الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات

حصن المسلم | ما يقول من أتاه أمر يسره أو يكرهه | الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات

كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَتَاهُ الْأَمْرُ يَسُرُّهُ قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي بِنِعْمَتِهِ تَتِمُّ الصَّالِحَاتُ ، وَإِذَا أَتَاهُ الْأَمْرُ يَكْرَهُهُ قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى كُلِّ حَالٍ (1).

When he (Peace Be Upon Him) used to receive pleasant news, he (Peace Be Upon Him) would say: Alhamdu lillahil-lathee biniAAmatihi tatimmus-salihat.
‘All Praise is for Allah by whose favour good works are accomplished.’ …and upon receiving displeasing news, he (Peace Be Upon Him) would say: Alhamdu lillahi AAala kulli hal. ‘All Praise is for Allah in all circumstances.


(1) أخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة، برقم 377، والحاكم وصححه، 1/499، وصححه الألباني في صحيح الجامع، 4/201.

شرح معنى الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات

لفظ الحديث الذي ورد فيه:

756- لفظ ابن ماجه عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا رَأَى مَا يُحِبُّ قَالَ: «الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي بِنِعْمَتِهِ تَتِمُّ الصَّالِحَاتُ»، وَإِذَا رَأَى مَا يَكْرَهُ قَالَ: «الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى كُلِّ حَالٍ» (1) .
757- ولفظ الحاكم عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ ل قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَتَاهُ الأَمْرُ يَسُرُّهُ قَالَ: «الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي بِنِعْمَتِهِ تَتِمُّ الصَّالِحَاتُ»، وَإِذَا أَتَاهُ الأَمْرُ يَكْرَهُهُ، قَالَ: «الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى كُلِّ حَالٍ» (2) .
758- ولفظ ابن السني عَنْ عَائِشَةَ ل قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا رَأَى مَا يُحِبُّ قَالَ: «الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي بِنِعْمَتِهِ تَتِمُّ الصَّالِحَاتُ»، وَإِذَا رَأَى مَا يَكْرَهُ قَالَ: «الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى كُلِّ حَالٍ» (3) .
759- عن جابر بن عبد اللَّه رضي الله عنه قال: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: «أفضَلُ الذِّكْرِ لاَ إلَهَ إلاَ اللَّهُ، وَأفضَلُ الدُّعاءَ الحَمْدُ للَّهِ» (4) .
760- وعَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رضي الله عنه، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إِنَّ أَفْضَلَ عِبَادِ اللهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الْحَمَّادُونَ، ثُمَّ لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي يُقَاتِلُونَ مَنْ نَاوَأَهُمْ مِنْ أَهْلِ الشِّرْكِ حَتَّى يُقَاتِلُونَ الدَّجَّالَ» (5) .

شرح مفردات الحديث:

1- قوله: «أتاه الأمر»: قال ابن منظور : «الإِتْيان: المَجيء، أَتَيْته أَتْياً وأُتِيّاً وإِتِيّاً وإِتْيَاناً وإِتْيَانَةً ومَأْتَاةً: جِئْته» (6) ، وقال الزبيدي : «ما أَتاكَ مِن أَمْرِ اللَّهِ فقد أَتَيْتَه أَنْتَ... وقَوْلُه تعالى: ( أَيْنَما تكُونُوا يأْتِ بكُم اللَّهُ جَمِيعاً ) (7) .
قالَ أَبو إسْحاق: مَعْناهُ يُرْجِعُكُم إلى نَفْسِه، وقَوْلُه عز وجل: ( أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فلا تَسْتَعْجِلُوه ) (8) ؛ أَي قَرُبَ ودَنا إتْيانُه
» (9) .
2- قوله: «يسره»: من السرور والفرحة أي: يسعده، قال الراغب الأصفهاني : «والسرور: ما ينكتم من الفرح» (10) .
3- قوله: «قال: الحمد للَّه»: قال الطيبي : «الحمد: الثناء على قدرته؛ ... فيشكر على ما أولى العباد بسبب الانتقال من النعم الدينية، والدنيوية ما لا يحصى» (11) .
4- قوله: «الذي بنعمته»: أي: بفضله وإنعامه وإحسانه، قال الراغب الأصفهاني : «النعمة: الحالة الحسنة، وبناء النعمة بناء الحالة التي يكون عليها الإنسان كالجلسة والركبة، والنعمة: التنعم، وبناؤها بناء المرة من الفعل كالضربة والشتمة، والنعمة للجنس تقال للقليل والكثير...، والإنعام: إيصال الإحسان إلى الغير... والنعماء بإزاء الضراء... وتنعَّم: تناول ما فيه النعمة وطيب العيش، يقال: نعمه تنعيما فتنعم.
أي: جعله في نعمة
» (12) ، وقال الزبيدي : «النِّعْمَةُ المَنْفَعَةُ المَفْعُولَةُ على جِهَةِ الإحْسَانِ إلى الغَيْر، قال: فخَرَجَ بِالمَنْفَعَةِ المَضَرَّةُ المَخْفِيَّةُ، والمَنْفَعَةُ المَفْعُولَةُ إلاَّ على جِهَة الإِحسان إلى الغَيْر...النِّعمةُ: مَا قُصِدَ بِه الإحْسَانُ والنَّفْعُ» (13) .
5- قوله: «تتم الصالحات»: أي: من الأمور المرضية في الدنيا والآخرة، قال المناوي : «تتم: تكمل، الصالحات: أي: النعم الحسان التي من جملتها حصول المسؤول أو قربه» (14) ، وقال الصنعاني : «الأمور التي تصلح بها الدنيا والآخرة، تتم بسبب إنعامه على عباده» (15) .
6- قوله: «وإذا أتاه الأمر يكرهه »: قال الراغب الأصفهاني : «الكَره والكُره واحد، نحو: الضَّعف والضُّعف، وقيل: الكره: المشقة التي تنال الإنسان من خارج فيما يحمل عليه بإكراه، والكره: ما يناله من ذاته وهو يعافه، وذلك على ضربين: أحدهما: ما يعاف من حيث الطبع.
والثاني: ما يعاف من حيث العقل أو الشرع، ولهذا يصح أن يقول الإنسان في الشيء الواحد: إني أريده وأكرهه، بمعنى أني أريده من حيث الطبع، وأكرهه من حيث العقل أو الشرع، أو أريده من حيث العقل أو الشرع، وأكرهه من حيث الطبع
» (16) .
7- قوله: «الحمد للَّه على كل حال» أي: سواء كان الذي أتى محببًا إلى النفس أو غير محبب، قال الإمام ابن القيم : «هذا الحمد أنه محمود على هذا الأمر المكروه لأنه حسن منه وحكمة وصواب فيستحق أن يحمد عليه» (17) ، وقال الصنعاني : فإن المكروه في ضمنه محبوب يحمد الله عليه فإن كل ما يأتي من تلقائه فهو إنعام» (15) ، وقال المناوي: : «الحمد للَّه على كل حال»: أي كل كيف من الكيفيات التي قدرها اللَّه؛ فإن أحوال المؤمن كلها خير، وقضاء اللَّه بالسراء والضراء رحمة ونعمة» (14) .

ما يستفاد من الحديث:

1- الدنيا لا تصفو لأحد، فهي بين فرح وسرور، وعطية وبلية، والسعيد من رضي بقضاء اللَّه وقدره، فكله خير محض.
2- شكر النعمة يكون باللسان قولًا، وبالجوارح عملًا، حتى يتحقق موعود اللَّه ﴿لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ﴾ (18) ، فمن تمام الشكر ألا يتقوى العبد بنعم اللَّه على معاصيه.
3- الصبر على البلاء، والرضا بالقضاء: من دلائل الإيمان، ومن أعظم أسباب السعادة في الدنيا والآخرة؟ 4- بيان فضل الحمد، وأنه عبادة عظيمة للَّه تعالى.
5- قال المناوي : «قال الحليمي: هذا على حسن الظن بالله تعالى، وأنه لم يأت بالمكروه إلا لخير علمه لعبده فيه، وأراده به، فكأنه قال: اللهم لك الخلق والأمر، تفعل ما تريد، وأنت على كل شيء قدير» (19) .
6- قال العلامة ابن عثيمين : «وله الحمد: يعني الكمال المطلق على كل حال، فهو جل وعلا محمود على كل حال في السراء وفي الضراء، أما في السراء، فيحمد الإنسان ربه حمد شكر، وأما في الضراء، فيحمد الإنسان ربه حمد تفويض؛ لأن الشيء الذي يضر الإنسان قد لا يتبين له وجه مصلحته فيه، ولكن اللَّه تعالى أعلم، فيحمد اللَّه تعالى على كل حال، وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتاه ما يسره قال: الحمد للَّه الذي بنعمته تتم الصالحات، وإذا أتاه ما لا يسره قال: الحمد للَّه على كل حال، وأما ما يقوله بعض الناس: الحمد للَّه الذي لا يحمد على مكروه سواه، فهذه كلمة خاطئة لم ترد، ومعناها غير صحيح، وإنما يُقال: الحمد للَّه على كل حال» (20) .

1 أخرجه ابن ماجه، برقم 3803 ، وجوّد إسناده الإمام النووي في الأذكار، ص 396، وصحح إسناده الكناني في مصباح الزجاجة، 4/ 131، وصححه الألباني في، وفي صحيح الجامع، 4/201
2 أخرجه الحاكم وصححه، 1/499، وجوّد إسناده الإمام النووي في الأذكار، ص 396، وصححه الألباني في صحيح الكلم الطيب، طبعة المعارف، برقم 140، وفي السلسلة الصحيحة، برقم 265، وفي صحيح الجامع، 4/201
3 أخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة، برقم 378، وجوّد إسناده الإمام النووي في الأذكار، ص 396، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة، برقم 265، وفي صحيح الجامع، 4/201
4 أخرجه الترمذي، كتاب الدعوات، باب ما جاء في أن دعوة المسلم مستجابة، برقم 3383، والنسائي في الكبرى، كتاب عمل اليوم والليلة، أفضل الذكر وأفضل الدعاء، برقم 10667، وابن ماجه، كتاب الأدب، باب فضل الحامدين، برقم 3800، والحاكم، وصححه، 1/676، وحسنه الألباني في السلسلة الصحيحة، برقم 1497
5 أخرجه الطبراني، 18/124، برقم 254، وصححه الألباني في صحيح الجامع، برقم 1571
6 لسان العرب، 14/ 13، مادة (أتى)
7 سورة البقرة، الآية: 148
8 سورة النحل، الآية: 1
9 تاج العروس، 37/ 38، مادة (أتى)
10 مفردات ألفاظ القرآن، 1/ 469، مادة (سر)
11 شرح المشكاة للطيبي: الكاشف عن حقائق السنن، 6/ 1909
12 مفردات ألفاظ القرآن، 2/ 442، مادة (نعم)
13 تاج العروس، 33/ 498، مادة (نعم)
14 فيض القدير، 1/ 472
15 التنوير شرح الجامع الصغير، 8/ 402
16 مفردات ألفاظ القرآن، 2/ 293، مادة (كره)
17 الصواعق المرسلة، 4/ 1496
18 سورة إبراهيم، الآية: 7
19 فيض القدير شرح الجامع الصغير، 5/ 112
20 شرح رياض الصالحين، شرح الحديث رقم 1417


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Sunday, August 10, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب