اللهم أنت عضدي وأنت نصيري بك أحول وبك أصول وبك أقاتل

حصن المسلم | دعاء لقاء العدو وذي السلطان | اللهم أنت عضدي وأنت نصيري بك أحول وبك أصول وبك أقاتل

اللَّهُمَّ أَنْتَ عَضُدِي، وَأَنْتَ نَصِيرِي، بِكَ أَحُولُ، وَبِكَ أَصُولُ، وَبِكَ أُقَاتِلُ (1).

Allahumma anta AAadudee, wa-anta naseeree, bika ajoolu wabika asoolu wabika oqatil.
‘O Allah, You are my supporter and You are my helper, by You I move and by You I attack and by You I battle.


(1) أبو داود، 3/ 42، برقم 2632، والترمذي، 5/ 572، برقم 3584، وانظر: صحيح الترمذي، 3/183 .

شرح معنى اللهم أنت عضدي وأنت نصيري بك أحول وبك أصول وبك أقاتل

لفظ الحديث الذي ورد فيه:

430- عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا غَزَا قَالَ: «اللَّهُمَّ أَنْتَ عَضُدِي، وَنَصِيرِي، بِكَ أَحُولُ، وَبِكَ أَصُولُ، وَبِكَ أُقَاتِلُ»، هذا لفظ أبي داود(1) .
431- وروى النسائي، وأحمد، وابن حبان، عَنْ صُهَيْبٍ رضي الله عنه (2) ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُحَرِّكُ شَفَتَيْهِ أَيَّامَ حُنَيْنٍ بَعْدَ صَلاَةِ الْفَجْرِ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّكَ تُحَرِّكُ شَفَتَيْكَ بِشَيْءٍ؟ قَالَ: «إِنَّ نَبِيًّا مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، ثُمَّ ذَكَرَ كَلِمَةً مَعْنَاهَا أَعْجَبَتْهُ كَثْرَةُ أُمَّتِهِ، فَقَالَ: لَنْ يَرُومَ هَؤُلاَءِ أَحَدٌ بِشَيْءٍ، فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ أَنَّ خَيِّرْ أُمَّتَكَ بَيْنَ إِحْدَى ثَلاَثٍ: أَنْ أُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ فَيَسْتَبِيَحَهُمْ، وَإِمَّا أَنْ أُسَلِّطَ عَلَيْهِمُ الْجُوعَ، وَإِمَّا أَنْ أُرْسِلَ عَلَيْهِمُ الْمَوْتَ؟ فَقَالُوا: أَمَّا الْجُوعُ وَالْعَدُوُّ، فَلاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِمَا، وَلَكِنَّ الْمَوْتَ، فَأُرْسِلَ عَلَيْهِمُ الْمَوْتُ، فَمَاتَ مِنْهُمْ فِي لَيْلَةٍ سَبْعُونَ أَلْفًا، فَأَنَا أَقُولُ: اللَّهُمَّ بِكَ أُحَاوِلُ، وَبِكَ أُصَاوِلُ، وَبِكَ أُقَاتِلُ»(3) .
432- وفي لفظ آخر لابن حبان: عَنْ صُهَيْبٍ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، كَانَ أَيَّامَ خَيْبَرَ يُحَرِّكُ شَفَتَيْهِ بِشَيْءٍ بَعْدَ صَلاَةِ الْفَجْرِ، فَقِيلَ لَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّكَ تُحَرِّكُ شَفَتَيْكَ بِشَيْءٍ مَا كُنْتَ تَفْعَلُهُ، فَمَا هَذَا الَّذِي تَقُولُ؟ قَالَ صلى الله عليه وسلم: أَقُولُ: «اللَّهُمَّ بِكَ أُحَاوِلُ، وَبِكَ أُقَاتِلُ، وَبِكَ أُصَاوِلُ»(4) .

شرح مفردات الحديث:

1- قوله: «اللَّهم»: «اللَّهُمَّ بِمَعْنَى: يَا أَلله، ... الْمِيمَ فِي آخِرِ الْكَلِمَةِ بِمَنْزِلَةِ يَا فِي أَولها، وَالضَّمَّةُ الَّتِي هِيَ فِي الْهَاءِ هِيَ ضَمَّةُ الِاسْمِ الْمُنَادَى الْمُفْرَدِ »(5) .
2- قوله: «أنت عضدي» أي: معتمدي فلا أعتمد على غيرك(6) والعضد هو الناصر المعين.
3- قوله: «وأنت نصيري» أي: ناصري على أعدائي ميسر لي الغلبة عليهم.
4- قوله: «بك أحول» أي: أصرف بعونك كيد العدو وأحتال لدفع مكرهم فلا حول ولا قوة لأحد إلا بك.
وفي رواية: «بك أحاول» قال ابن الجوزي: «قوله: «بك أْحَاوِلُ» أي: أْطَالِبُ، وَبكَ أَحُولُ أي: أَتَحَرَّكُ، ولا حَوْلَ أي: لا حَرَكَةَ»(7) .
5- قوله: «وبك أصول» أي: أحمل على العدو حتى أغلبه وأستأصله(8) .
6- قوله: «وبك أقاتل» أي: أعداء الملة الذين يصدون عن سبيلك، قال الصنعاني رحمه الله: «فالكل من الأفعال [أي: أحاول، وأصول، وأجول، وأقاتل]: مستعان فيه تعالى فهو الأمر بقتال العدو ومنه تطلب الإعانة على قتاله»(9) .
7- قوله: «يروم هؤلاء»: يطلبون، فالروم من «رَامَ الشيءَ يَرومُهُ رَوْماً ومَراماً: طَلَبَهُ، ... والمَرامُ المَطْلَبُ... رَوَّمْتُ فُلَانًا ورَوَّمْتُ بِفُلَانٍ إِذا جَعَلْتَهُ يَطْلُبُ الشَّيْءَ»(10) .
8- قوله: «أيام حنين»: وقت وزمان حنين، وهي المعركة التي حدثت بعد فتح مكة، وقد ذكرها القرآن الكريم، وفي رواية: «أيام خيبر»، وهي الغزوة التي فتح اللَّه بها على نبيه مدينة خيبر، «... قَدْ يُرادُ بِالْيَوْمِ الوقتُ مُطْلَقًا؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: «تِلْكَ أَيَّامُ الهَرْج» أَي: وقتُه، وَلَا يَخْتَصُّ بالنهارِ دُونَ اللَّيْلِ، واليَوْمُ الأَيْوَمُ: آخرُ يَوْمٍ فِي الشَّهْرِ.
ويَوْمٌ أَيْوَمُ ويَوِمٌ ووَوِمٌ؛ الأَخيرة نَادِرَةٌ لأَن الْقِيَاسَ لَا يوجبُ قَلْبَ الياءِ وَاوًا، كلُّه: طويلٌ شديدٌ هائلٌ.
ويومٌ ذُو أَيَاوِيمَ»(11) .
9- قوله: «فيستبيحهم»: يجعل أموالهم ونساءهم حلالاً، فيَسْبيهم، ويَنْهَبَهم، ويَجْعلَهم له مُباحاً، أي: لا تَبِعةَ عليه فيهم، يقال: أبَاحَه يُبِيحُه واسْتَباحَه يَسْتَبيحه(12) .

ما يستفاد من الحديث:

1- النصير الحقيقي هو رب العالمين، فالواجب على أهل القبلة أن لا تتعلق قلوبهم بغير اللَّه عز وجل، قال تعالى: ﴿إِن يَنصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ﴾(13) .
2- بيان شجاعة الرسول صلى الله عليه وسلم حيث كان يباشر القتال بنفسه، ويعرضها للمهالك، كما حدث يوم أحد، وقد كان الصحابة إذا اشتد البأس يحتمون في ظهر النبي صلى الله عليه وسلم (14) .
3- كان النبي صلى الله عليه وسلم أشجع الناس يقول أنس رضي الله عنه: كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أشجع الناس، ولقد فزع أهل المدينة ذات ليلة، فانطلق ناس قبل الصوت، فتلقاهم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم راجعًا، وقد سبقهم إلى الصوت، وهو على فرس لأبي طلحة في عنقه السيف، وهو يقول: «لم تراعوا، لم تراعوا»، قال أنس: وجدناه بحرًا، أو إنه لبحر(15) .
ومعنى «بحرًا»: أي: سريع العدو، ولا تراعوا أي: اطمئنوا.
قال النووي وفيه: بيان شجاعته صلى الله عليه وسلم في الخروج للعدو قبل الناس كلهم بحيث كشف الحال ورجع قبل وصول الناس، وبيان معجزته بانقلاب الفرس سريعًا بعد أن كان يبطأ وغير ذلك(16) .

1 أبو داود، برقم 2632، وصححه الألباني في صحيح الترمذي، 3/183
2 صهيب بن سنان بن مالك من النمر بن قاسط، أبو يحيى، وهو الرومي، قيل له ذلك لأن الروم سبوه صغيراً، قال ابن سعد: وكان أبوه وعمه على الأبلة من جهة كسرى، وكانت منازلهم على دجلة من جهة الموصل، فنشأ صهيب بالروم فصار ألكن، ثم اشتراه رجل من كلب فباعه بمكة، فاشتراه عبد اللَّه بن جدعان التميمي فأعتقه، أسلم هو وعمار، ورسول اللَّه  في دار الأرقم، وكان من المستضعفين ممن يعذب في اللَّه، وهاجر إلى المدينة مع علي بن أبي طالب في آخر من هاجر في تلك السنة، وشهد بدراً والمشاهد بعدها، ويقال: إنه لما هاجر تبعه نفر من المشركين، فسئل فقال: يا معشر قريش إني من أرماكم، ولا تصلون إلي حتى أرميكم بكل سهم معي، ثم أضربكم بسيفي، فإن كنتم تريدون مالي دللتكم عليه، فرضوا فعاهدهم ودلهم، فرجعوا فأخذوا ماله، فلما جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال له: «ربح البيع»، وروى ابن عيينة في تفسيره، وابن سعد عن مجاهد أول من أظهر إسلامه سبعة، فذكره فيهم، وروى ابن سعد من طريق عمر بن الحكم قال: كان عمار بن ياسر يعذب حتى لا يدري ما يقول، وكذا صهيب، وأبو فائد، وعامر بن فهيرة وقوم، ولما مات عمر أوصى أن يصلي عليه صهيب، وأن يصلي بالناس إلى أن يجتمع المسلمون على إمام، رواه البخاري في تاريخه، مات صهيب في شوال سنة ثمان وثلاثين وهو ابن سبعين. انظر: الاستيعاب في معرفة الأصحاب لابن عبد البر، 2/ 726، والإصابة في تمييز الصحابة، 3/ 449.
3 السنن الكبرى للنسائي، 5/ 188، برقم 8632، وأحمد، 31/ 262، برقم 18938، وابن حبان، 11/ 72، برقم 4758، وصححه محققو المسند، 31/ 263، ومحقق ابن حبان، 11/ 72، والألباني في التعليقات الحسان، 25/ 435، برقم 4738
4 صحيح ابن حبان، 5/ 374، برقم 2027، وصححه محققو المسند، 31/ 263، ومحقق ابن حبان، 11/ 72، والألباني في التعليقات الحسان، 25/ 435، برقم 4738، وصححه محقق ابن حبان، والألباني في التعليقات الحسان، 6/ 1472، برقم 2025
5 لسان العرب، 13/ 470، مادة (أله)
6 قال في القاموس هي بالفتح وبالكسر وبالضم
7 غريب الحديث لابن الجوزي، 1/ 254
8 انظر عون المعبود، 4/ 163
9 التنوير شرح الجامع الصغير، 8/ 426
10 لسان العرب، 12/ 258، مادة (روم)
11 لسان العرب، 12/ 650، مادة (يوم)
12 انظر: النهاية في غريب الحديث والأثر، لابن الأثير، 1/ 160، مادة (بوح)
13 سورة آل عمران، الآية: 160
14 مختصر الشمائل المحمدية للألباني، وقال: إنه صحيح، لم أجد هذا الحديث في الموضع الذي أشار إليه الشارح، ولكن ما في المتن يؤيده ما ورد في صحيح مسلم، كتاب الجهاد والسير، باب في غزوة حنين، برقم 1776: «جَاءَ رَجُلٌ إِلَى الْبَرَاءِ ، فَقَالَ: أَكُنْتُمْ وَلَّيْتُمْ يَوْمَ حُنَيْنٍ يَا أَبَا عُمَارَةَ؟ فَقَالَ: أَشْهَدُ عَلَى نَبِيِّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَا وَلَّى، وَلَكِنَّهُ انْطَلَقَ أَخِفَّاءُ مِنَ النَّاسِ، وَحُسَّرٌ إِلَى هَذَا الْحَيِّ مِنْ هَوَازِنَ، وَهُمْ قَوْمٌ رُمَاةٌ، فَرَمَوْهُمْ بِرِشْقٍ مِنْ نَبْلٍ، كَأَنَّهَا رِجْلٌ مِنْ جَرَادٍ، فَانْكَشَفُوا، فَأَقْبَلَ الْقَوْمُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَأَبُو سُفْيَانَ بْنُ الْحَارِثِ يَقُودُ بِهِ بَغْلَتَهُ، فَنَزَلَ، وَدَعَا، وَاسْتَنْصَرَ، وَهُوَ يَقُولُ: أَنَا النَّبِيُّ لاَ كَـــــــــذِبْ أَنَا ابْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبْ اللَّهُمَّ نَزِّلْ نَصْرَكَ قَالَ الْبَرَاءُ: كُنَّا وَاللَّهِ إِذَا احْمَرَّ الْبَأْسُ نَتَّقِي بِهِ، وَإِنَّ الشُّجَاعَ مِنَّا لَلَّذِي يُحَاذِي بِهِ، يَعْنِي النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم.
15 مسلم، كتاب الفضائل، باب في شجاعة النبي صلى الله عليه وسلم، وتقدمه للحرب، برقم 2307
16 انظر مسلم بشرح النووي، 15/ 68، فهناك فوائد أُخر


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Sunday, August 10, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب