُنْجِي مِنْهُ» (9).
6- قوله: «لَمْ يَضُرَّهُ شَيْءٌ حَتَّى يَرْتَحِلَ»: قال الباجي : «يُرِيدُ - وَاَللَّهُ أَعْلَمُ - أَنَّ تَعَوُّذَهُ إنَّمَا يَتَنَاوَلُ مُدَّةَ مُقَامِهِ فِيهِ، وَاَللَّهُ أَعْلَمُ وَأَحْكَمُ» (10).
7- قوله: «وُقِيَ شَرَّ مَنْزِلِه»: قال ابن الأثير : وَقَيْتُ الشَّيءَ أَقِيهِ، إِذَا صُنْتَه، وسَتَرْتَه عَنِ الْأَذَى، فلِيَقِ أحَدُكم وجهَه النارَ، بِالطَّاعَةِ، وتَوَقَّى، واتَّقَى بمعْنَىً، وأصْلُ اتَّقَى: أوْتَقَى، فقُلبت الْوَاوُ يَاءً لِلْكَسْرَةِ قبْلَها، ثُمَّ أبْدلَتْ تَاءً وأُدغمت» (11).
8- قوله: «حَتَّى يَظْعَنَ مِنْهُ»، قال ابن منظور : «ظَعَنَ يَظْعَنُ ظَعْناً وظَعَناً بالتحريك، وظُعوناً: ذهب، وسار... وأَظْعَنه هو سَيَّرَه... والظَّعْنُ سَيْرُ البادية لنُجْعَةٍ، أَو حُضُوره ماء، أَو طَلَبِ مَرْبَعٍ، أَو تَحَوُّلٍ من ماء إلى ماء، أَو من بلد إلى بلد » (12).

ما يستفاد من الحديث:

1- مشروعية قول هذا الذكر إذا نزل الإنسان منزلًا في سفر أو حضر حتى يرتحل منه ليكون في حفاظة رب العالمين ويشترط لهذا صدق قائله وحسن الثقة باللَّه تعالى، ويدخل في المنازل: السيارات، والطائرات، والقطارات؛ لأنها منازل متحركة، يأكل الإنسان فيها، ويشرب، وينام، ويقضي في بعضها حاجته.
2- إبطال ما كان عليه أهل الجاهلية إذا نزلوا بمنزل حيث كانوا يتعوذون بالجن والأحجار والأصنام، قال اللَّه تعالى: ﴿وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا﴾ (13).
3- قال ابن عبد البر : «وفي الاستعاذة بكلمات اللَّه أبين دليل على أن كلام اللَّه منه، تبارك اسمه، وصفة من صفاته، ليس بمخلوق؛ لأنه محال أن يستعاذ بمخلوق، وعلى هذا جماعة أهل السنة والحمد للَّه» (14).
4- قال شيخ الإسلام ابن تيمية : «وَقد اسْتدلَّ أَئِمَّة السّنة: كأحمد وَغَيره على أَن كَلَام اللَّه غير مَخْلُوق [لِأَنَّهُ] استعاذ بِهِ فَقَالَ: «من نزل منزلاً فَقَالَ: أعوذ بِكَلِمَات اللَّه التَّامَّة من شَرّ مَا خلق لم يضرّهُ شَيْء حَتَّى يرتحل مِنْهُ»، فَكَذَلِك معافاته، وَرضَاهُ، غير مَخْلُوق؛ لِأَنَّهُ استعاذ بِهِ، والعافية الْقَائِمَة ببدن العَبْد مخلوقة؛ فَإِنَّهَا نتيجة معافاته» (15).
5- قال العلامة ابن عثيمين : «يشمل من نزل منزلاً في السفر، إذا كان مسافراً ثم نزل ليستريح لغداء، أو عشاء، أو نوم، أو غير ذلك؛ فإنه إذا نزل يقول: أعوذ بكلمات اللَّه التامات من شر ما خلق، وأعوذ أي: أعتصم بكلمات اللَّه التامات، وكلمات اللَّه التامات تشمل كلماته الكونية والشرعية، فأما الكونية فهي التي ذكرها اللَّه ... فيحميك اللَّه تعالى بكلماته الكونية، و يدفع عنك ما يضرك إذا قلت هذا الكلام، كذلك الكلمات الشرعية، وهي الوحي، فيها وقاية من كل سوء وشر، وقاية من الشر قبل نزوله وبعده... فاحرص يا أخي المسلم إذا نزلت منزلاً في بر، أو بحر، أو منزلاً اشتهيته للنوم، وما أشبه ذلك، فقل: «أعوذ بكلمات اللَّه التامات من شر ما خلق» فإنه لا يضرك شيء حتى ترتحل من منزلك ذلك، واللَّه الموفق» (16).

1 مسلم، برقم 2706
2 مسند أحمد، برقم 27120، وصححه محققو المسند، والألباني في صحيح الجامع الصغير، برقم 5242، و6567
3 مسند أحمد ط الرسالة، 45/ 291، برقم 27310، وصححه محققو المسند، والألباني في صحيح الجامع الصغير، برقم 5242، و6567
4 فيض القدير شرح الجامع الصغير، 5/ 206.
5 دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين، 6/ 302.
6 انظر: مفردات ألفاظ القرآن، للراغب الأصفهاني، 2/ 136
7 مرقاة المفاتيح، 2/ 266
8 جامع الأصول، 4/ 293.
9 مختصر الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة، ص 259
10 المنتقى شرح الموطأ، 4/ 431.
11 انظر: النهاية في غريب الحديث والأثر، 5/ 217، مادة (وقي).
12 لسان العرب، 13/ 270، مادة (ظعن).
13 سورة الجن، الآية: 6
14 التمهيد، 24/ 186.
15 جامع الرسائل لابن تيمية، 2/ 19.
16 شرح رياض الصالحين، شرح الحديث رقم 983.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Saturday, August 9, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب