‘The best of supplications is the supplication on the day of AAarafah and the best which I and the Prophets before me have said (is): La ilaha illal-lahu wahdahu la shareeka lah, lahul-mulku walahul-hamd, wahuwa AAala kulli shayin qadeer. ‘None has the right to be worshipped except Allah, alone, without partner. To Him belongs all praise and sovereignty and He is over all things omnipotent.
(1) الترمذي، برقم 3585، وحسنه الألباني في صحيح الترمذي، 3/184، وفي سلسلة الأحاديث الصحيحة، 4/6 .
شرح معنى خير الدعاء دعاء يوم عرفة وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي
لفظ الحديث الذي ورد فيه:
923- لفظ الترمذي عَنْ عبد اللَّه بن عمرو بن العاص رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «خَيْرُ الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَخَيْرُ مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ» (1) . 924- ولفظ مالك عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ كَرِيزٍ (2) ؛ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: «أَفْضَلُ الدُّعَاءِ، دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَأَفْضَلُ مَا قُلْتُ أَنَا، وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، وَحْدَهُ، لاَ شَرِيكَ لَهُ» (3) . 925- ولفظ أحمد عن عبد اللَّه بن عمرو ب، قَالَ: كَانَ أَكْثَرُ دُعَاءِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ عَرَفَةَ: «لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، بِيَدِهِ الْخَيْرُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ» (4) . 926- وعند الطبراني عنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «أَفْضَلُ مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ قَبْلِي عَشِيَّةَ عَرَفَةَ لاَ إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ» (5) .
شرح مفردات الحديث:
1- قوله: «خير، أفضل الدعاء»: أي: أفضله لوقوعه في أفضل أيام السنة، وقال الباجي : «قَوْلُهُ: أَفْضَلُ الدُّعَاءِ يَوْمَ عَرَفَةَ يَعْنِي أَكْثَرَ الذِّكْرِ بَرَكَةً وَأَعْظَمَهُ ثَوَابًا وَأَقْرَبَهُ إجَابَةً وَيَحْتَمِلُ أَنْ يُرِيدَ بِهِ الْحَاجَّ خَاصَّةً لِأَنَّ مَعْنَى دُعَاءِ يَوْمِ عَرَفَةَ فِي حَقِّهِ يَصِحُّ وَبِهِ يَخْتَصُّ وَإِنْ وَصَفَ الْيَوْمَ فِي الْجُمْلَةِ بِيَوْمِ عَرَفَةَ فَإِنَّهُ يُوصَفُ بِفِعْلِ الْحَاجِّ فِيهِ وَاَللَّهُ أَعْلَمُ» (6) . 2- قوله: «وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي»: أي: من قبل أن يبعثني اللَّه نبيًّا رسولًا، قال الباجي : « يَخُصَّ هَذَا الدُّعَاءَ بِأَنَّهُ أَفْضَلُ مَا دَعَا بِهِ هُوَ وَالنَّبِيُّونَ قَبْلَهُ يَعْنِي: أَنَّ الْأَنْبِيَاءَ - صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ - يَدْعُونَ بِأَفْضَلِ الدُّعَاءِ وَيَهْدُونَ إلَيْهِ فَإِذَا كَانَ أَفْضَلُ دُعَائِهِمْ فَهُوَ أَفْضَلُ الدُّعَاءِ» (7) . 3- قوله: «يوم، عشية: عرفة»: يوم عرفة هو اليوم المَشْهودُ، قال الفيروزأبادي : «يومُ الجُمعَة، أو يومُ القيامَةِ، أو يومُ عَرَفَةَ» (8) . وقال أيضاً: «ويومُ عَرَفَةَ: التاسِعُ من ذي الحِجَّةِ، وعَرَفَاتٌ: مَوْقِفُ الحاجِّ ذلك اليَومَ، على اثْنَيْ عَشَرَ مِيلاً من مكَّةَ، وغَلِطَ الجوهرِيُّ فقال: مَوْضِعٌ بمنًى سُمِّيَتْ لأنَّ آدَمَ وحوَّاءَ تَعَارفا بها، أو لقولِ جبريل لإِبراهيمَ، عليهما السلامُ، لما عَلَّمَهُ المناسِكَ: أعَرَفْتَ؟ قال: عَرَفْتُ؛ أو لأنها مُقَدَّسَةٌ مُعَظَّمَةٌ كأنها عُرِفَتْ، أي: طُيِّبَتْ» (9) ، وأما عشية عرفة فقال الفيروزأبادي : «والعَشِيُّ والعَشِيَّةُ: آخِرُ النَّهارِ» (10) . وقال ياقوت الحموي : «عرفة وعرفات اسم لموضع واحد، ولو كان جمعاً لم يكن لمسمى واحد، ويحسن أن يقال: إن كل موضع منها اسمه عرفة، ثم جمع، ولم يتنكّر لما قلنا إنها متقاربة مجتمعة، فكأنها مع الجمع شيء واحد، وقيل: إن الاسم جمع، والمسمّى مفرد فلم يتنكر... وعرفة وعرفات واحد عند أكثر أهل العلم... وعرفة حدها من الجبل المشرف على بطن عرنة إلى جبال عرفة، وقرية عرفة: موصل النخل بعد ذلك بميلين» (11) . 4- قوله: «لا إله إلا اللَّه» قال المناوي : «لا إله إلا اللَّه: من مات معتقداً لها، فهو الذي مات لا يشرك باللَّه شيئاً» (12) ، وقال العلامة ابن عثيمين : «يعني: لا معبود بحق إلا اللَّه سبحانه وتعالى، وألوهية اللَّه فرع عن ربوبيته؛ لأن من تأله للَّه فقد أقر بالربوبية؛ إذ إن المعبود لابد أن يكون رباً، ولا بد أن يكون كامل الصفات» (13) . 5- قوله: «وحده لا شريك له»، قال المناوي: «وحده: نصب على الحال، أي لا إله منفرد إلا هو وحده، لا شريك له عقلاً ونقلاً، وأما الأول: فلأن وجود إلهين محال، كما تقرر في الأصول، وأما الثاني: فلقوله تعالى: ﴿أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ﴾سورة الكهف، الآية: 110 ، وذلك يقتضي أن لا شريك له، وهو تأكيد لقوله: «وحده»؛ لأن المتصف بالوحدانية لا شريك له» (14) . 6- قَوْلُهُ: «لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ»: تَخْصِيصٌ لَهُ بِالْمُلْكِ، وَالْحَمْدِ، لِأَنَّ الْأَلِفَ وَاللَّامَ فِي كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا لِلْجِنْسِ، فَجُعِلَ جِنْسُ الْمُلْكِ وَهُوَ جَمِيعُهُ لِلَّهِ تَعَالَى؛ لِأَنَّهُ لَا مُلْكَ لِأَحَدٍ عَلَى الْحَقِيقَةِ إِلَّا لَهُ، وَجَعَلَ جَمِيعَ الْحَمْدِ لِلَّهِ عز وجل؛ فَإِنَّ أَحَدًا لَا يَسْتَحِقُّ الْحَمْدَ عَلَى الْحَقِيقَةِ سِوَاهُ، وَإِنَّمَا يُحْمَدُ غَيْرُهُ لِمَا أَمَرَ اللَّهُ أَنْ يُحْمدَ» (15) . 7- قوله: «بيده الخير»: قال الطيبي : «بيده الخير» أي: أن هذه الأشياء التي يطلبونها من الخير في يده، وهو على كل شيء قدير» (16) ... وقال ابن رجب : «إنه سبحانه الغني بذاته عمن سواه، وله الكمال المطلق في ذاته وصفاته، وأفعاله، فملكه ملك كامل لا نقص فيه بوجه من الوجوه على أي وجه كان ... وهو خير من وجوده على غيره» (17) . 8- قوله: «وهو على كل شيء قدير»: قال ابن جرير: «وهو على إحيائكم بعد مماتكم، وعقابكم على إشراككم به الأوثانَ وغير ذلك مما أراد بكم، وبغيركم قادرٌ» (18) ، وقال في موضع آخر: «يقول جلّ ثناؤه: وهو على كل شيء ذو قدرة، لا يتعذّر عليه شيء أراده، من إحياء وإماتة، وإعزاز وإذلال، وغير ذلك من الأمور» (19) ، وقال الإمام ابن القيم : «كل يوم هو في شأن: يغفر ذنباً، ويفرّج كرباً، ويفكّ عانياً، وينصر مظلوماً، ويقصم ظالماً، ويرحم مسكيناً، ويغيث ملهوفاً، ويسوق الأقدار إلى مواقيتها، ويجريها على نظامها، ويقدم ما يشاء تقديمه، ويؤخر ما يشاء تأخيره، فأزمّة الأمور كلها بيده، ومدار تدبير الممالك كلها عليه، وهذا مقصود الدعوة، وزبدة الرسالة» (20) .
ما يستفاد من الحديث:
1- بيان فضيلة الدعاء من غير إثم ولا قطيعة رحم ولا تعدٍّ ومع انتفاء موانع الإجابة في هذا اليوم المهيب وهو اليوم التاسع من ذي الحجة وذلك لما له من فضل حيث قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: «ما من يوم أكثر من أن يعتق اللَّه فيه عبدًا من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة فيقول: ما أراد هؤلاء؟» (21) ، وهذا الدعاء مستحب للحاج وغير الحاج أن يكثر منه في هذا اليوم. قال النبي صلى الله عليه وسلم: «واليوم المشهود يوم عرفة» (22) ، وقال الإمام ابن كثير : «عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: (وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ)سورة البروج، الآية: 3 : الشَّاهِدُ: يَوْمُ عَرَفَةَ، وَالْمَشْهُودُ: يَوْمُ الْقِيَامَةِ، ...عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: يَوْمُ الذَّبْحِ، وَيَوْمُ عَرَفَةَ، يَعْنِي الشَّاهِدَ وَالْمَشْهُودَ، قَالَ ابْنُ جَرِيرٍ: وَقَالَ آخَرُونَ: الْمَشْهُودُ يَوْمُ الْجُمُعَةِ، وَرَوَوْا فِي ذَلِكَ ... عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «أَكْثِرُوا عليَّ مِنَ الصَّلَاةِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فَإِنَّهُ يَوْمٌ مَشْهُودٌ، تَشْهَدُهُ الْمَلَائِكَة» (23) ، ... وَقَالَ: الْأَكْثَرُونَ عَلَى أَنَّ الشَّاهِدَ: يَوْمُ الْجُمُعَةِ، وَالْمَشْهُودُ: يَوْمُ عَرَفَةَ» (24) . 2- من جملة خيرية هذا اليوم أن النبي صلى الله عليه وسلم حث على صيامه – لغير الحاج – حيث قال صلى الله عليه وسلم في فضل صيامه أنه: «يكفر السنة الماضية والباقية» (25) ، والمراد بالفائتة أي التي آخرها شهر ذي الحجة أما السنة الآتية فهي التي تبدأ بشهر اللَّه المحرم والمراد بذلك تكفير الصغائر أي: التي لا حد عليها، ولا وعيد في الآخرة. 3- المسلم حال صومه في هذا اليوم في غير الحج، والحاج يتذكر وقوف النبي صلى الله عليه وسلم شرقي جبل عرفة، ونزول قوله تعالى: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً﴾سورة المائدة، الآية: 3 قالت اليهود لعمر رضي الله عنه: إنكم تقرؤون آية لو نزلت فينا لاتخذناها عيدًا (26) انظر: كتاب المفيد على كتاب التوحيد، للشيخ عبد اللَّه القصير، ص 24، 25 (27) البخاري، كتاب الأذان، باب صلاة الليل، برقم 731 (28) الترمذي، كتاب الدعوات، باب في دعاء يوم عرفة، برقم 3585، وحسنه الألباني في صحيح الترمذي، 3/184 (29) البخاري، كتاب الدعوات، باب الدعاء برفع الوباء والوجع، برقم 6373 (30) البخاري، كتاب الرقاق، باب التواضع، برقم 6502 (31) انظر: شرح ابن عثيمين لبلوغ المرام، 8/ 240، 241 (32) انظر: مجموع الفتاوى، 10(33) . 8- قال ابن عبد البر : «دُعَاءَ يَوْمِ عَرَفَةَ أَفْضَلُ مِنْ غَيْرِهِ، وَفِي ذَلِكَ دَلِيلٌ عَلَى فَضْلِ يَوْمِ عَرَفَةَ عَلَى غَيْرِهِ، وَفِي فَضْلِ يَوْمِ عَرَفَةَ دَلِيلٌ أَنَّ لِلْأَيَّامِ بَعْضِهَا فَضْلًا عَلَى بَعْضٍ، إِلَّا أَنَّ ذَلِكَ لَا يُدْرَكُ إِلَّا بِالتَّوْقِيفِ، وَالَّذِي أَدْرَكْنَا مِنْ ذَلِكَ بِالتَّوْقِيفِ الصَّحِيحِ فَضْلُ: يَوْمِ الْجُمُعَةِ، وَيَوْمِ عَاشُورَاءَ، وَيَوْمِ عَرَفَةَ، وَجَاءَ فِي يَوْمِ الإثْنَيْنِ، وَيَوْمِ الْخَمِيسِ مَا جَاءَ، وَلَيْسَ شَيْءٌ مِنْ هَذَا يُدْرَكُ بِقِيَاسٍ، وَلَا فِيهِ لِلنَّظَرِ مَدْخَلٌ، وَفِي الْحَدِيثِ أَيْضًا دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ دُعَاءَ يَوْمِ عَرَفَةَ مُجَابٌ كُلُّهُ فِي الْأَغْلَبِ، وَفِيهِ أَيْضًا أَنَّ أَفْضَلَ الذِّكْرِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ» (34) . 9- وقال الإمام النووي : «يُستحبّ الإِكثارُ من الذكر والدعاء، ويَجتهدُ في ذلك، فهذا اليوم أفضلُ أيام السنة للدعاء، وهو مُعظم الحج، ومقصودُه، والمعوّل عليه، فينبغي أن يستفرغَ الإِنسانُ وُسعَه في الذكر والدعاء، وفي قراءة القرآن، وأن يدعوَ بأنواع الأدعية، ويأتي بأنواع الأذكار، ويدعو لنفسه، ويذكر في كلّ مكان، ويدعو منفرداً، ومع جماعة، ويدعو لنفسه، ووالديه، وأقاربه، ومشايخه، وأصحابه، وأصدقائه، وأحبابه، وسائر مَن أحسن إليه، وجميع المسلمين، وليحذرْ كلَّ الحذرِ من التقصير في ذلك كله، فإن هذا اليوم لا يمكن تداركه، بخلاف غيره، ولا يتكلَّفُ السجعَ في الدعاء، فإنّه يُشغل القلبَ، ويُذهبُ الانكسار، والخضوعَ، والافتقار، والمسكنة والذلّة، والخشوع، ولا بأس بأن يدعو بدعواتٍ محفوظة معه، له أو غيره، مسجوعة إذا يشتغل بتكلّف ترتيبها، ومراعاة إعرابها، والسُّنّة أن يخفضَ صوتَه بالدعاء، ويكثر من الاستغفار، والتلفّظ بالتوبة من جميع المخالفات، مع الاعتقاد بالقلب، ويلحّ في الدعاء، ويكرّره، ولا يستبطئ الإِجابة، ويفتح دعاءه ويختمه بالحمد للَّه تعالى، والثناء عليه سبحانه وتعالى، والصلاة والتسليم على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وليختمه بذلك، وليحرص على أن يكون مستقبلَ الكعبة وعلى طهارة» (35) .
1
الترمذي، برقم 3585، وحسنه الألباني في صحيح الترمذي، 3/184، وفي سلسلة الأحاديث الصحيحة، 4/ 6
2
طلحة بن عُبيد الله بن كريز الخزاعي الكعبي: أبو المطرف التابعي: ثقة، وثقه أحمد، والنسائي، وغيرهما، روى عن ابن عمر، وأبي الدرداء، روى عنه أبو حازم الأعرج، ومحمد بن سوقة، واتفقوا على توثيقه، روى له مسلم. التاريخ الكبير للبخاري، 4/ 347، وتهذيب الأسماء واللغات، 1/ 253.
3
موطأ مالك، 3/ 622، وحسنه العلامة الألباني في صحيح الجامع الصغير وزيادته (1/ 248)، برقم 1102، وفي السلسلة الصحيحة، برقم 1503
21
مسلم، كتاب الحج، باب في فضل الحج والعمرة ويوم عرفة، برقم 1348
22
الترمذي، كتاب الدعوات، باب ما يقول إذا خرج مسافراً، برقم 3339، وبنحوه في مسند أحمد، 13/ 352، برقم 7973، وصححه محققو المسند، وحسنه الألباني في صحيح سنن الترمذي، برقم 3339.
23
أخرجه ابن ماجه، كتاب الزكاة، باب من يجوز له أخذ الصدقة وهو غني، برقم 1637 ، قال البوصيري، 2/ 59 : «هذا إسناد رجاله ثقات، إلا أنه منقطع»، وقال المنذري، 2/328: «رواه ابن ماجه بإسناد جيد»، وقال المناوي، 2/87: «قال الدميري: رجاله ثقات»، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع الصغير، برقم 1116
25
مسلم، كتاب الصيام، باب صوم سرر شعبان، برقم 1162
26
البخاري، كتاب التفسير، باب قوله: ﴿اليوم أكملت لكم دينكم﴾ برقم 4606 /5 ، فله الحمد في الأولى والآخرة. 4- بيان أن دعوة جميع الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام هي دعوة إلى توحيد اللَّه عز وجل وإفراده وحده بالعبادة، قال اللَّه عز وجل: ﴿وَلَقَدْ بَعَثْنا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ﴾ سورة النحل، الآية: 36 . 5- على المسلم في ذلك اليوم أيضًا أن يذكر نفسه وغيره بفضائل التوحيد التي دلت عليها النصوص من الكتاب والسنة والتي منها: أ – أنه إذا كان في قلب المسلم مثقال حبة منه منعه ذلك من الخلود في النار ومن حققه بالكلية لم يدخل النار بفضل من اللَّه وحده. ب – أنه سبب الأمان من سوء الخاتمة والتثبيت عند الموت وعند سؤال الملكين في القبر. جـ - أن من قال لا إله إلا اللَّه مخلصًا من قلبه فهو أسعد الناس بشفاعة رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم. د – أنه يسهل على صاحبه فعل الخيرات وترك المنكرات ويسليه عند وقوع المصائب طمعًا في رضوان اللَّه. هـ - حظ العبد من الخيرات والدرجات بحسب حظه من تكميل التوحيد
27
. 6- هذا الحديث فيه دليل على تفاضل الأعمال بعضها على بعض؛ لأن الأعمال تتفاضل على حسب: المكان، والزمان، والعامل، وجنس العمل، ونوعه، وكميته، وكيفيته. فمثال المكان قول النبي صلى الله عليه وسلم: «صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام»
29
، ومثال العامل قوله صلى الله عليه وسلم: «لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهبًا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه»
30
، ومثال جنس العمل قوله في الحديث القدسي: «ما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضه عليه»
31
، ومثال نوعه أن الصلاة أفضل من الزكاة، والزكاة أفضل من الصوم، وهكذا، ومثال كيفية العمل قوله عز وجل: ﴿لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً﴾ سورة هود، الآية: 7 ، ومثال الكمية: صلاة أربع ركعات أفضل من ركعتين إلا لسبب يقتضي تفضيل الركعتين
32
. 7- لم يثبت في الكتاب العزيز ولا في السنة الصحيحة جواز الذكر بالاسم المفرد وتكرار ذلك كقول بعض المتصوفة: «اللَّه، اللَّه، اللَّه» أو قولهم: «هو، هو، هو» وهذا من تمام جهلهم بهدي النبي صلى الله عليه وسلم لأن الذي شرع لنا الذكر بَيَّنَ لنا الكيفية في قوله. وقد زعم هؤلاء الجهال أن «لا إله إلا اللَّه» هي ذكر العوام و«اللَّه» للعارفين و«هو» للمحققين على حد زعمهم، وقد فند شيخ الإسلام ابن تيمية دعاوى هؤلاء بقوله: «وربما ذكر بعض المصنفين في الطريق تعظيم ذلك واستدل عليه تارة بوجد وتارة برأي، وتارة بنقل مكذوب» إلى أن قال: «فأما ذكر الاسم المفرد فلم يشرع بحال، وليس في الأدلة الشرعية ما يدل على استحبابه وكذلك بالأدلة العقلية الذوقية»
تم تأسيس موقع سورة قرآن كبادرة متواضعة بهدف خدمة الكتاب العزيز و السنة المطهرة و الاهتمام بطلاب العلم و تيسير العلوم الشرعية على منهاج الكتاب و السنة , وإننا سعيدون بدعمكم لنا و نقدّر حرصكم على استمرارنا و نسأل الله تعالى أن يتقبل منا و يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم .